إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد البداية "الهزلية" لبعض المترشحين .. هيئة الانتخابات تتهم.. والبعض يتهمها بـ"الوصاية"

 

تونس-الصباح

عادت هيئة الانتخابات لتدخل بورصة التصريحات المثيرة للجدل وذلك بعد اتهامها "لأطراف" بالتحريض ضد الانتخابات والترويج لفيديوهات وصور لا تتعلق في اغلبها بمرشحين للانتخابات المزمع القيام بها يوم 17 ديسمبر الجاري.

وقد ناصبت الهيئة العداء في مناسبتين خلال الـ24ساعة الماضية لبعض "الأطراف السياسية" متهمة إياها بتنفير عموم الناخبين وترذيل العملية الانتخابية والحيلولة ونجاح الاستحقاق التشريعي القادم.

وإذ يبدو واضحا سعي هيئة فاروق بوعسكر لإنجاح آخر محطة في البرنامج السياسي للرئيس قيس سعيد في إطار ما يعرف بخريطة الطريق فان ذلك لم يمنع شقا من المتابعين باتهام هيئة الانتخابات بأنها أصبحت تمارس الوصاية الكلية على مسار مشكوك فيه أصلا.

موقف أول

اختلفت التعليقات لا بسبب البيان الأخير لهيئة الانتخابات فحسب بل أيضا بسبب التعليق السياسي لرئيس الهيئة فاروق بوعسكر أثناء زيارة عمل له في ولاية بنزرت.

ففي بيان صادر عن الهيئة أول أمس الاثنين قالت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إن مقاطع الفيديو والصور التي يتم تداولها في صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية لا تتعلق في أغلبها بمترشحين لانتخابات أعضاء مجلس نواب الشعب ليوم 17 ديسمبر 2022.

وأوضحت هيئة الانتخابات في بلاغ توضيحي أن مقاطع الفيديو والصور تتنزل في إطار حملة ممنهجة قصد تشويه العملية الانتخابية وترذيلها بهدف التأثير على المشاركة في هذه الانتخابات وفق تقديرها.

موقف ثان

لم تكتف الهيئة بهذا البلاغ حيث وبعد اقل من 24 ساعة خرج رئيس الهيئة فاروق بوعسكر ليتهم أطرافا سياسية دون تسميتها بالتحريض على الانتخابات وضرب سيرورتها.

واقر رئيس الهيئة في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أمس الثلاثاء، خلال زيارة تفقد ومتابعة أداها لمقر الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات ببنزرت “بوجود محاولات كبيرة لترذيل العملية الانتخابية التشريعية تقوم بها عدة أطراف من بينها، أطراف سياسية”.

اعتبر المتحدث أن الهدف من نشر وافتعال صور ومقاطع فيديو مفبركة والتي لا تمت للواقع ولا المترشحين للانتخابات التشريعية بأي صلة، هي أيضا منع الناخب التونسي من التوجه لممارسة حقه وواجبه الانتخابي، واصفا العملية باللاقانونية واللاخلاقية.

وأضاف بوعسكر ان هذه “المحاولات الكثيرة لن تنطلي البتة على الناخب التونسي باعتبار ان جميع المترشحين معروفون لدى الناخبين وقريبون منهم ويمثلون مناطقهم وهم بصدد إجراء حملاتهم الانتخابية دون إشكاليات وبصفة قانونية مؤكدا ان العملية تجري بصفة سلسة."

عدوى المقاطعة

ويبدو موقف بوعسكر استباقيا لمنع انتشار قرار المقاطعة الشعبية للانتخابات في ظل الرفض الحزبي للمشاركة فيها وتحميل من وصفهم بالأطراف السياسية في حال فشلت الانتخابات في استقطاب الجماهير في واقعة شبيهة بتلك التي عاشها استفتاء 25جويلية الماضي.

وتقاطع موقف الهيئة ورئيسها فاروق بوعسكر مع ما جاءت به الندوة الصحفية لحراك 25 جويلية /حركة شباب تونس حيث اقر عضو المكتب السياسي للحراك فتحي الحكيمي، بوجود عملية تشويه للانتخابات عبر بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك من خلال نشر صور ومقاطع فيديو لأشخاص لا وجود لهم في قائمة المترشحين للانتخابات، معتبرا أن هذه العملية "تندرج ضد "عملية ممنهجة لضرب الانتخابات ومسار 25 جويلية ككل".

وأكد الناطق الرسمي باسم الحراك محمود بن مبروك أن مسار 25 جويلية متواصل رغم وجود بعض التعثر قائلا ان الأمل يبقى مرتبطا بانتخاب برلمان يضم كفاءات ستقوم بتصحيح المسار.

