إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

من أبرزها استقالة أمينه العام.. 5 استقالات تهزّ حزب التيار الديمقراطي

* نبيل حجي لـ"الصباح": ما لم أستسغه أن الاستقالة جماعية..وكنت أفضل أن يكون الانفصال بطريقة أخرى"

تونس – الصباح

سُجّلت يوم أمس الثلاثاء 20 ديسمبر الجاري في أقل من ساعة 5 استقالات من حزب التيار الديمقراطي، حيث أعلن الأمين العام للحزب غازي الشواشي ، محمد الحامدي ، مجدي الكرباعي، شكري الجلاصي وحامد الماطري  استقالاتهم من الحزب.

استقالات بالجملة - كما تمّ توصيفها يوم أمس من العديد من مراقبي الشأن السياسي والحزبي في تونس- قد تهزّ من صورة الحزب ومكانته خاصة أنها جاءت من طرف قياديين من الصفّ الأول في هذا الظرف وما شابته من هزات سياسية بعد 25 جويلية 2021.

وكانت أولى هذه الاستقالات المعلنة على صفحات الفايسبوك من الأمين العام للحزب غازي الشواشي الذي أعلن صباح أمس استقالته عبر صفحته الرسمية فكتب في تدوينته ''أغادر اليوم التيار الديمقراطي في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية التي تمر بها بلادنا لان الإطار حسب تقديري لم يعد يوفر الأدوات الضرورية للمساهمة في حل الأزمة الخطيرة التي تمر بها تونس".

وأضاف الشواشي أنّه سيواصل العمل  في الشأن العام "بالمساهمة في فتح أفق أرحب يجعل من البحث على الحل محور أي تفكير أو عمل."

وشدّد على ضرورة وضع خارطة طريق تتضمن الإصلاحات الضرورية على جميع المستويات، معتبرا أنّ ذلك ''واجب وطني يقع على عاتق الجميع  لإنجاح عملية الإنقاذ و الإصلاح و من ثمة تحقيق انتظارات التونسيات و التونسيين في العيش الكريم و في الحرية و في الديمقراطية.''

في ذات السياق أعلن القيادي في التيار الديمقراطي محمد الحامدي استقالته من الحزب عبر تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي ''فايسبوك''، قال فيها ''أؤكّد  قناعتي الراسخة بالديمقراطية الاجتماعية خيارا امثل لمستقبل البلاد.. أنا على يقين بأن الحياة الحزبية هي عماد الديمقراطية في مواجهة الاستبداد والشعبوية''.

وأكّد أنّ ''أحزاب العائلة الديمقراطية في حاجة إلى مراجعة عميقة للتصورات وأساليب العمل وأشكال التنظيم وسبل التجذر في الأوساط الشعبية.. وأنّه سيواصل العمل من أجل بناء حالة سياسية وتنظيمية ديمقراطية اجتماعية جادة ووازنة وانفتاحه على كل جهد في هذا الاتجاه.''

على نفس المنهج، أعلن القيادي بالحزب مجدي الكرباعي استقالته عبر تدوينة نشرها بصفحته على الفايسبوك جاء فيها "تنتهي رحلتي السياسية مع حزب التيار الديمقراطي حاملا معي كل الذكريات الجميلة وكل الاحترام لمناضلات ومناضلي الحزب وكذلك للصديقات والأصدقاء وأتمنى لهم التوفيق في مهامهم ونضالاتهم".

وأضاف "سأواصل نضالي السياسي والمدني والتزامي الحقوقي من أجل قضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وخاصة العدالة البيئية والمناخية وقضايا المهاجرات والمهاجرين".

وقد أعلن التيار الديمقراطي في بلاغ أنّه تمّ قبول استقالة أمينه العام ومساعده غازي الشواشي ومحمد الحامدي. وأكّد المكتب السياسي "عزمه مواصلة الاضطلاع بدوره الوطني في التصدي لانقلاب قيس سعيد وبناء بديل اجتماعي ديمقراطي مستقل على قاعدة برنامج يغير واقع الشعب التونسي نحو الأفضل" وفق نصّ البلاغ.

في هذا السياق أكّد القيادي في حزب التيار الديمقراطي نبيل حجي في تصريح لـ "الصباح" تعليقا على هذه الاستقالات أنّ "الأصل في الأشياء أنّ من استقالوا هم من يتحدثون عن استقالاتهم، ولكن فيما يهمّ موقف التيار فإننا نحترم قرار الاستقالة من الخمسة المستقيلين، فكانت هناك عشرة على الحلو والمر. وأرى اليوم أنه من لم يعد يستطيع إكمال المشوار فإنا نحترم خياراته".

