*حبّ الشّعب مسؤولية جسيمة كان الزعيم حشاد على قدرها ويجب ألاّ تُلقى على من يأبى حملها
في غرّة ماي 1951 خاطب الزّعيم حشّاد العمّال بكلّ روح وطنيّة قائلا: "سنعمل دائما في الحقل القوميّ الوطنيّ إذ نحن من الشّعب وإليه وأنّ الشعب وحده لا يتجزأ، وسنعمل دائما بعزيمة لنيل حقوقنا ولتحقيق حياة الكرامة والشّرف. إنّنا نعاهد الشّهداء على مواصلة الكفاح لتحقيق الرّغائب القوميّة ولتحيا تونس عزيزة مكرّمة".
واليوم في الذكرى السّبعين لاغتيال الشّهيد فرحات حشّاد، أسمعه يصرخ عاليا في مثواه قائلا: "أنا براء منهم. إنّهم يتكلّمون باسمي ويلبسون جلبابي. أتقيّأ أحزاني. دموعي أكبر من مساحة أجفاني. أنا مشمئزّ من ممارساتهم ǃ".
الأمور لا تستقيم عند كلّ وطنيّ غيور على بلده. فكيف بالإمكان تصديق الخطب في المنابر صباحا مساء ممن يتاجرون بالدّفاع عن الوطن باسم بناة الحركة النقابية؟ إنّنا لا نراهم غير مستغلّين لذكرى كلّ شهيد من شهداء الحركة النّقابية ومن دافعوا عن البلاد والمسار النّضالي الحقيقيّ سواء زمن الاستعمار المباشر أو بعده.
إنّ زعماء الاتحاد ومن التّفوا حولهم من كلّ القطاعات من كلّ حدب وصوب قد آلوا على أنفسهم خدمة البلاد والمواطنين ونصرة المظلومين في الدّاخل والخارج بتبنّي قضايا التّحرّر الوطني والانعتاق الاجتماعي واعتبار القضيّة الفلسطينية قضيّتهم الأم وأنّه لا اعتراف ولا تفاوض ولا صلح مع الكيان الصّهيوني. وإنّ الذين انخرطوا في العمل النّقابي منذ ولادته قد آلوا على أنفسهم تقديم دمائهم وأموالهم وحياتهم إن شاء القدر. ولم يدر بخلد هؤلاء أبدا أنّ الانضمام إلى المنظمة العمّاليّة الوطنية العتيدة سيوفّر لهم الغنائم والمناصب لهم ولأبنائهم وذويهم وكلّ من له صلة أو قرابة دموية أو جهوية أو فئويّة بهم.
في الذّكرى السّبعين لاغتيال الزّعيم الخالد الذّكر حشاد مازال التونسيّات والتونسيّون على العهد. ولكن لا بدّ لكّل تونسيّة وتونسيّ لا سّيما النّقابيّين منهم والنّقابيات أن يدركوا كنه ما نطق به حشّاد العظيم "أحبّك يا شعب" وأن يعوا أنّ هذا القول لم يأت من فراغ أو أنّه ألقي على الجماهير على سبيل الصدفة أو لدغدغة مشاعرهم ليذهب بعد ذلك سدى. إنّه ميثاق غليظ وأمانة لا يتحملها إلاّ الشّرفاء البعيدون عن النّرجسيّة وحبّ الظهور.
يقولون ما لا يفعلون. يراوغون ويعطون شعبهم حلاوة من طيب لسانهم ويدّعون أنّهم يدافعون عن حقوقه وكرامته واستقلاليّة قراره. لكنّهم من حلاوة الرضاع وما يدرّ عليهم من نعيم شامل لا يطيقون مرّ الفطام. إنّ الإصرار على البقاء في الكرسيّ يعرّي المستور ويفضح الّنفاق ويكشف الزبونيّة ويجعل صاحبه يكشّر عن أنيابه ويستعمل الوعد والوعيد ومشتقاتهما إن لزم الأمر.
