تونس-الصباح
مع تسارع وتيرة المستجدات في المشهد العام في البلاد ووسط تصاعد مؤشرات التوتر وتنامي المخاوف من"المواجهة والصدام" بين الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة ومن ورائها رئاسة الجمهورية يتساءل كثيرون عن مصير مبادرة الحوار من أجل الإنقاذ التي يطرحها الاتحاد بمعية المنظمات الوطنية على رئيس الجمهورية قيس سعيد؟
ظاهريا على الأقل، لم يعد يستقيم الحديث عن حوار إنقاذ، في وقت انتهج فيه رئيس الجمهورية خيار "حرب الكل ضد الكل" في سياق حملة الإيقافات الأخيرة ومسار فتح ملفات الفساد وتتحدث مصادر متطابقة أن مسار الرئيس قد يشمل قيادات نقابية قادم الأيام. بالتوازي أيضا مع تصعيد المنظمة الشغيلة التي شرعت منذ الأمس في مسيرات وتجمعات عمالية تحت إشراف الاتحادات الجهوية للشغل بـثماني ولايات هي صفاقس والقيروان والقصرين والمنستير ونابل وبنزرت ومدنين وتوزر. والإعلان عن التحضير لتنظيم مسيرة وطنية بتونس العاصمة يوم 11 مارس المقبل.
تصعيد
كما سارعت القيادة النقابية إلى اعتبار الاتحاد مستهدفا من منظومة رئيس الجمهورية بعد حملة الإيقافات التي شملت نقابيين وانطلقت حملات تضامن ومساندة خارجيا وداخليا حيث طالبت أحزاب العمال والتيار الديمقراطي والقطب والتكتل بإطلاق سراح النقابيين وبإيقاف فوري لتتبعهم مشيرة الى ان الإيقافات كانت نتيجة نشاطهم ودفاعهم عن حقوق منظوريهم المادية والمعنوية.
وعبّرت أمس الأحزاب الأربعة في بيان مشترك عن "تضامنها مع الاتحاد العام التونسي للشغل في تحركاته الجهوية دفاعا عن استقلالية المنظمة الشغيلة وعن الحق النقابي ورفض تجريمه".
في خضم هذا التصعيد المتبادل بين الاتحاد والرئاسة لم يرشح اي جديد إلى حد اللحظة يحسم موضوع مصير مبادرة حوار الإنقاذ.
فالرئيس يواصل صمته في علاقة بتحديد موقفه من المبادرة بالرفض أو بالإيجاب بشكل وضح قاطع ونهائي.
في المقابل لم يتغير شيء من جانب الاتحاد وشركائه في الإعداد للمبادرة في ظل تمسكهم بمواصلة الاجتماعات التحضيرية المشتركة لصياغة بنود ومقترحات مبادرة الإنقاذ والتمسك أيضا بعرضها على رئيس الجمهورية ملوحين بأنه في حال رفضها فلكل حادث حديث حينها.
وقد أكد سمير الشفي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل أمس على هامش المسيرات والوقفات العمالية ان العلاقة بين المنظمة الشغيلة والحكومة "دخلت منعرجا خطيرا.. ولا وجود لأية اتصالات إلى حدود الساعة بين الحكومة والمنظمة الشغيلة وذلك مؤشر على سياسة الهروب الى الأمام"
وشدد الشفي على أن "أفضل وأسلم وأقصر الطرق لتجاوز العقبات والمشاكل هو الحوار"
دعم الحوار
قال أيضا الأمين العام المساعد للمنظمة الشغيلة سامي الطاهري خلال إشرافه أمس على التجمع العمالي في القصرين، ان "هذه المسيرات من أجل دعم الاتحاد في دعوته إلى حوار وطني ومن أجل الخروج من المأزق الذي تعيشه البلاد ومن أجل إنقاذ تونس".
وأفاد الأمين العام المساعد للإتحاد العام التونسي للشغل عثمان الجلولي أمس أنّ “إتحاد الشغل دعا هياكله النقابية إلى ضرورة التحرك وتبليغ صوتها للرأي العام والمجتمع المدني حيث أن الوضع لم يعد يحتمل، ولذلك قرر الإتحاد أن يذهب في اتجاه إنقاذ البلاد”.
مضيفا أنّ "دعوة الإتحاد إلى الحوار مع مكونات المجتمع المدني تأتي في ظل عدم وجود أرضية بين الأطراف والفاعلين السياسيين لبناء تصور لإنقاذ تونس" مؤكدا أنه “يجري إتمام المبادرة، وحال الانتهاء سيتم تبليغ الجهات المعنية وفي حال عدم وجود تفاعل لكل حادث حديث” على حد قوله.
م.ي
