إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المخرج المسرحي المنجي بن إبراهيم لـ"الصباح": هكذا أسسنا المسرح الوطني ثم أيام قرطاج المسرحية سنة 1983

 

حوار: محسن بن أحمد

 

تونس- الصباح

عندما تجلس للمسرحي المنجي بن ابراهيم، فانه حتما سيحدثك عن عشقه لفن المسرح وعن آبائه المؤسّسين انطلاقا من المسرح اليوناني وصولا الى كنستونتان ستانيسلافسكي وبرتولد براشت وبيتر بروك وجورج بوشنار وغيرهم من الكتّاب على غرار تشيخوف وايونسكو وغسان كنفاني.

المنجي بن إبراهيم  كان احد ابرز المؤسسين والذين وضعوا حجر الأساس لأيام قرطاج المسرحية سنة 1983 الى جانب المسرحي الراحل المنصف السويسي وعبد الغني بن طارة وحمادي المزي في عهد الوزير الأستاذ البشير بن سلامة 

غياب ام تغييب ؟

المنجي بن إبراهيم يعيش هذه الأيام الإحباط والغضب والاستياء بعد تجاهل الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية الحالية جيل الرواد من المؤسسين ..انه الجحود المر والتنكر لجيل كان له شرف التأسيس ووضع حجر الأساس لتظاهرة مسرحية عربية وافريقية أصبحت بفضل جهود الرواد قبلة اهل المسرح عربيا وافريقيا ودوليا

انتظر لفتة من الهيئة المديرة الحالية لكن شيئا من ذلك لم يحدث ...فهل هذا نسيانا او تناسي  متعمد؟ ومن هو وراء هذا الغياب او التغييب ؟

يقول المنجي بن إبراهيم بمرارة :

اشعر بالمرارة وان أعيش التهميش من تظاهرة كنت مؤسسا وفاعلا فيها ، ففي كل مرة اطلب فيها المشاركة وارشح احد اعمالي يتم صدي وتجاهل ملفي بحجة انه لا بد من فسح المجال للشباب وان عهدي قد ولى وانتهى، وقد عشت ذلك مع محمد ادريس ومحمد الاسعد الجموسي اللذان رفضا ملفات ترشحي للمشاركة في أيام قرطاج المسرحية والوحيد الذي انصفني وعمل على إعادة الاعتبار لي هو حاتم دربال

وعن سؤال هل تقدم  بعمل للمشاركة به في الدورة الحالية لايام قرطاج المسرحية قال:

-لم اقدم أي ملف فقد عبرت عن الرغبة في المشاركة لكن جاءني الجواب " فات الأوان" فاحجمت عن ذلك وفهت انه لم تعد هناك رغبة في حضوري والمشاركة في مهرجان اسسناه على قواعد ثابتة وسليمة على اعتبار ان المسرح بالنسبة لي فلسفة حياة والانسان هو العنصر الرئيسي .

عمل جديد على مكتب الوزيرة ؟

وقال المنجي بن إبراهيم انه يعيش حاليا فترة انتظار مقيتة فله عمل مسرحي جديد بعده تراثي يوناني " برومسيوس" وقد  عنوانه الى " سارق النار" ..هذا العمل يبحث في الانسان والعمل على كسب رهان الرقي الفكري والابداعي ...وقال حوله: لا اخفي سرا اذا قلت ان هذا العمل كنت افكر فيه منذ اكثر من 30 سنة لدقة مضمونه الذي يهتم بالإنسان والسعي الى الرقي انطلاقا من " برومسيوس" اله الانسان في الأسطورة اليونانية ، قدمت هذا العمل امام ما يسمى بلجنة التوجيه المسرحي كان عرضا ممتعا لكن اللجنة لم تتحمس له وطلبت عرضا ثانيا له دون ان تقدم لي حيثيات عدم قبوله، استجبت للطلب واعدنا تقديمه على ركح مسرح الجهات بمدينة الثقافة احتراما لعملها والتزاما بقرار اللجنة ومازلت الى الان في انتظار قرار اللجنة الموجود حاليا على مكتب الوزيرة لتمكينه من التاشيرة القانونية او رفضه

