إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ندوة مركز الحوار العربي الأمريكي بواشنطن .. هكذا انتقل "الصراع من سوريا" إلى "الصراع حول سوريا"

 

قال هيثم المناع المعارض السوري أن  فهما أفضل للمشهد السوري يتطلب الخروج من حالة التعامل مع الإحداث كما هي  الى التعامل مع ما أفرزته الأحداث منذ 2011حتى ألان والقيام بما يمكن ان نسميه التحليل السوسيولوجي السياسي بكل ما يحمله من آلام وآمال ومخاطر أيضا للمشهد السوري,معتبرا في ذات الوقت أن هذا الأمر هو حالة تأمل في زمن مازلنا نعيشه وندفع ثمنه كل من موقعه بين من يعتبر ما حدث ثورة سلمية او عمل مسلح..وقال مناع ان الحركات الشعبية التلقائية انبثقت من رحم الأزمات المستعصية لأنظمة سياسية تحولت الى نعش دون جنازة " مضيفا ان المعارضة لهذه النظم عرفت مواجهة شرسة مع السلطة الا ان المكانة الجغرافية قدمت موضوع التغيير كقضية دولية بامتياز.وأضاف لسوء الحظ كانت كارثة 11 سبتمبر وقعت وأصبحت في قلب المفرزات البائسة لما أطلق عليه الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الحرب على الإرهاب بحيث تداخل  ضمن الاستراتيجيات الأمريكية أسوأ السيناريوهات للضغط على الحكومات العربية..

  • حراك سلمي ولكن ..

واعتبر ان المقاومة المدنية في سوريا كانت خيار الشباب في درعا ولكن رد النظام السوري على هذا الحراك كان عسكريا بدعوى إجهاض المؤامرة وخلص الى ان الحوار الوطني الذي كان نائب الرئيس السوري المعزول فاروق الشرع تم إفشاله وكشف ان نحو 120 ألف من الجهاديين توافدوا على سوريا من البوسنة والعراق وافغانستان ..وهو ما أدى الى كثير من الخسائر البشرية من المدنيين  على يد من سماهم بعملاء الناتو. واعتبر ان مرسوم العفو الرئاسي للمساجين لم يشمل عناصر الحراك المدني من الشباب بل شمل مات من العناصر المتطرفة وبينها حسان عبود الذي سيشكل أحرار الشام و زهران علوش قائد جيش الإسلام واحمد الشيخ لواء صقور الإسلام و ابو مالك التلي مسؤول جبهة النصرة الى جانب كتائب أحرار الشام ومدربين عائدين من العراق وافغانستان وهؤلاء سيكون لهم دور في رفض لاءات المؤتمر الوطني السوري "لا للعنف لا للطائفية لا للتدخل الأجنبي وسيستبدل الإخوان على موقعهم الذي يديره القرضاوي  هذه الاءات الثلاث بنعم للجهاد ونعم للتدخل الخارجي ونعم للطائفية على اعتبار ان الاءات الثلاث السابقة ليست مقدسة. واشار مناع انه سبق ان حذر من فتح الحدود ولكنه لم يجد غير الاستخفاف بما في ذلك من جانب مسؤولي الناتو.ويقول انه تبعا لذلك لم يستغرب من سيطرة داعش على أراض سورية وعراقية الا انه وبعد ان احتل الدواعش البصرة تغير موقف الناتو وبدأ يهتم بالحقائق المرتبطة بهذه الجماعات.

وقال مناع طبعا في كل نزاع مسلح من قبل الإسلام الى غاية الحرب العالمية الثانية هناك هواة وهناك محترفون وهؤلاء كانوا محترفين وفي صفوفهم خيرة ضباط الجيش العراقي ومجموعة عسكرية أفغانية ومقاتلون من البوسنة يقودهم هوس الذهاب الى الجنة للقاء حور العين.  وقال مناع للأسف اليوم مفهوم سيادة الدول لم يعد له معنى تماما كما ان مفهوم الشعب السوري ووحدة الاراضي السورية لم يعد يهم الا قلة من الوطنيين وقال "هناك سلطة امر واقع محمية من روسيا وتركيا وايران .اما الأمم المتحدة فهي تستجدي لوضع اسمها في المنابر وان ما سمي بأصدقاء الشعب السوري الليبراليين الجدد الذين كانوا يروجون بان 114 دولة مستعدة للاعتراف بهم فهم متمسكون بالعقوبات على سوريا ومقاطعة النظام. وشدد مناع على ان ثلاثي استانا  روسيا تركيا إيران هو الفاعل الأول في الملف السوري ومستقبل سوريا لا يمكن ان يرسي خارج إرادة ما تتفق عليه هذه الإطراف..

