بقلم: المنصف الشريف
أطفأت " الصباح " يوم 1 فيفري الجاري شمعتها الـ 72.. فألف مبروك.. وألف رحمة على اثنين من بيتها لا ينسى عطاؤهما من اجل الكلمة الحرة والصادقة. وللتاريخ أن لهذه الجريدة دورا حاسما في تاريخ الحركة الوطنية.. وبناء الدولة العصرية.. وكانت مدرسة أهلت عديد الشبان للعمل الصحفي.
وشخصيا اعتز بدورها في عشقي للكتابة والتحرير منذ سنة 1956 وكان أول ما نشرته على صفحة الشباب: " شرف العمل " وهو موضوع إنشاء حظي بالرقم الأول في القسم..
من قفصة ومن صفاقس ومن الكاف ومن حفوز كنت أراسل واكتب.. وهذا يذكرني بعديد المواقف والمحطات والمعاناة والذكريات أتعرض لبعضها..
في قفصة سقط جزء من الحصن البيزنطي فأوقعني في مشكل.. وأذيّة من السلطة وكان للمشرف على صفحة جهات محمد عرفة منسية دور في حياتي من المشاكل..
وفي قفصة أيضا كانت الإذاعة الجهوية تتوقف يوما عن الإرسال فأصبح يومين.. ولما نشرت، تدخل المدير العام ( ص.ح) إلى الوالي ليجبرني على التراجع فرفضت.. فعمد هذا الوالي (م.ش) لإقصائي من المشاركة في شراء منزل بالمدينة.
ومن صفاقس كتبت على دور " الكارت بوسطال " في السياحة.. فجاءني طرد يحمل مجموعة في" الكارت بوسطال" من المصور عبد الحميد كاهية.
وفي حفوز وكانت الجريدة بخمسين مليما ولا تباع هنالك.. فكنت أعطي لسائق سيارة الأجرة مائة مليم نصفها ليشتري لي الجريدة من القيروان والنصف الباقي أجرته.
وفي الكاف واثر نشر موضوع حول فقرات من التراث "الهطايا" وما فيها من تقارب مع أناس من قفصة والهمامة فاستدعاني السيد الوالي عبد السلام القلال وقد وجدت بجانبه دكتور الضاوي حنابلية رئيس اللجنة الثقافية ولأنظم إلى هيئة اللجنة الجهوية..
كان للمشرفين على الصفحات دور هام في التوجيه والمساعدة ومنهم: حسن حمادة ودمق والإمام وعرفة منسية...
واذكر في هذا المجال لقاء تم مع المراسلين الجهويين برئاسة المرحوم الهادي العبيدي..الذي أفادني شخصيا بدرس يتعلق بالفرق بين: مازال.. ولا يزال.
واذكر مع صاحب القلم الرائع الهادي العبيدي انه كان ينشر في اغلب صفحات الجريدة بإمضاءات مختلفة: يقضان وزيدان و(ه.ع) وهدى..
وللتاريخ فإن ركن: معرض الصحافة الذي كان يعد بأقلام أقطاب سياسية وأعلام ثقافية ومنهم: الشطي وبولعراس والقليبي وغيرهم.. وكان عبارة عن دروس تكوينية للشباب في دنيا السياسية..
لا انسى نسخة سي الهادي عند البسمة والعبس عند العبس..
ولا انسي انني كنت أشارك في لقاءات الكوادر الجهوية للكشافة التونسية من الثامنة ليلا حتى الفجر... وبمجرد الخروج من نهج الصادقية أتوجه مباشرة إلى مطبعة الصباح بنهج مرسيليا لأسلم على رئيس التحرير الذي اذكر أن قارورة الحليب كادت تنتهي... اسلم وأصبح واتسلم جريدتي والتحق بالنقل إلى حيث أتيت.
اذكر طرفة أوجعتني منعني المدير الحالي وقتها من التشكي منها...فذات يوم في باريس تحصلت على وثيقة جد هامة تتمثل في صورة لهيئة لعناصر من تونس والجزائر والمغرب يتزعمهم المرحوم علي التليلي ( شقيق احمد التليلي ) وكان شيوعيا... ولما أعدت رسالة مع الصور وقدمتها للجريدة فكان الصحفي المشرف اسمه أيضا علي التليلي الذي نكن له كل الاحترام والتقدير الذي رفض نشر الوثيقة حتى لا تلتبس الأسماء في ذهن القارئ ... ومن وقتها توقفت عن الكتابة للجريدة وتوجهت لغيرها ولكن لم أتوقف على اقتنائها يوميا مهما كانت الظروف.
وتلك مسيرة كان لها الفضل في تكويني والفوز بامتياز في كل مناظرات وترقياتي المهنية.
رحم الله كل من لاقى ربه من هذه الدار الإعلامية العريقة وتحية إلى كل من لا يزال على العهد.
