* ترددت قصائده بأصوات الآلاف من عشاق أدبه وصدحت بأشعاره حناجر أشهر الفنانين
*نزار شقرون :"ما إن تقترب منه حتى يتلبّس بك اليمن وما من فنان أو شاعر جالَسه إلا وكتب نصّا عن اليمن"
تونس - الصباح
توفي رائد القصيدة اليمنية المعاصرة شاعرالتفعيلة الكاتب والناقد اليمني الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح، الإثنين28 نوفمبر 2022، في صنعاء عن عمر ناهز 85 عاما وذلك بعد صراع مع المرض واليأس والاحباط . وقد عاش حياة حافلة بالكفاح والبذل والعطاء والإنتاج الفكري والأدب الغزير وتجربة ثرية متعددة الوجوه مما عسر الامساك بإطرافها على كل دارسيه.
والشاعر والناقد عبد العزيز المقالح هو أحد رواد الحداثة الشعرية العربية في العصر الحديث، أصدر عشرات الدواوين الشعرية والكتب والمؤلفات الأدبية والنقدية التي ترجم معظمها إلى لغات عالمية عدة، وقد تم تناول تجربته الأدبية التي امتدت على ما يقارب خمسة عقود من الزمن عشرات البحوث والدراسات والأطروحات في عدد من الجامعات العربية والأجنبية، حيث انه اصدر في بداياته ديوانه الاول وكان بعنوان "لابد من صنعاء"( منذ 50 سنة ) وكان ديوانه الأخير بعنوان "يوتوبيا، وقصائد للشمس والقمر" . عرف هذا الشاعر -وقد ذاع صيته مشرقا ومغربا-بعشقه وشغفه ببلده اليمن وبحضارتها وأهلها وبأنه مسكون بهاجس الخوف عليها من الخونة والمعتدين وانه يعيش ما يكتبه ولا يتخيله او ينتحله او يقتبسه بل كان يكتب حياته اليومية التي كانت الوجه الآخر لكل لقصائده وكتاباته منذ بدا يكتب وصولا الى القصيدة التي نعى فيها نفسه وهو الذي، تعذب بما آلت اليه الاوضاع في بلده دون ان يجافي يوما قيم الحب والتسامح والسمو.
أنا هالكٌ حتماً //فما الداعي إلى تأجيل//موتي
قال عبد العزيز المقالح :"دَثريني// وشدي على كفني// واكتبي فوق قبري// هنا واحدٌ مِن ضحايا الحروب التي عافها// ثم قال لقادتها قبل أن يبدؤوها// الحروبُ إذا دَخَلت قرية//أَكَلَتْ أهلَها الطيبين// ولم تُبْقِ مِن حَجرٍ واقفٍ// أو شَجرْ//".ورحل يائسا من الدنيا بعد ان نعى نفسه بقصيدة مؤثرة جدا جاءت تحت عنوان " اعلنت اليأس " قال فيها :" أنا هالكٌ حتماً //فما الداعي إلى تأجيل//موتي//جسدي يشيخُ//ومثله لغتي وصوتي ذهبَ الذين أحبهم//وفقدتُ أسئلتي//ووقتي//أنا سائرٌ وسط القبورِ//أفرُّ من صمتي لصمتي.