مناع اعتبر ان بعض الطفيليات او المعارضة المرتزقة  التي تتمعش على حساب الاستخبارات الأجنبية في واشنطن لا تمثل الشعب السوري وانه كان ولا يزال في المؤتمر الوطني السوري يعارض منطق العقوبات التي تستهدف الشعوب  ولا تساعد  في إسقاط الأنظمة وهو ما يتضح من خلال ما حدث في كوبا وكوريا الشمالية وإيران

- اليوم نرى ثمن التدخل الخارجي لأكثر من 120 ألف جهادي

مناع عاد على مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد في تونس في 2011 زمن الرئيس المؤقت محمد المرزوقي   وشدد على أنه كان في تونس في تلك الفترة وانه رفض حضور المؤتمر كما رفض الاستجابة لدعوة المرزوقي لمنحه الوقت المخصص له ولأخذ الكلمة بدلا منه وقال "قلت صراحة اني اذا قبلت الدعوة و بمجرد دخولي الى قاعة المؤتمر أكون قبلت بنقل الصراع من سوريا الى الصراع على سوريا ". وأشار مناع ان هذا لم يكن موقفه وحده بل كان موقف 18 حزبا سياسيا و أكثر من ثلاثين منظمة غير حكومية.وخلص الى ان المعارضة التي تطالب بالعقوبات على سوريا لم تكن يوما معارضة. كما كشف هيثم المناع ان اكثر من 6 ألاف تونسي دخلوا الى سوريا و ان نحو 3400 قتلوا وهناك قائمة لدى المنظمات التي كانت تسجل ما يحدث من نعي للقتلى. واكد ان اكثر من النصف المتبقي عاد في الفترة الأخيرة بشكل سري أو لان جبهة النصرة تحاول تخفيف حضور الاجانب وبين ان قسما من هؤلاء موجود في سجون الهول واحيانا هناك عائلات بأكملها في السجن فيما يوجد عدد قليل في سجون الحكومة السورية. ونفى مناع ان تكون هناك معارضات بمعنى معارضة  تابعة الدوحة والرياض ولندن وباريس وأوضح ان هناك معارضتين الأولى وهي معارضة التبع والثانية هي المعارضة الوطنية التي تناضل من اجل دولة المواطنة والحقوق الأساسية وهي قوية وموجودة وكوادرها في الداخل لم تغادر سوريا..وعاد مناع الى حوار ادلى به لجريدة الصباح بعد مؤتمر أصدقاء سوريا وقال "في يوم افتتاح مؤتمر ما سمي أصدقاء الشعب السوري في تونس، كنت في قصر قرطاج عند منصف المرزوقي. وقال لي منصف: تعال وأعطيك وقتي في الحديث للتكلم في اللاءات الثلاث (لا للطائفية، لا للعنف، لا للتدخل الخارجي). قلت له : مجرد ما اكون دخلت القاعة أنا دخلت في اللعبة، دخلت في محور ضد محور.أي قبلت بأن ينتقل الملف السوري من صراع ضد الدكتاتورية إلى صراع على سوريا..بعد ساعتين من النقاش وضع لي أحد العاملين في قرطاج وجبة غداء لوحدي وذهب منصف لوحده. من مضحكات الأيام أنه في اليوم الذي أجرى حمد بن جاسم مقابلة قال فيها “تهاوشنا على الصيدة” كان في سوريا أربع جبهات قتال. في 2012  سبق وقلت على البي بي سي: اللي بدو يجاهد يجاهد في بيت أبوه، وأضفت إذا جاء ألف من الشيشان سيأتي ألفين من لبنان..معظم ما يسمى“قوى الثورة والمعارضة” اعتبرني خائنا للثورة وعميلا للنظام. اليوم يرى الناس ثمن التدخل الخارجي، وثمن فتح الحدود لأكثر من 120 ألف جهادي تكفيري، للعلم أول اصطدام مع صديق ربع قرن من النضال منصف المرزوقي كان حول إغماض العين عن سفر آلاف التونسيين للقتال في سوريا. ومنصف والغنوشي ووزير الداخلية وقتئذ عليهم مسؤولية أخلاقية وقانونية في وصول هؤلاء لسوريا بمساعدة المخابرات التركية وعن وفاة قرابة 3000 آلاف تونسي في سوريا والعراق قاتلوا مع داعش والنصرة. فتح بشار الأسد البلاد للميليشيات الموالية لإيران (من لبنان إلى أفغانستان). وقبل إرسال اردوغان لمرتزقة سوريين إلى ليبيا أرسلت إيران الفاطميين والزينبيين من اللاجئين الأفغان الهزارة إلى سوريا.. لقد أصبحنا حقل تجارب للإسلام السياسي بطبعتيه السنية والشيعية.. 