بقلم: المنصف الشريف
أطفأت " الصباح " يوم 1 فيفري الجاري شمعتها الـ 72.. فألف مبروك.. وألف رحمة على اثنين من بيتها لا ينسى عطاؤهما من اجل الكلمة الحرة والصادقة. وللتاريخ أن لهذه الجريدة دورا حاسما في تاريخ الحركة الوطنية.. وبناء الدولة العصرية.. وكانت مدرسة أهلت عديد الشبان للعمل الصحفي.
وشخصيا اعتز بدورها في عشقي للكتابة والتحرير منذ سنة 1956 وكان أول ما نشرته على صفحة الشباب: " شرف العمل " وهو موضوع إنشاء حظي بالرقم الأول في القسم..
من قفصة ومن صفاقس ومن الكاف ومن حفوز كنت أراسل واكتب.. وهذا يذكرني بعديد المواقف والمحطات والمعاناة والذكريات أتعرض لبعضها..
في قفصة سقط جزء من الحصن البيزنطي فأوقعني في مشكل.. وأذيّة من السلطة وكان للمشرف على صفحة جهات محمد عرفة منسية دور في حياتي من المشاكل..
وفي قفصة أيضا كانت الإذاعة الجهوية تتوقف يوما عن الإرسال فأصبح يومين.. ولما نشرت، تدخل المدير العام ( ص.ح) إلى الوالي ليجبرني على التراجع فرفضت.. فعمد هذا الوالي (م.ش) لإقصائي من المشاركة في شراء منزل بالمدينة.
ومن صفاقس كتبت على دور " الكارت بوسطال " في السياحة.. فجاءني طرد يحمل مجموعة في" الكارت بوسطال" من المصور عبد الحميد كاهية.
وفي حفوز وكانت الجريدة بخمسين مليما ولا تباع هنالك.. فكنت أعطي لسائق سيارة الأجرة مائة مليم نصفها ليشتري لي الجريدة من القيروان والنصف الباقي أجرته.
وفي الكاف واثر نشر موضوع حول فقرات من التراث "الهطايا" وما فيها من تقارب مع أناس من قفصة والهمامة فاستدعاني السيد الوالي عبد السلام القلال وقد وجدت بجانبه دكتور الضاوي حنابلية رئيس اللجنة الثقافية ولأنظم إلى هيئة اللجنة الجهوية..
كان للمشرفين على الصفحات دور هام في التوجيه والمساعدة ومنهم: حسن حمادة ودمق والإمام وعرفة منسية...
واذكر في هذا المجال لقاء تم مع المراسلين الجهويين برئاسة المرحوم الهادي العبيدي..الذي أفادني شخصيا بدرس يتعلق بالفرق بين: مازال.. ولا يزال.
واذكر مع صاحب القلم الرائع الهادي العبيدي انه كان ينشر في اغلب صفحات الجريدة بإمضاءات مختلفة: يقضان وزيدان و(ه.ع) وهدى..
وللتاريخ فإن ركن: معرض الصحافة الذي كان يعد بأقلام أقطاب سياسية وأعلام ثقافية ومنهم: الشطي وبولعراس والقليبي وغيرهم.. وكان عبارة عن دروس تكوينية للشباب في دنيا السياسية..
لا انسى نسخة سي الهادي عند البسمة والعبس عند العبس..
ولا انسي انني كنت أشارك في لقاءات الكوادر الجهوية للكشافة التونسية من الثامنة ليلا حتى الفجر... وبمجرد الخروج من نهج الصادقية أتوجه مباشرة إلى مطبعة الصباح بنهج مرسيليا لأسلم على رئيس التحرير الذي اذكر أن قارورة الحليب كادت تنتهي... اسلم وأصبح واتسلم جريدتي والتحق بالنقل إلى حيث أتيت.
اذكر طرفة أوجعتني منعني المدير الحالي وقتها من التشكي منها...فذات يوم في باريس تحصلت على وثيقة جد هامة تتمثل في صورة لهيئة لعناصر من تونس والجزائر والمغرب يتزعمهم المرحوم علي التليلي ( شقيق احمد التليلي ) وكان شيوعيا... ولما أعدت رسالة مع الصور وقدمتها للجريدة فكان الصحفي المشرف اسمه أيضا علي التليلي الذي نكن له كل الاحترام والتقدير الذي رفض نشر الوثيقة حتى لا تلتبس الأسماء في ذهن القارئ ... ومن وقتها توقفت عن الكتابة للجريدة وتوجهت لغيرها ولكن لم أتوقف على اقتنائها يوميا مهما كانت الظروف.
وتلك مسيرة كان لها الفضل في تكويني والفوز بامتياز في كل مناظرات وترقياتي المهنية.
رحم الله كل من لاقى ربه من هذه الدار الإعلامية العريقة وتحية إلى كل من لا يزال على العهد.