إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

السفير الأمريكي في لقاء إعلامي: هذا ما دار بيني وبين الرئيس قيس سعيد وهذا ما احتفظ به ...

 

 -تونس الصباح

أكد السفير الامريكي جوي هود أن لقاءه الاول بالرئيس قيس سعيد  في 3 فيفري الجاري كان  لقاء رسميا بروتوكوليا وأنه حظي بحفاوة خلال استقباله من طرف رئيس الجمهورية أثناء تقديم رسالة اعتماده وأوضح أن المحادثات تركزت  حول التاريخ وحول الدستور الامريكي ...وقال هود "ان ما تحتاجه تونس على المدى الطويل دعم المبادلات التجارية وعودة الاف السياح الامريكيين الى تونس لخلق الوظائف" وأضاف أن  أحد أهدافه في مهمته بتونس مضاعفة المبادلات التجارية بين البلدين بما يساعد في تحقيق التنمية وخلق فرص الشغل .ودعا السفير الامريكي الحكومة الى مزيد الوضوح والتعجيل بتقديم برنامجها للاصلاح للحصول على مساعدات صندوق النقد الدولي ومساعدات دولية اخرى ...

وجاءت تصريحات السفير الامريكي خلال لقاء جمعه صباح أمس  طوال اكثر من ساعة بمقر اقامته بعدد من ممثلي الصحافة الوطنية من القطاعين العام والخاص جمعت الى جانب الصباح لا بريس وبيزنس نيوز والتلفزة الوطنية واذاعة IFM واستمع السفير الامريكي خلاله الى عديد الاسئلة .

-إشادة

 وفي مستهل اللقاء شدد السفير الامريكي على الاشادة بمسؤولة الاعلام في السفارة الامريكية ماجدة الشرقي بمناسبة انتهاء مهامها واثنى على دورها طوال ثلاثة عقود في ربط الجسور بين تونس والحكومات الامريكية معتبرا أنها كانت بمثابة مؤسسة قائمة الذات ...ملاحظة نسوقها في إشارة تكريس ثقافة الاعتراف بالجميل... وقد اعتبر السفير الامريكي أن اقامة العلاقات بين أي بلدين قرار سيادي خاص وأن تصريحاته حول التطبيع وردت في اطار ردوده أمام الكونغرس ..كما أقر السفير الامريكي بتراجع المساعدات العسكرية الى تونس بسبب عدم فهم توجهات وشكل الديموقراطية في تونس في المستقبل وقال "نريد أن نتبين شكل هذه الديموقراطية لنفهم المساعدات التي تريدها تونس"

وعن اسئلة الصباح حول تصريحات السفير الامريكي المثيرة للجدل  التي سبقت بشأن التطبيع والتي سبقت وصوله الى تونس وتوجهات السياسة الخارجية الامريكية المتذبذبة بين الدفاع عن الحرية والديموقراطية وبين فشل الاختبارات في افغانستان والعراق وسوريا وليبيا وجرائم الاحتلال الاسرائيلي في حق الفلسطينيين  وتداعيات ذلك على الرأي العام أكد السفير الامريكي جوي هود أن العلاقات بين أي بلدين قرار سيادي خاص وان تونس من يختار ذلك . واعتبر السفير الامريكي ان في الاشارة الى هذه الامثلة المتعددة تمرين جيد حتى نفهم الواقع  اقليميا ودوليا ، واستطرد بأن تصريحاته في هذا الشأن كانت في مجلس الشيوخ خلال المصادقة على تعيينه أمام الكونغرس ردا على اسئلة وجهت له . وقال "قمت بهذا التصريح امام الكونغرس لان هناك تساؤل وجه لي حول موقفي خاصة وان هناك دولا في المنطقة قامت بعلاقات مع اسرائيل "، واشار الى أن سياسة بايدن الخارجية فيما يخص اسرائيل وفلسطين واضحة وهي ان تعيش  اسرائيل في سلام مع جيرانها،  وهذا يشمل الفلسطينيين والهدف ان يعيش الفلسطينيون في دولتهم المستقلة  بكرامة وامن وحرية .

- يمكن لتونس ان تتعلم من تجربتنا في الديموقراطية ايضا .

