يٌعاني التلاميذ اليوم ضعفا فادحا في اللغات (سواء كانت اللغة الأم العربية أو بقية اللغات الأجنبية الفرنسية والانقليزية). ضعف تطور وبلغ مرحلة الداء الذي بات يصعب استئصاله في الوقت الذي تعتبر فيه اللغات وخاصة الانقليزية بوابة جوهرية لولوج سوق الشغل لاحقا.. فمن المسؤول عن هذا الخلل هل هو التلميذ الذي يرفض التعاطي والاهتمام باللغات مثل بقية المواد الرئيسية أم أنه ضحية بعض المكونين الذين يفتقدون بدورهم الى التكوين اللازم؟
في هذا الخصوص أصبح اليوم التلميذ (مستوى باكالوريا أو حتى مستوى جامعي) عاجزا عن كتابة سيرة ذاتية باللغة الفرنسية أو الانقليزية كما أصبح عاجزا حتى عن تحرير مطلب عمل باللغتين سالفتي الذكر دون أن يكون هذا الأخير لا تشوبه أخطاء.. في حين يقف شق من التلاميذ عاجزا عن فك شيفرات مسألة حسابية باللغة الفرنسية (الأمر الذي يفسر وفقا للمختصين هجران غالبية التلاميذ للشعب العلمية) ليحصد بذلك التلاميذ آلاف الأصفار المسندة في اللغتين الانقليزية والفرنسية مع كل تقييم وطني.
الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ تطرقت مؤخرا الى هذه المعضلة من خلال بيان أشارت فيه إلى أنه وتبعا لما تم الإعلان عنه مؤخرا من طرف وزارة التربية بخصوص انطلاق ورشات العمل الخاصة بتطوير البرامج الرسمية والكتب المدرسية بالمرحلتين الإعدادية والثانوية فإن الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ تتساءل عن الموقع المستقبلي للّغات في المدرسة التونسية.
فمن وجهة نظر الجمعية فإن ارتفاع عدد المنقطعين عن الدّراسة ليتجاوز معدل مائة ألف تلميذ سنويا وضعف نسب النجاح في الامتحانات الوطنية وهجرة المترشحين للشّعب العلمية وخاصة شُعبة الرياضيات يعود بالأساس إلى ضعف قدرة التلاميذ على القراءة والكتابة والحساب بكلّ اللّغات وخاصة اللغة الفرنسية عندما يتعلق الأمر بالشّعب العلمية متسائلة في الإطار نفسه عن سبب تأخر المجلس الأعلى للتربية والذي تمت دسترته منذ استفتاء جويلية 2022 ..
في هذا السياق يشير رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزهروني في تصريح أمس لـ"الصباح" أن الإشكالية أو الخلل يكمن أساسا في التركيز على تمكن المتعلم منذ الصغر من القراءة والكتابة والفهم والحساب ليتعامل بذلك التلميذ مع كم هائل من المعلومات دون منحه ما يجب من الزمن المدرسي لتقوية قدرات المتعلم. واعتبر محدثنا أن ظاهرة الانقطاع المبكر وهجرة الشعب العلمية كالرياضيات سببه ضعف القدرة بعد المرحلة الابتدائية على فهم مختلف المهارات العلمية باللغة الفرنسية خلال المرحلة الثانوية. كما أولاد الزهروني انه من الضروري التعامل مع مسالة اللغات بموضوعية دون اعتبارات عاطفية أو سياسية أو إيديولوجية موضحا في هذا الاتجاه أن الطرح الذي يدعو الى اعتماد اللغة الانقليزية كلغة أساسية عوضا عن الفرنسية لا يستقيم مشددا على ضرورة أن يكون التعامل مع مسالة اللغات من منطلق بيداغوجي علمي بالأساس يراعي مصلحة التلميذ.
من جانب آخر يرى كثير من المتابعين للشأن المدرسي أن مسالة اللغات هي مسالة متشعّبة حيث لا يمكن توجيه أصابع الاتهام في تدهورها وتراجعها الى طرف بعينيه، فالتلميذ لا يتحمل وحده هذا التقهقر على اعتبار أن الإطار التربوي يتحمل هو الآخر جزءا من المسؤولية بما أن المنظومة التربوية تعاني من أزمة مكونين ..
هذا الإشكال تعترف به وزارة التربية نفسها مؤكدة أنها تعمل على تكثيف دورات تكوينية للمكونين –بحسب ما أكده في تصريح سابق لـ"الصباح" مدير البرامج في وزارة التربية- (الأمر الذي تنفيه بشدة نقابات التربية) داعية في هذا الصدد الإطارات التربوية الى تطوير ذاتهم وقدراتهم بعيدا عن البرامج التكوينية التي توفرها وزارة التربية...
تفاعلا مع هذا الطرح يٌقرّ البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ"الصباح" بان الوزارة تعاني فعلا من أزمة مكونين في اللغات موضحا في هذا الخصوص ان المدرسة وخلال السبعينات والثمانيات كانت توفر جيلا من المربين تفتقده وللأسف المدرسة العمومية في الوقت الراهن موضحا في هذا الإطار أن عودة مدرسة ترشيح المعلمين من شانها ان تعيد مجددا هيبة القطاع العمومي لا سيما هيبة المربي خاصة وان اليوم كل من هب ودب بإمكانه أن يصبح معلما على حد تشخيصه..
في المقابل تعتبر الأستاذة في مادة الانقليزية حياة العبيدي في تصريح لـ"الصباح" أن هنالك فئة تعتبرها "ضئيلة" من المربين غير متمكنين من اللغة التي يدرسونها مشيرة الى أن هذا الإشكال يطرح حتى على مستوى اللغة العربية لكن لا يتعين من وجهة نظرها تحميل المسؤولية الى المربين في ظل وجود استهتار كبير من قبل التلاميذ باللغات موضحة في هذا الصدد ان التلميذ اليوم مستوى باكالوريا يعكف على تكثيف المراجعة في المواد العلمية طارحا اللغتين الفرنسية والانقليزية من دائرة اهتماماته.
من جهة أخرى وبعيدا عن مسالة اللغات جدير بالذكر ان عددا من المختصين في الشأن التربوي قد اجمعوا أمس على أن المدرسة التونسية فقدت الجاذبية وأضحت في قطيعة تامة مع المستجدات التكنولوجية الحديثة فضلا عن عوامل أخرى جعلت من التلميذ الحلقة الأضعف في المنظومة التربوية على غرار تعكر المناخ الاجتماعي وكثرة الإضرابات على مر السنوات الأخيرة وجائحة كورونا التي راكمت الأزمة.
وفي هذا الصدد بيّن رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم سليم قاسم في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن التلميذ اليوم ليس بمنأى عما يعيشه المواطن التونسي في البلاد من ضبابية في المشهد العام والضغوطات اليومية التي تؤثر عليه سلبا، معتبرا أن التلميذ لم يتحصن بكفايات تعليمية لبناء حاضره وغده.
وأضاف أن تعكر المناخ الاجتماعي والإضرابات المفتوحة لعدد من الإطارات التربوية على مر السنوات الأخيرة أثّر على مردود التلميذ وأنتج أزمة في المنظومة التربوية راح ضحيتها التلميذ وراكمت جائحة كورونا هذه الأزمة وتسببت في إنتاج تلاميذ بكفايات تلمذية غير قادرة على استيعاب الواقع وعلى مجاراة متطلبات العملية التعليمية واكتساب المهارات حسب تقديره.
واعتبر سليم قاسم أن التلميذ يتأثر بمحيطه ما لم يتم تهيئته وإعداده كما ينبغي من خلال برامج تعليمية ملائمة وحياة مدرسية نشيطة داعيا في هذا الصدد الى ضرورة إعادة بناء حوكمة المنظومة التربوية اعتمادا على مبدأ الشفافية والتشاركية والتخلي عن تصريف الأعمال لبناء منظومة قائمة على المعايير والمؤشرات تكون على ذمة الثالوث التربوي (التلميذ والإطار التربوي وإدارة المدرسة) وترميم "الخراب" الذي أنتجه تعكر المناخ الاجتماعي حسب تقديره.
من جهتها اعتبرت رئيسة الجمعية التونسية لتكنولوجيا التربية الحديثة ياسمين الصكلي أن تقنيات العمل التعليمية تعيق التلميذ في أن يكون حلقة فاعلة في العملية التربوية مبرزة في هذا الخصوص أن تقنيات العمل المعتمدة تعتبر تقليدية وترسخ الهوة بين التكنولوجيات الحديثة واستخدامها في العملية التربوية وهو ما يدخل حسب تقديرها الملل في عملية تلقي البرامج التعليمية ومنهجية تقديمها للتلميذ، ولفتت من جهة أخرى الى استشراء ظاهرة صعوبات التعلم لدى شريحة واسعة من التلاميذ والتي من شأنها أن تعيقهم في سنوات متقدمة على النجاح والاستمرار في الدراسة إضافة الى أن العديد من الأولياء لا يتفطنون الى مثل هذه الصعوبات في مراحلها الأولى الى جانب ما شهده نمط الحياة من تغيرات أفقدت العائلة البعض من وظائفها التي أوكلتها الى الحضانات المدرسية.
