من داخل المركز الدولي للمؤتمرات–عبد اللطيف الرحال- وفي تناغم واضح انتشر عبق التاريخ وامتزج الحاضر بالماضي ليمثّل امتدادا للمستقبل بعد أن أعطيت صباح أمس في العاصمة الجزائرية إشارة انطلاق فعاليات ملتقى "الجزائر الدولي محمد بن عبد الكريم المغيلي: الحوكمة واستقرار المجتمعات الإفريقية ووحدتها" - تحت رعاية رئيس جمهورية الجزائر عبد المجيد تبون- الذي يمتد على مدار يومين بحضور ممثلين من أعضاء الحكومة الجزائرية وإطاراتها السامية وبمشاركة وفود أجنبية من أكثر من 40 دولة إلى جانب عدد من المشايخ والأكاديميين والخبراء والأساتذة الجامعيين..
في هذا الخصوص استحضرت أمس الوفود المشاركة ومن خلال مداخلاتها الافتتاحية الدور الريادي الذي لعبه الإمام محمد عبد الكريم المغيلي من خلال مشروعه الإصلاحي الذي يرتكز إلى جملة من القيم والمبادئ المعتدلة والسمحة أفضت الى خلق مناخ مستقر ومتوازن على مستوى القارة الإفريقية.
تونس سجلت حضورها في هذا المؤتمر عبر مشاركة وفد ضم ثلة من المشايخ والمؤرخين ليثمن في هذا الإطار المؤرخ والأستاذ المحاضر بجامعة صفاقس عثمان البرهومي أمس في تصريح لـ "الصباح" أهمية هذا المؤتمر مشيرا إلى انه سيتولى خلال هذا المؤتمر إلقاء محاضرة ورئاسة جلسة والتي تندرج ضمن مشاركة الجامعة التونسية في هذا الملتقى حول احد ابرز أعلام الجزائر بعد أن ساهم بعلمه وأفكاره في نشر الدعوة الإسلامية والعلوم والأدب في مناطق مختلفة من إفريقيا الغربية وصولا الى منطقة إفريقيا جنوب الصحراء.
وردا عن سؤال يتمحور حول العلاقة بين فكر الإمام المغيلي والحوكمة واستقرار المجتمعات الإفريقية ووحدتها أورد البرهومي أن عديد البلدان قد استفادت من فكر المغيلي على غرار السودان التي استفادت منه ومن آثاره كثيرا وفي ميادين عديدة واضحة وملموسة في الحكم والسياسة والعلم والأدب.. وغيرها من الميادين موضحا أن أهمية هذه الملتقيات هي تثمينها للدور الريادي الذي لعبه بعض الرموز خصوصا وأنهم عملوا على إعمال العقل وإعمال الفكر في إيصال فكر التسامح لدى الناس في ذلك الظرف على أن الأهم هو من وجهة نظره هو إيصال هذه المبادئ: مبادئ التسامح والتعايش والرحمة في شعوب إفريقيا التي لم تصلها في تلك الفترة خصوصا أن هذا العالم تتلمذ على عدد هام من الشيوخ في الجزائر وبجاية وتونس.
من جانب آخر جدير بالذكر أن لقاء الافتتاح شهد مداخلات عديدة من بينها مداخلة لرئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور احمد جعفري الذي أورد انه في ظل المعطى الراهن الجيواستراتيجي إقليميا ودوليا وأمام التحديات الصعبة التي يشهدها العالم فقد بات من الضروري التفكير في تفعيل المرجعيات التاريخية الرمزية بغية إعمال مشروع حضاري يخدم المنطقة، مشيرا إلى انه من أهم المرجعيات الجزائرية العالمية التي كان لها قصب السبق في ولوج إفريقيا ونشر الإسلام فيها وفق منهجه الصحيح وتعاليمه الميسرة مما أسهم في تحرر الكثير من بلدانها والمحافظة على أمنها واستقرارها، هي مرجعية الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي الذي انفتح على محيطه الداخلي والخارجي فسجل تاريخا حافلا في وطنه الجزائر وفي الجوار الإفريقي حيث كان فاتحا معلما ومصلحا ملهما.
رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر أتى في مداخلته على ابرز أهداف هذا المؤتمر والتي تتلخص في توطيد أواصر المحبة والتعايش السلمي بين أبناء القارة والمعمورة فضلا عن مد جسور التواصل الثقافي وتوثيق الصلات والروابط التاريخية بين الجزائر ومحيطها الإفريقي والعالمي هذا بالتوازي مع الاستثمار في الرأسمال الرمزي في مواجهة التطرف والعنف وتسوية النزاعات والصراعات مع التذكير بمبادئ الإسلام والوقوف على جملة من القيم والمثل العليا التي طبعت حياة الإمام المغيلي مما مكنه من ولوج أبواب إفريقيا.
من جهة أخرى وبالتوازي مع مداخلة رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر جدير بالذكر انه تم خلال لقاء أمس تلاوة الرسالة التي توجه بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والتي تتلخص في تأكيده على أن جهود وفكر الإمام المغيلي قد ساهمت في نشر تعاليم الإسلام السّمحة في القارة الإفريقية حيث سجل اسمه في التاريخ كأبرز العلماء الأجلاء لدوره الريادي الذي لعبه في عديد المجالات موضحا أن المشروع الإصلاحي المتكامل للإمام المغيلي لم يكتف بالبعد التعليمي والتربوي والدعوي بل امتد ليشمل مجالات الحوكمة الراشدة من اجل الحفاظ على الاستقرار والأمن الاجتماعي.
وبدوره أورد رئيس المؤتمر حسوني الحاج أن فكرة هذا الملتقى لم تكن وليدة اليوم بل لها جذورها عبر تاريخ الجزائر مثمنا البعد المصلح والمنير لفكر الإمام المغيلي.
يذكر أن ملتقى الجزائر الدولي:"الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي:الحوكمة واستقرار المجتمعات الإفريقية ووحدتها"، تختتم فعالياته اليوم حيث ستلتئم عديد الورشات العلمية التي ستسلط الضوء على الفكر الإصلاحي للإمام المغيلي.
منال حرزي
من مبعوثتنا الى الجزائر منال الحرزي
الجزائر-الصباح
من داخل المركز الدولي للمؤتمرات–عبد اللطيف الرحال- وفي تناغم واضح انتشر عبق التاريخ وامتزج الحاضر بالماضي ليمثّل امتدادا للمستقبل بعد أن أعطيت صباح أمس في العاصمة الجزائرية إشارة انطلاق فعاليات ملتقى "الجزائر الدولي محمد بن عبد الكريم المغيلي: الحوكمة واستقرار المجتمعات الإفريقية ووحدتها" - تحت رعاية رئيس جمهورية الجزائر عبد المجيد تبون- الذي يمتد على مدار يومين بحضور ممثلين من أعضاء الحكومة الجزائرية وإطاراتها السامية وبمشاركة وفود أجنبية من أكثر من 40 دولة إلى جانب عدد من المشايخ والأكاديميين والخبراء والأساتذة الجامعيين..
في هذا الخصوص استحضرت أمس الوفود المشاركة ومن خلال مداخلاتها الافتتاحية الدور الريادي الذي لعبه الإمام محمد عبد الكريم المغيلي من خلال مشروعه الإصلاحي الذي يرتكز إلى جملة من القيم والمبادئ المعتدلة والسمحة أفضت الى خلق مناخ مستقر ومتوازن على مستوى القارة الإفريقية.
تونس سجلت حضورها في هذا المؤتمر عبر مشاركة وفد ضم ثلة من المشايخ والمؤرخين ليثمن في هذا الإطار المؤرخ والأستاذ المحاضر بجامعة صفاقس عثمان البرهومي أمس في تصريح لـ "الصباح" أهمية هذا المؤتمر مشيرا إلى انه سيتولى خلال هذا المؤتمر إلقاء محاضرة ورئاسة جلسة والتي تندرج ضمن مشاركة الجامعة التونسية في هذا الملتقى حول احد ابرز أعلام الجزائر بعد أن ساهم بعلمه وأفكاره في نشر الدعوة الإسلامية والعلوم والأدب في مناطق مختلفة من إفريقيا الغربية وصولا الى منطقة إفريقيا جنوب الصحراء.