*** أبكي//فتضحكُ من بكائي//دورُ العبادةِ والملاهي//وأمّدُ كفي للسماء//تقولُ:- رفقاً يا إلهي//الخلقُ – كل الخلق-//من بشرٍ، ومن طيـرٍ//ومن شجرٍ//تكاثر حزنْهم واليأسُ يأخذهم – صباحَ مساءَ–//من آهٍ ..لآه. * * * حاولتُ ألاَّ أرتدي//يأسي//وأبدوا مطمئناً//بين أعدائي وصحبي//لكنني لما رحلتُ إلى دواخلهم//عرفتُ بأنهم مثلي//وأن اليأس ينهشُ//كل قلبِ//.أعلنتُ يأسي للجميع وقلتُ إني لن اخبـي.// * * * هذا زمان للتعاسة ِ//والكآبةْ//.لم يترك الشيطانُ فيهِ//مساحةً للضوء//أو وقتاً لتذكار المحبةِ//والصبابةْ// .أيامهُ مغبرّةُ//وسماؤُه مغبرّةُ//ورياحه السوداء تعصف بالرؤ وس العاليات//وتزدري التاريخ//تهزا بالكتابةْ. * * * أنا ليس لي وطنٌ//أفاخر باسمهِ//وأقول حين أراه:فليحيا الوطنْ.//
وطني هو الكلماتُ//والذكرى//وبعضٌ من مرارات الشجنْ//باعوه للمستثمرين وللصوص وللحروبِ//ومشت على أشلائهِ//زمرُ المناصب والمذاهب//والفتن. * * * صنعاء...//يا بيتاً قديماً//ساكناً في الروح//يا تاريخنا المجروح//والمرسوم في وجه النوافذ//والحجارة//أخشى عليك من القريب//ودونما سببٍ//أخاف عليك منكِ// ومن صراعات الإمارةْ."وبرحيله فقدت الساحة الثقافية العربية علما بارزا من اعلامها وقامة شعرية ونقدية مهمة ..
ورث حب اليمن والروح الثورية من والده
ولد فقيد الساحة الثقافية العربية سنة 1937وكان والده صالح المقالح في طليعة ثوار ثورة عام 1948 في اليمن فنهل منه تلك الروح الثورية، التي ظلّت متوثبة في صدره حتى فارق الحياة .وكان قد تتلمذ على مجموعة من العلماء والأدباء في مدينة صنعاء وتخرج من دار المعلمين عام 1960، وواصل تحصيله العلمي حتى حصل على الشهادة الجامعية عام 1970، وفي عام 1973 حصل على درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب جامعة عين شمس المصرية ثم درجة الدكتوراه عام 1977 من نفس الجامعة، وترقى إلى الأستاذية عام 1987.
شغل عبد العزيز المقالح عديد المناصب الحكومية والإدارية ،وبينها رئيس جامعة صنعاء، أكبر جامعات اليمن، وعمل أستاذا للأدب والنقد الحديث في كلية الآداب - جامعة صنعاء. ورئيس المركز الدراسات والبحوث اليمني.وعضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وعضوا مؤسسا للأكاديمية الدولية للشعر في إيطاليا. وعضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق .وعضوالمجلس أمناء
صداقات..تكريمات ..حظوة في الدول العربية ومن بينها تونس
عاش عبدالعزيز المقالح عاشقا، حالما، مقيما، سجينا، راحلا ومنفيا بين الوطن والقصيدة.أصدر ما يعادل ثلاثة وعشرين ديوانا من الشعر، ونحو ثلاثة وثلاثين كتابا في النقد الأدبي، ومئات الدراسات والأبحاث والمقالات. وترك بها أثرا في وجدان أجيال من الشعراء والأدباء والكتاب والمثقفين في بلاده والعالم العربي، وترددت قصائده بأصوات الآلاف من تلامذته وعشاق أدبه. وصدحت بأشعاره حناجر أشهر الفنانين خصوصا في اليمن ودول الخليج العربي.عرف الراحل بدوره التجديدي في القصيدة اليمنية ، ثم بدوره كأحد رواد الحداثة العربية. وكان بين الكبار أمثال عبدالوهاب البياتي وسعدي يوسف وأدونيس وصلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطي حجازي وغيرهم.وهو الذي كثيرا ما كان يردد : "الشعر هو البقية الباقية التي تحفظ لأرواحنا شفافيتها ورؤيتها الصحيحة".