هكذا تأسست أيام قرطاج المسرحية؟

سالنا المنجي بن إبراهيم ان كان مازال يحتفظ بذكريات التأسيس الأولى لأيام قرطاج المسرحية فأطلق نظرة في الأفق الرحب وهو يستجمع ذكريات مرت عليها 39 سنة.. صمت لحظات لينطلق في سرد الاحداث فقال:
لا يمكن لي الحديث عن أيام قرطاج المسرحية دون التوقف عند تأسيس المسرح الوطني التونسي، الذي مثل حجر الزاوية والركن الرئيسي للتظاهرة المسرحية العربية الافريقية الدولية التي كانت اول انجاز لي بعد تركيزهيكل مسرحي تونسي وطني.
كان ذلك سنة 1983 في عهد الأستاذ الاديب البشير بن سلامة وزير الثقافة في تلك الفترة، كنت في تلك الفترة متواجدا في العراق في حين ان المنصف السويسي في الخليج عندما وجهت لي دعوة رسمية للعودة الى تونس حيث وجدت في انتظاري الصديق الراحل المنصف السويسي الذي حدثني بإطناب عن المشروع الثقافي الريادي التي ستبعثه الدولة الى الحياة وهو المسرح الوطني التونسي، وأصر-والكلام للمنجي بن إبراهيم –على كلمة " التونسي" وسأكشف لك سبب هذا الإصرار...
* يواصل المنجي بن إبراهيم حديثه
كان لنا اكثر من لقاء لوضع اللبنات الأولى لمشروع المسرح الوطني في مختلف زواياه وكانت دار الثقافة ابن رشيق المقر الرسمي للمسرح الوطني التونسي حيث تم استغلال ركح هذه الدار لإجراء التمارين بعد الاتفاق مع بلدية تونس باعتبارها المشرفة المباشرة على هذا الفضاء دعما وهيكلة.


محمد ادريس عارض تأسيس المسرح الوطني


وكشف المسرحي المنجي بن إبراهيم –ان محمد ادريس كان اول المعارضين لتأسيس المسرح الوطني بحجة انه سيهيمن وسينهي الحضور الإبداعي للفرق الجهوية المسرحية المحترفة ، وقد سانده في معارضته هذه العديد من المسرحيين ,لكن الأيام اكدت لمحمد ادريس ان المسرح الوطني كان من اكثر الداعمين للمسرح الجهوي من خلال التعاون المشترك على مستوى الإنتاج واستعارة ممثلين من هذه الفرق الجهوية للمشاركة في اعمال انتجها المسرح الوطني على غرار البحري الرحالي وعبد اللطيف بوعلاق من فرقة الكاف الجهوية للمسرح المحترف.
*يصمت المنجي بن إبراهيم لحظات ليواصل بعد خمس سنوات من تأسيس المسرح الوطني تم ابعاد المنصف السويسي وكامل الفريق الذي يعمل معه ليتسلم المهام محمد ادريس الذي كان من اشد المعارضين لتأسيس هذا الهيكل.. انه المنطق الغريب في هذه الحياة ...وكان اول قرار للمدير الجديد حذف كلمة " التونسي" والاقتصار على اسم " المسرح الوطني " ولم يقف الامر عند هذا الحد بل تم الغاء المسابقات الرسمية لأيام  قرطاج  المسرحية، والتي عادت بالوبال على هذه التظاهرة التي فقدت الكثير من اشعاعها على مر الدورات.
وقال المنجي بن إبراهيم
بعد تركيز المسرح الوطني التونسي والانطلاق في انتاج الاعمال، كان التفكير منصبا نحو تأسيس مهرجان مسرحي عربي افريقي له بعد دولي، فكانت فكرة تأسيس " أيام قرطاج المسرحية " وفي الاذهان مرجع هام هو أيام قرطاج السينمائية التي تأسست سنة 1966، وكان نهج الحديبية القريب من دار الثقافة ابن رشيق، من خلال مكاتب خصصت لنا في هذا النهج لإعداد برنامج اول دورة لهذه الأيام.
*ويواصل القول
كنا متحمسين لكسب رهان الدورة الأولى لأيام قرطاج المسرحية التي انتظمت في الفترة من 7 الى 15 نوفمبر1983 ، وكان الحرص شديدا بدرجة أولى على جودة الاعمال، ويحفظ التاريخ للدورة التأسيسية الأولى لأيام قرطاج المسرحية انها مكنت الجمهور العريض الذي تابع الدورة من التعرف على مسرح الكوتيبا المالي الذي صنع الفرجة الاستثنائية في الدورة.
كما مثلت الأيام فرصة للتعرف على مسرح الكونغو والسينغال والكامرون ونيجيريا والنيجر، وفي ذلك تأكيد على التوجه العربي الافريقي للأيام التي انفتحت على عديد التجارب المسرحية العالمية من الاتحاد السوفياتي وفرنسا وإيطاليا ويوغسلافيا سابقا وانقلترا وهولندا وبلجيكا واسبانيا .
ويحفظ التاريخ لأيام قرطاج المسرحية في دورتها الأولى –كما أشار الى ذلك المسرحي المنجي بن إبراهيم – "انه بصفتي مديرا مساعدا للمنصف السويسي مسؤولا عن الشؤون التقنية للفضاءات المسرحية فقد جعلنا ورشة النجارة بالوزارة تحت تصرف الأيام من خلال انجاز الديكورات والمتممات ونستجيب لكل الطلبات التي تحتاجها الفرق المشاركة وبهذه الطريقة ساهمنا في تجهيز بعض الفضاءات المسرحية في العاصمة على غرار ركح قاعة الحمراء والتياترو ومعهد بورقيبة.
وفي حديثه عن الفضاءات التي احتضنت عروض الدورة الأولى لأيام قرطاج المسرحية بين المنجي بن إبراهيم ان الفضاءات هي –المسرح البلدي -دار الثقافة ابن رشيق- دار الثقافة ابن خلدون التي تم تخصيصها للندوات الفكرية ومناقشة العروض-قصر المؤتمرات –قاعة الحمراء-فضاء التيا ترو -معهد بورقيبة كما تمت إقامة سرادق للعروض امام قصر المؤتمرات –المركز الثقافي الجامعي الحسين بوزيان-المركز الثقافي لمدينة تونس " مقر مدينة الثقافة الان"-قاعة علاء الدين.
واذكر هنا ان الأيام أسست فرعا خاصا بمسرح الهواة تحت اشراف لجنة خاصة


