" الى الذين ظلموني، لا تقلقوا فلقد أخبرت الله بكلّ شيء".. هكذا نطق إنسان مقهور. ليس من شعور أو إحساس اشدّ ألما وأخطر لدى المرء من تخلّف قناعة في نفسه، إنّ الآخرين يعادونه ولا يشاركونه ما يكنّه لهم من حبّ ويتمناه لهم من خير إلاّ بسبب حسد أو انزعاج ناتج عن الرغبة في أن يفقد ما أكرمه الله به وما انعم به عليه من خير. إن فرح هؤلاء لا يكون إلا بمعاناة الآخرين أو بفشلهم أو بإذلالهم. أكد السيد عبد العزيز قاسم أن كلمة "شماتة" لا توجد إلا في قاموس لغتنا العربية، لأنّ هذا الموقف أو السلوك ببساطة غير موجود في المجتمعات والثقافات الأخرى. ازدهرت سوق الشماتة هذه الأيام بشكل غير مسبوق، غدت تجارة رائجة تجد من يمارسها ومن يروّج لها. لم ينس التونسيون بعد أحداث 14 جانفي 2011 وما جرى من تنكيل وسحل وترهيب لكلّ من اقترب وتعامل من قريب أو بعيد مع النظام السابق وما استتبع هذا الحدث الجلل من إيقافات لمئات المسؤولين ورجال الأعمال وحتى أشخاص عاديين بما خلّف حالة رعب لم تعرفها البلاد طوال كلّ تاريخها الحديث، لم ينسوا كيف كتبت ابنة شخصية سياسية بارزة وقتها تلك الجملة الشهيرة "موتوا بغيضكم.." شامتة في أولئك الذين كما نقول وجدوا أنفسهم تحت عفس "الثورجيين" الجدد على رأسهم بعض رموز اليسار الفاشل الذين لا يمكن وصفهم إلا بالأغبياء. اليوم تنقلب الأمور، من شمتوا أمس يذوقون من جديد طعم ومعنى الشماتة!. من نمَّ بالناس نمّ به، كما يفعل المرء في هذه الدنيا يُفعل به، وكما يصنع يصنع به، و ما أتاه من خير أو شرّ سيلقى المرء نظيره، إن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تُدان. تحمل لنا الحياة في طياتها نفس تناقض الوجود ذاته في تناغم بين الخير والشرّ والصلاح والطلاح، هي بوصلة تحيلنا نحو مرافئ أمان وسلام، أو توصلنا إلى جحيم وعذاب، فهي مخادعة فعلا، فلا شيء باق ولا دائم على حال. أهزأ اليوم من كلّ أولئك الذين أصابهم غرور السلطة أو النفوذ فلم يعودوا يرون إلا أنفسهم، كأن الأمور استتبّت لهم بشكل نهائي وأبدي، يربطون ذواتهم بمناصبهم أو مواقعهم أو حتى علاقاتهم وقربهم من الحاكم وأصحاب النفوذ، فيشمتون وينكّلون بالناس وينصبون المحاكم ليحسموا فيما تمّ توجيهه لهم من اتهامات حتى قبل ان يشرع القضاء في البحث في ملفاتهم. إنّ كلّ ظلم أو مفسدة عاشها الناس إنما هي من مرض الغرور فهو يزهر في الأزمات ولا يثمر أبدا. فمن بيده الشماتة جاهلاً سيأتيه كأس هو لا بد شاربه. شخصيا لم أجهل الحقيقة يوما، لكن أرشدتني بصيرتي أن أمارس العمى باحتراف، لكي لا أفتح عيني على هذا الواقع الظالم والمؤلم الذي أصبحنا نعيش فيه.
يرويها: أبوبكر الصغير
" الى الذين ظلموني، لا تقلقوا فلقد أخبرت الله بكلّ شيء".. هكذا نطق إنسان مقهور. ليس من شعور أو إحساس اشدّ ألما وأخطر لدى المرء من تخلّف قناعة في نفسه، إنّ الآخرين يعادونه ولا يشاركونه ما يكنّه لهم من حبّ ويتمناه لهم من خير إلاّ بسبب حسد أو انزعاج ناتج عن الرغبة في أن يفقد ما أكرمه الله به وما انعم به عليه من خير. إن فرح هؤلاء لا يكون إلا بمعاناة الآخرين أو بفشلهم أو بإذلالهم. أكد السيد عبد العزيز قاسم أن كلمة "شماتة" لا توجد إلا في قاموس لغتنا العربية، لأنّ هذا الموقف أو السلوك ببساطة غير موجود في المجتمعات والثقافات الأخرى. ازدهرت سوق الشماتة هذه الأيام بشكل غير مسبوق، غدت تجارة رائجة تجد من يمارسها ومن يروّج لها. لم ينس التونسيون بعد أحداث 14 جانفي 2011 وما جرى من تنكيل وسحل وترهيب لكلّ من اقترب وتعامل من قريب أو بعيد مع النظام السابق وما استتبع هذا الحدث الجلل من إيقافات لمئات المسؤولين ورجال الأعمال وحتى أشخاص عاديين بما خلّف حالة رعب لم تعرفها البلاد طوال كلّ تاريخها الحديث، لم ينسوا كيف كتبت ابنة شخصية سياسية بارزة وقتها تلك الجملة الشهيرة "موتوا بغيضكم.." شامتة في أولئك الذين كما نقول وجدوا أنفسهم تحت عفس "الثورجيين" الجدد على رأسهم بعض رموز اليسار الفاشل الذين لا يمكن وصفهم إلا بالأغبياء. اليوم تنقلب الأمور، من شمتوا أمس يذوقون من جديد طعم ومعنى الشماتة!. من نمَّ بالناس نمّ به، كما يفعل المرء في هذه الدنيا يُفعل به، وكما يصنع يصنع به، و ما أتاه من خير أو شرّ سيلقى المرء نظيره، إن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تُدان. تحمل لنا الحياة في طياتها نفس تناقض الوجود ذاته في تناغم بين الخير والشرّ والصلاح والطلاح، هي بوصلة تحيلنا نحو مرافئ أمان وسلام، أو توصلنا إلى جحيم وعذاب، فهي مخادعة فعلا، فلا شيء باق ولا دائم على حال. أهزأ اليوم من كلّ أولئك الذين أصابهم غرور السلطة أو النفوذ فلم يعودوا يرون إلا أنفسهم، كأن الأمور استتبّت لهم بشكل نهائي وأبدي، يربطون ذواتهم بمناصبهم أو مواقعهم أو حتى علاقاتهم وقربهم من الحاكم وأصحاب النفوذ، فيشمتون وينكّلون بالناس وينصبون المحاكم ليحسموا فيما تمّ توجيهه لهم من اتهامات حتى قبل ان يشرع القضاء في البحث في ملفاتهم. إنّ كلّ ظلم أو مفسدة عاشها الناس إنما هي من مرض الغرور فهو يزهر في الأزمات ولا يثمر أبدا. فمن بيده الشماتة جاهلاً سيأتيه كأس هو لا بد شاربه. شخصيا لم أجهل الحقيقة يوما، لكن أرشدتني بصيرتي أن أمارس العمى باحتراف، لكي لا أفتح عيني على هذا الواقع الظالم والمؤلم الذي أصبحنا نعيش فيه.