زار الفقيد كل البلدان العربية ومن بينها تونس التي عقد فيها الكثير من الصداقات مع الكتاب والشعراء والمثقفين بصفة عامة وله فيها عشاق وقراء اوفياء وقد كرّم على مدى مسيرته في العديد من البلدان العربية ومن بينها تونس وكان آخر تكريم عربي له في بداية نوفمبر 2022 في مكتبة قطر الوطنية في الأمسية التكريمية التي استضافتها الدوحة.. هناك حاضر الشاعر والناقد التونسي نزار شقرون وأشار إلى هذا الحضور الذي حوّل المقالح إلى شخصية ثقافية تخطر في البال كلّما ذُكر اليمن. وقال:" ...ما إن تقترب منه حتى يتلبّس بك اليمن، ما من فنان أو شاعر جالَسه إلا وكتب نصّاً عن اليمن، وتلك النصوص شهادات حقيقية على صلتهم الوثيقة بالأرض وبشاعر أيقونة، لكأنّهم كتبوا بعينيه".
حضور ابداعي وإنساني ومكانة ثقافية وأدبية يمنية وعربية
وما ان اذيع خبر وفاة عبد العزيز المقالح حتى نعاه مسؤولون حكوميون وأدباء مؤكدين مكانته الثقافية والأدبية في اليمن وفي العالم العربي. كما نعاه اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في بيان جاء فيه : "إن اليمن والأمة العربية والعالم خسروا بوفاة شاعر اليمن الكبير المقالح واحدا من أهم الأسماء الشعرية التي مثلت إضافة ورصيدا لقصيدة التفعيلة والنقد العربي الحديث، علاوة على التعليم الأكاديمي الذي كان المقالح من أبرز أعلامه". وورد في البيان ايضا: "...إن ما تمتعت به قصيدته الحديثة ومقاله الرصين من سمات عززت من مكانته وكرست حضوره الإبداعي والإنساني اسما كبيرا وعلما عظيما من أعلام القصيدة العربية". خبر وفاته هذا الشاعر الفذ تناقلته وسائل الاعلام الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي والجرائد والمجلات ووكالات الانباء العربية وقد عبر كل من عرفه فيها عن الالم والوجيعة التي خلفها رحيله وهو الذي كان يقول" :
سبحان الله!// لقد أعطاني الشعرَ// على طبقٍ مكتظٍ// بحليب الساعاتِ الأولى // من عمرِ الجسدِ الهش// وبصّرني كيف أرى في وجهِ//سماءِ الدنيا// لغة وقصائدَ// علّمني أن لا أقرأَ بالعين// ولكن بالقلب// وأن أتحسَّس آلامَ الأرض // وأحزانَ البحر// بوجدانٍ صافٍ/ /خالٍ من إغواءِ الجسد// الفتان.
علياء بن نحيلة
* ترددت قصائده بأصوات الآلاف من عشاق أدبه وصدحت بأشعاره حناجر أشهر الفنانين
*نزار شقرون :"ما إن تقترب منه حتى يتلبّس بك اليمن وما من فنان أو شاعر جالَسه إلا وكتب نصّا عن اليمن"
تونس - الصباح
توفي رائد القصيدة اليمنية المعاصرة شاعرالتفعيلة الكاتب والناقد اليمني الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح، الإثنين28 نوفمبر 2022، في صنعاء عن عمر ناهز 85 عاما وذلك بعد صراع مع المرض واليأس والاحباط . وقد عاش حياة حافلة بالكفاح والبذل والعطاء والإنتاج الفكري والأدب الغزير وتجربة ثرية متعددة الوجوه مما عسر الامساك بإطرافها على كل دارسيه.
