إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ريبورتاجات "الصباح" .. لأول مرة يستمر أسبوعين كاملين: المعرض الوطني للكتاب التونسي في نسخته الرابعة يختتم اليوم وسط مواقف مختلفة

 
* عارضون: مرتاحون لاختيار مدينة الثقافة فضاء للمعرض ومستاؤون من قلة الاقبال والدعاية 
*مدير المعرض : الاقبال  كان محترما والعائلات التونسية كانت في الموعد ولابأس لو يشارك الناشرون في الدعاية للمعرض 
 
تونس- الصباح 
يختتم اليوم 18 فيفري المعرض الوطني للكتاب في نسخته الرابعة التي كانت قد افتتحت في الرابع من نفس الشهر بمدينة الثقافة بالعاصمة تحت شعار "الكتاب بيتنا".  ورغم أن تاريخ تنظيم المعرض قد تزامن (الاسبوع الأول) مع  عطلة مدرسية ( نصف الثلاثي الثاني)  فإن أغلب العارضين الذين تحدثنا إليهم  أول أمس  في جولة اخترنا أن تكون في الأيام الأخيرة للمعرض أي بعد تكوين فكرة واضحة حول حجم الاقبال  أكدوا أن الاقبال كان ضعيفا جدا وأن المداخيل كانت قليلة جدا رغم أن المعرض استغرق ولأول مرة أسبوعين كاملين. 
وتعود الأسباب حسب محدثينا بالخصوص إلى ضعف الدعاية لفائدة المعرض، اذ تكاد تغيب المعلقات الاشهارية للمعرض بتونس بما في ذلك في ساحة محمد الخامس اين توجد مدينة الثقافة. ولا توجد معلقة اشهارية حتى أمام   مدخل مدينة الثقافة في حد ذاتها، الفضاء  الذي يحتضن المعرض  فلا شيء فيه يدل  على أن هناك معرضا يقام  بالداخل وفق ممثلة "دار سيراس للنشر"  وداد بن يحمد التي تؤكد أن العديد من المدارس على بعد بضعة كيلومترات من مدينة  الثقافة ( الاحواز الجنوبية مثلا) لم يصل إلى مسامعهم أن هناك معرضا للكتاب  قد انطلق منذ 4 فيفري.  محدثتنا تعتبر أن غياب الحملة الدعائية قد اثر  سلبا على مستوى الاقبال مشددة على أن افضل الارقام التي تم تحقيقها في المعرض الحالي  في ثلاثة أيام  (افضل ثلاثة أيام في المعرض الحالي) لا تعادل  نصف يوم عمل بمعرض تونس الدولي للكتاب. وهي ومن وجهة نظرها تعتبر أن مطلب  الناشرين  وزارة الثقافة  بمنحهم الاجنحة مجانا مطلبا مشروعا نظرا للاقبال الضعيف الذي لا يمكّن وفق محدثتنا حتى من دفع معلوم الكراء المطلوب. 
عدم استغلال لمواقع التواصل الاجتماعي في الاشهار 
صاحب دار نرفانا للنشر حافظ بوجميل  هو بدوره  يعتبر أن الدعاية الضعيفة لم تشجع كثيرا على الاقبال على المعرض وهو يعتبر أن المتضررين بشكل مباشر هم الناشرون الذين يتوجهون إلى الجماهير الواسعة، لأن دور  النشر التي  تنشر الكتاب المختص ( نرفانا مثلا) يظل لها جمهورها الذي يقصدها مباشرة ومع ذلك فإن الاقبال الضعيف على المعرض يبقى يمثل اشكالية كبيرة وهو يعتقد أن القضية هي قضية دعاية جيدة بالأساس  التي من المفروض تركز أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مختلف الوسائط الاعلامية التي تستقطب اعدادا كبيرة من الجماهير. 