وردا عن سؤال يتمحور حول العلاقة بين فكر الإمام المغيلي والحوكمة واستقرار المجتمعات الإفريقية ووحدتها أورد البرهومي أن عديد البلدان قد استفادت من فكر المغيلي على غرار السودان التي استفادت منه ومن آثاره كثيرا وفي ميادين عديدة واضحة وملموسة في الحكم والسياسة والعلم والأدب.. وغيرها من الميادين موضحا أن أهمية هذه الملتقيات هي تثمينها للدور الريادي الذي لعبه بعض الرموز خصوصا وأنهم عملوا على إعمال العقل وإعمال الفكر في إيصال فكر التسامح لدى الناس في ذلك الظرف على أن الأهم هو من وجهة نظره هو إيصال هذه المبادئ: مبادئ التسامح والتعايش والرحمة في شعوب إفريقيا التي لم تصلها في تلك الفترة خصوصا أن هذا العالم تتلمذ على عدد هام من الشيوخ في الجزائر وبجاية وتونس.
من جانب آخر جدير بالذكر أن لقاء الافتتاح شهد مداخلات عديدة من بينها مداخلة لرئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور احمد جعفري الذي أورد انه في ظل المعطى الراهن الجيواستراتيجي إقليميا ودوليا وأمام التحديات الصعبة التي يشهدها العالم فقد بات من الضروري التفكير في تفعيل المرجعيات التاريخية الرمزية بغية إعمال مشروع حضاري يخدم المنطقة، مشيرا إلى انه من أهم المرجعيات الجزائرية العالمية التي كان لها قصب السبق في ولوج إفريقيا ونشر الإسلام فيها وفق منهجه الصحيح وتعاليمه الميسرة مما أسهم في تحرر الكثير من بلدانها والمحافظة على أمنها واستقرارها، هي مرجعية الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي الذي انفتح على محيطه الداخلي والخارجي فسجل تاريخا حافلا في وطنه الجزائر وفي الجوار الإفريقي حيث كان فاتحا معلما ومصلحا ملهما.
رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر أتى في مداخلته على ابرز أهداف هذا المؤتمر والتي تتلخص في توطيد أواصر المحبة والتعايش السلمي بين أبناء القارة والمعمورة فضلا عن مد جسور التواصل الثقافي وتوثيق الصلات والروابط التاريخية بين الجزائر ومحيطها الإفريقي والعالمي هذا بالتوازي مع الاستثمار في الرأسمال الرمزي في مواجهة التطرف والعنف وتسوية النزاعات والصراعات مع التذكير بمبادئ الإسلام والوقوف على جملة من القيم والمثل العليا التي طبعت حياة الإمام المغيلي مما مكنه من ولوج أبواب إفريقيا.
من جهة أخرى وبالتوازي مع مداخلة رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر جدير بالذكر انه تم خلال لقاء أمس تلاوة الرسالة التي توجه بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والتي تتلخص في تأكيده على أن جهود وفكر الإمام المغيلي قد ساهمت في نشر تعاليم الإسلام السّمحة في القارة الإفريقية حيث سجل اسمه في التاريخ كأبرز العلماء الأجلاء لدوره الريادي الذي لعبه في عديد المجالات موضحا أن المشروع الإصلاحي المتكامل للإمام المغيلي لم يكتف بالبعد التعليمي والتربوي والدعوي بل امتد ليشمل مجالات الحوكمة الراشدة من اجل الحفاظ على الاستقرار والأمن الاجتماعي.
وبدوره أورد رئيس المؤتمر حسوني الحاج أن فكرة هذا الملتقى لم تكن وليدة اليوم بل لها جذورها عبر تاريخ الجزائر مثمنا البعد المصلح والمنير لفكر الإمام المغيلي.
يذكر أن ملتقى الجزائر الدولي:"الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي:الحوكمة واستقرار المجتمعات الإفريقية ووحدتها"، تختتم فعالياته اليوم حيث ستلتئم عديد الورشات العلمية التي ستسلط الضوء على الفكر الإصلاحي للإمام المغيلي.