*يتجلى السعي الروسي إلى التغلغل في منطقة القرن الأفريقي من خلال تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول المنطقة
بقلم: محمد سعد عبد اللطيف
إن الأوضاع الراهنة للأزمات التي تعاني منها غالبية دول القارة سمحت للقوى الخارجية في محاولة سعيها ونفوذها، لتصبح القارة السمراء مسرحا للتنافس الجيوسياسي لقوى مختلفة تحاول كل منها بناء تحالفات اقتصادية وأمنية!! ومع جولات مكوكية لكل من وزيري الخارجية الأمريكي والروسي؛ والرئيس الفرنسي للإعادة التوازنات الدولية في عالم جديد متعدد الأقطاب؟
أن اللحظة الفارقة في تاريخ الشعوب الأفريقية هي هل تستطيع دول القارة استغلال المتغيرات والأزمات العالمية لتكون فرصة لتستغلها في أهدافها وتحقيق التنمية واستثمارها في البلدان الأفريقية، من نظام دولي جديد حيث تعتبر أفريقيا قوة "خامسة" للاقتصاديات الواعدة للعالم.
فقد شهدت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خلال الشهور الأخيرة
اهتماما واسعا من جانب القوى الكبرى من عقد مؤتمرات وزيارات متلاحقة فكانت القمة الصينية/ العربية الخليجية في الرياض مؤخرا، أعقبها مؤتمر الدول الأفريقية مع الأمريكان في واشنطن؛ صراع محموم
يقوم بها ساسة ووزراء خارجية من الغرب وأمريكا والروس والصينيين للقارة، للتقارب وخاصة التقارب الأمريكي مع إدارة '"بايدن" تعاون أمني واقتصادي، فمن الناحية الأمنية بدأ نشر قوات أمريكية في شهر مايو من هذا العام في الصومال، وتقديم مساعدات مالية للمناطق التي تعرضت للجفاف شرق أفريقيا وكذلك فرنسا بمساعدة دول غرب إفريقيا بسبب تداعيات الأزمة الحالية للأمن الغذائي والجفاف بدأت أمريكا في المساعدات في شهر "جويلية" من
هذا العام بمساعدات طارئة تقدر بحوالي "مليار دولار" وهو نصف المبلغ من إلتزاماتها التي تقدر بملياري دولار لمواجهة الأزمة والجفاف للبلدان الأفريقية!؟ وكانت المساعدات التي قدمتها أمريكا، لكينيا والكونغو. وموزمبيق. ونيجريا والصومال.وجمهورية افريقيا الوسطي واوغندا وجنوب السودان؛ التي تاثرت بالجفاف... ولقد ، ظلت منطقة القرن الأفريقي محور اهتمام العديد من القوى الإقليمية والدولية، لاعتبارات جيوبوليتيکيه وإستراتيجية، راجعة إلى کونه معبرا وشريانا رئيسيا للتجارة الدولية؛ نتيجة امتداد معابرها المائية من باب المندب وصولاً للبحر الأحمر، کما تعتبر ممراً للتحركات الأمنية لبعض القوى الکبرى المتجهة لمنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، کما حظيت المنطقة باهتمام مجموعة من القوى الدولية کالولايات المتحدة وروسيا والصين لما تمثله من عمق استراتيجي ومنبع ثرواتي ضخم يجعلها أحد أبرز المناطق أهمية على مستوى العالم.
ومع تطور الوضع العالمي من الأزمة الحالية من حرب دائرة شرق أوروبا قام كل من الأمريكان والروس والغرب بزيارات وجولات شملت زيارة وزير الخارجية الأمريكي في الأسبوع الأول من أغسطس الماضي لبلدان إفريقية؛ وجاءت هذه الزيارة عقب زيارة عدد من المسئولين الروس والغربيين للقارة وتزامنت زيارة الرئيس الفرنسي/ إيمانويل ماكرون مع زيارة وزير الخارجية الروسي/ سيرجي لافروف "لبلدان أفريقية وهناك صراع روسي لجذب الكتلة التصويتية الأفريقية لصالح روسيا في المنظمات والمحافل الدولية.
هذا الاهتمام والجولات يطرح اسأله شائكة هل هناك بالفعل نظام عالمي جديد يولد الآن 《من مع من ومن ضد من 》ورغم الاتجاهات الإيجابية لإدارة" بإيدن "إزاء التعاون بين الولايات المتحدة وأفريقيا والتي تختلف بشكل واضح في الصيغة والأداء عن نهج الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة" ترامب "، في رفع (شعار أمريكا أولا).