والشاعر والناقد عبد العزيز المقالح هو أحد رواد الحداثة الشعرية العربية في العصر الحديث، أصدر عشرات الدواوين الشعرية والكتب والمؤلفات الأدبية والنقدية التي ترجم معظمها إلى لغات عالمية عدة، وقد تم تناول تجربته الأدبية التي امتدت على ما يقارب خمسة عقود من الزمن عشرات البحوث والدراسات والأطروحات في عدد من الجامعات العربية والأجنبية، حيث انه اصدر في بداياته ديوانه الاول وكان بعنوان "لابد من صنعاء"( منذ 50 سنة ) وكان ديوانه الأخير بعنوان "يوتوبيا، وقصائد للشمس والقمر" . عرف هذا الشاعر -وقد ذاع صيته مشرقا ومغربا-بعشقه وشغفه ببلده اليمن وبحضارتها وأهلها وبأنه مسكون بهاجس الخوف عليها من الخونة والمعتدين وانه يعيش ما يكتبه ولا يتخيله او ينتحله او يقتبسه بل كان يكتب حياته اليومية التي كانت الوجه الآخر لكل لقصائده وكتاباته منذ بدا يكتب وصولا الى القصيدة التي نعى فيها نفسه وهو الذي، تعذب بما آلت اليه الاوضاع في بلده دون ان يجافي يوما قيم الحب والتسامح والسمو.
أنا هالكٌ حتماً //فما الداعي إلى تأجيل//موتي
قال عبد العزيز المقالح :"دَثريني// وشدي على كفني// واكتبي فوق قبري// هنا واحدٌ مِن ضحايا الحروب التي عافها// ثم قال لقادتها قبل أن يبدؤوها// الحروبُ إذا دَخَلت قرية//أَكَلَتْ أهلَها الطيبين// ولم تُبْقِ مِن حَجرٍ واقفٍ// أو شَجرْ//".ورحل يائسا من الدنيا بعد ان نعى نفسه بقصيدة مؤثرة جدا جاءت تحت عنوان " اعلنت اليأس " قال فيها :" أنا هالكٌ حتماً //فما الداعي إلى تأجيل//موتي//جسدي يشيخُ//ومثله لغتي وصوتي ذهبَ الذين أحبهم//وفقدتُ أسئلتي//ووقتي//أنا سائرٌ وسط القبورِ//أفرُّ من صمتي لصمتي.
*** أبكي//فتضحكُ من بكائي//دورُ العبادةِ والملاهي//وأمّدُ كفي للسماء//تقولُ:- رفقاً يا إلهي//الخلقُ – كل الخلق-//من بشرٍ، ومن طيـرٍ//ومن شجرٍ//تكاثر حزنْهم واليأسُ يأخذهم – صباحَ مساءَ–//من آهٍ ..لآه. * * * حاولتُ ألاَّ أرتدي//يأسي//وأبدوا مطمئناً//بين أعدائي وصحبي//لكنني لما رحلتُ إلى دواخلهم//عرفتُ بأنهم مثلي//وأن اليأس ينهشُ//كل قلبِ//.أعلنتُ يأسي للجميع وقلتُ إني لن اخبـي.// * * * هذا زمان للتعاسة ِ//والكآبةْ//.لم يترك الشيطانُ فيهِ//مساحةً للضوء//أو وقتاً لتذكار المحبةِ//والصبابةْ// .أيامهُ مغبرّةُ//وسماؤُه مغبرّةُ//ورياحه السوداء تعصف بالرؤ وس العاليات//وتزدري التاريخ//تهزا بالكتابةْ. * * * أنا ليس لي وطنٌ//أفاخر باسمهِ//وأقول حين أراه:فليحيا الوطنْ.//
وطني هو الكلماتُ//والذكرى//وبعضٌ من مرارات الشجنْ//باعوه للمستثمرين وللصوص وللحروبِ//ومشت على أشلائهِ//زمرُ المناصب والمذاهب//والفتن. * * * صنعاء...//يا بيتاً قديماً//ساكناً في الروح//يا تاريخنا المجروح//والمرسوم في وجه النوافذ//والحجارة//أخشى عليك من القريب//ودونما سببٍ//أخاف عليك منكِ// ومن صراعات الإمارةْ."وبرحيله فقدت الساحة الثقافية العربية علما بارزا من اعلامها وقامة شعرية ونقدية مهمة ..