داعيا إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات التشريعية المنتظر تنظيمها يوم 17 ديسمبر الجاري وقطع الطرق أمام كل المحاولات لإفشالها وبالتالي إفشال مسار 25 جويلية، منددا بما وصفه بـ"الحملة الممنهجة لترذيل الانتخابات والمرشحين والهيئة العليا المستقلة للانتخابات " .

فبركة...

ولإيضاح حقائق الصور الفيديوهات حول المترشحين للتشريعية 2022 دققت وحدة التحري بموقع تونس تتحرى التابع لنقابة الصحفيين في مجموعة من الصور التي تم نشرها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك على أنها شعارات للمترشحين للانتخابات التشريعية 17 ديسمبر

وقامت وحدة التحري بداية بالنظر في الصورة التي تم نشرها على أساس أنها شعار انتخابي للمترشح هشام السلطاني عن دائرة سيدي حسين بتونس العاصمة والتي كان شعارها "كعبة وصحن ويحيا الوطن" بالعودة إلى الموقع الرسمي للهيئة العليا المستقلة للانتخابات وبالنظر في القائمة النهائية المنشورة للمترشحين للانتخابات التشريعية 2022 بدائرة سيدي حسين تونس 1 لا يوجد اسم هشام السلطاني ويبدو أن هذه الصورة كانت في شكل مزحة بين صديقين غير أنه تم تداولها في إطار الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية 2022.

كما قامت وحدة التحري كذلك برصد صورة أخرى تم تداولها وفيها شعار "بسواعدنا نبني المستقبل "على أساس أنها لمترشحة للانتخابات التشريعية 2022 وتم تفنيدها لاحقا بالإشارة إلى أنها صورة لمترشحة بالانتخابات العراقية.

حقيقة المترشحين

غير أن ذلك لا يمنع من التأكيد على أن الحملة الانتخابية لا تخلو من السذاجة والحمق أحيانا والتفاهة أحيانا أخرى وهو ما دفع بالنائب السابق عن دائرة مندوبة فيصل التبيني للتدوين قائلا" ستبكون على برلمان الغنوشي تذكروا هذه التدوينة جيدا".

فهل ينجح البرلمان القادم في التخلي عن صورة المهرج التي صاحبته خلال الحملة الانتخابية؟

خليل الحناشي

بعد البداية "الهزلية" لبعض المترشحين .. هيئة الانتخابات تتهم.. والبعض يتهمها بـ"الوصاية"

 

تونس-الصباح

عادت هيئة الانتخابات لتدخل بورصة التصريحات المثيرة للجدل وذلك بعد اتهامها "لأطراف" بالتحريض ضد الانتخابات والترويج لفيديوهات وصور لا تتعلق في اغلبها بمرشحين للانتخابات المزمع القيام بها يوم 17 ديسمبر الجاري.

وقد ناصبت الهيئة العداء في مناسبتين خلال الـ24ساعة الماضية لبعض "الأطراف السياسية" متهمة إياها بتنفير عموم الناخبين وترذيل العملية الانتخابية والحيلولة ونجاح الاستحقاق التشريعي القادم.

وإذ يبدو واضحا سعي هيئة فاروق بوعسكر لإنجاح آخر محطة في البرنامج السياسي للرئيس قيس سعيد في إطار ما يعرف بخريطة الطريق فان ذلك لم يمنع شقا من المتابعين باتهام هيئة الانتخابات بأنها أصبحت تمارس الوصاية الكلية على مسار مشكوك فيه أصلا.

موقف أول

اختلفت التعليقات لا بسبب البيان الأخير لهيئة الانتخابات فحسب بل أيضا بسبب التعليق السياسي لرئيس الهيئة فاروق بوعسكر أثناء زيارة عمل له في ولاية بنزرت.

ففي بيان صادر عن الهيئة أول أمس الاثنين قالت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إن مقاطع الفيديو والصور التي يتم تداولها في صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية لا تتعلق في أغلبها بمترشحين لانتخابات أعضاء مجلس نواب الشعب ليوم 17 ديسمبر 2022.

وأوضحت هيئة الانتخابات في بلاغ توضيحي أن مقاطع الفيديو والصور تتنزل في إطار حملة ممنهجة قصد تشويه العملية الانتخابية وترذيلها بهدف التأثير على المشاركة في هذه الانتخابات وفق تقديرها.

موقف ثان

لم تكتف الهيئة بهذا البلاغ حيث وبعد اقل من 24 ساعة خرج رئيس الهيئة فاروق بوعسكر ليتهم أطرافا سياسية دون تسميتها بالتحريض على الانتخابات وضرب سيرورتها.