منال حرزي
تونس-الصباح
يٌعاني التلاميذ اليوم ضعفا فادحا في اللغات (سواء كانت اللغة الأم العربية أو بقية اللغات الأجنبية الفرنسية والانقليزية). ضعف تطور وبلغ مرحلة الداء الذي بات يصعب استئصاله في الوقت الذي تعتبر فيه اللغات وخاصة الانقليزية بوابة جوهرية لولوج سوق الشغل لاحقا.. فمن المسؤول عن هذا الخلل هل هو التلميذ الذي يرفض التعاطي والاهتمام باللغات مثل بقية المواد الرئيسية أم أنه ضحية بعض المكونين الذين يفتقدون بدورهم الى التكوين اللازم؟
في هذا الخصوص أصبح اليوم التلميذ (مستوى باكالوريا أو حتى مستوى جامعي) عاجزا عن كتابة سيرة ذاتية باللغة الفرنسية أو الانقليزية كما أصبح عاجزا حتى عن تحرير مطلب عمل باللغتين سالفتي الذكر دون أن يكون هذا الأخير لا تشوبه أخطاء.. في حين يقف شق من التلاميذ عاجزا عن فك شيفرات مسألة حسابية باللغة الفرنسية (الأمر الذي يفسر وفقا للمختصين هجران غالبية التلاميذ للشعب العلمية) ليحصد بذلك التلاميذ آلاف الأصفار المسندة في اللغتين الانقليزية والفرنسية مع كل تقييم وطني.
الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ تطرقت مؤخرا الى هذه المعضلة من خلال بيان أشارت فيه إلى أنه وتبعا لما تم الإعلان عنه مؤخرا من طرف وزارة التربية بخصوص انطلاق ورشات العمل الخاصة بتطوير البرامج الرسمية والكتب المدرسية بالمرحلتين الإعدادية والثانوية فإن الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ تتساءل عن الموقع المستقبلي للّغات في المدرسة التونسية.
فمن وجهة نظر الجمعية فإن ارتفاع عدد المنقطعين عن الدّراسة ليتجاوز معدل مائة ألف تلميذ سنويا وضعف نسب النجاح في الامتحانات الوطنية وهجرة المترشحين للشّعب العلمية وخاصة شُعبة الرياضيات يعود بالأساس إلى ضعف قدرة التلاميذ على القراءة والكتابة والحساب بكلّ اللّغات وخاصة اللغة الفرنسية عندما يتعلق الأمر بالشّعب العلمية متسائلة في الإطار نفسه عن سبب تأخر المجلس الأعلى للتربية والذي تمت دسترته منذ استفتاء جويلية 2022 ..
في هذا السياق يشير رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزهروني في تصريح أمس لـ"الصباح" أن الإشكالية أو الخلل يكمن أساسا في التركيز على تمكن المتعلم منذ الصغر من القراءة والكتابة والفهم والحساب ليتعامل بذلك التلميذ مع كم هائل من المعلومات دون منحه ما يجب من الزمن المدرسي لتقوية قدرات المتعلم. واعتبر محدثنا أن ظاهرة الانقطاع المبكر وهجرة الشعب العلمية كالرياضيات سببه ضعف القدرة بعد المرحلة الابتدائية على فهم مختلف المهارات العلمية باللغة الفرنسية خلال المرحلة الثانوية. كما أولاد الزهروني انه من الضروري التعامل مع مسالة اللغات بموضوعية دون اعتبارات عاطفية أو سياسية أو إيديولوجية موضحا في هذا الاتجاه أن الطرح الذي يدعو الى اعتماد اللغة الانقليزية كلغة أساسية عوضا عن الفرنسية لا يستقيم مشددا على ضرورة أن يكون التعامل مع مسالة اللغات من منطلق بيداغوجي علمي بالأساس يراعي مصلحة التلميذ.
من جانب آخر يرى كثير من المتابعين للشأن المدرسي أن مسالة اللغات هي مسالة متشعّبة حيث لا يمكن توجيه أصابع الاتهام في تدهورها وتراجعها الى طرف بعينيه، فالتلميذ لا يتحمل وحده هذا التقهقر على اعتبار أن الإطار التربوي يتحمل هو الآخر جزءا من المسؤولية بما أن المنظومة التربوية تعاني من أزمة مكونين ..
هذا الإشكال تعترف به وزارة التربية نفسها مؤكدة أنها تعمل على تكثيف دورات تكوينية للمكونين –بحسب ما أكده في تصريح سابق لـ"الصباح" مدير البرامج في وزارة التربية- (الأمر الذي تنفيه بشدة نقابات التربية) داعية في هذا الصدد الإطارات التربوية الى تطوير ذاتهم وقدراتهم بعيدا عن البرامج التكوينية التي توفرها وزارة التربية...