بدوره اعتبر ناجي مرزوق مدير عام دار صامد للنشر أن افضل ما في المعرض الوطني للكتاب هو اللقاء بين الناشرين في حين أن الاقبال بالنسبة له كان  ضعيفا جدا  وهو تقريبا نفس الراي لممثلين عن جل الأجنحة الذين اعتبروا أنه كان من الممكن ان يكون الاقبال على زيارة المعرض وعلى الكتب أفضل لو سبق تنظيمه اعداد افضل حتى أن احد محدثينا شدد على أنه لم يتسلم جناحه  الا قبل 24 ساعة من انطلاق المعرض. 
وعن سؤال ما إن اثر اختيار الفضاء هذه المرة  في حجم الاقبال، فعادة يقام المعرض الوطني للكتاب التونسي الذي وبشهادة اغلب المتدخلين كان في الدورة الأولى والثانية أفضل بكثير من حيث الاقبال، بشارع الحبيب بورقيبة (المعرض الدولي للكتاب يقام بقصر المعارض بالكرم)، أجمع من تحدثنا إليهم على ان مدينة الثقافة فضاء جيد للمعرض. فهي تقع وسط العاصمة كما أن الوصول إليها سهل.
المقدرة الشرائية للمواطن 
ولا ينكر العارضون في المقابل  أن ظروف الحياة في تونس اليوم صعبة وأن غلاء الورق من الاسباب التي تزيد في تعقيد الأمور، لكن كان بالامكان بالنسبة لهم توفير ظروف تنظيمية أفضل للمعرض وتوفير دعاية ناجعة، فالجهود التي بذلتها هيئة التنظيم وفق محدثينا مكنت من  تنظيم رحلات لفائدة التلاميذ لكن تبقى امكانيات الجمهور التلمذي وحتى الطالبي قليلة كما أن العائلات التونسية في أواسط الشهر لا تكون في أيسر احوالها  من الناحية المادية، الامر الذي يحتم  بالنسبة لهم اعادة النظر في العديد من النواحي التنظيمية لتحويل  المعرض الوطني للكتاب التونسي إلى مكسب حقيقي للكتاب في البلاد. 
وخلافا لما اشار إليه العارضون، يعتقد مدير المعرض يونس السلطاني أن الاقبال كان جيدا وأن العائلات التونسية كانت في الموعد وأن الزيارات للمعرض استمرت مكثفة حتى بعد نهاية العطلة المدرسية وهو يعتقد أن الدورة كانت ناجحة وكل المؤشرات بالنسبة له تدل على أن هناك مداخيل محترمة للناشرين. ويقول مدير المعرض في تصريحه  لنا: "إننا إذا ما وضعنا جانبا  تذمر العارضين من قلة الاقبال وقلة البيع، فإنه لا تتوفر لدينا  احصائيات واضحة حول  حجم المبيعات". وعن مسألة الدعاية لفائدة المعرض يعتقد محدثنا أنها كانت جيدة وأن المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات (سلطة الاشراف على التظاهرة وغيرها من تظاهرات وزارة الشؤون الثقافية)  قامت بالجهود الدعائية اللازمة ووفرت الاشهار اللازم للمعرض الوطني للكتاب التونسي في الاذاعات والتلفزيونات وبمواقع التواصل الاجتماعي وعلى مستوى الملصقات الاشهارية بالشوارع وهي  لم تكن في حاجة إلى شركة دعائية  وقامت بدورها بطريقة ناجعة والدليل على ذلك على حد تعبيره كثرة الاقبال على المعرض. 
ويشير يونس السلطاني في هذا السياق إلى أنه لا بأس أن يبذل الناشرون الذين هم شركاء في التنظيم بعض الجهد على مستوى الدعاية ولم لا تقوم كل دار نشر مشاركة في المعرض بحملة دعائية وان تستغل بالخصوص  صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي،فالقضية هي قضية مشتركة بالنسبة له ونجاح المعرض هو نجاح لكل الشركاء إضافة إلى القارئ طبعا. وهو يذكّر  بأنه لأول مرة ينتظم في تونس معرض للكتاب يستمر اسبوعين كاملين  تتخللهما نهاية اسبوع  ثلاث مرات مما يمنح  الناشرين والعارضين فرصا أكبر لاستقطاب القراء. 
