إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المواقف المرتعشة للنخب والنقابة والأحزاب حول الوضع في البلاد

بقلم:الأستاذ الدكتور محمود الذودي(*)

             

*التركيبة النفسية للشخصية التونسية المستنفِرة تفسر ظاهرة انتشار الكراهية  وضُعف أو فقدان التونسيين والتونسيات لحب بعضهم البعض

يثير الوضع السياسي الراهن في البلاد التونسية حيرة كبيرة بين معظم التونسيات والتونسيين. تعجز النخب الفكرية والنقابة والأحزاب السياسية عن العثور عن وصفة فعلية تخرج البلاد من المأزق الخانق. ما يفقد الثقة في هؤلاء هو سلوكهم المتسرع بخصوص موقفهم من الرئيس قيس سعيد مباشرة بعد 25 جويلية وموقفهم المعارض اليوم من الرئيس. لا يقبل علم النفس وعلم الاجتماع الفرجة في الوضع، بل يسعيان إلى معرفة أصوله وجذوره وسبب السرعة خاصة في تأييد الرئيس. تنصح قواعد السياقة بالالتزام بعدم الإسراع في السياقة لأن ذلك يمثل أكبر خطر لحوادث الطرقات القاتلة والمعيقة لأجساد البشر ومداركهم العقلية و سلامتهم النفسية. فسرعة هؤلاء في مساندة حدث 25 جويلية  ارتدت عليهم بغضب عارم على الرئيس نفسه. ومنه، فهم الآن نادمون على موقفهم الأول من قائد حركة 25 جويلية مخاطبين أنفسهم بالمثل المعروف " في التأني السلامة وفي العجلة الندامة". باختصار، نرى وجود ثلاثة عوامل وراء هذه السرعة في مساندة حركة الرئيس قيس سعيد: 1 – الشخصية التونسية المستنفِرَة 2- ضُعف صداقة النخب للموروث العربي الإسلامي 3- ضُعف أخلاقيات الديمقراطية.

الشخصية التونسية المستنفِرة                                                                  

الشخصية التونسية حبلى بالسلوكيات السيئة. يأتي في طليعتها ما نطلق 'سمة الاستنفار' .فالشخصية التونسية القاعدية شخصية مستنفرة السلوك في تعاملها مع الغريب أو "الآخر" أو "البراني".. فالاستنفار يعني شدة النفور أي الجزع من والابتعاد عن الآخرين.  فالشخصية التونسية القاعدية المستنفرة هي شخصية ينقصها حافز التعاطف والتقارب مع التونسي "الآخر" (البراني أو الغريب بما فيه في الفكر والايديووجيا ووو...). فسمة الاستنفار هذه تجعل سلوك التونسي في تعامله مع التونسي "الآخر" يتصف عموما بالحذر والتوتر والخوف والتوجس. فالمشهد السياسي التونسي اليوم في قمة وقاعدة هرمه ومن بينهما مثال حي وناطق على ذلك. فظاهرة الاستنفار هذه  كثيرا ما تكون سببا في ظواهر السلوكيات العدوانية  وسلوك الكراهية بين الأفراد والجماعات  والأحزاب التي تتحدث عنها اليوم  الناس كثيرا في المجتمع التونسي.