إلا أن استعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا في عالم متعدد الأقطاب يواجه العديد من التحديات من أهمها الحاجة إلى استعادة الثقة بين الجانبين وتلبية احتياجات الدول الأفريقية حيث ظهرت الصين كمنافس قوي علي أرض الواقع في تمويل برامج البنية التحتية في بناء جسور ومد طرق سكك حديدية ومطارات وموانئ
حيث دخلت الصين في المنافسة في تقديم مزايا ملموسة أكبر من أية قوة متواجدة في القارة، وارتفعت التجارة بين الصين وأفريقيا بأكثر من 35 % لتصل إلى حوالي/ 254 مليار دولار عام 2021. هناك صراع وترتيب مصالح لكل القوة في" الغرب وأمريكا واليابان والصين وروسيا "للاستحواذ علي الثروات الاقتصادية للقارة
إن الآفاق المستقبلية لولادة عالم جديد متعدد الأقطاب بدأ مع صعود للاعبين دوليين 《روسيا والصين 》في مناطق جديدة مع وجودهما في إعادة صياغة صراع جيوإستراتيجي في أفريقيا!!
ومع حقبة حكم" ترامب "الشعبوية رفع شعار (أمريكا أولا) وتم سحب قواته من الصومال، كذلك فرنسا سحبت قواتها من" مالي "والساحل مما أدى إلى فراغ أمني ودخول قوة بديلة للمستعمر القديم في أفريقيا
إن توسيع الخارطة" الجيوبوليتيکيه "في أفريقيا بدأت تتوسع في مناطق إستراتيجية لها أهمية عالمية، إن المتغيرات الراهنة وصعود قوة إقليمية ودولية، تلعب أدوارا في الصراعات فمثلا؛- تركيا تبحث عن قدم لها في ليبيا وكذلك صراع بين فرنسا وإيطاليا علي الغاز والنفط بعد الحرب في ليبيا ؛كذلك صراع حميم بين المستعمر القديم للقارة (فرنسا وبريطانيا) غرب أفريقيا؛ إن ظهور قوة وقواعد عسكرية للقوة الصاعدة في" جيبوتي وأثيوبيا "من قاعدة عسكرية صينية وقوات روسية في صراع مالي من أمراء الحرب في روندا والكنغو '' كذلك هناك صراعات وتوازنات دولية وإقليمية، تمثل أحد العوامل المهمة لضرورة إعادة الصياغة الجيوسياسية في شرق القارة ومنطقة القرن الأفريقي!؟
إن التنافس بين الصين وأمريكا على المصالح الاقتصادية في القارة مما أدى إلى الدخول في صراعات وتحالفات داخل الإقليم الجغرافي الواحد وخاضة في غرب أفريقيا، من المفهوم الذي انطلقت منه أهداف النظريات (الجيوسياسية)؛ حيث ترى أن منطقة جغرافية ما تؤثر في التطلع للقوى المتصارعة نحو العالمية، ومن موضع استقطاب، وجذب للعديد من هذه القوى، والتي ليست بالضرورة أن تکون متواجدة في هذا الإقليم، بما ينطوي عليه من خصائص ومزايا تتطلع نحو السيطرة العالمية علية، ويصبح موضع استقطاب وجذب للعديد من هذه القوى، والتي ليست بالضرورة أن تکون داخل نطاقها الجغرافي؛ إن الصراع الاهم علي الاستحواذ من القوى الكبرى يشمل منطقة القرن الافريقي من حسابات جيوسياسية وامنية:-
أولا الموقع الجغرافي والأهمية الاستراتيجية (قوس الازمه) من حيث وقوع هذة الدول علي المحيط الهندي والبحر الاحمر وعلي المدخل الجنوبي "باب المندب" وهي منطقة حيوية للقادم من الشرق والغرب ومتخامة للجزيرة العربية ومنطقة مهمة عالميا في عبور التجارة العالمية وخاصة النفط.؛ كذلك للعبور الامن شرقا وغربا أمنيا!!
