كاتب عام النقابة العامة للصيدليات الخاصة لـ "الصباح": "فيروس H3 N2 الأكثر انتشارا وتغيير التمشي العلاجي الحل أمام نقص بعض الأدوية"
تونس – الصباح
تشهد تونس انتشارا واسعا لفيروس "القريب".. وذلك بعد أكثر من سنتين ونصف من سيطرة فيروس كورونا لتعود النزلات الموسمية هذه السنة بشكل ملفت للانتباه، مع العلم أن أهل الاختصاص من أطباء ومختصين في علم الفيروسات أشاروا إلى أن ذاكرة جهاز المناعة تقلصت نسبيا الأمر الذي أدى إلى انتشار حلقات العدوى بالقريب.
وفي هذا الإطار قال الدكتور أمين سليم الأخصائي في علم الفيروسات لـ"الصباح" أن "تونس تشهد انتشارا واسعا لعشرات الفيروسات وهي تتوزع حسب الأعمار، إذ تشهد البلاد انتشارا للوباء الموسمي لمرض "البرنكيوليت (Bronchiolite) وهو التهاب فيروسي حاد يصيب الرضع دون 12 شهرا.
وأفاد الأخصائي في علم الفيروسات انه تم تسجيل بين 10 و15 فيروس في صفوف الأطفال خاصة الذين يرتدون رياض ومحاضن الأطفال وهذه الفيروسات قد عادت بقوة بعد أن شهدنا تقلصا في انتشارها في السنتين الماضيتين في ظل انتشار الكوفيد، مضيفا انه من المنتظر تسجيل حالات من الكوفيد في الأسابيع القادمة بعد ظهور متحور جديد لكورونا في فرنسا والى حد الآن تم ستجيل حالة واحدة في مدينة صفاقس.
وكان مدير عام المركز الوطني لليقظة الدوائية، رياض دغفوس، شدد منذ أسبوع على "أنّ أعراض الإصابة بالإسهال والغثيان مع أوجاع على مستوى البطن والتهاب الحنجرة والشعور بالتعب والإرهاق هي أعراض "BQ 1.1" المتحور الجديد من فيروس كورونا والمتواجد حاليا في فرنسا بنسبة 50 بالمائة".
وأفاد دغفوس "أنّ المتحور الجديد من فيروس كورونا ليس بالخطير مقارنة بالمتحور "B.1.5" المنتشر في تونس"، كما أوضح مدير عام المركز الوطني لليقظة الدوائية لـ "موزاييك أف أم" أن في فصل الشتاء تكثر الأمراض الفيروسية الموسميّة المتنوعة منها النزلات الموسمية التي يبلغ معدلها في تونس 700 ألف حالة في السنة مبينا أن أعراض الأمراض الفيروسية متقاربة مع أعراض كورونا.
وشددت وزارة الصحة منذ أيام أنه لتفادي الإصابة بهذه الفيروسات يجب التلقيح ضد النزلة الموسمية (Grippe) خاصة لكبار السن والنساء الحوامل والأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 6 أشهر.
الصحة "غائبة"
كما دعت الوزارة عموم المواطنين إلى استكمال جرعات التلقيح ضد كوفيد 19 وذالك بالتوجه إلى المراكز المخصصة للغرض بكامل تراب الجمهورية.
وأعلنت وزارة الصحة في بلاغ لها، يوم 8 ديسمبر 2022، أنّ الفيروسات المتسبّبة في الإصابة بالنزلة الموسمية معتادة وغير مستجدة، وذلك إثر تداول بعض المعلومات على صفحات التواصل الاجتماعي مفادها ظهور فيروسات جديدة في علاقة بالنزلة الموسمية "القريب".
من جانبه أكد نوفل عميرة الكاتب العام للنقابة العامة للصيدليات الخاصة لـ"الصباح" انه في ظل التخلي عن استعمال مستلزمات الحماية من كمامات ومعقمات نشهد انتشار واسع للفيروسات "القريب" خلال هذه الفترة لان الذاكرة المناعية للجسم أصبحت ضعيفة أمام تلقي الفيروسات الجديدة هذا بالإضافة إلى انتشار بعض المعطيات التي لم تتأكد بعد علميا بان جسم الإنسان تتقلص مناعته بعد الكوفيد.
وأفاد عميرة أن هناك أربع سلالات من القريب والأكثر انتشارا هو فيروس"H3 N2".
