إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مهندس مختص في البيئة والمناخ لـ"الصباح": هذه أسباب تراجع مستوى مياه البحر في عدة مناطق ساحلية

 

تونس – الصباح

تواترت في المدة الأخيرة تناقل صور ومشاهد تؤكد تراجع مستوى مياه البحر في عدة مناطق ساحلية تونسية وغيرها من سواحل بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، بشكل غير مسبوق ولافت للانتباه ساهم في بعث حالة من الفزع والخوف لدى البعض، خاصة أن هذه الظاهرة تتزامن مع عدة أحداث وكوارث طبيعية وتطورات مناخية في مناطق مختلفة من العالم لعل أبرزها حالة الجفاف التي تعرفها بلادنا كما هو الشأن بالنسبة لعدة بلدان متوسطية وإفريقية وعربية وأوروبية. الأمر الذي فتح المجال لرواج تأويلات وقراءات مختلفة لاسيما في ظل تواصل ارتفاع درجات الحرارة إلى غاية دخول شهر فيفري الجاري وتأكيد عديد الجهات المختصة أن مسألة تغير "منظومة" المناخ في العالم أصبحت حقيقة، إضافة إلى تزامن هذه الظاهرة مع الزلازل المدمرة والهزات الأرضية التي تم تسجيلها منذ مدة قصيرة في بلدان قريبة من الحوض المتوسطي مثل تركيا وسوريا ولبنان ومصر. لتفتح هذه التغيرات باب التأويلات والقراءات التي طغى عليها الخيالي والطوباوي والأسطوري.

وفسر حمدي حشاد، مهندس مختص في البيئة والمناخ والبحار، الظاهرة في حديثه لـ"الصباح"، قائلا: "المسألة لا تعدو أن تكون إلا ظاهرة طبيعية لا غير ولا علاقة لها بالزلازل أو غيرها من الكوارث الطبيعية والمستجدات لأنها تعد نتيجة للضغط الجوي".

ويذكر أن هناك عديد المشاهد والصور التي يتم تداولها حول تراجع مياه البحر في عدة مناطق ساحلية تونس من شمالها إلى جنوبها على غرار رأس الجبل ببنزرت والمنستير وقرقنة والمرسى تم تسجيل تراجع المياه بشكل كبير تجاوز في بعض السواحل ثلاث مائة متر. والأمر مشابه تقريبا بالنسبة لسواحل بلدان متوسطية أخرى في طرابلس في ليبيا والساحل الشمالي لسيناء في مصر وسواحل لبنان وإيطاليا وغيرها من السواحل المتوسطية. وكان لاستفحال الظاهرة وتواصلها على امتداد فترة مطولة من العوامل التي فتحت المجال للتأويلات بعد أن ذهب البعض في تفسيره للظاهرة إلى كون ذلك مرتبطا بزلزال تركيا وسوريا فيما تداولت وسائل إعلام وشبكات التواصل الاجتماعي تفاسير تروج على أن ذلك سيكون متبوعا بـ"تسونامي" خطير في نفس البلدان مما سهام في بعث الهلع والخوف في بعض الأوساط.

إلا أن محدثنا فند هذه التأويلات والقراءات واعتبرها مجرد "هيستيريا وفزاعة" لا أساس له من الصحة، مكذبا ما يذهب له البعض في التفسيرات التي تروج له بعض وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. وأضاف قائلا: "هناك حقيقة علمية يجب أن يعرفها الجميع وهو أنه منذ بداية شهر فيفري ومنذ فترة ونحن تحت تأثير Block Anticyclones، كان الضغط الجوي مرتفعًا بشكل غير طبيعي مع معدلات أعلى من 1036Hpa بينما يكون المتوسط في العادة في مستوى 1015Hpa. ونتيجة لذلك فإن الضغط العالي المسجل كان له تأثير على البحر بشكل يخفض وينقص من مستواه. وهو ما يفسر حدوث هذه الظاهرة".

