إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مشاركة الرئيس في قمة الولايات المتحده -إفريقيا..هل تتجاوز بعدها الشكلي الى ما هو أهم ؟

 

 

بقلم: محمود حرشاني*

محفوفة بعديد الاسئلة عن ابعادها وعن اهميتها على المستويين الثنائي والدولي ومتعدد الاطراف تاتي مشاركة الرئيس قيس سعيد في القمة الامريكية الافريقية التي دعت لها واشنطن ويشارك فيها القاده الافارقه من رؤوساء  ورؤساء حكومات. والثابت والاكيد ان الولايات المتحده الامريكية تدرك اليوم قبل غيرها اهمية القاره الافريقية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهي تسعى اليوم بكل جهودها الى ان يكون لها موقع ودور اساسي في القارة السمراء ولا تريد ان تكون خارج هذا السباق المحموم اليوم بين الدول الكبرى او الاكثر ثراء للتواجد في افريقيا ... وهي تنظر اليوم بعين اليقظه والحذر الى العملاق الصيني الذي يسعى بكل جهوده الى الامتداد داخل الفضاءين العربي والافريقي. ومنذ اسبوع فقط كانت هناك قمة في الرياض لبحث التعاون العربي الصيني واكيد ان الولايات المتحده الامريكية لا يفرحها كثيرا هذا التوسع الصيني باتجاه العالم العربي والقارة الافريقية بل هي

تسعى الى تحجيمه بكل الطرق... ومن هنا اهمية هذه القمة التي تاتي مباشرة

بعد قمة الرياض حول التعاون العربي الصيني لتبحث موضوع العلاقات

الامريكية الافريقية. واذا كان هو ظاهر الموضوع فان المواضيع التي ستطرح

في هذه القمة لن تقف عند حد المسائل الاقتصادية بل سيتجاوز الامر ذلك الى

المسائل السياسية والامنية خاصة والثقافيه والاجتماعية وفي مقدمة هذه

القضايا والمسائل قضايا حقوق الانسان والديمقراطية ومكافحة الارهاب

وايجاد حلول للنزاعات الاقليمية. وليس بخاف على احد ان الولايات المتحدة

الامريكية تدرك اهمية الموقع التونسي جغرافيا وسياسيا في معالجة كل هذه

القضايا الكبرى فتونس بالنسبة لامريكا ليست مجرد دولة في القارة الافريقية بقدر ماهي بوابة افريقيا وبوابة اوروبا وتحتل موقعا استراتجيا في العمق المتوسطي علاوة على المكانة التاريخية لتونس التي تؤهلها الى ان تكون نجمة افريقيا على الدوام التي لا يخبو نورها . وبامكانها ان تلعب دورا استراتجيا في القارة الافريقية. وعلى هذا الاساس فان مشاركة الرئيس قيس سعيد في القمة الامريكية الافريقية تعد هامة ولا يجب ان تكون مجرد مشاركه للمشاركه بالاستناد الى عراقة العلاقات التونسية الامريكية. وتحف بهذه المشاركة للرئيس قيس سعيد في هذه القمة عديد التساؤلات. ومن اهمها هل يسعى الرئيس قيس سعيد اليوم الى كسب تاييد دولي وامريكي خاصة للتوجه الذي انتهجه ومسار 25 جويلية ونحن نعلم ان امريكا لا تنظر بعين الرضا الى هذا النهج وهي تطالب دوما بالعودة الى المسار التشاركي في الحكم وعدم التراجع في المسار الديمقراطي الذي دخلته تونس بعد سنة 2011 والذي يضمن مشاركة واسعة لكل الاطياف والعائلات السياسية وعدم المساس بالحريات الفردية والجماعية وحقوق الانسان وحرية التعبير والفكر. هل سينجح الرئيس قيس سعيد باقناع الجانب الامريكي بسلامة توجهه السياسي الذي ينتهجه بعد 25 جويلية.