واوضح أنه في اطار الديموقراطية فان هناك تعاونا بين تونس وامريكا واستحضر رسالة أحد اسلاف السفير الامريكي في 1860 الى باي تونس  بشان الغاء تونس العبودية ومحاولة فهم ما حصل حيث كان الامر يواجه معارضة واسعة الى درجة الحرب في امريكا حول هذا الموضوع وقال "نعم تعلمنا من تجربة تونس في الغاء الرق ويمكن لتونس ان تتعلم من تجربتنا في الديموقراطية ايضا .

وعن تعاطي امريكا مع الكارثة في سوريا بعد الزلزال وعرقلة المساعدات بسبب قانون قيصر قال جوي هود ان سوريا في ازمة صعبة بسبب الزلزال شانها في ذلك شان تركيا واكد ان بلاده قدمت 15 مليار دولار من المساعدات بما يجعلها الاكبر ولكن السؤال ظل لماذا لا تقدم المساعدات للاسد؟  وجوابنا لاننا لا نثق فيه وهو الذي يقتل شعبه بالكيميائي وبالاسلحة التقليدية ولكننا نقدم المساعدات للمنظمات والجمعيات في المناطق التي تحت سيطرة النظام او اطياف اخرى .

-اللقاء الأول مع سعيد

وصف السفير الامريكي جوي هود اللقاء مع رئيس الجمهورية بانه كان لقاء رسميا بروتوكوليا لتقديم اعتماده في تونس وانه كان محفوف بالمراسم لتقديم رسالة اعتماده من الرئيس بايدن الى الرئيس سعيد ، واضاف ان الرئيس استقبله بحفاوة وان الحديث تمحور حول التاريخ وحول الدستور الامريكي الذي يحترمه سعيد ، الى جانب التحديات الاقتصادية والمشاغل المشتركة بين البلدين وخلص الى أنه لمس خلال اللقاء اهتمام الرئيس بالفقراء  وما يمكن أن تكسبه الفئات المفقرة من دعم المجتمع الدولي سواء في اطار اهتمام المجتمع الدولي او صندوق النقد الدولي ، وقال "هذا ما ساحتفظ به في النقاشات مع المسؤولين في واشنطن".

وعن  حقيقة  ما يروج بشأن تراجع المساعدات العسكرية لتونس ، لم ينف السفير الامريكي ذلك واوضح ان التبادل الاستخباراتي والمعلوماتي لمكافحة الارهاب مستمر، وقال "صحيح هناك تراجع في المساعدات العسكرية لاننا لا نعرف ما هي توجهات تونس وما هو شكل الديموقراطية  في المستقبل" وأضاف "نريد أن يتبين  لنا هذا الشكل حتى نفهم طبيعة المساعدات التي تريدها تونس". واعتبر ان حكومة بايدن لا تعتمد آلية ضمانات القروض في التعامل مع أي دولة .

- ضمانات القروض

وأضاف أن تونس تحتاج الى أكثر من ضمانات قروض سيادية وأن  صندوق النقد الدولي وحده يمكنه توفير هذه الاحتياجات المالية بالاضافة الى بعض الشركاء .وقال يمكننا  من جانبنا أن نكون فاعلين في عديد المجالات مشيرا الى شبكة الامان الاجتماعي وقيمتها 60 مليون دولار من التمويلات المباشرة للعائلات المعوزة بالشراكة مع اليونيسيف والحكومة التونسية . 

ونفى السفير الامريكي ان يكون التقى احدا من المؤثرين السياسيين من خارج السلطة منذ قدومه مؤكدا أن لقاءاته بالاضافة الى رئيس الجمهورية شملت وزيرا الخارجية والصحة موضحا ان وصوله الى تونس تم قبل ايام فقط  .وعن تراجع المساعدات لتونس قال هود أن تونس لا تحتاج مساعدات انسانية على المدى الطويل وأنها ليست بلدا فقيرا وأن هناك أسبابا بينها الارهاب والكوفيد وتداعيات الحرب الروسية ادت الى ارتفاع الاسعار وتعقيد الازمة ، وشدد  السفير الامريكي على أن تونس تعاني من اثار هذه العوامل وأن هناك حاجة لمساعدة الاسر الفقيرة حتى تتمكن الحكومة من مواجهة قضايا الفساد وغيرها من الملفات .