ثانيا:- الأهمية الاقتصادية لشرق افريقيا والقرن الافريقي؟ الاهمية الاقتصادية بالنسبة لصراع بعض القوى الإقليمية والدولية، حيث توجد ثروات غنية من الثروات الطبيعية والمعدنية، سواءً "النفط أو اليورانيوم أو الغاز الطبيعي والنحاس والذهب؛ كما تعتبر اكبر منطقة مائية في العالم. ويوجد بها ثروة حيوانية كبيرة... مما جعل روسيا تقدم نفسها لدول المنطقة على أنها شريك أساسي خلال المرحلة الراهنه. ويمکن القول بأن التوجه الروسي شأنه شأن التوجه الأمريکي والصيني وتعزیز تأثيرهما السياسي، حتى تتمکن من مواکبة أمریکا والصین، وفى ظل الانتشار السریع للصین في القارة؛ فضلاً عن حرصها على تقدیم الدعم للاتحاد الأفريقي من أجل إیجاد تمویل مستدام لعملیات السلم والامن للقارة؛ إن المخاوف الروسية من حدوث عزلة دولية ودبلوماسية من الدول الغربية نتيجة لموقفها في سوريا وأوکرانيا وبعض الدول الأخرى دفعها إلى البحث عن حلفاء جدد، ومناطق نفوذ لها بخلاف الشرق الأوسط کمنطقة القرن الأفريقي لمواجهة هذه العزله وعلى وجه الخصوص مع الدول التي تخضع للعقوبات من الولايات المتحدة والدول الغربية وتقديم لها الدعم. أصبحت العلاقات بين 《روسيا وأفريقيا》 أکثر ديناميکية يعززها الاهتمام بهذا النمو تزايد مصالح《 الصين والهند والبرازيل》 ولا سيما في الدول الأفريقية الموحدة بهدف الوصول الآمن إلى الموارد الطبيعية واحتياطيات الطاقة، وبفضل مواردها الطبيعية، هذا بالإضافة لمشارکة روسيا في (مجموعة الثماني) مما يمنحها دعم وثقة أکبر من منطلق اشتراکها في مجموعة ذات قوة اقتصادية والمساهمة في تأمین المصالح الروسية في البحر الأحمر، والمشارکة في حمایة مضیق" باب المندب "فضلاً عن القرب من الأزمات الإقلیمیة في منطقة الشرق الأوسط،، والعمل على استعادة النفوذ الروسي في ظل التواجد الدولي والتنافس الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي!!
ويتجلى السعي الروسي إلى التغلغل في منطقة القرن الأفريقي من خلال تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول المنطقة فعلى المستوى الأثيوبي مثل قطاع الطاقة مدخلاً هاماً لروسیا لفتح المجال أمام شراکة
قویة بينها وبین أثیوبیا؛ بحيث أصبحت الأخيرة البوابة الروسية لأفريقيا؛ وعلى المستوى الإريتري مثلت أسمرة مدخلاً هاماً لموسکولإیجاد موطئ قدم في القرن الأفريقي؛ حیث تطورت العلاقات الثنائیة خلال السنوات الماضیة، على المستوى السياسي والاقتصادي، امتدت لتشمل بناء قدرات إریتریا العسکرية، فضلاً عن إنشاء أسطول روسي في البحر الأحمر لحمایة مصالحها،. وعلى المستوى الصومالي رأت روسیا فيها موردًا هاماً للعديد من الموارد الطبيعية غير المستغلة؛ مثل النفط والغاز والیورانیوم، بالإضافة إلى حاجة الصومال لشريك استراتيجي يسهم في إعادة البناء في ظل عدم الاستقرار الذي تتمتع به؛ حيث سعت الصومال للاستفادة من الخبرة العسکریة الروسية في محاربة الإرهاب، وعلى المستوى السوداني، تمتعت روسيا بعلاقات ثنائية على المستوى السياسي والاقتصادي والعسکري؛ حيث کانت روسيا داعماً رئيسياً للسودان على المستوى العسکري هذا في ظل توتر العلاقات الأمريکية السودانية وفى جنوب السودان اعتمد الرئیس" سلفاکیر میاردیت "على روسیا والصین في الوقوف إلى جانبها ضد العقوبات الأمریکیة على بلاده، وحظر الأسلحة من مجلس الأمن. هل ينجح الافارقة في احداث توازن في العلاقات الدولية واستثمارها لصالحهم!!؟"
محمد سعد عبد اللطيف "
كاتب مصري وباحث في الجيوسياسية
*يتجلى السعي الروسي إلى التغلغل في منطقة القرن الأفريقي من خلال تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول المنطقة
بقلم: محمد سعد عبد اللطيف
إن الأوضاع الراهنة للأزمات التي تعاني منها غالبية دول القارة سمحت للقوى الخارجية في محاولة سعيها ونفوذها، لتصبح القارة السمراء مسرحا للتنافس الجيوسياسي لقوى مختلفة تحاول كل منها بناء تحالفات اقتصادية وأمنية!! ومع جولات مكوكية لكل من وزيري الخارجية الأمريكي والروسي؛ والرئيس الفرنسي للإعادة التوازنات الدولية في عالم جديد متعدد الأقطاب؟
أن اللحظة الفارقة في تاريخ الشعوب الأفريقية هي هل تستطيع دول القارة استغلال المتغيرات والأزمات العالمية لتكون فرصة لتستغلها في أهدافها وتحقيق التنمية واستثمارها في البلدان الأفريقية، من نظام دولي جديد حيث تعتبر أفريقيا قوة "خامسة" للاقتصاديات الواعدة للعالم.