مسرحيون عرب في الأيام


عديدة هي الوجوه المسرحية التي حضرت الدورة الأولى للأيام منذ39 سنة بين ضيوف ومكرمين من ضمنهم كما بين ذلك المنجي بن إبراهيم كرم مطاوع وامينة رزق وعبد الرحمان ابوزهرة وسهير البابلي وسهير المرشدي من مصر –اسعد فضة ونضال الأشقر من سوريا- الطيب الصديقي وعبد الكريم بالرشيد من المغرب وعبد القادر علولة ومحمد قطاف واحمد الطيب العلج من الجزائر وإبراهيم جلال وعوني كرومي وقاسم محمد من العراق –" –فؤاد الشطي " الكويت" الى جانب الكثير من الأسماء الفاعلة في المدونة المسرحية العربية والافريقية والتي لا استحضرها والكلام لمحدثنا.

المخرج المسرحي المنجي بن إبراهيم لـ"الصباح": هكذا أسسنا المسرح الوطني ثم أيام قرطاج المسرحية سنة 1983

 

حوار: محسن بن أحمد

 

تونس- الصباح

عندما تجلس للمسرحي المنجي بن ابراهيم، فانه حتما سيحدثك عن عشقه لفن المسرح وعن آبائه المؤسّسين انطلاقا من المسرح اليوناني وصولا الى كنستونتان ستانيسلافسكي وبرتولد براشت وبيتر بروك وجورج بوشنار وغيرهم من الكتّاب على غرار تشيخوف وايونسكو وغسان كنفاني.

المنجي بن إبراهيم  كان احد ابرز المؤسسين والذين وضعوا حجر الأساس لأيام قرطاج المسرحية سنة 1983 الى جانب المسرحي الراحل المنصف السويسي وعبد الغني بن طارة وحمادي المزي في عهد الوزير الأستاذ البشير بن سلامة 

غياب ام تغييب ؟

المنجي بن إبراهيم يعيش هذه الأيام الإحباط والغضب والاستياء بعد تجاهل الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية الحالية جيل الرواد من المؤسسين ..انه الجحود المر والتنكر لجيل كان له شرف التأسيس ووضع حجر الأساس لتظاهرة مسرحية عربية وافريقية أصبحت بفضل جهود الرواد قبلة اهل المسرح عربيا وافريقيا ودوليا

انتظر لفتة من الهيئة المديرة الحالية لكن شيئا من ذلك لم يحدث ...فهل هذا نسيانا او تناسي  متعمد؟ ومن هو وراء هذا الغياب او التغييب ؟

يقول المنجي بن إبراهيم بمرارة :

اشعر بالمرارة وان أعيش التهميش من تظاهرة كنت مؤسسا وفاعلا فيها ، ففي كل مرة اطلب فيها المشاركة وارشح احد اعمالي يتم صدي وتجاهل ملفي بحجة انه لا بد من فسح المجال للشباب وان عهدي قد ولى وانتهى، وقد عشت ذلك مع محمد ادريس ومحمد الاسعد الجموسي اللذان رفضا ملفات ترشحي للمشاركة في أيام قرطاج المسرحية والوحيد الذي انصفني وعمل على إعادة الاعتبار لي هو حاتم دربال

وعن سؤال هل تقدم  بعمل للمشاركة به في الدورة الحالية لايام قرطاج المسرحية قال:

-لم اقدم أي ملف فقد عبرت عن الرغبة في المشاركة لكن جاءني الجواب " فات الأوان" فاحجمت عن ذلك وفهت انه لم تعد هناك رغبة في حضوري والمشاركة في مهرجان اسسناه على قواعد ثابتة وسليمة على اعتبار ان المسرح بالنسبة لي فلسفة حياة والانسان هو العنصر الرئيسي .