- دعم المبادلات التجارية

وقال السفير الامريكي ان ما تحتاجه تونس على المدى الطويل دعم المبادلات التجارية وعودة الاف السياح الامريكيين اليها وأن يعم الرخاء لخلق مواطن الشغل موضحا ان بلاده استثمرت 50 مليون دولار في برنامج VISIT TUNISIA  بهدف خلق 15 الف موطن شغل واستقبال مزيد السياح .

وأن دور تونس اقليميا ومغاربيا قال هود ان تونس يمكنها ان تلعب دورا كبيرا في المنطقة كنموذج للديموقراطية والاقتصاد المفتوح والتعايش السلمي مع الاخر وهذا ما نريد مساعدة تونس فيه واستحضر قيمة ما يقوله العلامة ابن خلدون عندما يكون التعاون قائم بين الافراد  واوضح ان المقصود بذلك  أن امريكا تستورد الطعام من تونس  في المقابل فان تونس  تحصل على السلاح من أمريكا لحماية نفسها ..وأضاف لذلك نحتاج بعضنا البعض كديموقراطيات .

-المساعدات لأوكرانيا وتونس

وفي مقارنة التفاوت الحاصل في المساعدات الامريكية ومساعدات الغرب لاوكرانيا مقابل المساعدات الضعيفة لتونس قال هود لو كانت تونس في وضع اوكرانيا لكنا قدمنا لها ما تحتاجه دفاعا عن سيادة وحرية وديموقراطية  شعبها قبل ان يستطرد بان تونس لا تقاتل الروس وليست في حرب ولكنها في المقابل تقاتل الارهاب ولذلك تحظى بدعم امريكا وحصلت على مليار دولار من المساعدات العسكرية والتجهيزات الامنية مشيدا بما تقوم به الاجهزة الامنية في تونس الى جانب ما حظيت به من تلاقيح خلال الكوفيد  .. واعتبر ان تونس في حرب ضد الفساد وهي ايضا في حرب اقتصادية وان بلاده تساعد من خلال بعض البرامج الطويلة المدى لخلق مواطن الشغل والتنمية وقال ان هذه المشاريع جعلت امريكا الوجهة الاولى للمنتجات التقليدية التونسية وهذا لم يكن قائما قبل عشر سنوات .

-عودة للتطبيع

وقال السفير الامريكي جوي هود ان تصريحاته بشأن التطبيع كانت في اطار ردوده امام الكونغرس موضحا أن اقامة العلاقات بين أي بلدين قرار سيادي خاص وبالنسبة لتونس هذا القرار خاص والشعب التونسي قرر من ينوبه .

وخلص الى أن مضاعفة المبادلات التجارية بين امريكا وتونس يمثل احد اهدافه خلال ولايته الجديدة في تونس مضيفا ان تونس ليست بلدا فقيرا وهي واحد من اكبر الاسواق ولكنها تحتاج لتطور اقتصادي لتحقيق ذلك،  واعتبر السفير الامريكي انه محظوظ بالقدوم الى تونس وقال "ان أي شخص  يجب أن يكون له هدف يسعى لتحقيقه وان هدفه كسفير امريكا في تونس مضاعفة حجم المبادلات التجارية التي تبلغ حاليا مليار دولار وان تونس بتعاملها مع اكبر اقتصاد عالمي سيتسنى لها خلق الاف الفرص من العمل .

لا يمكن فرض الديموقراطية ولكن ...