فقد شهدت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خلال الشهور الأخيرة
اهتماما واسعا من جانب القوى الكبرى من عقد مؤتمرات وزيارات متلاحقة فكانت القمة الصينية/ العربية الخليجية في الرياض مؤخرا، أعقبها مؤتمر الدول الأفريقية مع الأمريكان في واشنطن؛ صراع محموم
يقوم بها ساسة ووزراء خارجية من الغرب وأمريكا والروس والصينيين للقارة، للتقارب وخاصة التقارب الأمريكي مع إدارة '"بايدن" تعاون أمني واقتصادي، فمن الناحية الأمنية بدأ نشر قوات أمريكية في شهر مايو من هذا العام في الصومال، وتقديم مساعدات مالية للمناطق التي تعرضت للجفاف شرق أفريقيا وكذلك فرنسا بمساعدة دول غرب إفريقيا بسبب تداعيات الأزمة الحالية للأمن الغذائي والجفاف بدأت أمريكا في المساعدات في شهر "جويلية" من
هذا العام بمساعدات طارئة تقدر بحوالي "مليار دولار" وهو نصف المبلغ من إلتزاماتها التي تقدر بملياري دولار لمواجهة الأزمة والجفاف للبلدان الأفريقية!؟ وكانت المساعدات التي قدمتها أمريكا، لكينيا والكونغو. وموزمبيق. ونيجريا والصومال.وجمهورية افريقيا الوسطي واوغندا وجنوب السودان؛ التي تاثرت بالجفاف... ولقد ، ظلت منطقة القرن الأفريقي محور اهتمام العديد من القوى الإقليمية والدولية، لاعتبارات جيوبوليتيکيه وإستراتيجية، راجعة إلى کونه معبرا وشريانا رئيسيا للتجارة الدولية؛ نتيجة امتداد معابرها المائية من باب المندب وصولاً للبحر الأحمر، کما تعتبر ممراً للتحركات الأمنية لبعض القوى الکبرى المتجهة لمنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، کما حظيت المنطقة باهتمام مجموعة من القوى الدولية کالولايات المتحدة وروسيا والصين لما تمثله من عمق استراتيجي ومنبع ثرواتي ضخم يجعلها أحد أبرز المناطق أهمية على مستوى العالم.
ومع تطور الوضع العالمي من الأزمة الحالية من حرب دائرة شرق أوروبا قام كل من الأمريكان والروس والغرب بزيارات وجولات شملت زيارة وزير الخارجية الأمريكي في الأسبوع الأول من أغسطس الماضي لبلدان إفريقية؛ وجاءت هذه الزيارة عقب زيارة عدد من المسئولين الروس والغربيين للقارة وتزامنت زيارة الرئيس الفرنسي/ إيمانويل ماكرون مع زيارة وزير الخارجية الروسي/ سيرجي لافروف "لبلدان أفريقية وهناك صراع روسي لجذب الكتلة التصويتية الأفريقية لصالح روسيا في المنظمات والمحافل الدولية.