واقر مناع بانه لا يزال متمسكا بالاءات الثلاث لا للطائفية لا للعنف لا للتدخل الاجنبي وانه  وقع نص المبادرة العربية مشيرا انها بدأت قبل الزلزال وهي موجهة لكل الأنظمة العربية التي تتدخل في سوريا بانها طرفا في المسؤولية وانه عليها ان تقدم تعويضا لسوريا حتى يكون لهم دور ايجابي في انقاذ هذا البلد مشددا على انه لا احد يمكن ان يقول ان يده نظيفة مما يحدث في سوريا..واعتبر انه مهما فعلوا لا يمكن ان يقتلوا الأمل في السوريين..

وكشف انه بعد كل مبادرة او حوار او لقاء عربي يكون هناك تدخل امريكي سافر وقال "لدي انتقادات كثيرة للروس ولكنهم شجعوا المبادرة العربية ".واستضاف مركز الحوار العربي الامريكي بواشنطن الذي يديره الدكتور صبحي غندور المعارض السوري  مساء الجمعة هيثم المناع في محاولة لقراءة المشهد السوري بعد اكثر من عقد  على الحراك الشعبي في سوريا ولكن ايضا بعد نحو شهر على تداعيات الزلزال المدمر الذي هز سوريا و بداية عودة الجسور بين سوريا وبين عدد من العواصم العربية بعد هذه المأساة. وتساءل غندور عما لو كان النظام السري سقط في بداية الحراك ستكون سوريا جنات عدن وهل كانت ستظل واحدة.واعتبر صبحي غندور ان سوريا كانت معنية منذ البداية بتداعيات الاحتلال في العراق وان ازمة سوريا لا يمكن ان تنفصل عن الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة وان دمشق كانت ولا تزال غير موقعة على اتفاقات التطبيع. وتسائل الدكتور صبحي غندور عما اذا كان الهدف من الحراك الشعبي تغيير النظام في سوريا ام لفك تحالفات الحكم السوري مع ايران وروسيا وتفكيك وحدة سوريا واقامة دويلات حليفة تسبح في فلك اسرائيل..على اعتبار ان مصلحة الاحتلال كانت ولا تزال ابعاد هذا الكابوس الجاثم في المنطقة..كما اعتبر ان ما حصل في سوريا تكرار لحرب لبنان التي استمرت خمسة عشرة عاما وتحولت الى مزيج من الصراعات الاقليمية والدولية وان ما حصل شبيه ايضا بحرب افغانستان ومحاولات فرض نظام موال لروسيا ونفى ان يكون ما حدث في سوريا شبيه بما وقع في تونس ومصر بل استمرار لما كانت وزيرة الخارجية الامريكية غونداليزا رايس روجت له لبناء شرق اوسط جديد مبني على احتلال العراق بما يجعل اليوم سوريا حاضرة في كل ازمات المنطقة ويجعل المنطقة باكملها امام خيارات حاسمة..

 يذكر ان هثيم مناع، واسمه الأصلي هيثم العودات باحث وناشط حقوقي سوري والرئيس السابق لهيئة التنسيق الوطنية في المهجر، والمتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان، اعتقلته المخابرات السورية..اختار اسم «منّاع» تخليداً لذكرى زوجته الأولى منى والتي فقدها في اعتداء بعد خمس أيام من زواجهما..