كما يعتبر حمدي حشاد أن نفس الطريقة التي يؤدي بها الضغط المنخفض جدًا إلى رفع مستواه ويمكن أن يتسبب في فيضانه على غرار ما حدث منذ مدة في جزيرة قرقنة، لأن الضغط المرتفع والطقس الهادئ هما مصدر هذا الانخفاض المذهل المسجل في مياه البحر.

وفي جانب آخر من حديثه عن المسألة أضاف المهندس المختص في البيئة والمناخ قائلا: "غالبًا ما يرتبط ذلك بتوسع وانكماش المياه السطحية للبحر اعتمادًا على درجة حرارتها. وهذا يعني أن المستوى المسجل كان أقل بين شهري جانفي ومارس وغالبًا ما يكون أعلى خلال فصل الخريف".

ونفى في جانب آخر من حديثه ما يذهب له البعض أن يكون لذلك علاقة بالمدة والجز على اعتبار أن "المد والجزر يكون نتيجة تأثير جاذبية القمر على سطح الأرض" في حين أن هذه الظاهرة هي نتيجة للضغط الجوي المرتفع في المنطقة التي تم تسجيله فيها على امتداد الصائفة والأشهر الماضية.

وفي ما يتعلق بمدى تواصل الظاهرة، أفاد المهندس المختص في البيئة والمناخ أنه من المنتظر أن يتم تسجيل بوادر انفراج للظاهرة بشكل تدريجي خلال الأيام القليلة القادمة لتعود الأمور إلى ما كانت عليه مع نهاية الشهر الجاري، دون أي تأثيرات جانبية. نافيا إمكانية تسجيل "تسونامي" أو تطورات تشكل خطرا على رواد وسكان المدن الساحلية في تونس أو غيرها من البلدان المتوسطية.

كما أفاد حشاد أن بلادنا ستكون كغيرها من بلدان العالم عرضة لتغير المناخ ليصبح هناك فصلان فقط في السنة. وهما فصل صيف مطول وفصل شتاء قصير.

نزيهة الغضباني

مهندس مختص في البيئة والمناخ لـ"الصباح":  هذه أسباب تراجع مستوى مياه البحر في عدة مناطق ساحلية

 

تونس – الصباح

تواترت في المدة الأخيرة تناقل صور ومشاهد تؤكد تراجع مستوى مياه البحر في عدة مناطق ساحلية تونسية وغيرها من سواحل بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، بشكل غير مسبوق ولافت للانتباه ساهم في بعث حالة من الفزع والخوف لدى البعض، خاصة أن هذه الظاهرة تتزامن مع عدة أحداث وكوارث طبيعية وتطورات مناخية في مناطق مختلفة من العالم لعل أبرزها حالة الجفاف التي تعرفها بلادنا كما هو الشأن بالنسبة لعدة بلدان متوسطية وإفريقية وعربية وأوروبية. الأمر الذي فتح المجال لرواج تأويلات وقراءات مختلفة لاسيما في ظل تواصل ارتفاع درجات الحرارة إلى غاية دخول شهر فيفري الجاري وتأكيد عديد الجهات المختصة أن مسألة تغير "منظومة" المناخ في العالم أصبحت حقيقة، إضافة إلى تزامن هذه الظاهرة مع الزلازل المدمرة والهزات الأرضية التي تم تسجيلها منذ مدة قصيرة في بلدان قريبة من الحوض المتوسطي مثل تركيا وسوريا ولبنان ومصر. لتفتح هذه التغيرات باب التأويلات والقراءات التي طغى عليها الخيالي والطوباوي والأسطوري.

وفسر حمدي حشاد، مهندس مختص في البيئة والمناخ والبحار، الظاهرة في حديثه لـ"الصباح"، قائلا: "المسألة لا تعدو أن تكون إلا ظاهرة طبيعية لا غير ولا علاقة لها بالزلازل أو غيرها من الكوارث الطبيعية والمستجدات لأنها تعد نتيجة للضغط الجوي".