غلاء الورق اشكالية تواجه الناشر والكاتب والقارئ 
وحول اختيار مدينة الثقافة  مكانا للمعرض شدد يونس السلطاني على أنها  الفضاء الأمثل للعائلات  مشيرا  إلى كل التسهيلات متوفرة بما في ذلك مرابض السيارات المجانية، مذكرا بالتذمر الذي كان يلاحظ من قبل من بعد المسافة بقصر المعارض بالكرم  اين يقام معرض تونس الدولي للكتاب عادة. أما عن تكلفة كراء الاجنحة بالنسبة للعارضين، فقد شدد مدير المعرض أن الاسعار رمزية جدا  وأنها تراعي مقدرتهم منبها إلى وجود تخفيضات مشجعة. وحول سؤال حول غلاء سعر الكتاب التونسي ، وقد لاحظنا شخصيا أن السعر يتجاوز احيانا 40 دينارا، اجاب محدثنا، أن غلاء الورق  الذي هو بالنسبة له ظاهرة عالمية ولا تهم تونس لوحدها اثرت كثيرا في هذا الباب حتى أن الكاتب  يجد اليوم صعوبة كبيرة في طبع ملفاته، وهو يقر أن المسألة هامة خاصة إذا ما علمنا أن المقدرة الشرائية للتونسي عموما لا تسمح عموما بتجاوز ميزانية معينة للكتب معتبرا أن معارض الكتاب تبقى فرصة للقارئ الذي يبحث عن الكتاب بأسعار مناسبة لوجود تخفيضات تكون أحيانا هامة جدا. 
وللتذكير، فإن النسخة الرابعة للمعرض الوطني للكتاب التونسي التي اقيمت  تحت اشراف رئيسة الحكومة نجلاء بدون افتتحت  في الرابع من فيفري الجاري بحضور وزيرة الثقافة حياة قطاط القرمازي وتم خلال حفل الافتتاح  تتويج الفائزين بجوائز المعرض في مجالات الابداع الادبي والنشر والنقد كما تم تكريم مجموعة من المبدعين والعاملين بالقطاع الثقافي وبمجال النشر. 
وقد شاركت اكثر من ثمانين ( 80 ) دار نشر  بالمعرض وعرض حوالي 20 الف عنوان وفق ارقام  ادارة المعرض اغلبها موجهة للاطفال نظرا لتزامن التظاهرة مع عطلة مدرسية. وقد تم تنظيم برنامج ثقافي شارك فيه عدد هام من الادباء والمبدعين والباحثين واهتم البرنامج بقضايا الأدب والترجمة  بالخصوص. 
 وقد وجبت الاشارة إلى أنه رغم المؤاخذات على المعرض خاصة من النواحي التنظيمية، فإن  هناك اجماعا على أهمية التظاهرة بالنسبة للكتاب التونسي التي سبق أن صرح رئيس اتحاد الناشرين التونسيين رياض بن عبد الرزاق في اللقاء الاعلامي للدورة المذكورة، قائلا إنها مكسب للناشرين وأنها صارت مثالا يحتذى. المهم بالنسبة لكل من تحدثنا  إليهم أن تتم مراجعة بعض النواحي التنظيمية والاشتغال بكثافة على الدعاية والاشهار على أن يقع الاحتفاظ بالمكان، اي مدينة الثقافة فضاء للمعرض الوطني للكتاب التونسي. للاشارة والتذكير، فإن الأيام الاخيرة للمعارض تسجل  عادة اقبالا مكثفا واليوم هو اليوم الأخير في المعرض الوطني للكتاب ويمكن ليوم واحد أن يقلب المعادلة بالكامل إذا ما حدث  حدثت هبة حقيقية في اتجاه المعرض. 