أما بالنسبة للنقص المسجل في بعض الأدوية الموسمية خاصة بالنسبة للمضادات الحيوية وأدوية تخفيض الحرارة وهو ما دفع ببعض الجمعيات العلمية إلى المطالبة بتغيير التمشي العلاجي من خلال استعمال مواد ذات فاعلية اقل وتقوم بنفس دور الأدوية المفقودة.
وعلق عميرة قائلا: كان من المفروض أن "تلعب وزارة الصحة دورها في ظل تسجيل نقص في بعض الأدوية الموسمية من خلال فتح حلقات نقاش بين مختلف المختصين في المجال الصحي من أطباء وصيادلة وجمعيات علمية لإيجاد حلول علاجية لكن للأسف هي غائبة".
لا علاقة بين القريب وكورونا
وحسب رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي، الدكتور رفيق بوجدارية، فان "العدوى بفيروس القريب سريعة هذه السنة لأنه بعد عامين ونصف من غياب القريب وفي ظل انتشار الكوفيد فان ذاكرة جهاز المناعة نسيت النزلات الموسمية لذلك نشهد توسعا لحلقات العدوى في تونس".
وشدد بوجدارية انه لا علاقة بين القريب وكوفيد، داعيا كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة إلى تلقي التلقيح المضاد للانفلونزا.
ورجّح بوجدارية في تصريح سابق لوكالة تونس إفريقيا للأنباء "أن يتم تسجيل تزايد في انتشار فيروس كورونا خلال الشهرين القادمين وهو ما يجعل الإقبال على تلقي التلقيح المضاد للأنفلونزا بالنسبة للفئات الهشة صحيا أمر استعجاليا حتى لا تتعكر حالاتهم الصحية في حال إصابتهم بفيروس كورونا والأنفلونزا الموسمية في وقت واحد".
ودعا بوجدارية الصيادلة إلى التحكم في التصرف في جرعات اللقاحات المضادة للأنفلونزا المتوفرة لديهم عبر إعطاء الأولوية القصوى لكبار السن البالغة أعمارهم 65 سنة فما فوق والمصابين بالأمراض المزمنة خاصة منها المتعلقة بالجهاز التنفسي والقلب والسكر.
جهاد الكلبوسي
كاتب عام النقابة العامة للصيدليات الخاصة لـ "الصباح": "فيروس H3 N2 الأكثر انتشارا وتغيير التمشي العلاجي الحل أمام نقص بعض الأدوية"
تونس – الصباح
تشهد تونس انتشارا واسعا لفيروس "القريب".. وذلك بعد أكثر من سنتين ونصف من سيطرة فيروس كورونا لتعود النزلات الموسمية هذه السنة بشكل ملفت للانتباه، مع العلم أن أهل الاختصاص من أطباء ومختصين في علم الفيروسات أشاروا إلى أن ذاكرة جهاز المناعة تقلصت نسبيا الأمر الذي أدى إلى انتشار حلقات العدوى بالقريب.
وفي هذا الإطار قال الدكتور أمين سليم الأخصائي في علم الفيروسات لـ"الصباح" أن "تونس تشهد انتشارا واسعا لعشرات الفيروسات وهي تتوزع حسب الأعمار، إذ تشهد البلاد انتشارا للوباء الموسمي لمرض "البرنكيوليت (Bronchiolite) وهو التهاب فيروسي حاد يصيب الرضع دون 12 شهرا.
وأفاد الأخصائي في علم الفيروسات انه تم تسجيل بين 10 و15 فيروس في صفوف الأطفال خاصة الذين يرتدون رياض ومحاضن الأطفال وهذه الفيروسات قد عادت بقوة بعد أن شهدنا تقلصا في انتشارها في السنتين الماضيتين في ظل انتشار الكوفيد، مضيفا انه من المنتظر تسجيل حالات من الكوفيد في الأسابيع القادمة بعد ظهور متحور جديد لكورونا في فرنسا والى حد الآن تم ستجيل حالة واحدة في مدينة صفاقس.
وكان مدير عام المركز الوطني لليقظة الدوائية، رياض دغفوس، شدد منذ أسبوع على "أنّ أعراض الإصابة بالإسهال والغثيان مع أوجاع على مستوى البطن والتهاب الحنجرة والشعور بالتعب والإرهاق هي أعراض "BQ 1.1" المتحور الجديد من فيروس كورونا والمتواجد حاليا في فرنسا بنسبة 50 بالمائة".
