إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم: تونس.. تخسر عقلها !.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

إذا تم العقل نقص الكلام.. يقال إن إمبراطوريات المستقبل ستكون إمبراطوريات العقل، بمعنى بيد الذين يفكرون، يبدعون، ينجزون، يقدمون حلولا لمشاكل الناس والحياة، يصنعون رفاهية ورخاء وطيب عيش.. قبل أن يسعى المرء الى أن يصبح ناجحاً، عليه أن يحاول أن يكون إنسانا له قيمة، محبّا وفيا لوطنه وشعبه، بعد كلّ ذلك يأتي النجاح تلقائياً ..

ليس المهم هو النجاح، لكن الأهم هو ما تعطيه وتردّه إلى الآخرين الذين ساعدوك ووقفوا بجانبك لتحقيق ذلك .

كشف الكاتب العام لنقابة الأطباء والصيادلة عماد خليفي أن قطاع الصحة يشهد نزيفا هاما في هجرة الأطباء، قال ان عدد خريجي اختصاص الطب العائلي الذين أجروا مناظرة ختم الاختصاص سنة 2022 لا يتجاوز رقم الـ70 من مجموع 1200 تمت دعوتهم، وخيّر المتخلفون منهم الهجرة الى الخارج!.

في رقم مرعب آخر هناك حوالي 40000 مهندس و3000 طبيب غادروا تونس خلال الــ5 سنوات الماضية .. انّ معدّل تكلفة تخرّج مهندس أو طبيب في الدراسة الجامعية في حدود مائة ألف دينار، تدفعها المجموعة الوطنية، بمعنى تكون التكلفة النهائية بعد التخرج في حدود 800 ألف دينار إذا أضفنا الى ذلك تكلفة الدراسة في الابتدائي والثانوي فانّ أي حامل لشهادة طب أو هندسة يكون قد صرفت عليه الدولة في حدود مليار من المليمات، بالتالي نحن خسرنا خلال الخمس سنوات الماضية ما مقداره خمسين ألف مليار من مليماتنا تمّ صرفها لتعليم وتكوين هؤلاء عشرات الآلاف من شبابنا الذين هجروا البلاد واستفادت من معارفهم بلدان أخرى.

حلّت تونس في المركز الثاني عربيا بعد سوريا في مؤشر هجرة الأدمغة وفق تقديرات تقرير التنمية البشرية للعالم العربي. أنّ هجرة الأدمغة التونسية لها تأثير مباشر على أوضاعنا مثل تراجع المستوى الاقتصاديّ، والصحّي، والاجتماعيّ نتيجة فقدان المهندسين والأطباء والعلماء والمُتخصِّصين في المجالات التي نحتاجها.

هو نزيف يُفقد تونس أهم ثروة لديها وهي كما كان يحلو للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وصفها بـ"المادة الشخماء" فالعوامل الطاردة لهذه الكفاءات، والتي تعيشها تونس لم تبذل الجهات المسؤولة أية مجهودات تذكر للتصدي لها ولتوفير ظروف أفضل لهذه الأدمغة التونسية الشابة من اجل تحفيزها على الاستقرار.

كانت تونس قبل سنوات تحتفي بنخبها، بنجباء المدرسة والجامعة، تكرمهم وتعلي من شانهم ومكانتهم. في زمن الشعبوية لا يتمّ الانتصار إلا للجهل والفوضى، للعداء للعقل والفكر وشيطنة المبدعين والناجحين والمتميّزين في مجال أنشطتهم .

إن إمكانية وقدرة التدبّر والتفكير في التعاطي مع التحديات والمشاكل واتخاذ أصوب القرارات تضعف وتقل في حالة الشعبوية والغباء.

مصيبتنا أن الكثير منا وممّن يعيشون بيننا اليوم محمّلون بقدر كبير من الغباء، لا ولن يرتاحوا إلا إذا كسروا أجمل الأشياء فينا وأروع ما نملك وأفضل ما تحقّق وأنجز في سنوات البناء والرخاء. ليس هنالك خطيئة في هذا العالم أعظم من خطيئة الجهل والغباء .