 
حياة السايب
 
  ريبورتاجات "الصباح" .. لأول مرة يستمر أسبوعين كاملين:  المعرض الوطني للكتاب التونسي في نسخته الرابعة يختتم اليوم وسط مواقف مختلفة
 
* عارضون: مرتاحون لاختيار مدينة الثقافة فضاء للمعرض ومستاؤون من قلة الاقبال والدعاية 
*مدير المعرض : الاقبال  كان محترما والعائلات التونسية كانت في الموعد ولابأس لو يشارك الناشرون في الدعاية للمعرض 
 
تونس- الصباح 
يختتم اليوم 18 فيفري المعرض الوطني للكتاب في نسخته الرابعة التي كانت قد افتتحت في الرابع من نفس الشهر بمدينة الثقافة بالعاصمة تحت شعار "الكتاب بيتنا".  ورغم أن تاريخ تنظيم المعرض قد تزامن (الاسبوع الأول) مع  عطلة مدرسية ( نصف الثلاثي الثاني)  فإن أغلب العارضين الذين تحدثنا إليهم  أول أمس  في جولة اخترنا أن تكون في الأيام الأخيرة للمعرض أي بعد تكوين فكرة واضحة حول حجم الاقبال  أكدوا أن الاقبال كان ضعيفا جدا وأن المداخيل كانت قليلة جدا رغم أن المعرض استغرق ولأول مرة أسبوعين كاملين. 
وتعود الأسباب حسب محدثينا بالخصوص إلى ضعف الدعاية لفائدة المعرض، اذ تكاد تغيب المعلقات الاشهارية للمعرض بتونس بما في ذلك في ساحة محمد الخامس اين توجد مدينة الثقافة. ولا توجد معلقة اشهارية حتى أمام   مدخل مدينة الثقافة في حد ذاتها، الفضاء  الذي يحتضن المعرض  فلا شيء فيه يدل  على أن هناك معرضا يقام  بالداخل وفق ممثلة "دار سيراس للنشر"  وداد بن يحمد التي تؤكد أن العديد من المدارس على بعد بضعة كيلومترات من مدينة  الثقافة ( الاحواز الجنوبية مثلا) لم يصل إلى مسامعهم أن هناك معرضا للكتاب  قد انطلق منذ 4 فيفري.  محدثتنا تعتبر أن غياب الحملة الدعائية قد اثر  سلبا على مستوى الاقبال مشددة على أن افضل الارقام التي تم تحقيقها في المعرض الحالي  في ثلاثة أيام  (افضل ثلاثة أيام في المعرض الحالي) لا تعادل  نصف يوم عمل بمعرض تونس الدولي للكتاب. وهي ومن وجهة نظرها تعتبر أن مطلب  الناشرين  وزارة الثقافة  بمنحهم الاجنحة مجانا مطلبا مشروعا نظرا للاقبال الضعيف الذي لا يمكّن وفق محدثتنا حتى من دفع معلوم الكراء المطلوب. 
عدم استغلال لمواقع التواصل الاجتماعي في الاشهار 
صاحب دار نرفانا للنشر حافظ بوجميل  هو بدوره  يعتبر أن الدعاية الضعيفة لم تشجع كثيرا على الاقبال على المعرض وهو يعتبر أن المتضررين بشكل مباشر هم الناشرون الذين يتوجهون إلى الجماهير الواسعة، لأن دور  النشر التي  تنشر الكتاب المختص ( نرفانا مثلا) يظل لها جمهورها الذي يقصدها مباشرة ومع ذلك فإن الاقبال الضعيف على المعرض يبقى يمثل اشكالية كبيرة وهو يعتقد أن القضية هي قضية دعاية جيدة بالأساس  التي من المفروض تركز أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مختلف الوسائط الاعلامية التي تستقطب اعدادا كبيرة من الجماهير. 