وهل سينجح الرئيس قيس سعيد في اقناع الجانب الامريكي بعدم المساس

بالمسألة الديمقراطية والتشاركية في الحكم والبلاد مقبلة على انتخابات

تشريعية سابقة لاوانها. والاهم هل سينجح الرئيس قيس سعيد في تبديد شكوك

امريكا تجاه المسار الذي دخلت فيه تونس بعد25 جويلية وان الخطوات التي

تلت 25 جويلية ومنها انجاز دستور جديد وصدور قانون جديد للانتخابات

واجراء انتخابات تشريعية سابقة لاوانها تندرج كلها في سياق تحرير البلاد

مثلما يعتقد الرئيس قيس سعيد من الفاسدين والخونة ومن نكلوا بالشعب على

امتداد عشر سنوات ونهبوا الخيرات الوطنية. اسئلة عديدة تطرح في سياق وضع

مشاركة الرئيس قيس سعيد في القمة الامريكية في سياقها وهل سينجح الرئيس

قيس سعيد بعد هذا في ضمان تاييد امريكا للطلب التونسي من صندوق النقد

الدولي وهل ستقتنع امريكا بكل ما سيقدمه الرئيس قيس سعيد للتدليل على

سلامة التمشي الذي ينتهجه واسلوب الحكم الذي يقوم به في البلاد نحن جميعا مع

الرئيس قيس سعيد في ان تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة واننا جميعا نرفض

الاملاءات من الخارج حتى وان كانت من امريكا ذاتها ...ولكن المصالح

السياسية تقتضي احيانا المهادنة وليس التنازل وفي البال ما كان يحظى به

الزعيم الحبيب بورقيبة من تقدير كبير من الجانب الامريكي وما خصه به

الرئيس الراحل كندي من استقبال لم يحظ به اي رئيس دولة اخر ولكنه في نفس

الوقت عندما تطلب منه الامر ان يتخذ موقفا وطنيا تاريخيا لم يتردد عندما

هاجمت اسرائيل منطقة حمام الشط فاستدعى الزعيم الحبيب بورقيبة على عجل

سفير الولايات المتحده الامريكية بتونس وطلب منه ابلاغ السلطات الامريكية

انه اذا ما استعملت امريكا حق الفيتو لاسقاط الشكوى التونسية ضد اسرائيل باعتبارها دولة معتدية فانه سيقطع العلاقات مع امريكا. وهو موقف وطني يحفظه التاريخ للزعيم الحبيب بورقيبة رغم ما يحمله من ود لامريكا.

**كاتب وصحفي اول مدير موقع الثقافيه التونسية

مشاركة الرئيس في قمة الولايات المتحده -إفريقيا..هل  تتجاوز بعدها الشكلي الى ما هو أهم ؟

 

 

بقلم: محمود حرشاني*

محفوفة بعديد الاسئلة عن ابعادها وعن اهميتها على المستويين الثنائي والدولي ومتعدد الاطراف تاتي مشاركة الرئيس قيس سعيد في القمة الامريكية الافريقية التي دعت لها واشنطن ويشارك فيها القاده الافارقه من رؤوساء  ورؤساء حكومات. والثابت والاكيد ان الولايات المتحده الامريكية تدرك اليوم قبل غيرها اهمية القاره الافريقية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهي تسعى اليوم بكل جهودها الى ان يكون لها موقع ودور اساسي في القارة السمراء ولا تريد ان تكون خارج هذا السباق المحموم اليوم بين الدول الكبرى او الاكثر ثراء للتواجد في افريقيا ... وهي تنظر اليوم بعين اليقظه والحذر الى العملاق الصيني الذي يسعى بكل جهوده الى الامتداد داخل الفضاءين العربي والافريقي. ومنذ اسبوع فقط كانت هناك قمة في الرياض لبحث التعاون العربي الصيني واكيد ان الولايات المتحده الامريكية لا يفرحها كثيرا هذا التوسع الصيني باتجاه العالم العربي والقارة الافريقية بل هي