حكاياتهم:  تونس.. تخسر عقلها !.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

إذا تم العقل نقص الكلام.. يقال إن إمبراطوريات المستقبل ستكون إمبراطوريات العقل، بمعنى بيد الذين يفكرون، يبدعون، ينجزون، يقدمون حلولا لمشاكل الناس والحياة، يصنعون رفاهية ورخاء وطيب عيش.. قبل أن يسعى المرء الى أن يصبح ناجحاً، عليه أن يحاول أن يكون إنسانا له قيمة، محبّا وفيا لوطنه وشعبه، بعد كلّ ذلك يأتي النجاح تلقائياً ..

ليس المهم هو النجاح، لكن الأهم هو ما تعطيه وتردّه إلى الآخرين الذين ساعدوك ووقفوا بجانبك لتحقيق ذلك .

كشف الكاتب العام لنقابة الأطباء والصيادلة عماد خليفي أن قطاع الصحة يشهد نزيفا هاما في هجرة الأطباء، قال ان عدد خريجي اختصاص الطب العائلي الذين أجروا مناظرة ختم الاختصاص سنة 2022 لا يتجاوز رقم الـ70 من مجموع 1200 تمت دعوتهم، وخيّر المتخلفون منهم الهجرة الى الخارج!.

في رقم مرعب آخر هناك حوالي 40000 مهندس و3000 طبيب غادروا تونس خلال الــ5 سنوات الماضية .. انّ معدّل تكلفة تخرّج مهندس أو طبيب في الدراسة الجامعية في حدود مائة ألف دينار، تدفعها المجموعة الوطنية، بمعنى تكون التكلفة النهائية بعد التخرج في حدود 800 ألف دينار إذا أضفنا الى ذلك تكلفة الدراسة في الابتدائي والثانوي فانّ أي حامل لشهادة طب أو هندسة يكون قد صرفت عليه الدولة في حدود مليار من المليمات، بالتالي نحن خسرنا خلال الخمس سنوات الماضية ما مقداره خمسين ألف مليار من مليماتنا تمّ صرفها لتعليم وتكوين هؤلاء عشرات الآلاف من شبابنا الذين هجروا البلاد واستفادت من معارفهم بلدان أخرى.

حلّت تونس في المركز الثاني عربيا بعد سوريا في مؤشر هجرة الأدمغة وفق تقديرات تقرير التنمية البشرية للعالم العربي. أنّ هجرة الأدمغة التونسية لها تأثير مباشر على أوضاعنا مثل تراجع المستوى الاقتصاديّ، والصحّي، والاجتماعيّ نتيجة فقدان المهندسين والأطباء والعلماء والمُتخصِّصين في المجالات التي نحتاجها.

هو نزيف يُفقد تونس أهم ثروة لديها وهي كما كان يحلو للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وصفها بـ"المادة الشخماء" فالعوامل الطاردة لهذه الكفاءات، والتي تعيشها تونس لم تبذل الجهات المسؤولة أية مجهودات تذكر للتصدي لها ولتوفير ظروف أفضل لهذه الأدمغة التونسية الشابة من اجل تحفيزها على الاستقرار.

كانت تونس قبل سنوات تحتفي بنخبها، بنجباء المدرسة والجامعة، تكرمهم وتعلي من شانهم ومكانتهم. في زمن الشعبوية لا يتمّ الانتصار إلا للجهل والفوضى، للعداء للعقل والفكر وشيطنة المبدعين والناجحين والمتميّزين في مجال أنشطتهم .

إن إمكانية وقدرة التدبّر والتفكير في التعاطي مع التحديات والمشاكل واتخاذ أصوب القرارات تضعف وتقل في حالة الشعبوية والغباء.

مصيبتنا أن الكثير منا وممّن يعيشون بيننا اليوم محمّلون بقدر كبير من الغباء، لا ولن يرتاحوا إلا إذا كسروا أجمل الأشياء فينا وأروع ما نملك وأفضل ما تحقّق وأنجز في سنوات البناء والرخاء. ليس هنالك خطيئة في هذا العالم أعظم من خطيئة الجهل والغباء .