إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم: الكتاب المثير ! ..

 

بقلم: أبوبكر الصغير

إذا كان هناك فن لتأليف الكتب، فهناك أيضا فن لقراءتها، أقل انتشارا مما قد يعتقده المرء، البعض يلتزم بما هو مكتوب ولا يخمن شيئا، يفخر الآخرون بأنفسهم عند القراءة بين السطور، ويفقدون أنفسهم في مخيلتهم الباطلة، ويبحثون عن البراعة في كل شيء، وهم مخطئون بشكل فادح.

الكتب تصنع الحضارات والأمم، كما تصنع الحضارات والأمم الكتب.. الإنسان كاتب عندما يكون لديه ما يقوله وهو الوحيد الذي يمكنه قوله.

إن أفضل انتصار للكاتب هو جعل أولئك الذين يستطيعون التفكير، يفكرون. العلم والكتابة يعتبران أعلى مستويات القراءة وأنضجها بل هرم التأمل والتفكير ومنتهاهما.

‎زرت نهاية الأسبوع الماضي، مدينة الثقافة الشاذلي القليبي التي تعدّ إحدى أضخم الانجازات الوطنية الحضارية والثقافية خلال الأعوام الأخيرة والتي كان وضع لبناتها الأولى الرئيس الراحل زين العابدين بن علي. كانت المناسبة معرض الكتاب التونسي. هنالك عشرات العناوين المهمة والإصدارات الجديدة التي تغريك بشرائها.. لكن ما شدّ اهتمامي، احد العناوين الذي اعتبره اخطر كتاب صدر في تونس والعالم العربي منذ صدور كتب "في الجاهلية" لطه حسين و"السدّ" لمحمود المسعدي و"الفتنة" لهشام جعيط. عنوان الكتاب "براء" وهو للدكتور محمد الأوسط العياري أحد أبرز علماء وكالة الفضاء الأمريكية "الناسا" اليوم، صاحب اختراعات من بينها تلك التي ضمّتها المركبة التي نزلت على كوكب المريخ والتي لا تزال الى يومنا هذا ترسل المعلومات والمعطيات. الكتاب مرجع في مسائل متعددة وعلوم شتى كالتاريخ والجغرافيا والفيزياء والفلك والدين والطب والرياضيات والهندسة والرصد الفلكي والجيولوجيا والرصد الجوي والبيئة والرصد البحري. يلخص الكتاب جهود وأعمال منظمة مرصد "شاهد" الراعية لكل الدراسات والنظريات المتعلقة بالتقويمات التي تبنى عليها المناسبات والأعياد الدينية في مجتمعاتنا. يقدّم المؤلف في الكتاب نظريات علمية جديدة وقوانين مبتكرة تفنّد كلّ معتقداتنا السائدة في علم الحساب والرّؤية والتقويم بمعنى تحديد مواقيت حلول شهر رمضان والأعياد الدينية وبدايات الأشهر القمرية وذلك باعتماد القواعد العلمية المحدثة التي وثقها الدكتور محمد الأوسط العياري بجداول مثبتة .

خلاصة مضمون الكتاب أن ما اعتمدناه طوال كلّ القرون السابقة منذ ظهور الرسالة النبوية كان "خاطئا" حسب تقدير موقف الدكتور العالم الأوسط. العياري .. بمعنى أن صيام وحج ومناسك كلّ من سبقونا من أبناء هذه الأمة كانوا على خطا في التوقيت والآجال !! ..

عرض الكتاب في جناح اتحاد الكتاب التونسيين شقيقه محمد الأكبر العياري الذي لا يقلّ معرفة وثقافة عن أخيه، تبع ذلك نقاش مفيد مستفيض تباينت فيه آراء المشاركين حول المضمون والخلفية لهذا الانجاز التأليفي العلمي.

يتّجه الموقف بأنّه لا يجوز لأحد أن يقول في الدين ومسائله بلا علم، لا يكفي الاطلاع على آية أو نصّ للحكم بمقتضاها، بل لا بد من فهمها كما فسرها أهل الاختصاص، لكن بما هو موصول بعالمنا صاحب مرصد شاهد الأمر يختلف، إذ ثبت أن الرجل متمكّن من كثير من العلوم والمعارف وهو يرتقي الى مرتبة العالم العارف بأمور دينه ودنياه، بانجازه هذا يدفع الى أهم ثورة في حقل المعارف الدينية ليس الإسلام فحسب بل كلّ الديانات السماوية وما هو متعلّق بارتباط شعائرها بالزمن.

حياة الإنسان بمنظور الدين من الولادة إلى الموت من خلال مراسم التنشئة والتأكيد والاحتفال من الترحيب إلى الوداع، هناك وقت لكل شيء، أهمها الجوانب الروحية التي تأتي وتسبق الحالة المدنية باعتبار الرسالة الموكولة لخليفة الله في أرضه.

يتأسس على ذلك ترتيب تزامني واضح على مدار السنوات والأشهر والأيام وحتى الساعات (الصلاة).  يقال عادة الأقلام مطايا الأذهان، لا ادري ماذا جال في عقل د. العياري ليجرؤ على ولوج هذه العوالم الخطيرة المسكوت عنها وليكشف هذا "الخطأ" الفظيع لأمة لم تدرك أنها مارست شعائر وباشرت طقوسا وعبادات وسننا في غير مواعيدها ومواقيتها !!

تقول النصيحة، اقرأ كتابا جيدا ثلاث مرات أنفع لك من أن تقرأ ثلاث كتب جيدة، وكتاب د العياري يقرأ ثلاث وأربع مرّات، فهو حدث حضاري، علمي، لم يكن يجرؤ كاتب عليه لو لم يكن دكتورنا العياري .