لا ندّعي أنّنا في منزلة من يُعطي الدروس والمواعظ لغيره. ولكنّ حبّ الشّعب مسؤولية جسيمة كان الزعيم حشاد على قدرها ويجب ألاّ تُلقى على من يأبى حملها. وممّا قيل في المرحوم حشّاد من أبيات ضاع عنّي قائلها ولكنّي حفظتها عن ظهر قلب منذ كنت صبيًّا:
" أبى الخلد إلاّ أن تروم وتسلك
طريق الورى شتّى ونهجك أمثل
أحشاد وارتك التّرابَ عزيمة
من الحقّ صيغت لا تُفلّ ولا تُخذل
فأرداك إيفاء بعهدك للحمى
فضاق بك المستعمرون فجندلوا"
• أستاذ متقاعد
بقلم: مصدّق الشّريف(*)
*حبّ الشّعب مسؤولية جسيمة كان الزعيم حشاد على قدرها ويجب ألاّ تُلقى على من يأبى حملها
في غرّة ماي 1951 خاطب الزّعيم حشّاد العمّال بكلّ روح وطنيّة قائلا: "سنعمل دائما في الحقل القوميّ الوطنيّ إذ نحن من الشّعب وإليه وأنّ الشعب وحده لا يتجزأ، وسنعمل دائما بعزيمة لنيل حقوقنا ولتحقيق حياة الكرامة والشّرف. إنّنا نعاهد الشّهداء على مواصلة الكفاح لتحقيق الرّغائب القوميّة ولتحيا تونس عزيزة مكرّمة".
واليوم في الذكرى السّبعين لاغتيال الشّهيد فرحات حشّاد، أسمعه يصرخ عاليا في مثواه قائلا: "أنا براء منهم. إنّهم يتكلّمون باسمي ويلبسون جلبابي. أتقيّأ أحزاني. دموعي أكبر من مساحة أجفاني. أنا مشمئزّ من ممارساتهم ǃ".
الأمور لا تستقيم عند كلّ وطنيّ غيور على بلده. فكيف بالإمكان تصديق الخطب في المنابر صباحا مساء ممن يتاجرون بالدّفاع عن الوطن باسم بناة الحركة النقابية؟ إنّنا لا نراهم غير مستغلّين لذكرى كلّ شهيد من شهداء الحركة النّقابية ومن دافعوا عن البلاد والمسار النّضالي الحقيقيّ سواء زمن الاستعمار المباشر أو بعده.
إنّ زعماء الاتحاد ومن التّفوا حولهم من كلّ القطاعات من كلّ حدب وصوب قد آلوا على أنفسهم خدمة البلاد والمواطنين ونصرة المظلومين في الدّاخل والخارج بتبنّي قضايا التّحرّر الوطني والانعتاق الاجتماعي واعتبار القضيّة الفلسطينية قضيّتهم الأم وأنّه لا اعتراف ولا تفاوض ولا صلح مع الكيان الصّهيوني. وإنّ الذين انخرطوا في العمل النّقابي منذ ولادته قد آلوا على أنفسهم تقديم دمائهم وأموالهم وحياتهم إن شاء القدر. ولم يدر بخلد هؤلاء أبدا أنّ الانضمام إلى المنظمة العمّاليّة الوطنية العتيدة سيوفّر لهم الغنائم والمناصب لهم ولأبنائهم وذويهم وكلّ من له صلة أو قرابة دموية أو جهوية أو فئويّة بهم.
في الذّكرى السّبعين لاغتيال الزّعيم الخالد الذّكر حشاد مازال التونسيّات والتونسيّون على العهد. ولكن لا بدّ لكّل تونسيّة وتونسيّ لا سّيما النّقابيّين منهم والنّقابيات أن يدركوا كنه ما نطق به حشّاد العظيم "أحبّك يا شعب" وأن يعوا أنّ هذا القول لم يأت من فراغ أو أنّه ألقي على الجماهير على سبيل الصدفة أو لدغدغة مشاعرهم ليذهب بعد ذلك سدى. إنّه ميثاق غليظ وأمانة لا يتحملها إلاّ الشّرفاء البعيدون عن النّرجسيّة وحبّ الظهور.
يقولون ما لا يفعلون. يراوغون ويعطون شعبهم حلاوة من طيب لسانهم ويدّعون أنّهم يدافعون عن حقوقه وكرامته واستقلاليّة قراره. لكنّهم من حلاوة الرضاع وما يدرّ عليهم من نعيم شامل لا يطيقون مرّ الفطام. إنّ الإصرار على البقاء في الكرسيّ يعرّي المستور ويفضح الّنفاق ويكشف الزبونيّة ويجعل صاحبه يكشّر عن أنيابه ويستعمل الوعد والوعيد ومشتقاتهما إن لزم الأمر.
لا ندّعي أنّنا في منزلة من يُعطي الدروس والمواعظ لغيره. ولكنّ حبّ الشّعب مسؤولية جسيمة كان الزعيم حشاد على قدرها ويجب ألاّ تُلقى على من يأبى حملها. وممّا قيل في المرحوم حشّاد من أبيات ضاع عنّي قائلها ولكنّي حفظتها عن ظهر قلب منذ كنت صبيًّا: