أمين عام "الناتو" في أنقرة لاغاثة الحليف التركي ...فهل تفتح عمان الطريق لوزير الخارجية السعودي الى دمشق ؟
بقلم اسيا العتروس
تونس الصباح
مع أنه لا شيء مؤكد حتى الآن فان بعض المصادر تتحدث عن زيارة محتملة لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الى العاصمة السورية دمشق، زيارة ان تمت على ارض الواقع فقد تحمل في طياتها اكثر من اشارة بأن ديبلوماسية الكوارث يمكن أن تجد لها بين الانقاض والخراب ورائحة الموت المنتشر مدخلا لرتق ما فسد من العلاقات العربية العربية المبتورة او تدفع على الاقل الى اعادة التفكير بهدف الخروج من دائرة الازمات والانقسامات بعد اثني عشر عاما على عزل سوريا وتعليق عضويتها في الجامعة العربية...الخبر على ذمة وكالة سبوتنيك الروسية التي اعتبرت ان زيارة الوزير السعودي باتت مرتقبة خلال الايام القليلة القادمة -ديبلوماسية على الانقاض
...وفي انتظار أن تتضح الرؤية بشأن توجيه البوصلة الى دمشق فقد يكون من المهم وضع الاتصالات والزيارات الرسمية تحت المجهر بعد مضي عشرة أيام على الزلزال المدمرالذي أصاب سوريا وتركيا وأدى الى الاف القتلى والمصابين فضلا عن ملايين المشردين الذين لا يجدون مأوى لهم في خضم مشاهد الخراب والدمار الذي يعمق المأساة ويضاعف الازمة بعد عشر سنوات على نزيف الحرب ولكن ايضا في ظل قساوة المناخ و شح الموارد وتعطل وصول المساعدات لاصحابها...واذا كانت الوجهة الى تركيا ميسرة بالنظر الى ما تحظى به من دعم اممي واطلسي فان الامر ليس كذلك بالنسبة لسوريا التي تخضع لقانون قيصر الامريكي..
أمس وبعد عشرة ايام على الزلزال وأهواله حل الامين العام للحلف الاطلسي في انقرة في خطوة تضامنية مع هذا البلد المنكوب. الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ وبعد الوقوف على حجم الدمار اعتبر أن زلزال تركيا أكبر الكوارث المميتة والمروعة في أراضي الحلف منذ تأسيسه ، واعلن خلال الزيارة أن الحلف يستخدم إمكاناته لنقل معدات الإيواء إلى تركيا، وإن تركيزه ينصب الآن على إيواء المشردين وإعادة الإعمار. وأضاف أن دول الحلف تقف إلى جانب الشعب التركي في كل الأوقات، وأن مواطنيها يجمعون ملايين اليوروهات لمساعدة تركيا...و قناعتنا ان الحلف الاطلسي الذي يعتبر ان تداعيات الزلزال تمس كل دول الحلف تعني ان التوجه بدأ لمساعدة تركيا على اعادة اعمار ما تهدم و تجاوز هذه المحنة الخطيرة ...
وستتلو زيارة الامين العام للحلف الاطلسي زيارة مماثلة لوزير الخارجية الامريكي بلينكن الاحد الى أنقرة في اعقاب مؤتمر مونيخ للامن في اطار دعم تركيا والتضامن معها في هذه الكارثة الطبيعية..كل ذلك الى جانب ما سجل من تواتر المساعدات والفرق المختصة التي توافدت على تركيا منذ اللحظات الاولى وهو في الحقيقة التصرف العادي والمطلوب في مثل هذه الظروف ويبدو أن زلزال تركيا الذي اعاد التواصب بين انقرة واثينا سيسجل لاحقا عودة العلاقات التركية اليونانية الى طبيعتها بعد الحضور الافت لفرق الانقاذ اليونانية في المناطق التركية المنكوبة ...
-التضامن قطرة قطرة فهل ياتي الغيث ؟
من الجانب السوري وبرغم حجم الكارثة غير المسبوقة فان ديبلوماسية الكوارث بدت اكثر احتشاما وكان هناك ترقب لما سيؤول اليه المشهد او ما اذا سيكون هناك ضوء اخضر للتواصل مع السلطات السورية التيس ما كان لها ان تتعاطى مع تداعيات الكارثة او تستجيب لاستغاثة المنكوبين بمفردها في بلد محاصر ويعاني من نقص الامكانيات اللوجستية والاغذية وغيرها بما يعني أن رد الفعل الطبيعي من دول الجوار وغير الجوار كان يفترض التعجيل بالتحرك وتفادي تفاقم الخسائر البشرية ...وقد يكون من الاجحاف القول ان هذا لم يحدث فقد كانت دول المغرب العربية من الدول السباق للاستجابة لاستغاثة سوريا و كانت الطائرات الجزائرية اول الطائرات التي اتجهت الى التراب السوري علما وان الجزائر حافظت على علاقاتها مع سوريا ولم تستجب لمؤتمر اصدقاء سوريا الذي عقد في تونس خلال حكم الترويكا، ولم تتخلف تونس عن الواجب اذ بالاضافة الى المساعدات وفرق الاغاثة فقد اعلن الرئيس قيس سعيد عن توجه نحو رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي مع سوريا ، وقد علمت الصباح أن موظفا من السفارة التونسية في العاصمة اللبنانية انضم الى الفريق الحالي في سفارة تونس بدمشق للاشراف على ملفات واوضاع التونسيين في سوريا وقد كشف مصدر مطلع ان هذه الخطوة تمهيد نحو اعادة العلاقات الى طبيعتها بين تونس ودمشق والتي انقطعت منذ اثني عشر سنة وكان اخر سفير سوري في تونس الدكتور فيصل علوني ...
ديبلوماسية الكوارث تحركت ايضا خليجيا حيث كان وزير خارجية الامارات عبد الله بن زايد اول من زار الاسد بعد الكارثة فيما تكررت الاتصالات ولأول مرة كان للعاهل البحريني اتصال بالاسد وكذلك الامر بالنسبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ..وكانت المفاجأة صباح الاربعاء عندما وصل وزيرالخارجية الاردني أيمن الصفدي الى العاصمة السورية والتقى نظيره فيصل مقداد ومن المفارقات ان الصفدي كان من طالب السفير السوري السابق بهجت سليمان بالمغادرة قبل اثني عشر عاما مع بداية الصراع في سوريا... وربما يعتبر بعض الديبلوماسيين الاردنيين أن هذه التطورات الآفتة في الاتصالات والعلاقات الاردنية السورية جزء من الاستجابة السياسية الاردنية لمقتضيات ومتطلبات ما يطرح في الشارع بعنوان التنويع في العلاقات اقليميا بهدف تخفيف الضغوط الاسرائيلية والامريكية خصوصا عشية تحضيرات لقاء "النقب 2 " في المغرب والذي أثارت مشاركة الاردن المحتملة فيه جدلا في البلاد.
-الصفدي يفتح الطريق لنظراءه العرب
عودة الإتصالات السياسية بين عمان ودمشق جاءت تحت شعار الاغاثة و مساعدة شعب منكوب وهو شعب عربي مجاورتشترك الاردن معه جغرافيا و تراثيا وثقافيا واقتصاديا وقبل ذلك انسانيا، ونجدته يفترض انها مسؤولية اخلاقية حارقة لا تقبل المساومات والابتزازات ... وبعد ذلك انتعشت الآمال أردنيا بتنشيط حوارات وتفاهمات مع الدولة السورية خاصة في وجود عديد القضايا العالقة ومنها قضايا الاجئين والمخدرات والتنسيق الامني على الحدود ...
الخطوة التي لفتت الانظار صباح الاربعاء وصول وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي في زيارة مفاجئة هي الاولى من نوعها منذ 12 عاما الى دمشق واجراء الصفدي مباحثات مع نظيره السوري فيصل المقداد .
زيارة الصفدي الى دمشق فتحت المشهد على اكثر من قراءة اقليميا وعربيا ودوليا وقد اعتبرالكثير من الملاحظين انها اشارة بان العواصم العربية تتجه لتقليص مساحة الاعتراف بالجماعات المسلحة في سوريا التي لا شعبية لها بين السوريين، كما يتجه بعض الخبراء الى قراءة هذه التحولات في نمط الاتصالات الاردنية مع الجارة السورية باعتبارها جزء من خطوة تنظيم او اعادة واحياء التنويع في الاتصالات من جهة الدبلوماسية الاردنية اضافة الى الاستثمار في الاحتياجات السورية والتركية لمساعدة الجيران وبصيغة قد تؤدي الى النمو مجددا بالاتصالات والعلاقات.
من جانبه لم يخرج الوزير الاردني عن الخطاب الرسمي ولم يكشف طبيعة العلاقات القادمة بين عمان ودمشق، ولكن الارجح أن اتصال الملك عبد الله بالاسد قد يكون اشارة الانطلاق نحو ضرورة تجاوز الجمود الذي لا يخدم احدا... وقال الصفدى قال إن زيارته إلى دمشق تضمنت بحث العلاقات الثنائية وبحث جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية. بما يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها ويهيئ الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين ويخلص سوريا من الإرهاب الذي يشكل خطر علينا جميعا".مضيفا نحن الدولتان شقيقتان ونتأثر بما يجري لبعضنا بعضا، أنا هنا كما ذكرنا سابقا تعبيرا عن تضامن المملكة الأردنية الهاشمية مع أشقائنا في سوريا في مواجهة تبعات هذا الزلزال وبحث ما يمكن أن نقدمه من مساعدات للشعب السوري الشقيق في التعامل مع تبعات هذه الأزمة..."خطاب قد يرضي الساحة السياسية الاردنية ولا يغضب الحلفاء من لا ينظرون الى عودة سوريا الى الساحة العربية بعين الرضا رغم اهوال الزلزال ورغم احتياجات سوريا للمساعدة في المرحلة القادمة ...
وماذا عن السعودية ؟
وبالعودة الى وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان الذي اعلن من بروكسيل "ان كارثة الزلزال في سوريا وتركيا تقتضي "الرد المناسب م الجميع"..موقف ياتي في اعقاب تواتر وصول طائرات المساعدات الانسانية السعودية الى حلبفي اول تواصل يذكر منذ انقطع الرحلات قبل اكثر من عقد، هي اشارة ربما بأن ديبلوماسية الكوارث قد تعطي اكلها ...
رد فعل الرئيس السوري بشار الاسد كان مرحبا بأي "موقف إيجابي" يصدر من الدول العربية و قال في تعليق على حملات التضامن العربية مع الشعب السوري إن "الشعب السوري يرحب ويتفاعل مع أي موقف إيجابي تجاهه وخاصة من الأشقاء العرب"..قد يكون من السابق لاوانه البناء على هذه الزيارات والاتصالات التي فرضتها كارثة طبيعية فاقمت الكوارث التي صنعها الانسان في سوريا وفي المنطقة ...
أمين عام "الناتو" في أنقرة لاغاثة الحليف التركي ...فهل تفتح عمان الطريق لوزير الخارجية السعودي الى دمشق ؟
بقلم اسيا العتروس
تونس الصباح
مع أنه لا شيء مؤكد حتى الآن فان بعض المصادر تتحدث عن زيارة محتملة لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الى العاصمة السورية دمشق، زيارة ان تمت على ارض الواقع فقد تحمل في طياتها اكثر من اشارة بأن ديبلوماسية الكوارث يمكن أن تجد لها بين الانقاض والخراب ورائحة الموت المنتشر مدخلا لرتق ما فسد من العلاقات العربية العربية المبتورة او تدفع على الاقل الى اعادة التفكير بهدف الخروج من دائرة الازمات والانقسامات بعد اثني عشر عاما على عزل سوريا وتعليق عضويتها في الجامعة العربية...الخبر على ذمة وكالة سبوتنيك الروسية التي اعتبرت ان زيارة الوزير السعودي باتت مرتقبة خلال الايام القليلة القادمة -ديبلوماسية على الانقاض
...وفي انتظار أن تتضح الرؤية بشأن توجيه البوصلة الى دمشق فقد يكون من المهم وضع الاتصالات والزيارات الرسمية تحت المجهر بعد مضي عشرة أيام على الزلزال المدمرالذي أصاب سوريا وتركيا وأدى الى الاف القتلى والمصابين فضلا عن ملايين المشردين الذين لا يجدون مأوى لهم في خضم مشاهد الخراب والدمار الذي يعمق المأساة ويضاعف الازمة بعد عشر سنوات على نزيف الحرب ولكن ايضا في ظل قساوة المناخ و شح الموارد وتعطل وصول المساعدات لاصحابها...واذا كانت الوجهة الى تركيا ميسرة بالنظر الى ما تحظى به من دعم اممي واطلسي فان الامر ليس كذلك بالنسبة لسوريا التي تخضع لقانون قيصر الامريكي..
أمس وبعد عشرة ايام على الزلزال وأهواله حل الامين العام للحلف الاطلسي في انقرة في خطوة تضامنية مع هذا البلد المنكوب. الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ وبعد الوقوف على حجم الدمار اعتبر أن زلزال تركيا أكبر الكوارث المميتة والمروعة في أراضي الحلف منذ تأسيسه ، واعلن خلال الزيارة أن الحلف يستخدم إمكاناته لنقل معدات الإيواء إلى تركيا، وإن تركيزه ينصب الآن على إيواء المشردين وإعادة الإعمار. وأضاف أن دول الحلف تقف إلى جانب الشعب التركي في كل الأوقات، وأن مواطنيها يجمعون ملايين اليوروهات لمساعدة تركيا...و قناعتنا ان الحلف الاطلسي الذي يعتبر ان تداعيات الزلزال تمس كل دول الحلف تعني ان التوجه بدأ لمساعدة تركيا على اعادة اعمار ما تهدم و تجاوز هذه المحنة الخطيرة ...
وستتلو زيارة الامين العام للحلف الاطلسي زيارة مماثلة لوزير الخارجية الامريكي بلينكن الاحد الى أنقرة في اعقاب مؤتمر مونيخ للامن في اطار دعم تركيا والتضامن معها في هذه الكارثة الطبيعية..كل ذلك الى جانب ما سجل من تواتر المساعدات والفرق المختصة التي توافدت على تركيا منذ اللحظات الاولى وهو في الحقيقة التصرف العادي والمطلوب في مثل هذه الظروف ويبدو أن زلزال تركيا الذي اعاد التواصب بين انقرة واثينا سيسجل لاحقا عودة العلاقات التركية اليونانية الى طبيعتها بعد الحضور الافت لفرق الانقاذ اليونانية في المناطق التركية المنكوبة ...
-التضامن قطرة قطرة فهل ياتي الغيث ؟
من الجانب السوري وبرغم حجم الكارثة غير المسبوقة فان ديبلوماسية الكوارث بدت اكثر احتشاما وكان هناك ترقب لما سيؤول اليه المشهد او ما اذا سيكون هناك ضوء اخضر للتواصل مع السلطات السورية التيس ما كان لها ان تتعاطى مع تداعيات الكارثة او تستجيب لاستغاثة المنكوبين بمفردها في بلد محاصر ويعاني من نقص الامكانيات اللوجستية والاغذية وغيرها بما يعني أن رد الفعل الطبيعي من دول الجوار وغير الجوار كان يفترض التعجيل بالتحرك وتفادي تفاقم الخسائر البشرية ...وقد يكون من الاجحاف القول ان هذا لم يحدث فقد كانت دول المغرب العربية من الدول السباق للاستجابة لاستغاثة سوريا و كانت الطائرات الجزائرية اول الطائرات التي اتجهت الى التراب السوري علما وان الجزائر حافظت على علاقاتها مع سوريا ولم تستجب لمؤتمر اصدقاء سوريا الذي عقد في تونس خلال حكم الترويكا، ولم تتخلف تونس عن الواجب اذ بالاضافة الى المساعدات وفرق الاغاثة فقد اعلن الرئيس قيس سعيد عن توجه نحو رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي مع سوريا ، وقد علمت الصباح أن موظفا من السفارة التونسية في العاصمة اللبنانية انضم الى الفريق الحالي في سفارة تونس بدمشق للاشراف على ملفات واوضاع التونسيين في سوريا وقد كشف مصدر مطلع ان هذه الخطوة تمهيد نحو اعادة العلاقات الى طبيعتها بين تونس ودمشق والتي انقطعت منذ اثني عشر سنة وكان اخر سفير سوري في تونس الدكتور فيصل علوني ...
ديبلوماسية الكوارث تحركت ايضا خليجيا حيث كان وزير خارجية الامارات عبد الله بن زايد اول من زار الاسد بعد الكارثة فيما تكررت الاتصالات ولأول مرة كان للعاهل البحريني اتصال بالاسد وكذلك الامر بالنسبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ..وكانت المفاجأة صباح الاربعاء عندما وصل وزيرالخارجية الاردني أيمن الصفدي الى العاصمة السورية والتقى نظيره فيصل مقداد ومن المفارقات ان الصفدي كان من طالب السفير السوري السابق بهجت سليمان بالمغادرة قبل اثني عشر عاما مع بداية الصراع في سوريا... وربما يعتبر بعض الديبلوماسيين الاردنيين أن هذه التطورات الآفتة في الاتصالات والعلاقات الاردنية السورية جزء من الاستجابة السياسية الاردنية لمقتضيات ومتطلبات ما يطرح في الشارع بعنوان التنويع في العلاقات اقليميا بهدف تخفيف الضغوط الاسرائيلية والامريكية خصوصا عشية تحضيرات لقاء "النقب 2 " في المغرب والذي أثارت مشاركة الاردن المحتملة فيه جدلا في البلاد.