اسيا العتروس

ندوة مركز الحوار العربي الأمريكي بواشنطن .. هكذا انتقل "الصراع من سوريا" إلى "الصراع حول سوريا"

 

قال هيثم المناع المعارض السوري أن  فهما أفضل للمشهد السوري يتطلب الخروج من حالة التعامل مع الإحداث كما هي  الى التعامل مع ما أفرزته الأحداث منذ 2011حتى ألان والقيام بما يمكن ان نسميه التحليل السوسيولوجي السياسي بكل ما يحمله من آلام وآمال ومخاطر أيضا للمشهد السوري,معتبرا في ذات الوقت أن هذا الأمر هو حالة تأمل في زمن مازلنا نعيشه وندفع ثمنه كل من موقعه بين من يعتبر ما حدث ثورة سلمية او عمل مسلح..وقال مناع ان الحركات الشعبية التلقائية انبثقت من رحم الأزمات المستعصية لأنظمة سياسية تحولت الى نعش دون جنازة " مضيفا ان المعارضة لهذه النظم عرفت مواجهة شرسة مع السلطة الا ان المكانة الجغرافية قدمت موضوع التغيير كقضية دولية بامتياز.وأضاف لسوء الحظ كانت كارثة 11 سبتمبر وقعت وأصبحت في قلب المفرزات البائسة لما أطلق عليه الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الحرب على الإرهاب بحيث تداخل  ضمن الاستراتيجيات الأمريكية أسوأ السيناريوهات للضغط على الحكومات العربية..

  • حراك سلمي ولكن ..

واعتبر ان المقاومة المدنية في سوريا كانت خيار الشباب في درعا ولكن رد النظام السوري على هذا الحراك كان عسكريا بدعوى إجهاض المؤامرة وخلص الى ان الحوار الوطني الذي كان نائب الرئيس السوري المعزول فاروق الشرع تم إفشاله وكشف ان نحو 120 ألف من الجهاديين توافدوا على سوريا من البوسنة والعراق وافغانستان ..وهو ما أدى الى كثير من الخسائر البشرية من المدنيين  على يد من سماهم بعملاء الناتو. واعتبر ان مرسوم العفو الرئاسي للمساجين لم يشمل عناصر الحراك المدني من الشباب بل شمل مات من العناصر المتطرفة وبينها حسان عبود الذي سيشكل أحرار الشام و زهران علوش قائد جيش الإسلام واحمد الشيخ لواء صقور الإسلام و ابو مالك التلي مسؤول جبهة النصرة الى جانب كتائب أحرار الشام ومدربين عائدين من العراق وافغانستان وهؤلاء سيكون لهم دور في رفض لاءات المؤتمر الوطني السوري "لا للعنف لا للطائفية لا للتدخل الأجنبي وسيستبدل الإخوان على موقعهم الذي يديره القرضاوي  هذه الاءات الثلاث بنعم للجهاد ونعم للتدخل الخارجي ونعم للطائفية على اعتبار ان الاءات الثلاث السابقة ليست مقدسة. واشار مناع انه سبق ان حذر من فتح الحدود ولكنه لم يجد غير الاستخفاف بما في ذلك من جانب مسؤولي الناتو.ويقول انه تبعا لذلك لم يستغرب من سيطرة داعش على أراض سورية وعراقية الا انه وبعد ان احتل الدواعش البصرة تغير موقف الناتو وبدأ يهتم بالحقائق المرتبطة بهذه الجماعات.

وقال مناع طبعا في كل نزاع مسلح من قبل الإسلام الى غاية الحرب العالمية الثانية هناك هواة وهناك محترفون وهؤلاء كانوا محترفين وفي صفوفهم خيرة ضباط الجيش العراقي ومجموعة عسكرية أفغانية ومقاتلون من البوسنة يقودهم هوس الذهاب الى الجنة للقاء حور العين.  وقال مناع للأسف اليوم مفهوم سيادة الدول لم يعد له معنى تماما كما ان مفهوم الشعب السوري ووحدة الاراضي السورية لم يعد يهم الا قلة من الوطنيين وقال "هناك سلطة امر واقع محمية من روسيا وتركيا وايران .اما الأمم المتحدة فهي تستجدي لوضع اسمها في المنابر وان ما سمي بأصدقاء الشعب السوري الليبراليين الجدد الذين كانوا يروجون بان 114 دولة مستعدة للاعتراف بهم فهم متمسكون بالعقوبات على سوريا ومقاطعة النظام. وشدد مناع على ان ثلاثي استانا  روسيا تركيا إيران هو الفاعل الأول في الملف السوري ومستقبل سوريا لا يمكن ان يرسي خارج إرادة ما تتفق عليه هذه الإطراف..