ضُعف الصداقة للموروث العربي الإسلامي                                             

تفيد الملاحظات أن معظم أجيال التونسيين المتعلمين منذ منتصف القرن الماضي ليست لهم علاقة سليمة لا مع اللغة العربية ولا مع الإسلام. يتجلى ذلك خاصة لدى  الحداثيين أصحاب ما نسميها الحداثة المغشوشة. مقارنة بمفهوم العلمانية في المجتمعات الغربية ، فإن النخب السياسية والثقافية التونسية يحتضنون  علمانية ذات رأسيْن. فبينما حصرت وتحصر النخب الغربية تعاملها مع العلمانية في تهميش دور الدين في حياة الأفراد والمجتمعات ، جنحت وتجنح النخب التونسية بعد الاستقلال إلى تهميش كل من الدين الإسلامي واللغة العربية من حياة  الناس الشخصية والحياة الاجتماعية. فيجوز القول هنا إن تقليد هذه النخب ومجتمعها للعلمانية الغربية هي عملية مغشوشة. إذ أن تلك النخب ومجتمعها  انحرفا  وينحرفان  عن المثال الأصلي الغربي للعلمانية الذي يهمش الدين فقط ، بينما أضافت تلك النخب أيضا عملية التهميش إلى لغتها العربية. وهو سلوك يتمثل في عجز تلك النخب ومجتمعها في الوفاء لأخلاقيات المناداة بقيم المجتمع المدني.فالعناية باللغة العربية وحمايتها وإعطاؤها المكانة الأولى كلغة وطنية مطلب مدني في الصميم لدى مجتمع يقول إن العربية هي لغته الوطنية الوحيدة.  فممارسة العلمانية المغشوشة عند تلك النخب ومجتمعها ذات جذور استعمارية أحدثت نوعين من التصدع في هوية نخبنا ومجتمعها  أديا إلى ميلاد علمانية مشوَّهة تهاجم ليس الجانب الديني فقط من هوية الشعب التونسي وإنما تنقض أيضا بأكثر قوة وحدّة على الجانب اللغوي لمنظومة هويته العربية الإسلامية.

العلاقة الحميمة بين الإسلام والعربية

تشير الملاحظات إلى أن قوة الانتماء إلى الإسلام تحفز الناس كثيرا على الرغبة في تعلّم اللغة العربية. يعود ذلك إلى طبيعة تَصَاحُبِ الإسلام واللغة العربية في مسيرة انتشار الإسلام في ما يسمى اليوم العالم العربي. يرى عديد المفكرين أن سرعة تعريب لسان سكان هذه المنطقة تمت بسبب دخول تلك الأقوام في الإسلام الذي عجّل أيضا في اندثار اللغات الأخرى. أي أن عامل الدين الجديد (الإسلام) حاسم في عملية الترحيب بلغة القرآن واحتضانها منذ قرون كلغة تواصل وكتابة وتأليف في شتى العلوم التي ازدهرت في الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس وفي المشرق والمغرب العربيين. هناك ما يشبه المعادلة في العلاقة بين الإسلام واللغة العربية: فالتمكُّن الصلب والإيمان الراسخ في منظومة العقيدة الإسلامية وقوة الانتماء والتحمس إليها هي عوامل تحفز المسلمين على حب للغة العربية والاعتزاز بها والدفاع عنها.وفي المقابل، فضُعف أو فقدان تلك العوامل طالما يقود إلى علاقة صداقة ضعيفة مع اللغة العربية. وهذا ما يتجلى في مواقف وسلوكيات عديد من النخب التونسية أمس واليوم

        فقدان أخلاقيات الديمقراطية 

مما لاشك فيه أن ترديد عبارة ' العشرية السوداء' بين كثير من التونسيين والتونسيات حمّال ضمنيا للعنف اللفظي والكلام البذيء اللذين تستبطنهما بقوة الشخصية التونسية القاعدية المستنفِرة مما يجعلها عاجزة كثيرا على التفكير النيّر والتحليل الرصين وتنسيب الأشياء بخصوص الحكم المتعقل على المسار السياسي في العشر سنوات الماضية بعد الثورة. فالتركيبة النفسية للشخصية التونسية المستنفِرة تفسر ظاهرة انتشار الكراهية  وضُعف أو فقدان التونسيين والتونسيات لحب بعضهم البعض الذي يتحدث عنه الناسُ ووسائل الإعلام الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون لماذا، مثلا، ينسى التونسيون والتونسيات بسهولة الشخصيات التونسية الوطنية المشهورة ؟