وعن استحضار التجربة الامريكية في افغانستان والعراق وسوريا وليبيا قال السفير الامريكي ان هذه الامثلة تؤكد انه لا يمكن فرض أي مثال ديموقراطي على أي بلد،  وان الدول لها سيادتها وشعوب تلك الدول هي التي تختار وقال من جانبنا نحترم هذه السيادة ولكننا نطرح بعض الاسئلة التي تشغلنا عن اسباب ما يحدث ايضا واعتقد أن في هذا توجه صحي للديموقراطية. وقال البعض يقولون لنا انتم لا تفهمون ما يحدث في البلدان العربية وتصريحات المسؤولين في واشنطن لا تدرك خصوصية شعوب المنطقة ودوافع ما يحدث ولذلك نحن نسأل ونريد من الحكومة التونسية ان تجيبنا وتوضح لنا ما يحدث . فنحن نود ان نكون ملمين بالشان التونسي ونطلب من الحكومة التونسية ان توضح لنا هذه الاجراءات في مجال الاقتصاد ونقول لهم "رجاء وضحوا هذه الامور" واذا لم نحصل على المعلومات نشعر بالانشغال والقلق. تجربتنا الديموقراطية تفرض علينا الحديث عما نشعر به من انشغال والديموقراطية تفترض طرح كل الاسئلة كما هو الحال بالنسبة لكم كاعلاميين. وعندما نتحدث عن تجربة فاننا لا نحاول فرضها .

مساندة قرار الأمم المتحدة في الحرب الروسية على أوكرانيا كشرط للمساعدات ؟

ونفى السفير الامريكي ذلك واعتبر انه ليس هناك شروط وليس هناك حاجة لذلك من اجل تصويت تونس لصالح القرار ضد هذه الحرب وهذا الاجتياح لبلد له سيادته وهي حرب وليست مجرد ازمة .

هل هناك فيتو أمريكي على حصول تونس على قرض من صندوق النقد الدولي؟

عن هذا السؤال قال السفير الامريكي أن بلاده توفر نحو 20 بالمائة من تمويلات الصندوق ولديها حق الفيتو وهو صوت واحد للفيتو ولكن هناك اصوات اخرى. واعتبر أن الامر يتعلق بمساعدة برنامج تونس في الاصلاحات الاقتصادية وقال ان بلاده تدعم برنامج صندوق النقد الدولي لدعم برنامج الحكومة. وشدد على أن الحكومة التونسية تحتاج للتحرك بسرعة وأن الكل ينتظر برنامج الحكومة للتحرك والحصول على المساعدات ومساعدات اخرى دولية .

- دعم الإسلام السياسي ؟

وعما اذا كانت بلاده تواصل دعم الاسلام السياسي قال السفيرالامريكي ان بلاده لا تدعم أي حزب سياسي ولكنها منفتحة على الحوار مع الجميع بما في ذلك من لا تتفق معهم .

 يذكر أن السفير الامريكي جوي هود قدم اوراق اعتماده للرئيس قيس سعيد في 3 فيفري 2023، وأثار قرار  تعيينه جدلا واسعا بعد تصريحاته بشأن مهمته القادمة في تونس. يذكرأن السفير هود وهو ديبلوماسي محنك  عمل في منطقة الشرق الاوسط  كما تولى منصب النائب الأول لمساعد وزيرالخارجية ، في مكتب شؤون الشرق الأدنى ، بوزارة الخارجية الأمريكية ، وكان القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية للمكتب من جانفي إلى سبتمبر 2021. شغل "هود" سابقًا مناصب قيادية في الخارج بصفته القائم بأعمال الشؤون ونائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية في بغداد،  ونائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة في الكويت، والمسؤول الرئيسي للقنصلية الأمريكية العامة في الظهران بالمملكة العربية السعودية.

وكانت القوى السياسية والمدنية في تونس، قد طالبت من شهر جوان الماضي، الرئيس قيس سعيد، رفض السفير الأمريكي الجديد في تونس، جوي هود، على خلفية تصريحاته السابقة التي أدلى بها خلال تقديمه أمام الكونغرس برنامج عمله في تونس. حيث كان أكد انه سيعمل على " دعم جهود تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، من خلال اتفاقات إبراهيم التاريخية ، وانتقد تعليق الحكم الديمقراطي وتعزيز السلطة التنفيذية، وتحدث عن موقع الجيش التونسي في المشهد الداخلي. وكانت هذه التصريحات أيضا قد دفعت الخارجية التونسية في بداية جويلية الماضي الى استدعاء القائمة بالأعمال الأمريكية في تونس، فرانسيسكا ناتاشا، لابلاغها رفض تونس لهذه التصريحات.

