* هذه القضيّة تعرّي هيبة الدّولة وعجزها عن إنفاذ قوانينها على أرضها بما يشكّك في غياب ركن من أركانها القانونية
أرسى الجمال سفنه ليراقب لوحة فريدة متفرّدة بتفاصيل رقيقة دقيقة: متوسّط يداعب أطراف مدينة صغيرة وجبال شامخة تسخر من مدّه وجزره وقصور متناثرة تروي قصص من أغرتهم السلطة وسلطة جمال تلك المدينة الساحرة:المرسى وما أدراك ماالمرسى.
في هذه المدينة وما يحيط بها تنتشر القصور حيثما ولّيت وجهك لتصرخ في الحاضرين المتحضّرين هذا تاريخكم يروي قصّة من تصارعوا على أرضكم ورحلوا وبقيت آثارهم على هذه الأرض.
قصور البايات في تونس في التاريخ غير البعيد تلك التحف المعماريّة التي انصهرت فيها روح الشرق بالغرب نزولا عند رغبة المكان وأصحابه تخلّت الدولة عن معظمها وما بقي منها يحاول البعض ترميمه وبعث الرّوح فيه رغم المعيقات والاجراءات وتعنّت الراغبين في الاستيلاء على العقّارات المنسيّة مهما كان مالكها.
قصر أحمد باي الواقع في قلب مدينة المرسى والذي تمّ التفويت فيه لمالك بعينه هذا المالك استكمل كلّ الاجراءات والتراخيص اللازمة سواء من المعهد الوطني للآثار أو من بلديّة المرسى أو الوزارات المختصّة في الملفّ وانطلق في الترميم بغاية استثمار سياحي ثقافي من نمط نادر في أرضنا ولكنّ أحدا ما في هذا البلد يصرّ على تحدّي كلّ السلطات والوظائف والقوانين ويرمي عرض الحائط بالذاكرة الجماعية وبتاريخ وطن بأسره رغم كلّ القرارات التي قضت بخروجه .
هذه القضيّة تعرّي هيبة الدّولة وعجزها عن إنفاذ قوانينها على أرضها بما يشكّك في غياب ركن من أركانها القانونية وهي تمتّعها بوسائل الضغط المادي وقدرتها على إخضاع الأفراد والجماعات.
هذا الرّاسخ العنيد في قصر أحمد باي يوقف مشروعا سياحيّا من الطراز الرفيع و يحرم الأهالي من مورد رزق ويعطّل عجلة الاستثمار وإذا كان رجال القانون يعرّفون حقّ الملكية بكونه جامع ومانع ودائم فهذا المواطن لا يعنيه ذلك في شيء هوّ مواطن خارق للعادة وللقوانين والعهود والسلطات وهو الآن وهنا يهمس في سرّه قول المتنبّي "وإنّي لأفتح عيني حين أفتحها على كثير و لكن لا أرى أحدا".
لقد تجاوز هذا الرجل الحد غير عابئ بأحد والسؤال الذي يتبادر إلى ذهننا وكلّ ذهن في شيء من العقلانيّة أين الدّولة أين السلطات وما معنى الوثائق والاجراءات والتراخيص والأذون إذا كان هذا المسؤول لا يعترف بها وهل هيّ ودّة غير معلنة وكيف سينتهي هذا الملفّ ومتى ؟ قد يكون ذلك في علم الغيب وفي إرادة هذا الرجل الخارق؟
إذا تجاوزنا النزاع بين مالك ومغتصب فإنّ هذا الأخير يعتدي على المشاعر الجماعية لشعب بأسره ويهين تاريخهم وذاكرتهم بما يفتح الباب لغيره للإمعان في الاعتداء على كلّ العناصر التي من المفترض أن تكون علامات فخر واعتزاز .
بقلم: فوزي النوري
* هذه القضيّة تعرّي هيبة الدّولة وعجزها عن إنفاذ قوانينها على أرضها بما يشكّك في غياب ركن من أركانها القانونية
أرسى الجمال سفنه ليراقب لوحة فريدة متفرّدة بتفاصيل رقيقة دقيقة: متوسّط يداعب أطراف مدينة صغيرة وجبال شامخة تسخر من مدّه وجزره وقصور متناثرة تروي قصص من أغرتهم السلطة وسلطة جمال تلك المدينة الساحرة:المرسى وما أدراك ماالمرسى.
في هذه المدينة وما يحيط بها تنتشر القصور حيثما ولّيت وجهك لتصرخ في الحاضرين المتحضّرين هذا تاريخكم يروي قصّة من تصارعوا على أرضكم ورحلوا وبقيت آثارهم على هذه الأرض.
قصور البايات في تونس في التاريخ غير البعيد تلك التحف المعماريّة التي انصهرت فيها روح الشرق بالغرب نزولا عند رغبة المكان وأصحابه تخلّت الدولة عن معظمها وما بقي منها يحاول البعض ترميمه وبعث الرّوح فيه رغم المعيقات والاجراءات وتعنّت الراغبين في الاستيلاء على العقّارات المنسيّة مهما كان مالكها.
قصر أحمد باي الواقع في قلب مدينة المرسى والذي تمّ التفويت فيه لمالك بعينه هذا المالك استكمل كلّ الاجراءات والتراخيص اللازمة سواء من المعهد الوطني للآثار أو من بلديّة المرسى أو الوزارات المختصّة في الملفّ وانطلق في الترميم بغاية استثمار سياحي ثقافي من نمط نادر في أرضنا ولكنّ أحدا ما في هذا البلد يصرّ على تحدّي كلّ السلطات والوظائف والقوانين ويرمي عرض الحائط بالذاكرة الجماعية وبتاريخ وطن بأسره رغم كلّ القرارات التي قضت بخروجه .
هذه القضيّة تعرّي هيبة الدّولة وعجزها عن إنفاذ قوانينها على أرضها بما يشكّك في غياب ركن من أركانها القانونية وهي تمتّعها بوسائل الضغط المادي وقدرتها على إخضاع الأفراد والجماعات.
هذا الرّاسخ العنيد في قصر أحمد باي يوقف مشروعا سياحيّا من الطراز الرفيع و يحرم الأهالي من مورد رزق ويعطّل عجلة الاستثمار وإذا كان رجال القانون يعرّفون حقّ الملكية بكونه جامع ومانع ودائم فهذا المواطن لا يعنيه ذلك في شيء هوّ مواطن خارق للعادة وللقوانين والعهود والسلطات وهو الآن وهنا يهمس في سرّه قول المتنبّي "وإنّي لأفتح عيني حين أفتحها على كثير و لكن لا أرى أحدا".
لقد تجاوز هذا الرجل الحد غير عابئ بأحد والسؤال الذي يتبادر إلى ذهننا وكلّ ذهن في شيء من العقلانيّة أين الدّولة أين السلطات وما معنى الوثائق والاجراءات والتراخيص والأذون إذا كان هذا المسؤول لا يعترف بها وهل هيّ ودّة غير معلنة وكيف سينتهي هذا الملفّ ومتى ؟ قد يكون ذلك في علم الغيب وفي إرادة هذا الرجل الخارق؟
إذا تجاوزنا النزاع بين مالك ومغتصب فإنّ هذا الأخير يعتدي على المشاعر الجماعية لشعب بأسره ويهين تاريخهم وذاكرتهم بما يفتح الباب لغيره للإمعان في الاعتداء على كلّ العناصر التي من المفترض أن تكون علامات فخر واعتزاز .