هذا الاهتمام والجولات يطرح اسأله شائكة هل هناك بالفعل نظام عالمي جديد يولد الآن 《من مع من ومن ضد من 》ورغم الاتجاهات الإيجابية لإدارة" بإيدن "إزاء التعاون بين الولايات المتحدة وأفريقيا والتي تختلف بشكل واضح في الصيغة والأداء عن نهج الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة" ترامب "، في رفع (شعار أمريكا أولا).
إلا أن استعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا في عالم متعدد الأقطاب يواجه العديد من التحديات من أهمها الحاجة إلى استعادة الثقة بين الجانبين وتلبية احتياجات الدول الأفريقية حيث ظهرت الصين كمنافس قوي علي أرض الواقع في تمويل برامج البنية التحتية في بناء جسور ومد طرق سكك حديدية ومطارات وموانئ
حيث دخلت الصين في المنافسة في تقديم مزايا ملموسة أكبر من أية قوة متواجدة في القارة، وارتفعت التجارة بين الصين وأفريقيا بأكثر من 35 % لتصل إلى حوالي/ 254 مليار دولار عام 2021. هناك صراع وترتيب مصالح لكل القوة في" الغرب وأمريكا واليابان والصين وروسيا "للاستحواذ علي الثروات الاقتصادية للقارة
إن الآفاق المستقبلية لولادة عالم جديد متعدد الأقطاب بدأ مع صعود للاعبين دوليين 《روسيا والصين 》في مناطق جديدة مع وجودهما في إعادة صياغة صراع جيوإستراتيجي في أفريقيا!!
ومع حقبة حكم" ترامب "الشعبوية رفع شعار (أمريكا أولا) وتم سحب قواته من الصومال، كذلك فرنسا سحبت قواتها من" مالي "والساحل مما أدى إلى فراغ أمني ودخول قوة بديلة للمستعمر القديم في أفريقيا
إن توسيع الخارطة" الجيوبوليتيکيه "في أفريقيا بدأت تتوسع في مناطق إستراتيجية لها أهمية عالمية، إن المتغيرات الراهنة وصعود قوة إقليمية ودولية، تلعب أدوارا في الصراعات فمثلا؛- تركيا تبحث عن قدم لها في ليبيا وكذلك صراع بين فرنسا وإيطاليا علي الغاز والنفط بعد الحرب في ليبيا ؛كذلك صراع حميم بين المستعمر القديم للقارة (فرنسا وبريطانيا) غرب أفريقيا؛ إن ظهور قوة وقواعد عسكرية للقوة الصاعدة في" جيبوتي وأثيوبيا "من قاعدة عسكرية صينية وقوات روسية في صراع مالي من أمراء الحرب في روندا والكنغو '' كذلك هناك صراعات وتوازنات دولية وإقليمية، تمثل أحد العوامل المهمة لضرورة إعادة الصياغة الجيوسياسية في شرق القارة ومنطقة القرن الأفريقي!؟
إن التنافس بين الصين وأمريكا على المصالح الاقتصادية في القارة مما أدى إلى الدخول في صراعات وتحالفات داخل الإقليم الجغرافي الواحد وخاضة في غرب أفريقيا، من المفهوم الذي انطلقت منه أهداف النظريات (الجيوسياسية)؛ حيث ترى أن منطقة جغرافية ما تؤثر في التطلع للقوى المتصارعة نحو العالمية، ومن موضع استقطاب، وجذب للعديد من هذه القوى، والتي ليست بالضرورة أن تکون متواجدة في هذا الإقليم، بما ينطوي عليه من خصائص ومزايا تتطلع نحو السيطرة العالمية علية، ويصبح موضع استقطاب وجذب للعديد من هذه القوى، والتي ليست بالضرورة أن تکون داخل نطاقها الجغرافي؛ إن الصراع الاهم علي الاستحواذ من القوى الكبرى يشمل منطقة القرن الافريقي من حسابات جيوسياسية وامنية:-
أولا الموقع الجغرافي والأهمية الاستراتيجية (قوس الازمه) من حيث وقوع هذة الدول علي المحيط الهندي والبحر الاحمر وعلي المدخل الجنوبي "باب المندب" وهي منطقة حيوية للقادم من الشرق والغرب ومتخامة للجزيرة العربية ومنطقة مهمة عالميا في عبور التجارة العالمية وخاصة النفط.؛ كذلك للعبور الامن شرقا وغربا أمنيا!!