تسعى الى تحجيمه بكل الطرق... ومن هنا اهمية هذه القمة التي تاتي مباشرة

بعد قمة الرياض حول التعاون العربي الصيني لتبحث موضوع العلاقات

الامريكية الافريقية. واذا كان هو ظاهر الموضوع فان المواضيع التي ستطرح

في هذه القمة لن تقف عند حد المسائل الاقتصادية بل سيتجاوز الامر ذلك الى

المسائل السياسية والامنية خاصة والثقافيه والاجتماعية وفي مقدمة هذه

القضايا والمسائل قضايا حقوق الانسان والديمقراطية ومكافحة الارهاب

وايجاد حلول للنزاعات الاقليمية. وليس بخاف على احد ان الولايات المتحدة

الامريكية تدرك اهمية الموقع التونسي جغرافيا وسياسيا في معالجة كل هذه

القضايا الكبرى فتونس بالنسبة لامريكا ليست مجرد دولة في القارة الافريقية بقدر ماهي بوابة افريقيا وبوابة اوروبا وتحتل موقعا استراتجيا في العمق المتوسطي علاوة على المكانة التاريخية لتونس التي تؤهلها الى ان تكون نجمة افريقيا على الدوام التي لا يخبو نورها . وبامكانها ان تلعب دورا استراتجيا في القارة الافريقية. وعلى هذا الاساس فان مشاركة الرئيس قيس سعيد في القمة الامريكية الافريقية تعد هامة ولا يجب ان تكون مجرد مشاركه للمشاركه بالاستناد الى عراقة العلاقات التونسية الامريكية. وتحف بهذه المشاركة للرئيس قيس سعيد في هذه القمة عديد التساؤلات. ومن اهمها هل يسعى الرئيس قيس سعيد اليوم الى كسب تاييد دولي وامريكي خاصة للتوجه الذي انتهجه ومسار 25 جويلية ونحن نعلم ان امريكا لا تنظر بعين الرضا الى هذا النهج وهي تطالب دوما بالعودة الى المسار التشاركي في الحكم وعدم التراجع في المسار الديمقراطي الذي دخلته تونس بعد سنة 2011 والذي يضمن مشاركة واسعة لكل الاطياف والعائلات السياسية وعدم المساس بالحريات الفردية والجماعية وحقوق الانسان وحرية التعبير والفكر. هل سينجح الرئيس قيس سعيد باقناع الجانب الامريكي بسلامة توجهه السياسي الذي ينتهجه بعد 25 جويلية.

وهل سينجح الرئيس قيس سعيد في اقناع الجانب الامريكي بعدم المساس

بالمسألة الديمقراطية والتشاركية في الحكم والبلاد مقبلة على انتخابات

تشريعية سابقة لاوانها. والاهم هل سينجح الرئيس قيس سعيد في تبديد شكوك

امريكا تجاه المسار الذي دخلت فيه تونس بعد25 جويلية وان الخطوات التي

تلت 25 جويلية ومنها انجاز دستور جديد وصدور قانون جديد للانتخابات

واجراء انتخابات تشريعية سابقة لاوانها تندرج كلها في سياق تحرير البلاد

مثلما يعتقد الرئيس قيس سعيد من الفاسدين والخونة ومن نكلوا بالشعب على

امتداد عشر سنوات ونهبوا الخيرات الوطنية. اسئلة عديدة تطرح في سياق وضع

مشاركة الرئيس قيس سعيد في القمة الامريكية في سياقها وهل سينجح الرئيس

قيس سعيد بعد هذا في ضمان تاييد امريكا للطلب التونسي من صندوق النقد

الدولي وهل ستقتنع امريكا بكل ما سيقدمه الرئيس قيس سعيد للتدليل على

سلامة التمشي الذي ينتهجه واسلوب الحكم الذي يقوم به في البلاد نحن جميعا مع

الرئيس قيس سعيد في ان تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة واننا جميعا نرفض

الاملاءات من الخارج حتى وان كانت من امريكا ذاتها ...ولكن المصالح

السياسية تقتضي احيانا المهادنة وليس التنازل وفي البال ما كان يحظى به

الزعيم الحبيب بورقيبة من تقدير كبير من الجانب الامريكي وما خصه به

الرئيس الراحل كندي من استقبال لم يحظ به اي رئيس دولة اخر ولكنه في نفس

الوقت عندما تطلب منه الامر ان يتخذ موقفا وطنيا تاريخيا لم يتردد عندما

هاجمت اسرائيل منطقة حمام الشط فاستدعى الزعيم الحبيب بورقيبة على عجل

سفير الولايات المتحده الامريكية بتونس وطلب منه ابلاغ السلطات الامريكية

انه اذا ما استعملت امريكا حق الفيتو لاسقاط الشكوى التونسية ضد اسرائيل باعتبارها دولة معتدية فانه سيقطع العلاقات مع امريكا. وهو موقف وطني يحفظه التاريخ للزعيم الحبيب بورقيبة رغم ما يحمله من ود لامريكا.

**كاتب وصحفي اول مدير موقع الثقافيه التونسية