العرب قادرون على إخراج الجنّ من جسم الإنسان.. لكنّ يحتاجون للغرب لإخراج البترول من نقبة تحت الأرض!. ملكات جمال العالم يشاهدهن ملايين البشر ولم نسمع واحدة قالت مسحورة أو عين ضربتها. عندنا تأتيك شابة، الضفدعة أجمل وأشب منها وتقول لك الناس اخذوا جمالي بعيونهم !!.
فعلت الشعوذة بنا والسحر فينا ما لم يفعله أي شيء آخر، خرافات أقحمتنا في عالم من الجنون والغوغاء! لم لا نشهد ونعيش كلّ هذا، بعد الذي حصل قبل فترة ببادرة مما يسمّى بمنظمة "صحفيون بلا قيود"، بالاشتراك مع “مبادرة الفديرالية الوطنية للصحفيين التونسيين" وهما هيئتان نكرتان نظّمتا مناسبة لتكريم كبير المشعوذين صاحب البرّاد المعروف باسم كمال المغربي المثير للجدل الذي يعالج بنفث بصاقه المخلوط بماء ساخن في وجه "المريض"، وذلك بإسناده من قبل "الهيئتين" المذكورتين شهادة "شكر وتقدير له ولأعماله وانجازاته على ما يقدمه من تعاون في تطوير المشهد الإعلامي والصحفي ودعم وتشجيع الإذاعة والتلفزيون الجمعياتي" !!.
(هكذا) !. لم ينس التونسيين أمر هذا الدجال المغربي، إلا ذلك الدجال التونسي الآخر الذي اشتهر باسم بلقاسم والذي خصّص له حمزة البلومي في برنامجه "الحقائق الأربع" تحقيقا زاد في إثارة اهتمام الناس بأمره وبأفعاله، خاصة تحطيمه لكلّ الأرقام القياسية العالمية كاغتصابه - والعهدة على من نقل الخبر- لأكثر من 900 امرأة وبمقابل مغر يتسلّمه منهنّ !!.
يجمع علماء الاجتماع على أن موضوع الشعوذة يصعب وضع حد له بشكل سريع، فالأمر يتعلق بموضوع ضارب في عمق التاريخ وبمعطى بنيوي للمجتمع، وهي ظواهر تنمو وتتطور في ظلّ حالات الاحتقان والتأزم التي تشهدها المجتمعات.
فالدجال هو محتال ذكي يستغل ضعف وسذاجة الناس من خلال التظاهر بأنه معالج أو عالم أو سيد روحي صاحب قدرات عجيبة غريبة يستحضر الجنّ ويحاور الأموات إلخ.. السحر أو الدجل أكثر ارتباطًا بالمجال الطبي، وهو يتألف من الترويج لممارسات طبية احتيالية أو جاهلة كاقتراح علاجات وهمية أو مختبرة بشكل غير كاف من خلال تقديمها على أنها مفيدة أو بدون خطر.
يتكون السحر من مجموعة من المعتقدات والممارسات القائمة على فكرة أن هناك قوى خفية (جنّ) في الطبيعة، وهي مسألة مصالحة أو درء، عن طريق الصيغ الطقوسية وأحيانًا الإجراءات برموز منظمة بشكل منهجي، لجذب الخير أو طرد سوء الحظ، بالتالي تهدف إلى الكفاءة المادية وهو كذلك صنعة تمارس من أجل القيام بعمل ما، بشكل عام ضار، على الإنسان (تعويذة، سحر، حيازة) على الحيوانات أو النباتات ..
إن الهوس وعدم الثقة الناجم عن الإيمان بالسحر يمنع العلاقات والتعاون بين البشر ويؤزم أوضاعهم النفسية بل يؤدي إلى إحجام عن المبادرة والخلق والإبداع ليأتوا سلوكات وتصرفات غريبة وعجيبة بل أحكاما ومواقف حتى من طبائع وتصرفات الآخرين .
لنا في حياتنا اليومية أمثال عديدة.. إن المعتقدات والممارسات المتعلقة بالسحر والشعوذة غالبا ما تثمر انتهاكات خطيرة لحقوق الناس المادية والجسدية وحتى النفسية قد تصل الى حدّ الوحشية والنفي والتشويه والبتر والتعذيب والقتل وكانت جريمة "الزهروني" قبل أيام اكبر مثال على ذلك .
إن الهدف الأكبر للسحرة والمشعوذين في حقيقة الأمر أن تشقى نفس الإنسان ويسعدون هم. اختم، بطرفة، إﺫﺍ سمع احدنا ﺷﺨﺼﺎ ﻳﺼﻔّﻖ أواخر ﺍللّيل دﻭﻥ موسيقى وبغير مناسبة غالبا لا يذهب بعيدا ويقول حضر معه "جنّ"، لكن في حقيقة الأمر ليس إلا بفعل ﺍﻟﻨّﺎﻣﻮﺱ الذي أكل جسده وحوّله الى وليمة. أجمل سحر يتمكّن منه الإنسان، إرادة قوية وشجاعة وجرأة في مواجهة المشاكل والتحديات مهما اشتدّت وتعقّدت. نحن نكون بأفضل حالاتنا عندما تكون أنفسنا ومصائرنا بأيدينا وحدنا.