ويذكر أن هناك عديد المشاهد والصور التي يتم تداولها حول تراجع مياه البحر في عدة مناطق ساحلية تونس من شمالها إلى جنوبها على غرار رأس الجبل ببنزرت والمنستير وقرقنة والمرسى تم تسجيل تراجع المياه بشكل كبير تجاوز في بعض السواحل ثلاث مائة متر. والأمر مشابه تقريبا بالنسبة لسواحل بلدان متوسطية أخرى في طرابلس في ليبيا والساحل الشمالي لسيناء في مصر وسواحل لبنان وإيطاليا وغيرها من السواحل المتوسطية. وكان لاستفحال الظاهرة وتواصلها على امتداد فترة مطولة من العوامل التي فتحت المجال للتأويلات بعد أن ذهب البعض في تفسيره للظاهرة إلى كون ذلك مرتبطا بزلزال تركيا وسوريا فيما تداولت وسائل إعلام وشبكات التواصل الاجتماعي تفاسير تروج على أن ذلك سيكون متبوعا بـ"تسونامي" خطير في نفس البلدان مما سهام في بعث الهلع والخوف في بعض الأوساط.

إلا أن محدثنا فند هذه التأويلات والقراءات واعتبرها مجرد "هيستيريا وفزاعة" لا أساس له من الصحة، مكذبا ما يذهب له البعض في التفسيرات التي تروج له بعض وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. وأضاف قائلا: "هناك حقيقة علمية يجب أن يعرفها الجميع وهو أنه منذ بداية شهر فيفري ومنذ فترة ونحن تحت تأثير Block Anticyclones، كان الضغط الجوي مرتفعًا بشكل غير طبيعي مع معدلات أعلى من 1036Hpa بينما يكون المتوسط في العادة في مستوى 1015Hpa. ونتيجة لذلك فإن الضغط العالي المسجل كان له تأثير على البحر بشكل يخفض وينقص من مستواه. وهو ما يفسر حدوث هذه الظاهرة".

كما يعتبر حمدي حشاد أن نفس الطريقة التي يؤدي بها الضغط المنخفض جدًا إلى رفع مستواه ويمكن أن يتسبب في فيضانه على غرار ما حدث منذ مدة في جزيرة قرقنة، لأن الضغط المرتفع والطقس الهادئ هما مصدر هذا الانخفاض المذهل المسجل في مياه البحر.

وفي جانب آخر من حديثه عن المسألة أضاف المهندس المختص في البيئة والمناخ قائلا: "غالبًا ما يرتبط ذلك بتوسع وانكماش المياه السطحية للبحر اعتمادًا على درجة حرارتها. وهذا يعني أن المستوى المسجل كان أقل بين شهري جانفي ومارس وغالبًا ما يكون أعلى خلال فصل الخريف".

ونفى في جانب آخر من حديثه ما يذهب له البعض أن يكون لذلك علاقة بالمدة والجز على اعتبار أن "المد والجزر يكون نتيجة تأثير جاذبية القمر على سطح الأرض" في حين أن هذه الظاهرة هي نتيجة للضغط الجوي المرتفع في المنطقة التي تم تسجيله فيها على امتداد الصائفة والأشهر الماضية.

وفي ما يتعلق بمدى تواصل الظاهرة، أفاد المهندس المختص في البيئة والمناخ أنه من المنتظر أن يتم تسجيل بوادر انفراج للظاهرة بشكل تدريجي خلال الأيام القليلة القادمة لتعود الأمور إلى ما كانت عليه مع نهاية الشهر الجاري، دون أي تأثيرات جانبية. نافيا إمكانية تسجيل "تسونامي" أو تطورات تشكل خطرا على رواد وسكان المدن الساحلية في تونس أو غيرها من البلدان المتوسطية.

كما أفاد حشاد أن بلادنا ستكون كغيرها من بلدان العالم عرضة لتغير المناخ ليصبح هناك فصلان فقط في السنة. وهما فصل صيف مطول وفصل شتاء قصير.

نزيهة الغضباني