 اسيا العتروس

السفير الأمريكي في لقاء إعلامي:  هذا ما دار بيني وبين الرئيس قيس سعيد وهذا ما احتفظ به ...

 

 -تونس الصباح

أكد السفير الامريكي جوي هود أن لقاءه الاول بالرئيس قيس سعيد  في 3 فيفري الجاري كان  لقاء رسميا بروتوكوليا وأنه حظي بحفاوة خلال استقباله من طرف رئيس الجمهورية أثناء تقديم رسالة اعتماده وأوضح أن المحادثات تركزت  حول التاريخ وحول الدستور الامريكي ...وقال هود "ان ما تحتاجه تونس على المدى الطويل دعم المبادلات التجارية وعودة الاف السياح الامريكيين الى تونس لخلق الوظائف" وأضاف أن  أحد أهدافه في مهمته بتونس مضاعفة المبادلات التجارية بين البلدين بما يساعد في تحقيق التنمية وخلق فرص الشغل .ودعا السفير الامريكي الحكومة الى مزيد الوضوح والتعجيل بتقديم برنامجها للاصلاح للحصول على مساعدات صندوق النقد الدولي ومساعدات دولية اخرى ...

وجاءت تصريحات السفير الامريكي خلال لقاء جمعه صباح أمس  طوال اكثر من ساعة بمقر اقامته بعدد من ممثلي الصحافة الوطنية من القطاعين العام والخاص جمعت الى جانب الصباح لا بريس وبيزنس نيوز والتلفزة الوطنية واذاعة IFM واستمع السفير الامريكي خلاله الى عديد الاسئلة .

-إشادة

 وفي مستهل اللقاء شدد السفير الامريكي على الاشادة بمسؤولة الاعلام في السفارة الامريكية ماجدة الشرقي بمناسبة انتهاء مهامها واثنى على دورها طوال ثلاثة عقود في ربط الجسور بين تونس والحكومات الامريكية معتبرا أنها كانت بمثابة مؤسسة قائمة الذات ...ملاحظة نسوقها في إشارة تكريس ثقافة الاعتراف بالجميل... وقد اعتبر السفير الامريكي أن اقامة العلاقات بين أي بلدين قرار سيادي خاص وأن تصريحاته حول التطبيع وردت في اطار ردوده أمام الكونغرس ..كما أقر السفير الامريكي بتراجع المساعدات العسكرية الى تونس بسبب عدم فهم توجهات وشكل الديموقراطية في تونس في المستقبل وقال "نريد أن نتبين شكل هذه الديموقراطية لنفهم المساعدات التي تريدها تونس"

وعن اسئلة الصباح حول تصريحات السفير الامريكي المثيرة للجدل  التي سبقت بشأن التطبيع والتي سبقت وصوله الى تونس وتوجهات السياسة الخارجية الامريكية المتذبذبة بين الدفاع عن الحرية والديموقراطية وبين فشل الاختبارات في افغانستان والعراق وسوريا وليبيا وجرائم الاحتلال الاسرائيلي في حق الفلسطينيين  وتداعيات ذلك على الرأي العام أكد السفير الامريكي جوي هود أن العلاقات بين أي بلدين قرار سيادي خاص وان تونس من يختار ذلك . واعتبر السفير الامريكي ان في الاشارة الى هذه الامثلة المتعددة تمرين جيد حتى نفهم الواقع  اقليميا ودوليا ، واستطرد بأن تصريحاته في هذا الشأن كانت في مجلس الشيوخ خلال المصادقة على تعيينه أمام الكونغرس ردا على اسئلة وجهت له . وقال "قمت بهذا التصريح امام الكونغرس لان هناك تساؤل وجه لي حول موقفي خاصة وان هناك دولا في المنطقة قامت بعلاقات مع اسرائيل "، واشار الى أن سياسة بايدن الخارجية فيما يخص اسرائيل وفلسطين واضحة وهي ان تعيش  اسرائيل في سلام مع جيرانها،  وهذا يشمل الفلسطينيين والهدف ان يعيش الفلسطينيون في دولتهم المستقلة  بكرامة وامن وحرية .

- يمكن لتونس ان تتعلم من تجربتنا في الديموقراطية ايضا .