حكاياتهم:  الكتاب المثير ! ..

 

بقلم: أبوبكر الصغير

إذا كان هناك فن لتأليف الكتب، فهناك أيضا فن لقراءتها، أقل انتشارا مما قد يعتقده المرء، البعض يلتزم بما هو مكتوب ولا يخمن شيئا، يفخر الآخرون بأنفسهم عند القراءة بين السطور، ويفقدون أنفسهم في مخيلتهم الباطلة، ويبحثون عن البراعة في كل شيء، وهم مخطئون بشكل فادح.

الكتب تصنع الحضارات والأمم، كما تصنع الحضارات والأمم الكتب.. الإنسان كاتب عندما يكون لديه ما يقوله وهو الوحيد الذي يمكنه قوله.

إن أفضل انتصار للكاتب هو جعل أولئك الذين يستطيعون التفكير، يفكرون. العلم والكتابة يعتبران أعلى مستويات القراءة وأنضجها بل هرم التأمل والتفكير ومنتهاهما.

‎زرت نهاية الأسبوع الماضي، مدينة الثقافة الشاذلي القليبي التي تعدّ إحدى أضخم الانجازات الوطنية الحضارية والثقافية خلال الأعوام الأخيرة والتي كان وضع لبناتها الأولى الرئيس الراحل زين العابدين بن علي. كانت المناسبة معرض الكتاب التونسي. هنالك عشرات العناوين المهمة والإصدارات الجديدة التي تغريك بشرائها.. لكن ما شدّ اهتمامي، احد العناوين الذي اعتبره اخطر كتاب صدر في تونس والعالم العربي منذ صدور كتب "في الجاهلية" لطه حسين و"السدّ" لمحمود المسعدي و"الفتنة" لهشام جعيط. عنوان الكتاب "براء" وهو للدكتور محمد الأوسط العياري أحد أبرز علماء وكالة الفضاء الأمريكية "الناسا" اليوم، صاحب اختراعات من بينها تلك التي ضمّتها المركبة التي نزلت على كوكب المريخ والتي لا تزال الى يومنا هذا ترسل المعلومات والمعطيات. الكتاب مرجع في مسائل متعددة وعلوم شتى كالتاريخ والجغرافيا والفيزياء والفلك والدين والطب والرياضيات والهندسة والرصد الفلكي والجيولوجيا والرصد الجوي والبيئة والرصد البحري. يلخص الكتاب جهود وأعمال منظمة مرصد "شاهد" الراعية لكل الدراسات والنظريات المتعلقة بالتقويمات التي تبنى عليها المناسبات والأعياد الدينية في مجتمعاتنا. يقدّم المؤلف في الكتاب نظريات علمية جديدة وقوانين مبتكرة تفنّد كلّ معتقداتنا السائدة في علم الحساب والرّؤية والتقويم بمعنى تحديد مواقيت حلول شهر رمضان والأعياد الدينية وبدايات الأشهر القمرية وذلك باعتماد القواعد العلمية المحدثة التي وثقها الدكتور محمد الأوسط العياري بجداول مثبتة .

خلاصة مضمون الكتاب أن ما اعتمدناه طوال كلّ القرون السابقة منذ ظهور الرسالة النبوية كان "خاطئا" حسب تقدير موقف الدكتور العالم الأوسط. العياري .. بمعنى أن صيام وحج ومناسك كلّ من سبقونا من أبناء هذه الأمة كانوا على خطا في التوقيت والآجال !! ..

عرض الكتاب في جناح اتحاد الكتاب التونسيين شقيقه محمد الأكبر العياري الذي لا يقلّ معرفة وثقافة عن أخيه، تبع ذلك نقاش مفيد مستفيض تباينت فيه آراء المشاركين حول المضمون والخلفية لهذا الانجاز التأليفي العلمي.

يتّجه الموقف بأنّه لا يجوز لأحد أن يقول في الدين ومسائله بلا علم، لا يكفي الاطلاع على آية أو نصّ للحكم بمقتضاها، بل لا بد من فهمها كما فسرها أهل الاختصاص، لكن بما هو موصول بعالمنا صاحب مرصد شاهد الأمر يختلف، إذ ثبت أن الرجل متمكّن من كثير من العلوم والمعارف وهو يرتقي الى مرتبة العالم العارف بأمور دينه ودنياه، بانجازه هذا يدفع الى أهم ثورة في حقل المعارف الدينية ليس الإسلام فحسب بل كلّ الديانات السماوية وما هو متعلّق بارتباط شعائرها بالزمن.

حياة الإنسان بمنظور الدين من الولادة إلى الموت من خلال مراسم التنشئة والتأكيد والاحتفال من الترحيب إلى الوداع، هناك وقت لكل شيء، أهمها الجوانب الروحية التي تأتي وتسبق الحالة المدنية باعتبار الرسالة الموكولة لخليفة الله في أرضه.

يتأسس على ذلك ترتيب تزامني واضح على مدار السنوات والأشهر والأيام وحتى الساعات (الصلاة).  يقال عادة الأقلام مطايا الأذهان، لا ادري ماذا جال في عقل د. العياري ليجرؤ على ولوج هذه العوالم الخطيرة المسكوت عنها وليكشف هذا "الخطأ" الفظيع لأمة لم تدرك أنها مارست شعائر وباشرت طقوسا وعبادات وسننا في غير مواعيدها ومواقيتها !!

تقول النصيحة، اقرأ كتابا جيدا ثلاث مرات أنفع لك من أن تقرأ ثلاث كتب جيدة، وكتاب د العياري يقرأ ثلاث وأربع مرّات، فهو حدث حضاري، علمي، لم يكن يجرؤ كاتب عليه لو لم يكن دكتورنا العياري .