بدوره اعتبر ناجي مرزوق مدير عام دار صامد للنشر أن افضل ما في المعرض الوطني للكتاب هو اللقاء بين الناشرين في حين أن الاقبال بالنسبة له كان  ضعيفا جدا  وهو تقريبا نفس الراي لممثلين عن جل الأجنحة الذين اعتبروا أنه كان من الممكن ان يكون الاقبال على زيارة المعرض وعلى الكتب أفضل لو سبق تنظيمه اعداد افضل حتى أن احد محدثينا شدد على أنه لم يتسلم جناحه  الا قبل 24 ساعة من انطلاق المعرض. 
وعن سؤال ما إن اثر اختيار الفضاء هذه المرة  في حجم الاقبال، فعادة يقام المعرض الوطني للكتاب التونسي الذي وبشهادة اغلب المتدخلين كان في الدورة الأولى والثانية أفضل بكثير من حيث الاقبال، بشارع الحبيب بورقيبة (المعرض الدولي للكتاب يقام بقصر المعارض بالكرم)، أجمع من تحدثنا إليهم على ان مدينة الثقافة فضاء جيد للمعرض. فهي تقع وسط العاصمة كما أن الوصول إليها سهل.
المقدرة الشرائية للمواطن 
ولا ينكر العارضون في المقابل  أن ظروف الحياة في تونس اليوم صعبة وأن غلاء الورق من الاسباب التي تزيد في تعقيد الأمور، لكن كان بالامكان بالنسبة لهم توفير ظروف تنظيمية أفضل للمعرض وتوفير دعاية ناجعة، فالجهود التي بذلتها هيئة التنظيم وفق محدثينا مكنت من  تنظيم رحلات لفائدة التلاميذ لكن تبقى امكانيات الجمهور التلمذي وحتى الطالبي قليلة كما أن العائلات التونسية في أواسط الشهر لا تكون في أيسر احوالها  من الناحية المادية، الامر الذي يحتم  بالنسبة لهم اعادة النظر في العديد من النواحي التنظيمية لتحويل  المعرض الوطني للكتاب التونسي إلى مكسب حقيقي للكتاب في البلاد. 
وخلافا لما اشار إليه العارضون، يعتقد مدير المعرض يونس السلطاني أن الاقبال كان جيدا وأن العائلات التونسية كانت في الموعد وأن الزيارات للمعرض استمرت مكثفة حتى بعد نهاية العطلة المدرسية وهو يعتقد أن الدورة كانت ناجحة وكل المؤشرات بالنسبة له تدل على أن هناك مداخيل محترمة للناشرين. ويقول مدير المعرض في تصريحه  لنا: "إننا إذا ما وضعنا جانبا  تذمر العارضين من قلة الاقبال وقلة البيع، فإنه لا تتوفر لدينا  احصائيات واضحة حول  حجم المبيعات". وعن مسألة الدعاية لفائدة المعرض يعتقد محدثنا أنها كانت جيدة وأن المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات (سلطة الاشراف على التظاهرة وغيرها من تظاهرات وزارة الشؤون الثقافية)  قامت بالجهود الدعائية اللازمة ووفرت الاشهار اللازم للمعرض الوطني للكتاب التونسي في الاذاعات والتلفزيونات وبمواقع التواصل الاجتماعي وعلى مستوى الملصقات الاشهارية بالشوارع وهي  لم تكن في حاجة إلى شركة دعائية  وقامت بدورها بطريقة ناجعة والدليل على ذلك على حد تعبيره كثرة الاقبال على المعرض. 
ويشير يونس السلطاني في هذا السياق إلى أنه لا بأس أن يبذل الناشرون الذين هم شركاء في التنظيم بعض الجهد على مستوى الدعاية ولم لا تقوم كل دار نشر مشاركة في المعرض بحملة دعائية وان تستغل بالخصوص  صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي،فالقضية هي قضية مشتركة بالنسبة له ونجاح المعرض هو نجاح لكل الشركاء إضافة إلى القارئ طبعا. وهو يذكّر  بأنه لأول مرة ينتظم في تونس معرض للكتاب يستمر اسبوعين كاملين  تتخللهما نهاية اسبوع  ثلاث مرات مما يمنح  الناشرين والعارضين فرصا أكبر لاستقطاب القراء. 