واوضح أنه في اطار الديموقراطية فان هناك تعاونا بين تونس وامريكا واستحضر رسالة أحد اسلاف السفير الامريكي في 1860 الى باي تونس  بشان الغاء تونس العبودية ومحاولة فهم ما حصل حيث كان الامر يواجه معارضة واسعة الى درجة الحرب في امريكا حول هذا الموضوع وقال "نعم تعلمنا من تجربة تونس في الغاء الرق ويمكن لتونس ان تتعلم من تجربتنا في الديموقراطية ايضا .

وعن تعاطي امريكا مع الكارثة في سوريا بعد الزلزال وعرقلة المساعدات بسبب قانون قيصر قال جوي هود ان سوريا في ازمة صعبة بسبب الزلزال شانها في ذلك شان تركيا واكد ان بلاده قدمت 15 مليار دولار من المساعدات بما يجعلها الاكبر ولكن السؤال ظل لماذا لا تقدم المساعدات للاسد؟  وجوابنا لاننا لا نثق فيه وهو الذي يقتل شعبه بالكيميائي وبالاسلحة التقليدية ولكننا نقدم المساعدات للمنظمات والجمعيات في المناطق التي تحت سيطرة النظام او اطياف اخرى .

-اللقاء الأول مع سعيد

وصف السفير الامريكي جوي هود اللقاء مع رئيس الجمهورية بانه كان لقاء رسميا بروتوكوليا لتقديم اعتماده في تونس وانه كان محفوف بالمراسم لتقديم رسالة اعتماده من الرئيس بايدن الى الرئيس سعيد ، واضاف ان الرئيس استقبله بحفاوة وان الحديث تمحور حول التاريخ وحول الدستور الامريكي الذي يحترمه سعيد ، الى جانب التحديات الاقتصادية والمشاغل المشتركة بين البلدين وخلص الى أنه لمس خلال اللقاء اهتمام الرئيس بالفقراء  وما يمكن أن تكسبه الفئات المفقرة من دعم المجتمع الدولي سواء في اطار اهتمام المجتمع الدولي او صندوق النقد الدولي ، وقال "هذا ما ساحتفظ به في النقاشات مع المسؤولين في واشنطن".

وعن  حقيقة  ما يروج بشأن تراجع المساعدات العسكرية لتونس ، لم ينف السفير الامريكي ذلك واوضح ان التبادل الاستخباراتي والمعلوماتي لمكافحة الارهاب مستمر، وقال "صحيح هناك تراجع في المساعدات العسكرية لاننا لا نعرف ما هي توجهات تونس وما هو شكل الديموقراطية  في المستقبل" وأضاف "نريد أن يتبين  لنا هذا الشكل حتى نفهم طبيعة المساعدات التي تريدها تونس". واعتبر ان حكومة بايدن لا تعتمد آلية ضمانات القروض في التعامل مع أي دولة .

- ضمانات القروض

وأضاف أن تونس تحتاج الى أكثر من ضمانات قروض سيادية وأن  صندوق النقد الدولي وحده يمكنه توفير هذه الاحتياجات المالية بالاضافة الى بعض الشركاء .وقال يمكننا  من جانبنا أن نكون فاعلين في عديد المجالات مشيرا الى شبكة الامان الاجتماعي وقيمتها 60 مليون دولار من التمويلات المباشرة للعائلات المعوزة بالشراكة مع اليونيسيف والحكومة التونسية . 

ونفى السفير الامريكي ان يكون التقى احدا من المؤثرين السياسيين من خارج السلطة منذ قدومه مؤكدا أن لقاءاته بالاضافة الى رئيس الجمهورية شملت وزيرا الخارجية والصحة موضحا ان وصوله الى تونس تم قبل ايام فقط  .وعن تراجع المساعدات لتونس قال هود أن تونس لا تحتاج مساعدات انسانية على المدى الطويل وأنها ليست بلدا فقيرا وأن هناك أسبابا بينها الارهاب والكوفيد وتداعيات الحرب الروسية ادت الى ارتفاع الاسعار وتعقيد الازمة ، وشدد  السفير الامريكي على أن تونس تعاني من اثار هذه العوامل وأن هناك حاجة لمساعدة الاسر الفقيرة حتى تتمكن الحكومة من مواجهة قضايا الفساد وغيرها من الملفات .