وأفاد دغفوس "أنّ المتحور الجديد من فيروس كورونا ليس بالخطير مقارنة بالمتحور "B.1.5" المنتشر في تونس"، كما أوضح مدير عام المركز الوطني لليقظة الدوائية لـ "موزاييك أف أم" أن في فصل الشتاء تكثر الأمراض الفيروسية الموسميّة المتنوعة منها النزلات الموسمية التي يبلغ معدلها في تونس 700 ألف حالة في السنة مبينا أن أعراض الأمراض الفيروسية متقاربة مع أعراض كورونا.
وشددت وزارة الصحة منذ أيام أنه لتفادي الإصابة بهذه الفيروسات يجب التلقيح ضد النزلة الموسمية (Grippe) خاصة لكبار السن والنساء الحوامل والأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 6 أشهر.
الصحة "غائبة"
كما دعت الوزارة عموم المواطنين إلى استكمال جرعات التلقيح ضد كوفيد 19 وذالك بالتوجه إلى المراكز المخصصة للغرض بكامل تراب الجمهورية.
وأعلنت وزارة الصحة في بلاغ لها، يوم 8 ديسمبر 2022، أنّ الفيروسات المتسبّبة في الإصابة بالنزلة الموسمية معتادة وغير مستجدة، وذلك إثر تداول بعض المعلومات على صفحات التواصل الاجتماعي مفادها ظهور فيروسات جديدة في علاقة بالنزلة الموسمية "القريب".
من جانبه أكد نوفل عميرة الكاتب العام للنقابة العامة للصيدليات الخاصة لـ"الصباح" انه في ظل التخلي عن استعمال مستلزمات الحماية من كمامات ومعقمات نشهد انتشار واسع للفيروسات "القريب" خلال هذه الفترة لان الذاكرة المناعية للجسم أصبحت ضعيفة أمام تلقي الفيروسات الجديدة هذا بالإضافة إلى انتشار بعض المعطيات التي لم تتأكد بعد علميا بان جسم الإنسان تتقلص مناعته بعد الكوفيد.
وأفاد عميرة أن هناك أربع سلالات من القريب والأكثر انتشارا هو فيروس"H3 N2".
أما بالنسبة للنقص المسجل في بعض الأدوية الموسمية خاصة بالنسبة للمضادات الحيوية وأدوية تخفيض الحرارة وهو ما دفع ببعض الجمعيات العلمية إلى المطالبة بتغيير التمشي العلاجي من خلال استعمال مواد ذات فاعلية اقل وتقوم بنفس دور الأدوية المفقودة.
وعلق عميرة قائلا: كان من المفروض أن "تلعب وزارة الصحة دورها في ظل تسجيل نقص في بعض الأدوية الموسمية من خلال فتح حلقات نقاش بين مختلف المختصين في المجال الصحي من أطباء وصيادلة وجمعيات علمية لإيجاد حلول علاجية لكن للأسف هي غائبة".
لا علاقة بين القريب وكورونا
وحسب رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي، الدكتور رفيق بوجدارية، فان "العدوى بفيروس القريب سريعة هذه السنة لأنه بعد عامين ونصف من غياب القريب وفي ظل انتشار الكوفيد فان ذاكرة جهاز المناعة نسيت النزلات الموسمية لذلك نشهد توسعا لحلقات العدوى في تونس".
وشدد بوجدارية انه لا علاقة بين القريب وكوفيد، داعيا كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة إلى تلقي التلقيح المضاد للانفلونزا.
ورجّح بوجدارية في تصريح سابق لوكالة تونس إفريقيا للأنباء "أن يتم تسجيل تزايد في انتشار فيروس كورونا خلال الشهرين القادمين وهو ما يجعل الإقبال على تلقي التلقيح المضاد للأنفلونزا بالنسبة للفئات الهشة صحيا أمر استعجاليا حتى لا تتعكر حالاتهم الصحية في حال إصابتهم بفيروس كورونا والأنفلونزا الموسمية في وقت واحد".
ودعا بوجدارية الصيادلة إلى التحكم في التصرف في جرعات اللقاحات المضادة للأنفلونزا المتوفرة لديهم عبر إعطاء الأولوية القصوى لكبار السن البالغة أعمارهم 65 سنة فما فوق والمصابين بالأمراض المزمنة خاصة منها المتعلقة بالجهاز التنفسي والقلب والسكر.