مناع اعتبر ان بعض الطفيليات او المعارضة المرتزقة  التي تتمعش على حساب الاستخبارات الأجنبية في واشنطن لا تمثل الشعب السوري وانه كان ولا يزال في المؤتمر الوطني السوري يعارض منطق العقوبات التي تستهدف الشعوب  ولا تساعد  في إسقاط الأنظمة وهو ما يتضح من خلال ما حدث في كوبا وكوريا الشمالية وإيران

- اليوم نرى ثمن التدخل الخارجي لأكثر من 120 ألف جهادي

مناع عاد على مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد في تونس في 2011 زمن الرئيس المؤقت محمد المرزوقي   وشدد على أنه كان في تونس في تلك الفترة وانه رفض حضور المؤتمر كما رفض الاستجابة لدعوة المرزوقي لمنحه الوقت المخصص له ولأخذ الكلمة بدلا منه وقال "قلت صراحة اني اذا قبلت الدعوة و بمجرد دخولي الى قاعة المؤتمر أكون قبلت بنقل الصراع من سوريا الى الصراع على سوريا ". وأشار مناع ان هذا لم يكن موقفه وحده بل كان موقف 18 حزبا سياسيا و أكثر من ثلاثين منظمة غير حكومية.وخلص الى ان المعارضة التي تطالب بالعقوبات على سوريا لم تكن يوما معارضة. كما كشف هيثم المناع ان اكثر من 6 ألاف تونسي دخلوا الى سوريا و ان نحو 3400 قتلوا وهناك قائمة لدى المنظمات التي كانت تسجل ما يحدث من نعي للقتلى. واكد ان اكثر من النصف المتبقي عاد في الفترة الأخيرة بشكل سري أو لان جبهة النصرة تحاول تخفيف حضور الاجانب وبين ان قسما من هؤلاء موجود في سجون الهول واحيانا هناك عائلات بأكملها في السجن فيما يوجد عدد قليل في سجون الحكومة السورية. ونفى مناع ان تكون هناك معارضات بمعنى معارضة  تابعة الدوحة والرياض ولندن وباريس وأوضح ان هناك معارضتين الأولى وهي معارضة التبع والثانية هي المعارضة الوطنية التي تناضل من اجل دولة المواطنة والحقوق الأساسية وهي قوية وموجودة وكوادرها في الداخل لم تغادر سوريا..وعاد مناع الى حوار ادلى به لجريدة الصباح بعد مؤتمر أصدقاء سوريا وقال "في يوم افتتاح مؤتمر ما سمي أصدقاء الشعب السوري في تونس، كنت في قصر قرطاج عند منصف المرزوقي. وقال لي منصف: تعال وأعطيك وقتي في الحديث للتكلم في اللاءات الثلاث (لا للطائفية، لا للعنف، لا للتدخل الخارجي). قلت له : مجرد ما اكون دخلت القاعة أنا دخلت في اللعبة، دخلت في محور ضد محور.أي قبلت بأن ينتقل الملف السوري من صراع ضد الدكتاتورية إلى صراع على سوريا..بعد ساعتين من النقاش وضع لي أحد العاملين في قرطاج وجبة غداء لوحدي وذهب منصف لوحده. من مضحكات الأيام أنه في اليوم الذي أجرى حمد بن جاسم مقابلة قال فيها “تهاوشنا على الصيدة” كان في سوريا أربع جبهات قتال. في 2012  سبق وقلت على البي بي سي: اللي بدو يجاهد يجاهد في بيت أبوه، وأضفت إذا جاء ألف من الشيشان سيأتي ألفين من لبنان..معظم ما يسمى“قوى الثورة والمعارضة” اعتبرني خائنا للثورة وعميلا للنظام. اليوم يرى الناس ثمن التدخل الخارجي، وثمن فتح الحدود لأكثر من 120 ألف جهادي تكفيري، للعلم أول اصطدام مع صديق ربع قرن من النضال منصف المرزوقي كان حول إغماض العين عن سفر آلاف التونسيين للقتال في سوريا. ومنصف والغنوشي ووزير الداخلية وقتئذ عليهم مسؤولية أخلاقية وقانونية في وصول هؤلاء لسوريا بمساعدة المخابرات التركية وعن وفاة قرابة 3000 آلاف تونسي في سوريا والعراق قاتلوا مع داعش والنصرة. فتح بشار الأسد البلاد للميليشيات الموالية لإيران (من لبنان إلى أفغانستان). وقبل إرسال اردوغان لمرتزقة سوريين إلى ليبيا أرسلت إيران الفاطميين والزينبيين من اللاجئين الأفغان الهزارة إلى سوريا.. لقد أصبحنا حقل تجارب للإسلام السياسي بطبعتيه السنية والشيعية.. 