- دعم المبادلات التجارية

وقال السفير الامريكي ان ما تحتاجه تونس على المدى الطويل دعم المبادلات التجارية وعودة الاف السياح الامريكيين اليها وأن يعم الرخاء لخلق مواطن الشغل موضحا ان بلاده استثمرت 50 مليون دولار في برنامج VISIT TUNISIA  بهدف خلق 15 الف موطن شغل واستقبال مزيد السياح .

وأن دور تونس اقليميا ومغاربيا قال هود ان تونس يمكنها ان تلعب دورا كبيرا في المنطقة كنموذج للديموقراطية والاقتصاد المفتوح والتعايش السلمي مع الاخر وهذا ما نريد مساعدة تونس فيه واستحضر قيمة ما يقوله العلامة ابن خلدون عندما يكون التعاون قائم بين الافراد  واوضح ان المقصود بذلك  أن امريكا تستورد الطعام من تونس  في المقابل فان تونس  تحصل على السلاح من أمريكا لحماية نفسها ..وأضاف لذلك نحتاج بعضنا البعض كديموقراطيات .

-المساعدات لأوكرانيا وتونس

وفي مقارنة التفاوت الحاصل في المساعدات الامريكية ومساعدات الغرب لاوكرانيا مقابل المساعدات الضعيفة لتونس قال هود لو كانت تونس في وضع اوكرانيا لكنا قدمنا لها ما تحتاجه دفاعا عن سيادة وحرية وديموقراطية  شعبها قبل ان يستطرد بان تونس لا تقاتل الروس وليست في حرب ولكنها في المقابل تقاتل الارهاب ولذلك تحظى بدعم امريكا وحصلت على مليار دولار من المساعدات العسكرية والتجهيزات الامنية مشيدا بما تقوم به الاجهزة الامنية في تونس الى جانب ما حظيت به من تلاقيح خلال الكوفيد  .. واعتبر ان تونس في حرب ضد الفساد وهي ايضا في حرب اقتصادية وان بلاده تساعد من خلال بعض البرامج الطويلة المدى لخلق مواطن الشغل والتنمية وقال ان هذه المشاريع جعلت امريكا الوجهة الاولى للمنتجات التقليدية التونسية وهذا لم يكن قائما قبل عشر سنوات .

-عودة للتطبيع

وقال السفير الامريكي جوي هود ان تصريحاته بشأن التطبيع كانت في اطار ردوده امام الكونغرس موضحا أن اقامة العلاقات بين أي بلدين قرار سيادي خاص وبالنسبة لتونس هذا القرار خاص والشعب التونسي قرر من ينوبه .

وخلص الى أن مضاعفة المبادلات التجارية بين امريكا وتونس يمثل احد اهدافه خلال ولايته الجديدة في تونس مضيفا ان تونس ليست بلدا فقيرا وهي واحد من اكبر الاسواق ولكنها تحتاج لتطور اقتصادي لتحقيق ذلك،  واعتبر السفير الامريكي انه محظوظ بالقدوم الى تونس وقال "ان أي شخص  يجب أن يكون له هدف يسعى لتحقيقه وان هدفه كسفير امريكا في تونس مضاعفة حجم المبادلات التجارية التي تبلغ حاليا مليار دولار وان تونس بتعاملها مع اكبر اقتصاد عالمي سيتسنى لها خلق الاف الفرص من العمل .

لا يمكن فرض الديموقراطية ولكن ...

