إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

وجَور الانسان على أخيه الانسان أشد مضاضة من خراب الزلازل !

بقلم:مصدق الشريف

*لقد دقت الساعة التي يجب ان تعود فيها سوريا الحبيبة الى المشهد العربي وان تأخذ مكانها الطبيعي في جامعة الدول العربية

ونحن نتابع ما خلفه الزلزال من ضحايا بشرية آلاف الموتى والجرحى في كل من سوريا الشقيقة وتركيا ينفطر لهم القلب وتدمع لهم العيون شدتني الهبّة الإنسانية للعون والمساعدة قامت بها جميع الأطراف كل طرف بطريقته الخاصة إمدادات مادية ومعنوية: طائرات محملة بالمواد الغذائية والأغطية والأدوية ورجال الصحة من أطباء وممرضين وممرضات خبراء في عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث لا يمكن أن نقول إلا أن كل هذا يمثل صورة من صور الإنسانية مفعمة بالتعاطف والتكاتف والمواساة الغاية منها التخفيف من آلام فاجعة الزلزال التي دمرت البلدين فأتت على الأخضر واليابس من بشر وشجر وحجر.

لكن  إن كانت قساوة الطبيعة وغضبها العنيف وما خلفته من دمار ومآسي الإنسان ليس له فيها دخل ولا حول ولا قوة له فيها في كثير من الأحيان. ويحق لنا أن نتساءل كيف كان دور الإنسان و موقفه مما يجري في سائر الأيام وعلى مدى الأعوام  والسنين؟من فتك وتشريد في واضحة النهار لأخيه الإنسان.عبر الآلات الحربية الجهنمية من دبابات وأسلحة متطورة وتخريب للبيوت والمنازل والمباني بالجرافات في كثير من بلدان العالم وعلى سبيل المثال لا الحصر في فلسطين المحتلة منذ قرن من الزمن وأكثر وفي العراق وبغداد وسوريا وليبيا.

لو توقفنا مع أنفسنا لحظة صدق فهل ترانا نقر أننا لم نتعامل بضمائر يقضه ومشاعر صادقة تتعدى مستوى الخطابات والشعارات إلى الإلحاح والإصرار بالنضالات اليومية وغير الموسمية والمناسباتية وإحياء ذكرى الأموات والاستشهاد والاحتلال...

إننا ومنذ زمان تصالحنا مع الأخبار التي تأتينا من البلدان المنكوبة في كل أنحاء العالم جراء الاستعمار الجديد ومجازر الإمبريالية والصهيونية برعاية الدولة القوية الولايات المتحدة الأمريكية وأصبحت هذه الفواجع التي تصيب الأطفال والنساء والكهول والشيوخ ومقدرات البلدان وخيراتها وبناها التحتية بكل برودة : نأكل ونشرب وننام وتصحو ونتمتع. قد ماتت المشاعر الأخوية والإنسانية وإن ظهرت على السطح بين الحين والآخر ففي البيانات والندوات التي تقام في النزل الفاخرة حيث يأكلون فيها ما لذ وطاب ويصلون إليها بسياراتهم الفارهة ولباسهم الفاخر.

 لو كنا صادقين مع أنفسنا وضمائرنا هل كان من الأجدى بنا أن نتساءل لماذا سكتنا عن الاحتلال الواقع في فلسطين وعن التدخل السافر في الشأن العراقي والسوري والليبي واليمني و… بعد أن عمد صناع القرار الطغاة إلى تفكيك أراضيهم واستباحتها والدوس على كرامة شعوبهم لماذا سكتنا عن الحصار الذي تضربه القوى المهيمنة في العالم على الدول الضعيفة حتى تنكل بها وتمحقها ؟ لماذا سكتنا عن قطع العلاقات مع الأشقاء في سوريا الأبية ؟ لماذا سكتنا عن حرمان الشعب السوري والعراقي من التواصل مع إخوتهم في تركيا ؟ لماذا وقفنا بصمتنا واستكانتنا مع سلطة الاستعمار القديم الحديث التي صنعت الحدود بين الإخوة في الدين واللغة والتاريخ (سياسة فرق تسد) لماذا لم ننبس ببنت شفة بصفة جدية على قانون "قيصر القانون الأمريكي" الذي يفرض عقوبات على الجهات والأشخاص الذين يقفون مع سوريا ولو في المحن كما تعيشه اليوم، في حين يقع اعانة دول اخرى وهي لعمري سياسة الكيل بمكيالين. تسع دول عربية فقط اعانت سورية في حين ان كل الدول العربية قدمت المدد لتركيا عديد الدول لم تتجاسر على دعم الشقيقة سوريا في كارثة الزلزال التي حلت بها خوفا من غضب أسيادهم وأولياء أمرهم أمريكا ودول الغرب. إن تونس قد اخترقت وتجاوزت بكل شجاعة هذا القانون الظالم والغاشم ولتكن خطوة بعدها مباشرة عودة العلاقة مع سوريا الحبيبة في تونس وبقية الوطن العربي وأن تأخذ سوريا مكانها الضروري في جامعة الدول العربية؟ وهل انصتنا وأعرنا اهتماما الى هذا النداء في يوم من الايام؟ ام هل كأنه لم يكن و طار في مهب الرياح كغيره من النداءات العقيمة؟ وعلى سبيل المثال لا الحصر نداء الفتاة غابرييلا 13 سنة تلقي كلمة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في منتدى الاطفال المنعقد بمناسبة الدورة الاستثنائية المخصصة للأطفال شارك فيه 350 شابا من 75 بلدا في 24 اكتوبر 1999؟