غلاء الورق اشكالية تواجه الناشر والكاتب والقارئ 
وحول اختيار مدينة الثقافة  مكانا للمعرض شدد يونس السلطاني على أنها  الفضاء الأمثل للعائلات  مشيرا  إلى كل التسهيلات متوفرة بما في ذلك مرابض السيارات المجانية، مذكرا بالتذمر الذي كان يلاحظ من قبل من بعد المسافة بقصر المعارض بالكرم  اين يقام معرض تونس الدولي للكتاب عادة. أما عن تكلفة كراء الاجنحة بالنسبة للعارضين، فقد شدد مدير المعرض أن الاسعار رمزية جدا  وأنها تراعي مقدرتهم منبها إلى وجود تخفيضات مشجعة. وحول سؤال حول غلاء سعر الكتاب التونسي ، وقد لاحظنا شخصيا أن السعر يتجاوز احيانا 40 دينارا، اجاب محدثنا، أن غلاء الورق  الذي هو بالنسبة له ظاهرة عالمية ولا تهم تونس لوحدها اثرت كثيرا في هذا الباب حتى أن الكاتب  يجد اليوم صعوبة كبيرة في طبع ملفاته، وهو يقر أن المسألة هامة خاصة إذا ما علمنا أن المقدرة الشرائية للتونسي عموما لا تسمح عموما بتجاوز ميزانية معينة للكتب معتبرا أن معارض الكتاب تبقى فرصة للقارئ الذي يبحث عن الكتاب بأسعار مناسبة لوجود تخفيضات تكون أحيانا هامة جدا. 
وللتذكير، فإن النسخة الرابعة للمعرض الوطني للكتاب التونسي التي اقيمت  تحت اشراف رئيسة الحكومة نجلاء بدون افتتحت  في الرابع من فيفري الجاري بحضور وزيرة الثقافة حياة قطاط القرمازي وتم خلال حفل الافتتاح  تتويج الفائزين بجوائز المعرض في مجالات الابداع الادبي والنشر والنقد كما تم تكريم مجموعة من المبدعين والعاملين بالقطاع الثقافي وبمجال النشر. 
وقد شاركت اكثر من ثمانين ( 80 ) دار نشر  بالمعرض وعرض حوالي 20 الف عنوان وفق ارقام  ادارة المعرض اغلبها موجهة للاطفال نظرا لتزامن التظاهرة مع عطلة مدرسية. وقد تم تنظيم برنامج ثقافي شارك فيه عدد هام من الادباء والمبدعين والباحثين واهتم البرنامج بقضايا الأدب والترجمة  بالخصوص. 
 وقد وجبت الاشارة إلى أنه رغم المؤاخذات على المعرض خاصة من النواحي التنظيمية، فإن  هناك اجماعا على أهمية التظاهرة بالنسبة للكتاب التونسي التي سبق أن صرح رئيس اتحاد الناشرين التونسيين رياض بن عبد الرزاق في اللقاء الاعلامي للدورة المذكورة، قائلا إنها مكسب للناشرين وأنها صارت مثالا يحتذى. المهم بالنسبة لكل من تحدثنا  إليهم أن تتم مراجعة بعض النواحي التنظيمية والاشتغال بكثافة على الدعاية والاشهار على أن يقع الاحتفاظ بالمكان، اي مدينة الثقافة فضاء للمعرض الوطني للكتاب التونسي. للاشارة والتذكير، فإن الأيام الاخيرة للمعارض تسجل  عادة اقبالا مكثفا واليوم هو اليوم الأخير في المعرض الوطني للكتاب ويمكن ليوم واحد أن يقلب المعادلة بالكامل إذا ما حدث  حدثت هبة حقيقية في اتجاه المعرض. 
 
حياة السايب