لعالَم السياسة في النظام الديمقراطي ميثاق وبنود توجهه وتسيّره يأتي في طليعتها مبدأ أن لا عداوة دائمة بين الأطراف السياسية المتنازعة. تشهد الحرب العالمية الثانية على ذلك.لقد شنت ألمانيا النازية حروبا على معظم الأقطار الأوروبية  وغزت البعض منها مثل فرنسا واستعملت الولايات المتحدة الأمريكية القنبلة الذرية ضد اليابان. فالصداقة منذ عقود بين فرنسا وألمانيا، من جهة، وبين اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، من جهة ثانية،  تمثل ظاهرة لا تكاد تُصدَّق لأن تلك الدول تمارس بقوة مبدأ لا عداوة دائمة مع الخصم السياسي خارج حدودها  ناهيك عن الخصم السياسي داخل حدود الوطن الواحد. فرفع راية العداوة الدائمة للعشرية السوداء يشير إلى جهل بمنطق ميثاق وبنود عالم السياسة في النظم الديمقراطية الحقيقية. وبالتالي فالكذب واضح وفاضح لمن يدعي الانتماء إلى أخلاق الديمقراطية الصحيحة والرغبة في ممارستها وهو يواصل في نفس الوقت تعنته في المسك برشاشة  العداوة المستمرة على العشرية السوداء التي تمثل أساسا عندهم حركة النهضة فقط بينما شاركت في الحكم معها أحزاب أخرى مثل نداءُ تونس والتيار الديمقراطي وغيرهما في عشرية الحكم ما بعد الثورة. وبالتأكيد أن للشخصية التونسية المستنفِرة دورا في مثل ذلك السلوك الجماعي. وهكذا ، فأصحاب تلك الشخصية الذين يسمون أنفسهم ديمقراطيين أو يدافعون عن منظومة النظام الديمقراطي بحماس هم قوم يحتضنون ديمقراطية مغشوشة يتبرأ منها جنود  الديمقراطية السليمة ويقفون سدا منيعا ضد أي خيانة لمبادئها الأصيلة وغش لمنظومة الحكم الديمقراطي التي لا تقبل أبجديتُها  العداوةَ الدائمة للخصم.

*عالم الاجتماع                                

المواقف المرتعشة للنخب والنقابة والأحزاب حول الوضع في البلاد

بقلم:الأستاذ الدكتور محمود الذودي(*)

             

*التركيبة النفسية للشخصية التونسية المستنفِرة تفسر ظاهرة انتشار الكراهية  وضُعف أو فقدان التونسيين والتونسيات لحب بعضهم البعض

يثير الوضع السياسي الراهن في البلاد التونسية حيرة كبيرة بين معظم التونسيات والتونسيين. تعجز النخب الفكرية والنقابة والأحزاب السياسية عن العثور عن وصفة فعلية تخرج البلاد من المأزق الخانق. ما يفقد الثقة في هؤلاء هو سلوكهم المتسرع بخصوص موقفهم من الرئيس قيس سعيد مباشرة بعد 25 جويلية وموقفهم المعارض اليوم من الرئيس. لا يقبل علم النفس وعلم الاجتماع الفرجة في الوضع، بل يسعيان إلى معرفة أصوله وجذوره وسبب السرعة خاصة في تأييد الرئيس. تنصح قواعد السياقة بالالتزام بعدم الإسراع في السياقة لأن ذلك يمثل أكبر خطر لحوادث الطرقات القاتلة والمعيقة لأجساد البشر ومداركهم العقلية و سلامتهم النفسية. فسرعة هؤلاء في مساندة حدث 25 جويلية  ارتدت عليهم بغضب عارم على الرئيس نفسه. ومنه، فهم الآن نادمون على موقفهم الأول من قائد حركة 25 جويلية مخاطبين أنفسهم بالمثل المعروف " في التأني السلامة وفي العجلة الندامة". باختصار، نرى وجود ثلاثة عوامل وراء هذه السرعة في مساندة حركة الرئيس قيس سعيد: 1 – الشخصية التونسية المستنفِرَة 2- ضُعف صداقة النخب للموروث العربي الإسلامي 3- ضُعف أخلاقيات الديمقراطية.