عمل جديد على مكتب الوزيرة ؟

وقال المنجي بن إبراهيم انه يعيش حاليا فترة انتظار مقيتة فله عمل مسرحي جديد بعده تراثي يوناني " برومسيوس" وقد  عنوانه الى " سارق النار" ..هذا العمل يبحث في الانسان والعمل على كسب رهان الرقي الفكري والابداعي ...وقال حوله: لا اخفي سرا اذا قلت ان هذا العمل كنت افكر فيه منذ اكثر من 30 سنة لدقة مضمونه الذي يهتم بالإنسان والسعي الى الرقي انطلاقا من " برومسيوس" اله الانسان في الأسطورة اليونانية ، قدمت هذا العمل امام ما يسمى بلجنة التوجيه المسرحي كان عرضا ممتعا لكن اللجنة لم تتحمس له وطلبت عرضا ثانيا له دون ان تقدم لي حيثيات عدم قبوله، استجبت للطلب واعدنا تقديمه على ركح مسرح الجهات بمدينة الثقافة احتراما لعملها والتزاما بقرار اللجنة ومازلت الى الان في انتظار قرار اللجنة الموجود حاليا على مكتب الوزيرة لتمكينه من التاشيرة القانونية او رفضه

هكذا تأسست أيام قرطاج المسرحية؟

سالنا المنجي بن إبراهيم ان كان مازال يحتفظ بذكريات التأسيس الأولى لأيام قرطاج المسرحية فأطلق نظرة في الأفق الرحب وهو يستجمع ذكريات مرت عليها 39 سنة.. صمت لحظات لينطلق في سرد الاحداث فقال:
لا يمكن لي الحديث عن أيام قرطاج المسرحية دون التوقف عند تأسيس المسرح الوطني التونسي، الذي مثل حجر الزاوية والركن الرئيسي للتظاهرة المسرحية العربية الافريقية الدولية التي كانت اول انجاز لي بعد تركيزهيكل مسرحي تونسي وطني.
كان ذلك سنة 1983 في عهد الأستاذ الاديب البشير بن سلامة وزير الثقافة في تلك الفترة، كنت في تلك الفترة متواجدا في العراق في حين ان المنصف السويسي في الخليج عندما وجهت لي دعوة رسمية للعودة الى تونس حيث وجدت في انتظاري الصديق الراحل المنصف السويسي الذي حدثني بإطناب عن المشروع الثقافي الريادي التي ستبعثه الدولة الى الحياة وهو المسرح الوطني التونسي، وأصر-والكلام للمنجي بن إبراهيم –على كلمة " التونسي" وسأكشف لك سبب هذا الإصرار...
* يواصل المنجي بن إبراهيم حديثه
كان لنا اكثر من لقاء لوضع اللبنات الأولى لمشروع المسرح الوطني في مختلف زواياه وكانت دار الثقافة ابن رشيق المقر الرسمي للمسرح الوطني التونسي حيث تم استغلال ركح هذه الدار لإجراء التمارين بعد الاتفاق مع بلدية تونس باعتبارها المشرفة المباشرة على هذا الفضاء دعما وهيكلة.