يرويها: أبوبكر الصغير
العرب قادرون على إخراج الجنّ من جسم الإنسان.. لكنّ يحتاجون للغرب لإخراج البترول من نقبة تحت الأرض!. ملكات جمال العالم يشاهدهن ملايين البشر ولم نسمع واحدة قالت مسحورة أو عين ضربتها. عندنا تأتيك شابة، الضفدعة أجمل وأشب منها وتقول لك الناس اخذوا جمالي بعيونهم !!.
فعلت الشعوذة بنا والسحر فينا ما لم يفعله أي شيء آخر، خرافات أقحمتنا في عالم من الجنون والغوغاء! لم لا نشهد ونعيش كلّ هذا، بعد الذي حصل قبل فترة ببادرة مما يسمّى بمنظمة "صحفيون بلا قيود"، بالاشتراك مع “مبادرة الفديرالية الوطنية للصحفيين التونسيين" وهما هيئتان نكرتان نظّمتا مناسبة لتكريم كبير المشعوذين صاحب البرّاد المعروف باسم كمال المغربي المثير للجدل الذي يعالج بنفث بصاقه المخلوط بماء ساخن في وجه "المريض"، وذلك بإسناده من قبل "الهيئتين" المذكورتين شهادة "شكر وتقدير له ولأعماله وانجازاته على ما يقدمه من تعاون في تطوير المشهد الإعلامي والصحفي ودعم وتشجيع الإذاعة والتلفزيون الجمعياتي" !!.
(هكذا) !. لم ينس التونسيين أمر هذا الدجال المغربي، إلا ذلك الدجال التونسي الآخر الذي اشتهر باسم بلقاسم والذي خصّص له حمزة البلومي في برنامجه "الحقائق الأربع" تحقيقا زاد في إثارة اهتمام الناس بأمره وبأفعاله، خاصة تحطيمه لكلّ الأرقام القياسية العالمية كاغتصابه - والعهدة على من نقل الخبر- لأكثر من 900 امرأة وبمقابل مغر يتسلّمه منهنّ !!.
يجمع علماء الاجتماع على أن موضوع الشعوذة يصعب وضع حد له بشكل سريع، فالأمر يتعلق بموضوع ضارب في عمق التاريخ وبمعطى بنيوي للمجتمع، وهي ظواهر تنمو وتتطور في ظلّ حالات الاحتقان والتأزم التي تشهدها المجتمعات.
فالدجال هو محتال ذكي يستغل ضعف وسذاجة الناس من خلال التظاهر بأنه معالج أو عالم أو سيد روحي صاحب قدرات عجيبة غريبة يستحضر الجنّ ويحاور الأموات إلخ.. السحر أو الدجل أكثر ارتباطًا بالمجال الطبي، وهو يتألف من الترويج لممارسات طبية احتيالية أو جاهلة كاقتراح علاجات وهمية أو مختبرة بشكل غير كاف من خلال تقديمها على أنها مفيدة أو بدون خطر.
يتكون السحر من مجموعة من المعتقدات والممارسات القائمة على فكرة أن هناك قوى خفية (جنّ) في الطبيعة، وهي مسألة مصالحة أو درء، عن طريق الصيغ الطقوسية وأحيانًا الإجراءات برموز منظمة بشكل منهجي، لجذب الخير أو طرد سوء الحظ، بالتالي تهدف إلى الكفاءة المادية وهو كذلك صنعة تمارس من أجل القيام بعمل ما، بشكل عام ضار، على الإنسان (تعويذة، سحر، حيازة) على الحيوانات أو النباتات ..
إن الهوس وعدم الثقة الناجم عن الإيمان بالسحر يمنع العلاقات والتعاون بين البشر ويؤزم أوضاعهم النفسية بل يؤدي إلى إحجام عن المبادرة والخلق والإبداع ليأتوا سلوكات وتصرفات غريبة وعجيبة بل أحكاما ومواقف حتى من طبائع وتصرفات الآخرين .
لنا في حياتنا اليومية أمثال عديدة.. إن المعتقدات والممارسات المتعلقة بالسحر والشعوذة غالبا ما تثمر انتهاكات خطيرة لحقوق الناس المادية والجسدية وحتى النفسية قد تصل الى حدّ الوحشية والنفي والتشويه والبتر والتعذيب والقتل وكانت جريمة "الزهروني" قبل أيام اكبر مثال على ذلك .
إن الهدف الأكبر للسحرة والمشعوذين في حقيقة الأمر أن تشقى نفس الإنسان ويسعدون هم. اختم، بطرفة، إﺫﺍ سمع احدنا ﺷﺨﺼﺎ ﻳﺼﻔّﻖ أواخر ﺍللّيل دﻭﻥ موسيقى وبغير مناسبة غالبا لا يذهب بعيدا ويقول حضر معه "جنّ"، لكن في حقيقة الأمر ليس إلا بفعل ﺍﻟﻨّﺎﻣﻮﺱ الذي أكل جسده وحوّله الى وليمة. أجمل سحر يتمكّن منه الإنسان، إرادة قوية وشجاعة وجرأة في مواجهة المشاكل والتحديات مهما اشتدّت وتعقّدت. نحن نكون بأفضل حالاتنا عندما تكون أنفسنا ومصائرنا بأيدينا وحدنا.