واقر رئيس الهيئة في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أمس الثلاثاء، خلال زيارة تفقد ومتابعة أداها لمقر الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات ببنزرت “بوجود محاولات كبيرة لترذيل العملية الانتخابية التشريعية تقوم بها عدة أطراف من بينها، أطراف سياسية”.

اعتبر المتحدث أن الهدف من نشر وافتعال صور ومقاطع فيديو مفبركة والتي لا تمت للواقع ولا المترشحين للانتخابات التشريعية بأي صلة، هي أيضا منع الناخب التونسي من التوجه لممارسة حقه وواجبه الانتخابي، واصفا العملية باللاقانونية واللاخلاقية.

وأضاف بوعسكر ان هذه “المحاولات الكثيرة لن تنطلي البتة على الناخب التونسي باعتبار ان جميع المترشحين معروفون لدى الناخبين وقريبون منهم ويمثلون مناطقهم وهم بصدد إجراء حملاتهم الانتخابية دون إشكاليات وبصفة قانونية مؤكدا ان العملية تجري بصفة سلسة."

عدوى المقاطعة

ويبدو موقف بوعسكر استباقيا لمنع انتشار قرار المقاطعة الشعبية للانتخابات في ظل الرفض الحزبي للمشاركة فيها وتحميل من وصفهم بالأطراف السياسية في حال فشلت الانتخابات في استقطاب الجماهير في واقعة شبيهة بتلك التي عاشها استفتاء 25جويلية الماضي.

وتقاطع موقف الهيئة ورئيسها فاروق بوعسكر مع ما جاءت به الندوة الصحفية لحراك 25 جويلية /حركة شباب تونس حيث اقر عضو المكتب السياسي للحراك فتحي الحكيمي، بوجود عملية تشويه للانتخابات عبر بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك من خلال نشر صور ومقاطع فيديو لأشخاص لا وجود لهم في قائمة المترشحين للانتخابات، معتبرا أن هذه العملية "تندرج ضد "عملية ممنهجة لضرب الانتخابات ومسار 25 جويلية ككل".

وأكد الناطق الرسمي باسم الحراك محمود بن مبروك أن مسار 25 جويلية متواصل رغم وجود بعض التعثر قائلا ان الأمل يبقى مرتبطا بانتخاب برلمان يضم كفاءات ستقوم بتصحيح المسار.

داعيا إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات التشريعية المنتظر تنظيمها يوم 17 ديسمبر الجاري وقطع الطرق أمام كل المحاولات لإفشالها وبالتالي إفشال مسار 25 جويلية، منددا بما وصفه بـ"الحملة الممنهجة لترذيل الانتخابات والمرشحين والهيئة العليا المستقلة للانتخابات " .

فبركة...

ولإيضاح حقائق الصور الفيديوهات حول المترشحين للتشريعية 2022 دققت وحدة التحري بموقع تونس تتحرى التابع لنقابة الصحفيين في مجموعة من الصور التي تم نشرها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك على أنها شعارات للمترشحين للانتخابات التشريعية 17 ديسمبر

وقامت وحدة التحري بداية بالنظر في الصورة التي تم نشرها على أساس أنها شعار انتخابي للمترشح هشام السلطاني عن دائرة سيدي حسين بتونس العاصمة والتي كان شعارها "كعبة وصحن ويحيا الوطن" بالعودة إلى الموقع الرسمي للهيئة العليا المستقلة للانتخابات وبالنظر في القائمة النهائية المنشورة للمترشحين للانتخابات التشريعية 2022 بدائرة سيدي حسين تونس 1 لا يوجد اسم هشام السلطاني ويبدو أن هذه الصورة كانت في شكل مزحة بين صديقين غير أنه تم تداولها في إطار الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية 2022.

كما قامت وحدة التحري كذلك برصد صورة أخرى تم تداولها وفيها شعار "بسواعدنا نبني المستقبل "على أساس أنها لمترشحة للانتخابات التشريعية 2022 وتم تفنيدها لاحقا بالإشارة إلى أنها صورة لمترشحة بالانتخابات العراقية.

حقيقة المترشحين

غير أن ذلك لا يمنع من التأكيد على أن الحملة الانتخابية لا تخلو من السذاجة والحمق أحيانا والتفاهة أحيانا أخرى وهو ما دفع بالنائب السابق عن دائرة مندوبة فيصل التبيني للتدوين قائلا" ستبكون على برلمان الغنوشي تذكروا هذه التدوينة جيدا".

فهل ينجح البرلمان القادم في التخلي عن صورة المهرج التي صاحبته خلال الحملة الانتخابية؟

خليل الحناشي