محمد ادريس عارض تأسيس المسرح الوطني


وكشف المسرحي المنجي بن إبراهيم –ان محمد ادريس كان اول المعارضين لتأسيس المسرح الوطني بحجة انه سيهيمن وسينهي الحضور الإبداعي للفرق الجهوية المسرحية المحترفة ، وقد سانده في معارضته هذه العديد من المسرحيين ,لكن الأيام اكدت لمحمد ادريس ان المسرح الوطني كان من اكثر الداعمين للمسرح الجهوي من خلال التعاون المشترك على مستوى الإنتاج واستعارة ممثلين من هذه الفرق الجهوية للمشاركة في اعمال انتجها المسرح الوطني على غرار البحري الرحالي وعبد اللطيف بوعلاق من فرقة الكاف الجهوية للمسرح المحترف.
*يصمت المنجي بن إبراهيم لحظات ليواصل بعد خمس سنوات من تأسيس المسرح الوطني تم ابعاد المنصف السويسي وكامل الفريق الذي يعمل معه ليتسلم المهام محمد ادريس الذي كان من اشد المعارضين لتأسيس هذا الهيكل.. انه المنطق الغريب في هذه الحياة ...وكان اول قرار للمدير الجديد حذف كلمة " التونسي" والاقتصار على اسم " المسرح الوطني " ولم يقف الامر عند هذا الحد بل تم الغاء المسابقات الرسمية لأيام  قرطاج  المسرحية، والتي عادت بالوبال على هذه التظاهرة التي فقدت الكثير من اشعاعها على مر الدورات.
وقال المنجي بن إبراهيم
بعد تركيز المسرح الوطني التونسي والانطلاق في انتاج الاعمال، كان التفكير منصبا نحو تأسيس مهرجان مسرحي عربي افريقي له بعد دولي، فكانت فكرة تأسيس " أيام قرطاج المسرحية " وفي الاذهان مرجع هام هو أيام قرطاج السينمائية التي تأسست سنة 1966، وكان نهج الحديبية القريب من دار الثقافة ابن رشيق، من خلال مكاتب خصصت لنا في هذا النهج لإعداد برنامج اول دورة لهذه الأيام.
*ويواصل القول
كنا متحمسين لكسب رهان الدورة الأولى لأيام قرطاج المسرحية التي انتظمت في الفترة من 7 الى 15 نوفمبر1983 ، وكان الحرص شديدا بدرجة أولى على جودة الاعمال، ويحفظ التاريخ للدورة التأسيسية الأولى لأيام قرطاج المسرحية انها مكنت الجمهور العريض الذي تابع الدورة من التعرف على مسرح الكوتيبا المالي الذي صنع الفرجة الاستثنائية في الدورة.
كما مثلت الأيام فرصة للتعرف على مسرح الكونغو والسينغال والكامرون ونيجيريا والنيجر، وفي ذلك تأكيد على التوجه العربي الافريقي للأيام التي انفتحت على عديد التجارب المسرحية العالمية من الاتحاد السوفياتي وفرنسا وإيطاليا ويوغسلافيا سابقا وانقلترا وهولندا وبلجيكا واسبانيا .
ويحفظ التاريخ لأيام قرطاج المسرحية في دورتها الأولى –كما أشار الى ذلك المسرحي المنجي بن إبراهيم – "انه بصفتي مديرا مساعدا للمنصف السويسي مسؤولا عن الشؤون التقنية للفضاءات المسرحية فقد جعلنا ورشة النجارة بالوزارة تحت تصرف الأيام من خلال انجاز الديكورات والمتممات ونستجيب لكل الطلبات التي تحتاجها الفرق المشاركة وبهذه الطريقة ساهمنا في تجهيز بعض الفضاءات المسرحية في العاصمة على غرار ركح قاعة الحمراء والتياترو ومعهد بورقيبة.
وفي حديثه عن الفضاءات التي احتضنت عروض الدورة الأولى لأيام قرطاج المسرحية بين المنجي بن إبراهيم ان الفضاءات هي –المسرح البلدي -دار الثقافة ابن رشيق- دار الثقافة ابن خلدون التي تم تخصيصها للندوات الفكرية ومناقشة العروض-قصر المؤتمرات –قاعة الحمراء-فضاء التيا ترو -معهد بورقيبة كما تمت إقامة سرادق للعروض امام قصر المؤتمرات –المركز الثقافي الجامعي الحسين بوزيان-المركز الثقافي لمدينة تونس " مقر مدينة الثقافة الان"-قاعة علاء الدين.
واذكر هنا ان الأيام أسست فرعا خاصا بمسرح الهواة تحت اشراف لجنة خاصة


مسرحيون عرب في الأيام


عديدة هي الوجوه المسرحية التي حضرت الدورة الأولى للأيام منذ39 سنة بين ضيوف ومكرمين من ضمنهم كما بين ذلك المنجي بن إبراهيم كرم مطاوع وامينة رزق وعبد الرحمان ابوزهرة وسهير البابلي وسهير المرشدي من مصر –اسعد فضة ونضال الأشقر من سوريا- الطيب الصديقي وعبد الكريم بالرشيد من المغرب وعبد القادر علولة ومحمد قطاف واحمد الطيب العلج من الجزائر وإبراهيم جلال وعوني كرومي وقاسم محمد من العراق –" –فؤاد الشطي " الكويت" الى جانب الكثير من الأسماء الفاعلة في المدونة المسرحية العربية والافريقية والتي لا استحضرها والكلام لمحدثنا.