ثانيا:- الأهمية الاقتصادية لشرق افريقيا والقرن الافريقي؟ الاهمية الاقتصادية بالنسبة لصراع بعض القوى الإقليمية والدولية، حيث توجد ثروات غنية من الثروات الطبيعية والمعدنية، سواءً "النفط أو اليورانيوم أو الغاز الطبيعي والنحاس والذهب؛ كما تعتبر اكبر منطقة مائية في العالم. ويوجد بها ثروة حيوانية كبيرة... مما جعل روسيا تقدم نفسها لدول المنطقة على أنها شريك أساسي خلال المرحلة الراهنه. ويمکن القول بأن التوجه الروسي شأنه شأن التوجه الأمريکي والصيني وتعزیز تأثيرهما السياسي، حتى تتمکن من مواکبة أمریکا والصین، وفى ظل الانتشار السریع للصین في القارة؛ فضلاً عن حرصها على تقدیم الدعم للاتحاد الأفريقي من أجل إیجاد تمویل مستدام لعملیات السلم والامن للقارة؛ إن المخاوف الروسية من حدوث عزلة دولية ودبلوماسية من الدول الغربية نتيجة لموقفها في سوريا وأوکرانيا وبعض الدول الأخرى دفعها إلى البحث عن حلفاء جدد، ومناطق نفوذ لها بخلاف الشرق الأوسط کمنطقة القرن الأفريقي لمواجهة هذه العزله وعلى وجه الخصوص مع الدول التي تخضع للعقوبات من الولايات المتحدة والدول الغربية وتقديم لها الدعم. أصبحت العلاقات بين 《روسيا وأفريقيا》 أکثر ديناميکية يعززها الاهتمام بهذا النمو تزايد مصالح《 الصين والهند والبرازيل》 ولا سيما في الدول الأفريقية الموحدة بهدف الوصول الآمن إلى الموارد الطبيعية واحتياطيات الطاقة، وبفضل مواردها الطبيعية، هذا بالإضافة لمشارکة روسيا في (مجموعة الثماني) مما يمنحها دعم وثقة أکبر من منطلق اشتراکها في مجموعة ذات قوة اقتصادية والمساهمة في تأمین المصالح الروسية في البحر الأحمر، والمشارکة في حمایة مضیق" باب المندب "فضلاً عن القرب من الأزمات الإقلیمیة في منطقة الشرق الأوسط،، والعمل على استعادة النفوذ الروسي في ظل التواجد الدولي والتنافس الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي!!
ويتجلى السعي الروسي إلى التغلغل في منطقة القرن الأفريقي من خلال تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول المنطقة فعلى المستوى الأثيوبي مثل قطاع الطاقة مدخلاً هاماً لروسیا لفتح المجال أمام شراکة
قویة بينها وبین أثیوبیا؛ بحيث أصبحت الأخيرة البوابة الروسية لأفريقيا؛ وعلى المستوى الإريتري مثلت أسمرة مدخلاً هاماً لموسکولإیجاد موطئ قدم في القرن الأفريقي؛ حیث تطورت العلاقات الثنائیة خلال السنوات الماضیة، على المستوى السياسي والاقتصادي، امتدت لتشمل بناء قدرات إریتریا العسکرية، فضلاً عن إنشاء أسطول روسي في البحر الأحمر لحمایة مصالحها،. وعلى المستوى الصومالي رأت روسیا فيها موردًا هاماً للعديد من الموارد الطبيعية غير المستغلة؛ مثل النفط والغاز والیورانیوم، بالإضافة إلى حاجة الصومال لشريك استراتيجي يسهم في إعادة البناء في ظل عدم الاستقرار الذي تتمتع به؛ حيث سعت الصومال للاستفادة من الخبرة العسکریة الروسية في محاربة الإرهاب، وعلى المستوى السوداني، تمتعت روسيا بعلاقات ثنائية على المستوى السياسي والاقتصادي والعسکري؛ حيث کانت روسيا داعماً رئيسياً للسودان على المستوى العسکري هذا في ظل توتر العلاقات الأمريکية السودانية وفى جنوب السودان اعتمد الرئیس" سلفاکیر میاردیت "على روسیا والصین في الوقوف إلى جانبها ضد العقوبات الأمریکیة على بلاده، وحظر الأسلحة من مجلس الأمن. هل ينجح الافارقة في احداث توازن في العلاقات الدولية واستثمارها لصالحهم!!؟"