تفاعلا مع هذا الطرح يٌقرّ البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ"الصباح" بان الوزارة تعاني فعلا من أزمة مكونين في اللغات موضحا في هذا الخصوص ان المدرسة وخلال السبعينات والثمانيات كانت توفر جيلا من المربين تفتقده وللأسف المدرسة العمومية في الوقت الراهن موضحا في هذا الإطار أن عودة مدرسة ترشيح المعلمين من شانها ان تعيد مجددا هيبة القطاع العمومي لا سيما هيبة المربي خاصة وان اليوم كل من هب ودب بإمكانه أن يصبح معلما على حد تشخيصه..
في المقابل تعتبر الأستاذة في مادة الانقليزية حياة العبيدي في تصريح لـ"الصباح" أن هنالك فئة تعتبرها "ضئيلة" من المربين غير متمكنين من اللغة التي يدرسونها مشيرة الى أن هذا الإشكال يطرح حتى على مستوى اللغة العربية لكن لا يتعين من وجهة نظرها تحميل المسؤولية الى المربين في ظل وجود استهتار كبير من قبل التلاميذ باللغات موضحة في هذا الصدد ان التلميذ اليوم مستوى باكالوريا يعكف على تكثيف المراجعة في المواد العلمية طارحا اللغتين الفرنسية والانقليزية من دائرة اهتماماته.
من جهة أخرى وبعيدا عن مسالة اللغات جدير بالذكر ان عددا من المختصين في الشأن التربوي قد اجمعوا أمس على أن المدرسة التونسية فقدت الجاذبية وأضحت في قطيعة تامة مع المستجدات التكنولوجية الحديثة فضلا عن عوامل أخرى جعلت من التلميذ الحلقة الأضعف في المنظومة التربوية على غرار تعكر المناخ الاجتماعي وكثرة الإضرابات على مر السنوات الأخيرة وجائحة كورونا التي راكمت الأزمة.
وفي هذا الصدد بيّن رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم سليم قاسم في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن التلميذ اليوم ليس بمنأى عما يعيشه المواطن التونسي في البلاد من ضبابية في المشهد العام والضغوطات اليومية التي تؤثر عليه سلبا، معتبرا أن التلميذ لم يتحصن بكفايات تعليمية لبناء حاضره وغده.
وأضاف أن تعكر المناخ الاجتماعي والإضرابات المفتوحة لعدد من الإطارات التربوية على مر السنوات الأخيرة أثّر على مردود التلميذ وأنتج أزمة في المنظومة التربوية راح ضحيتها التلميذ وراكمت جائحة كورونا هذه الأزمة وتسببت في إنتاج تلاميذ بكفايات تلمذية غير قادرة على استيعاب الواقع وعلى مجاراة متطلبات العملية التعليمية واكتساب المهارات حسب تقديره.
واعتبر سليم قاسم أن التلميذ يتأثر بمحيطه ما لم يتم تهيئته وإعداده كما ينبغي من خلال برامج تعليمية ملائمة وحياة مدرسية نشيطة داعيا في هذا الصدد الى ضرورة إعادة بناء حوكمة المنظومة التربوية اعتمادا على مبدأ الشفافية والتشاركية والتخلي عن تصريف الأعمال لبناء منظومة قائمة على المعايير والمؤشرات تكون على ذمة الثالوث التربوي (التلميذ والإطار التربوي وإدارة المدرسة) وترميم "الخراب" الذي أنتجه تعكر المناخ الاجتماعي حسب تقديره.
من جهتها اعتبرت رئيسة الجمعية التونسية لتكنولوجيا التربية الحديثة ياسمين الصكلي أن تقنيات العمل التعليمية تعيق التلميذ في أن يكون حلقة فاعلة في العملية التربوية مبرزة في هذا الخصوص أن تقنيات العمل المعتمدة تعتبر تقليدية وترسخ الهوة بين التكنولوجيات الحديثة واستخدامها في العملية التربوية وهو ما يدخل حسب تقديرها الملل في عملية تلقي البرامج التعليمية ومنهجية تقديمها للتلميذ، ولفتت من جهة أخرى الى استشراء ظاهرة صعوبات التعلم لدى شريحة واسعة من التلاميذ والتي من شأنها أن تعيقهم في سنوات متقدمة على النجاح والاستمرار في الدراسة إضافة الى أن العديد من الأولياء لا يتفطنون الى مثل هذه الصعوبات في مراحلها الأولى الى جانب ما شهده نمط الحياة من تغيرات أفقدت العائلة البعض من وظائفها التي أوكلتها الى الحضانات المدرسية.