الشخصية التونسية المستنفِرة                                                                  

الشخصية التونسية حبلى بالسلوكيات السيئة. يأتي في طليعتها ما نطلق 'سمة الاستنفار' .فالشخصية التونسية القاعدية شخصية مستنفرة السلوك في تعاملها مع الغريب أو "الآخر" أو "البراني".. فالاستنفار يعني شدة النفور أي الجزع من والابتعاد عن الآخرين.  فالشخصية التونسية القاعدية المستنفرة هي شخصية ينقصها حافز التعاطف والتقارب مع التونسي "الآخر" (البراني أو الغريب بما فيه في الفكر والايديووجيا ووو...). فسمة الاستنفار هذه تجعل سلوك التونسي في تعامله مع التونسي "الآخر" يتصف عموما بالحذر والتوتر والخوف والتوجس. فالمشهد السياسي التونسي اليوم في قمة وقاعدة هرمه ومن بينهما مثال حي وناطق على ذلك. فظاهرة الاستنفار هذه  كثيرا ما تكون سببا في ظواهر السلوكيات العدوانية  وسلوك الكراهية بين الأفراد والجماعات  والأحزاب التي تتحدث عنها اليوم  الناس كثيرا في المجتمع التونسي.

ضُعف الصداقة للموروث العربي الإسلامي                                             

تفيد الملاحظات أن معظم أجيال التونسيين المتعلمين منذ منتصف القرن الماضي ليست لهم علاقة سليمة لا مع اللغة العربية ولا مع الإسلام. يتجلى ذلك خاصة لدى  الحداثيين أصحاب ما نسميها الحداثة المغشوشة. مقارنة بمفهوم العلمانية في المجتمعات الغربية ، فإن النخب السياسية والثقافية التونسية يحتضنون  علمانية ذات رأسيْن. فبينما حصرت وتحصر النخب الغربية تعاملها مع العلمانية في تهميش دور الدين في حياة الأفراد والمجتمعات ، جنحت وتجنح النخب التونسية بعد الاستقلال إلى تهميش كل من الدين الإسلامي واللغة العربية من حياة  الناس الشخصية والحياة الاجتماعية. فيجوز القول هنا إن تقليد هذه النخب ومجتمعها للعلمانية الغربية هي عملية مغشوشة. إذ أن تلك النخب ومجتمعها  انحرفا  وينحرفان  عن المثال الأصلي الغربي للعلمانية الذي يهمش الدين فقط ، بينما أضافت تلك النخب أيضا عملية التهميش إلى لغتها العربية. وهو سلوك يتمثل في عجز تلك النخب ومجتمعها في الوفاء لأخلاقيات المناداة بقيم المجتمع المدني.فالعناية باللغة العربية وحمايتها وإعطاؤها المكانة الأولى كلغة وطنية مطلب مدني في الصميم لدى مجتمع يقول إن العربية هي لغته الوطنية الوحيدة.  فممارسة العلمانية المغشوشة عند تلك النخب ومجتمعها ذات جذور استعمارية أحدثت نوعين من التصدع في هوية نخبنا ومجتمعها  أديا إلى ميلاد علمانية مشوَّهة تهاجم ليس الجانب الديني فقط من هوية الشعب التونسي وإنما تنقض أيضا بأكثر قوة وحدّة على الجانب اللغوي لمنظومة هويته العربية الإسلامية.

العلاقة الحميمة بين الإسلام والعربية

تشير الملاحظات إلى أن قوة الانتماء إلى الإسلام تحفز الناس كثيرا على الرغبة في تعلّم اللغة العربية. يعود ذلك إلى طبيعة تَصَاحُبِ الإسلام واللغة العربية في مسيرة انتشار الإسلام في ما يسمى اليوم العالم العربي. يرى عديد المفكرين أن سرعة تعريب لسان سكان هذه المنطقة تمت بسبب دخول تلك الأقوام في الإسلام الذي عجّل أيضا في اندثار اللغات الأخرى. أي أن عامل الدين الجديد (الإسلام) حاسم في عملية الترحيب بلغة القرآن واحتضانها منذ قرون كلغة تواصل وكتابة وتأليف في شتى العلوم التي ازدهرت في الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس وفي المشرق والمغرب العربيين. هناك ما يشبه المعادلة في العلاقة بين الإسلام واللغة العربية: فالتمكُّن الصلب والإيمان الراسخ في منظومة العقيدة الإسلامية وقوة الانتماء والتحمس إليها هي عوامل تحفز المسلمين على حب للغة العربية والاعتزاز بها والدفاع عنها.وفي المقابل، فضُعف أو فقدان تلك العوامل طالما يقود إلى علاقة صداقة ضعيفة مع اللغة العربية. وهذا ما يتجلى في مواقف وسلوكيات عديد من النخب التونسية أمس واليوم

        فقدان أخلاقيات الديمقراطية 

مما لاشك فيه أن ترديد عبارة ' العشرية السوداء' بين كثير من التونسيين والتونسيات حمّال ضمنيا للعنف اللفظي والكلام البذيء اللذين تستبطنهما بقوة الشخصية التونسية القاعدية المستنفِرة مما يجعلها عاجزة كثيرا على التفكير النيّر والتحليل الرصين وتنسيب الأشياء بخصوص الحكم المتعقل على المسار السياسي في العشر سنوات الماضية بعد الثورة. فالتركيبة النفسية للشخصية التونسية المستنفِرة تفسر ظاهرة انتشار الكراهية  وضُعف أو فقدان التونسيين والتونسيات لحب بعضهم البعض الذي يتحدث عنه الناسُ ووسائل الإعلام الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون لماذا، مثلا، ينسى التونسيون والتونسيات بسهولة الشخصيات التونسية الوطنية المشهورة ؟

لعالَم السياسة في النظام الديمقراطي ميثاق وبنود توجهه وتسيّره يأتي في طليعتها مبدأ أن لا عداوة دائمة بين الأطراف السياسية المتنازعة. تشهد الحرب العالمية الثانية على ذلك.لقد شنت ألمانيا النازية حروبا على معظم الأقطار الأوروبية  وغزت البعض منها مثل فرنسا واستعملت الولايات المتحدة الأمريكية القنبلة الذرية ضد اليابان. فالصداقة منذ عقود بين فرنسا وألمانيا، من جهة، وبين اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، من جهة ثانية،  تمثل ظاهرة لا تكاد تُصدَّق لأن تلك الدول تمارس بقوة مبدأ لا عداوة دائمة مع الخصم السياسي خارج حدودها  ناهيك عن الخصم السياسي داخل حدود الوطن الواحد. فرفع راية العداوة الدائمة للعشرية السوداء يشير إلى جهل بمنطق ميثاق وبنود عالم السياسة في النظم الديمقراطية الحقيقية. وبالتالي فالكذب واضح وفاضح لمن يدعي الانتماء إلى أخلاق الديمقراطية الصحيحة والرغبة في ممارستها وهو يواصل في نفس الوقت تعنته في المسك برشاشة  العداوة المستمرة على العشرية السوداء التي تمثل أساسا عندهم حركة النهضة فقط بينما شاركت في الحكم معها أحزاب أخرى مثل نداءُ تونس والتيار الديمقراطي وغيرهما في عشرية الحكم ما بعد الثورة. وبالتأكيد أن للشخصية التونسية المستنفِرة دورا في مثل ذلك السلوك الجماعي. وهكذا ، فأصحاب تلك الشخصية الذين يسمون أنفسهم ديمقراطيين أو يدافعون عن منظومة النظام الديمقراطي بحماس هم قوم يحتضنون ديمقراطية مغشوشة يتبرأ منها جنود  الديمقراطية السليمة ويقفون سدا منيعا ضد أي خيانة لمبادئها الأصيلة وغش لمنظومة الحكم الديمقراطي التي لا تقبل أبجديتُها  العداوةَ الدائمة للخصم.

*عالم الاجتماع