ان التضامن عندنا هو ان نهتم بالآخرين ونحترمهم وان نساعدهم كما لو كانوا من افراد اسرتنا وهذا يعني ان نعامل الاخرين كما نريد ان يعاملونا من غير ان ننتظر اي مقابل .ان نكون متضامنين معناه ان نعمل معا على تحقيق هدف مشترك يلتزم به كل منا او نسهم في عمل جماعي لتحقيقه نحن الشباب علينا اذا ان نساعد من هم في حاجة الى العون وان نحترمهم ونعتني بهم من دون تمييز قائم على البيئة الاجتماعية او العرق او الثقافة او العقيدة.

 لقد دقت الساعة التي يجب ان تعود فيها سوريا الحبيبة الى المشهد العربي وان تأخذ مكانها الطبيعي في جامعة الدول العربية ولعل ما يقوم به الرئيس قيس سعيد في هذه الايام من خطوات جريئة في اتجاه اعادة العلاقات مع الاخوة في سوريا امر يذكر فيشكر عليه وامالنا عريضة في فتح سفارة البلدين في اقرب الاجال.

وجَور الانسان على أخيه الانسان أشد مضاضة من خراب الزلازل !

بقلم:مصدق الشريف

*لقد دقت الساعة التي يجب ان تعود فيها سوريا الحبيبة الى المشهد العربي وان تأخذ مكانها الطبيعي في جامعة الدول العربية

ونحن نتابع ما خلفه الزلزال من ضحايا بشرية آلاف الموتى والجرحى في كل من سوريا الشقيقة وتركيا ينفطر لهم القلب وتدمع لهم العيون شدتني الهبّة الإنسانية للعون والمساعدة قامت بها جميع الأطراف كل طرف بطريقته الخاصة إمدادات مادية ومعنوية: طائرات محملة بالمواد الغذائية والأغطية والأدوية ورجال الصحة من أطباء وممرضين وممرضات خبراء في عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث لا يمكن أن نقول إلا أن كل هذا يمثل صورة من صور الإنسانية مفعمة بالتعاطف والتكاتف والمواساة الغاية منها التخفيف من آلام فاجعة الزلزال التي دمرت البلدين فأتت على الأخضر واليابس من بشر وشجر وحجر.

لكن  إن كانت قساوة الطبيعة وغضبها العنيف وما خلفته من دمار ومآسي الإنسان ليس له فيها دخل ولا حول ولا قوة له فيها في كثير من الأحيان. ويحق لنا أن نتساءل كيف كان دور الإنسان و موقفه مما يجري في سائر الأيام وعلى مدى الأعوام  والسنين؟من فتك وتشريد في واضحة النهار لأخيه الإنسان.عبر الآلات الحربية الجهنمية من دبابات وأسلحة متطورة وتخريب للبيوت والمنازل والمباني بالجرافات في كثير من بلدان العالم وعلى سبيل المثال لا الحصر في فلسطين المحتلة منذ قرن من الزمن وأكثر وفي العراق وبغداد وسوريا وليبيا.

لو توقفنا مع أنفسنا لحظة صدق فهل ترانا نقر أننا لم نتعامل بضمائر يقضه ومشاعر صادقة تتعدى مستوى الخطابات والشعارات إلى الإلحاح والإصرار بالنضالات اليومية وغير الموسمية والمناسباتية وإحياء ذكرى الأموات والاستشهاد والاحتلال...

إننا ومنذ زمان تصالحنا مع الأخبار التي تأتينا من البلدان المنكوبة في كل أنحاء العالم جراء الاستعمار الجديد ومجازر الإمبريالية والصهيونية برعاية الدولة القوية الولايات المتحدة الأمريكية وأصبحت هذه الفواجع التي تصيب الأطفال والنساء والكهول والشيوخ ومقدرات البلدان وخيراتها وبناها التحتية بكل برودة : نأكل ونشرب وننام وتصحو ونتمتع. قد ماتت المشاعر الأخوية والإنسانية وإن ظهرت على السطح بين الحين والآخر ففي البيانات والندوات التي تقام في النزل الفاخرة حيث يأكلون فيها ما لذ وطاب ويصلون إليها بسياراتهم الفارهة ولباسهم الفاخر.

 لو كنا صادقين مع أنفسنا وضمائرنا هل كان من الأجدى بنا أن نتساءل لماذا سكتنا عن الاحتلال الواقع في فلسطين وعن التدخل السافر في الشأن العراقي والسوري والليبي واليمني و… بعد أن عمد صناع القرار الطغاة إلى تفكيك أراضيهم واستباحتها والدوس على كرامة شعوبهم لماذا سكتنا عن الحصار الذي تضربه القوى المهيمنة في العالم على الدول الضعيفة حتى تنكل بها وتمحقها ؟ لماذا سكتنا عن قطع العلاقات مع الأشقاء في سوريا الأبية ؟ لماذا سكتنا عن حرمان الشعب السوري والعراقي من التواصل مع إخوتهم في تركيا ؟ لماذا وقفنا بصمتنا واستكانتنا مع سلطة الاستعمار القديم الحديث التي صنعت الحدود بين الإخوة في الدين واللغة والتاريخ (سياسة فرق تسد) لماذا لم ننبس ببنت شفة بصفة جدية على قانون "قيصر القانون الأمريكي" الذي يفرض عقوبات على الجهات والأشخاص الذين يقفون مع سوريا ولو في المحن كما تعيشه اليوم، في حين يقع اعانة دول اخرى وهي لعمري سياسة الكيل بمكيالين. تسع دول عربية فقط اعانت سورية في حين ان كل الدول العربية قدمت المدد لتركيا عديد الدول لم تتجاسر على دعم الشقيقة سوريا في كارثة الزلزال التي حلت بها خوفا من غضب أسيادهم وأولياء أمرهم أمريكا ودول الغرب. إن تونس قد اخترقت وتجاوزت بكل شجاعة هذا القانون الظالم والغاشم ولتكن خطوة بعدها مباشرة عودة العلاقة مع سوريا الحبيبة في تونس وبقية الوطن العربي وأن تأخذ سوريا مكانها الضروري في جامعة الدول العربية؟ وهل انصتنا وأعرنا اهتماما الى هذا النداء في يوم من الايام؟ ام هل كأنه لم يكن و طار في مهب الرياح كغيره من النداءات العقيمة؟ وعلى سبيل المثال لا الحصر نداء الفتاة غابرييلا 13 سنة تلقي كلمة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في منتدى الاطفال المنعقد بمناسبة الدورة الاستثنائية المخصصة للأطفال شارك فيه 350 شابا من 75 بلدا في 24 اكتوبر 1999؟

ان التضامن عندنا هو ان نهتم بالآخرين ونحترمهم وان نساعدهم كما لو كانوا من افراد اسرتنا وهذا يعني ان نعامل الاخرين كما نريد ان يعاملونا من غير ان ننتظر اي مقابل .ان نكون متضامنين معناه ان نعمل معا على تحقيق هدف مشترك يلتزم به كل منا او نسهم في عمل جماعي لتحقيقه نحن الشباب علينا اذا ان نساعد من هم في حاجة الى العون وان نحترمهم ونعتني بهم من دون تمييز قائم على البيئة الاجتماعية او العرق او الثقافة او العقيدة.

 لقد دقت الساعة التي يجب ان تعود فيها سوريا الحبيبة الى المشهد العربي وان تأخذ مكانها الطبيعي في جامعة الدول العربية ولعل ما يقوم به الرئيس قيس سعيد في هذه الايام من خطوات جريئة في اتجاه اعادة العلاقات مع الاخوة في سوريا امر يذكر فيشكر عليه وامالنا عريضة في فتح سفارة البلدين في اقرب الاجال.