وأضاف حجّي "التيار الديمقراطي سيواصل في خياراته المبدئية أساسها الدفاع عن الديمقراطية والتصدي للانقلاب، ولديه قناعة بأن تونس لا يمكن إصلاحها إلا بالديمقراطية وبمضمون اقتصادي واجتماعي".

وقال نبيل حجي "هذه المضامين التي هي جنات التيار الديمقراطي لا يمكن أن تُبنى بتوافقات رخوة إلا بالتعسف على هوية الحزب. يمكن أن نكون في صف أحزاب تُشبههنا في التوجهات ولا نستطيع أن نكون لا مساندين لقيس سعيد ولا لأكبر شبح لما كان قبل 25 جويلية ولا يمكن أن نكون طوق نجاة".

وقال في ذات السياق "ما لم أستصغه شخصيا أن تكون الاستقالة جماعية، كنت أفضل أن يكون الانفصال بطريقة أخرى، ولكن لم تكن مفاجأة بالنسبة لنا لأنه تمّ إعلامنا قبل ليلة من إعلام الرأي العام".

وبيّن حجي "عند التفكير في العمل السياسي، فاستقالة فردية قد تُفهم على أن الشخص لم يُعد يرغب في المواصلة لأسباب، ولكن استقالة جماعية متزامنة فإن الرأي العام سيقول أن هناك شقين داخل الحزب وهناك خلافات كبيرة ولكن هذا غير صحيح".

وردّا على من اعتبروا أن الحزب قد انتهى، قال حجّي "الحزب لن ينتهي. لأن الحزب الذي يقف على أشخاص ليس بحزب. الحزب بداخله مؤسسات والناس المنخرطون فيه مقتنعون بخياراته وتوجهاته".

وأضاف نبيل حجّي "في حقيقة الأمر لم نحاول إقناع المستقيلين بمراجعة قرارهم، باعتبار أن الاستقالة كانت جماعية بما يعني أنه تم التفكير فيها مليا وبالتالي محاولة الاحجام عنها يكون خطوة مجانية . وددت لو تم الفراق بطريقة سلسلة وأنا متأكد أنّ حرصنا على الديمقراطية من نفس حرص الأصدقاء المستقيلين لذلك قد نلتقي في محطات نضالية أخرى".

إيمان عبد اللطيف     

من أبرزها استقالة أمينه العام.. 5 استقالات تهزّ حزب التيار الديمقراطي

* نبيل حجي لـ"الصباح": ما لم أستسغه أن الاستقالة جماعية..وكنت أفضل أن يكون الانفصال بطريقة أخرى"

تونس – الصباح

سُجّلت يوم أمس الثلاثاء 20 ديسمبر الجاري في أقل من ساعة 5 استقالات من حزب التيار الديمقراطي، حيث أعلن الأمين العام للحزب غازي الشواشي ، محمد الحامدي ، مجدي الكرباعي، شكري الجلاصي وحامد الماطري  استقالاتهم من الحزب.

استقالات بالجملة - كما تمّ توصيفها يوم أمس من العديد من مراقبي الشأن السياسي والحزبي في تونس- قد تهزّ من صورة الحزب ومكانته خاصة أنها جاءت من طرف قياديين من الصفّ الأول في هذا الظرف وما شابته من هزات سياسية بعد 25 جويلية 2021.

وكانت أولى هذه الاستقالات المعلنة على صفحات الفايسبوك من الأمين العام للحزب غازي الشواشي الذي أعلن صباح أمس استقالته عبر صفحته الرسمية فكتب في تدوينته ''أغادر اليوم التيار الديمقراطي في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية التي تمر بها بلادنا لان الإطار حسب تقديري لم يعد يوفر الأدوات الضرورية للمساهمة في حل الأزمة الخطيرة التي تمر بها تونس".

وأضاف الشواشي أنّه سيواصل العمل  في الشأن العام "بالمساهمة في فتح أفق أرحب يجعل من البحث على الحل محور أي تفكير أو عمل."

وشدّد على ضرورة وضع خارطة طريق تتضمن الإصلاحات الضرورية على جميع المستويات، معتبرا أنّ ذلك ''واجب وطني يقع على عاتق الجميع  لإنجاح عملية الإنقاذ و الإصلاح و من ثمة تحقيق انتظارات التونسيات و التونسيين في العيش الكريم و في الحرية و في الديمقراطية.''

في ذات السياق أعلن القيادي في التيار الديمقراطي محمد الحامدي استقالته من الحزب عبر تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي ''فايسبوك''، قال فيها ''أؤكّد  قناعتي الراسخة بالديمقراطية الاجتماعية خيارا امثل لمستقبل البلاد.. أنا على يقين بأن الحياة الحزبية هي عماد الديمقراطية في مواجهة الاستبداد والشعبوية''.