واقر مناع بانه لا يزال متمسكا بالاءات الثلاث لا للطائفية لا للعنف لا للتدخل الاجنبي وانه  وقع نص المبادرة العربية مشيرا انها بدأت قبل الزلزال وهي موجهة لكل الأنظمة العربية التي تتدخل في سوريا بانها طرفا في المسؤولية وانه عليها ان تقدم تعويضا لسوريا حتى يكون لهم دور ايجابي في انقاذ هذا البلد مشددا على انه لا احد يمكن ان يقول ان يده نظيفة مما يحدث في سوريا..واعتبر انه مهما فعلوا لا يمكن ان يقتلوا الأمل في السوريين..

وكشف انه بعد كل مبادرة او حوار او لقاء عربي يكون هناك تدخل امريكي سافر وقال "لدي انتقادات كثيرة للروس ولكنهم شجعوا المبادرة العربية ".واستضاف مركز الحوار العربي الامريكي بواشنطن الذي يديره الدكتور صبحي غندور المعارض السوري  مساء الجمعة هيثم المناع في محاولة لقراءة المشهد السوري بعد اكثر من عقد  على الحراك الشعبي في سوريا ولكن ايضا بعد نحو شهر على تداعيات الزلزال المدمر الذي هز سوريا و بداية عودة الجسور بين سوريا وبين عدد من العواصم العربية بعد هذه المأساة. وتساءل غندور عما لو كان النظام السري سقط في بداية الحراك ستكون سوريا جنات عدن وهل كانت ستظل واحدة.واعتبر صبحي غندور ان سوريا كانت معنية منذ البداية بتداعيات الاحتلال في العراق وان ازمة سوريا لا يمكن ان تنفصل عن الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة وان دمشق كانت ولا تزال غير موقعة على اتفاقات التطبيع. وتسائل الدكتور صبحي غندور عما اذا كان الهدف من الحراك الشعبي تغيير النظام في سوريا ام لفك تحالفات الحكم السوري مع ايران وروسيا وتفكيك وحدة سوريا واقامة دويلات حليفة تسبح في فلك اسرائيل..على اعتبار ان مصلحة الاحتلال كانت ولا تزال ابعاد هذا الكابوس الجاثم في المنطقة..كما اعتبر ان ما حصل في سوريا تكرار لحرب لبنان التي استمرت خمسة عشرة عاما وتحولت الى مزيج من الصراعات الاقليمية والدولية وان ما حصل شبيه ايضا بحرب افغانستان ومحاولات فرض نظام موال لروسيا ونفى ان يكون ما حدث في سوريا شبيه بما وقع في تونس ومصر بل استمرار لما كانت وزيرة الخارجية الامريكية غونداليزا رايس روجت له لبناء شرق اوسط جديد مبني على احتلال العراق بما يجعل اليوم سوريا حاضرة في كل ازمات المنطقة ويجعل المنطقة باكملها امام خيارات حاسمة..

 يذكر ان هثيم مناع، واسمه الأصلي هيثم العودات باحث وناشط حقوقي سوري والرئيس السابق لهيئة التنسيق الوطنية في المهجر، والمتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان، اعتقلته المخابرات السورية..اختار اسم «منّاع» تخليداً لذكرى زوجته الأولى منى والتي فقدها في اعتداء بعد خمس أيام من زواجهما..

اسيا العتروس