وعن استحضار التجربة الامريكية في افغانستان والعراق وسوريا وليبيا قال السفير الامريكي ان هذه الامثلة تؤكد انه لا يمكن فرض أي مثال ديموقراطي على أي بلد،  وان الدول لها سيادتها وشعوب تلك الدول هي التي تختار وقال من جانبنا نحترم هذه السيادة ولكننا نطرح بعض الاسئلة التي تشغلنا عن اسباب ما يحدث ايضا واعتقد أن في هذا توجه صحي للديموقراطية. وقال البعض يقولون لنا انتم لا تفهمون ما يحدث في البلدان العربية وتصريحات المسؤولين في واشنطن لا تدرك خصوصية شعوب المنطقة ودوافع ما يحدث ولذلك نحن نسأل ونريد من الحكومة التونسية ان تجيبنا وتوضح لنا ما يحدث . فنحن نود ان نكون ملمين بالشان التونسي ونطلب من الحكومة التونسية ان توضح لنا هذه الاجراءات في مجال الاقتصاد ونقول لهم "رجاء وضحوا هذه الامور" واذا لم نحصل على المعلومات نشعر بالانشغال والقلق. تجربتنا الديموقراطية تفرض علينا الحديث عما نشعر به من انشغال والديموقراطية تفترض طرح كل الاسئلة كما هو الحال بالنسبة لكم كاعلاميين. وعندما نتحدث عن تجربة فاننا لا نحاول فرضها .

مساندة قرار الأمم المتحدة في الحرب الروسية على أوكرانيا كشرط للمساعدات ؟

ونفى السفير الامريكي ذلك واعتبر انه ليس هناك شروط وليس هناك حاجة لذلك من اجل تصويت تونس لصالح القرار ضد هذه الحرب وهذا الاجتياح لبلد له سيادته وهي حرب وليست مجرد ازمة .

هل هناك فيتو أمريكي على حصول تونس على قرض من صندوق النقد الدولي؟

عن هذا السؤال قال السفير الامريكي أن بلاده توفر نحو 20 بالمائة من تمويلات الصندوق ولديها حق الفيتو وهو صوت واحد للفيتو ولكن هناك اصوات اخرى. واعتبر أن الامر يتعلق بمساعدة برنامج تونس في الاصلاحات الاقتصادية وقال ان بلاده تدعم برنامج صندوق النقد الدولي لدعم برنامج الحكومة. وشدد على أن الحكومة التونسية تحتاج للتحرك بسرعة وأن الكل ينتظر برنامج الحكومة للتحرك والحصول على المساعدات ومساعدات اخرى دولية .

- دعم الإسلام السياسي ؟

وعما اذا كانت بلاده تواصل دعم الاسلام السياسي قال السفيرالامريكي ان بلاده لا تدعم أي حزب سياسي ولكنها منفتحة على الحوار مع الجميع بما في ذلك من لا تتفق معهم .

 يذكر أن السفير الامريكي جوي هود قدم اوراق اعتماده للرئيس قيس سعيد في 3 فيفري 2023، وأثار قرار  تعيينه جدلا واسعا بعد تصريحاته بشأن مهمته القادمة في تونس. يذكرأن السفير هود وهو ديبلوماسي محنك  عمل في منطقة الشرق الاوسط  كما تولى منصب النائب الأول لمساعد وزيرالخارجية ، في مكتب شؤون الشرق الأدنى ، بوزارة الخارجية الأمريكية ، وكان القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية للمكتب من جانفي إلى سبتمبر 2021. شغل "هود" سابقًا مناصب قيادية في الخارج بصفته القائم بأعمال الشؤون ونائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية في بغداد،  ونائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة في الكويت، والمسؤول الرئيسي للقنصلية الأمريكية العامة في الظهران بالمملكة العربية السعودية.

وكانت القوى السياسية والمدنية في تونس، قد طالبت من شهر جوان الماضي، الرئيس قيس سعيد، رفض السفير الأمريكي الجديد في تونس، جوي هود، على خلفية تصريحاته السابقة التي أدلى بها خلال تقديمه أمام الكونغرس برنامج عمله في تونس. حيث كان أكد انه سيعمل على " دعم جهود تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، من خلال اتفاقات إبراهيم التاريخية ، وانتقد تعليق الحكم الديمقراطي وتعزيز السلطة التنفيذية، وتحدث عن موقع الجيش التونسي في المشهد الداخلي. وكانت هذه التصريحات أيضا قد دفعت الخارجية التونسية في بداية جويلية الماضي الى استدعاء القائمة بالأعمال الأمريكية في تونس، فرانسيسكا ناتاشا، لابلاغها رفض تونس لهذه التصريحات.

 اسيا العتروس