وأكّد أنّ ''أحزاب العائلة الديمقراطية في حاجة إلى مراجعة عميقة للتصورات وأساليب العمل وأشكال التنظيم وسبل التجذر في الأوساط الشعبية.. وأنّه سيواصل العمل من أجل بناء حالة سياسية وتنظيمية ديمقراطية اجتماعية جادة ووازنة وانفتاحه على كل جهد في هذا الاتجاه.''

على نفس المنهج، أعلن القيادي بالحزب مجدي الكرباعي استقالته عبر تدوينة نشرها بصفحته على الفايسبوك جاء فيها "تنتهي رحلتي السياسية مع حزب التيار الديمقراطي حاملا معي كل الذكريات الجميلة وكل الاحترام لمناضلات ومناضلي الحزب وكذلك للصديقات والأصدقاء وأتمنى لهم التوفيق في مهامهم ونضالاتهم".

وأضاف "سأواصل نضالي السياسي والمدني والتزامي الحقوقي من أجل قضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وخاصة العدالة البيئية والمناخية وقضايا المهاجرات والمهاجرين".

وقد أعلن التيار الديمقراطي في بلاغ أنّه تمّ قبول استقالة أمينه العام ومساعده غازي الشواشي ومحمد الحامدي. وأكّد المكتب السياسي "عزمه مواصلة الاضطلاع بدوره الوطني في التصدي لانقلاب قيس سعيد وبناء بديل اجتماعي ديمقراطي مستقل على قاعدة برنامج يغير واقع الشعب التونسي نحو الأفضل" وفق نصّ البلاغ.

في هذا السياق أكّد القيادي في حزب التيار الديمقراطي نبيل حجي في تصريح لـ "الصباح" تعليقا على هذه الاستقالات أنّ "الأصل في الأشياء أنّ من استقالوا هم من يتحدثون عن استقالاتهم، ولكن فيما يهمّ موقف التيار فإننا نحترم قرار الاستقالة من الخمسة المستقيلين، فكانت هناك عشرة على الحلو والمر. وأرى اليوم أنه من لم يعد يستطيع إكمال المشوار فإنا نحترم خياراته".

وأضاف حجّي "التيار الديمقراطي سيواصل في خياراته المبدئية أساسها الدفاع عن الديمقراطية والتصدي للانقلاب، ولديه قناعة بأن تونس لا يمكن إصلاحها إلا بالديمقراطية وبمضمون اقتصادي واجتماعي".

وقال نبيل حجي "هذه المضامين التي هي جنات التيار الديمقراطي لا يمكن أن تُبنى بتوافقات رخوة إلا بالتعسف على هوية الحزب. يمكن أن نكون في صف أحزاب تُشبههنا في التوجهات ولا نستطيع أن نكون لا مساندين لقيس سعيد ولا لأكبر شبح لما كان قبل 25 جويلية ولا يمكن أن نكون طوق نجاة".

وقال في ذات السياق "ما لم أستصغه شخصيا أن تكون الاستقالة جماعية، كنت أفضل أن يكون الانفصال بطريقة أخرى، ولكن لم تكن مفاجأة بالنسبة لنا لأنه تمّ إعلامنا قبل ليلة من إعلام الرأي العام".

وبيّن حجي "عند التفكير في العمل السياسي، فاستقالة فردية قد تُفهم على أن الشخص لم يُعد يرغب في المواصلة لأسباب، ولكن استقالة جماعية متزامنة فإن الرأي العام سيقول أن هناك شقين داخل الحزب وهناك خلافات كبيرة ولكن هذا غير صحيح".

وردّا على من اعتبروا أن الحزب قد انتهى، قال حجّي "الحزب لن ينتهي. لأن الحزب الذي يقف على أشخاص ليس بحزب. الحزب بداخله مؤسسات والناس المنخرطون فيه مقتنعون بخياراته وتوجهاته".

وأضاف نبيل حجّي "في حقيقة الأمر لم نحاول إقناع المستقيلين بمراجعة قرارهم، باعتبار أن الاستقالة كانت جماعية بما يعني أنه تم التفكير فيها مليا وبالتالي محاولة الاحجام عنها يكون خطوة مجانية . وددت لو تم الفراق بطريقة سلسلة وأنا متأكد أنّ حرصنا على الديمقراطية من نفس حرص الأصدقاء المستقيلين لذلك قد نلتقي في محطات نضالية أخرى".

إيمان عبد اللطيف