-الصفدي يفتح الطريق لنظراءه العرب
عودة الإتصالات السياسية بين عمان ودمشق جاءت تحت شعار الاغاثة و مساعدة شعب منكوب وهو شعب عربي مجاورتشترك الاردن معه جغرافيا و تراثيا وثقافيا واقتصاديا وقبل ذلك انسانيا، ونجدته يفترض انها مسؤولية اخلاقية حارقة لا تقبل المساومات والابتزازات ... وبعد ذلك انتعشت الآمال أردنيا بتنشيط حوارات وتفاهمات مع الدولة السورية خاصة في وجود عديد القضايا العالقة ومنها قضايا الاجئين والمخدرات والتنسيق الامني على الحدود ...
الخطوة التي لفتت الانظار صباح الاربعاء وصول وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي في زيارة مفاجئة هي الاولى من نوعها منذ 12 عاما الى دمشق واجراء الصفدي مباحثات مع نظيره السوري فيصل المقداد .
زيارة الصفدي الى دمشق فتحت المشهد على اكثر من قراءة اقليميا وعربيا ودوليا وقد اعتبرالكثير من الملاحظين انها اشارة بان العواصم العربية تتجه لتقليص مساحة الاعتراف بالجماعات المسلحة في سوريا التي لا شعبية لها بين السوريين، كما يتجه بعض الخبراء الى قراءة هذه التحولات في نمط الاتصالات الاردنية مع الجارة السورية باعتبارها جزء من خطوة تنظيم او اعادة واحياء التنويع في الاتصالات من جهة الدبلوماسية الاردنية اضافة الى الاستثمار في الاحتياجات السورية والتركية لمساعدة الجيران وبصيغة قد تؤدي الى النمو مجددا بالاتصالات والعلاقات.
من جانبه لم يخرج الوزير الاردني عن الخطاب الرسمي ولم يكشف طبيعة العلاقات القادمة بين عمان ودمشق، ولكن الارجح أن اتصال الملك عبد الله بالاسد قد يكون اشارة الانطلاق نحو ضرورة تجاوز الجمود الذي لا يخدم احدا... وقال الصفدى قال إن زيارته إلى دمشق تضمنت بحث العلاقات الثنائية وبحث جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية. بما يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها ويهيئ الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين ويخلص سوريا من الإرهاب الذي يشكل خطر علينا جميعا".مضيفا نحن الدولتان شقيقتان ونتأثر بما يجري لبعضنا بعضا، أنا هنا كما ذكرنا سابقا تعبيرا عن تضامن المملكة الأردنية الهاشمية مع أشقائنا في سوريا في مواجهة تبعات هذا الزلزال وبحث ما يمكن أن نقدمه من مساعدات للشعب السوري الشقيق في التعامل مع تبعات هذه الأزمة..."خطاب قد يرضي الساحة السياسية الاردنية ولا يغضب الحلفاء من لا ينظرون الى عودة سوريا الى الساحة العربية بعين الرضا رغم اهوال الزلزال ورغم احتياجات سوريا للمساعدة في المرحلة القادمة ...
وماذا عن السعودية ؟
وبالعودة الى وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان الذي اعلن من بروكسيل "ان كارثة الزلزال في سوريا وتركيا تقتضي "الرد المناسب م الجميع"..موقف ياتي في اعقاب تواتر وصول طائرات المساعدات الانسانية السعودية الى حلبفي اول تواصل يذكر منذ انقطع الرحلات قبل اكثر من عقد، هي اشارة ربما بأن ديبلوماسية الكوارث قد تعطي اكلها ...
رد فعل الرئيس السوري بشار الاسد كان مرحبا بأي "موقف إيجابي" يصدر من الدول العربية و قال في تعليق على حملات التضامن العربية مع الشعب السوري إن "الشعب السوري يرحب ويتفاعل مع أي موقف إيجابي تجاهه وخاصة من الأشقاء العرب"..قد يكون من السابق لاوانه البناء على هذه الزيارات والاتصالات التي فرضتها كارثة طبيعية فاقمت الكوارث التي صنعها الانسان في سوريا وفي المنطقة ...