ورث حب اليمن والروح الثورية من والده
ولد فقيد الساحة الثقافية العربية سنة 1937وكان والده صالح المقالح في طليعة ثوار ثورة عام 1948 في اليمن فنهل منه تلك الروح الثورية، التي ظلّت متوثبة في صدره حتى فارق الحياة .وكان قد تتلمذ على مجموعة من العلماء والأدباء في مدينة صنعاء وتخرج من دار المعلمين عام 1960، وواصل تحصيله العلمي حتى حصل على الشهادة الجامعية عام 1970، وفي عام 1973 حصل على درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب جامعة عين شمس المصرية ثم درجة الدكتوراه عام 1977 من نفس الجامعة، وترقى إلى الأستاذية عام 1987.
شغل عبد العزيز المقالح عديد المناصب الحكومية والإدارية ،وبينها رئيس جامعة صنعاء، أكبر جامعات اليمن، وعمل أستاذا للأدب والنقد الحديث في كلية الآداب - جامعة صنعاء. ورئيس المركز الدراسات والبحوث اليمني.وعضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وعضوا مؤسسا للأكاديمية الدولية للشعر في إيطاليا. وعضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق .وعضوالمجلس أمناء
صداقات..تكريمات ..حظوة في الدول العربية ومن بينها تونس
عاش عبدالعزيز المقالح عاشقا، حالما، مقيما، سجينا، راحلا ومنفيا بين الوطن والقصيدة.أصدر ما يعادل ثلاثة وعشرين ديوانا من الشعر، ونحو ثلاثة وثلاثين كتابا في النقد الأدبي، ومئات الدراسات والأبحاث والمقالات. وترك بها أثرا في وجدان أجيال من الشعراء والأدباء والكتاب والمثقفين في بلاده والعالم العربي، وترددت قصائده بأصوات الآلاف من تلامذته وعشاق أدبه. وصدحت بأشعاره حناجر أشهر الفنانين خصوصا في اليمن ودول الخليج العربي.عرف الراحل بدوره التجديدي في القصيدة اليمنية ، ثم بدوره كأحد رواد الحداثة العربية. وكان بين الكبار أمثال عبدالوهاب البياتي وسعدي يوسف وأدونيس وصلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطي حجازي وغيرهم.وهو الذي كثيرا ما كان يردد : "الشعر هو البقية الباقية التي تحفظ لأرواحنا شفافيتها ورؤيتها الصحيحة".
زار الفقيد كل البلدان العربية ومن بينها تونس التي عقد فيها الكثير من الصداقات مع الكتاب والشعراء والمثقفين بصفة عامة وله فيها عشاق وقراء اوفياء وقد كرّم على مدى مسيرته في العديد من البلدان العربية ومن بينها تونس وكان آخر تكريم عربي له في بداية نوفمبر 2022 في مكتبة قطر الوطنية في الأمسية التكريمية التي استضافتها الدوحة.. هناك حاضر الشاعر والناقد التونسي نزار شقرون وأشار إلى هذا الحضور الذي حوّل المقالح إلى شخصية ثقافية تخطر في البال كلّما ذُكر اليمن. وقال:" ...ما إن تقترب منه حتى يتلبّس بك اليمن، ما من فنان أو شاعر جالَسه إلا وكتب نصّاً عن اليمن، وتلك النصوص شهادات حقيقية على صلتهم الوثيقة بالأرض وبشاعر أيقونة، لكأنّهم كتبوا بعينيه".
حضور ابداعي وإنساني ومكانة ثقافية وأدبية يمنية وعربية
وما ان اذيع خبر وفاة عبد العزيز المقالح حتى نعاه مسؤولون حكوميون وأدباء مؤكدين مكانته الثقافية والأدبية في اليمن وفي العالم العربي. كما نعاه اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في بيان جاء فيه : "إن اليمن والأمة العربية والعالم خسروا بوفاة شاعر اليمن الكبير المقالح واحدا من أهم الأسماء الشعرية التي مثلت إضافة ورصيدا لقصيدة التفعيلة والنقد العربي الحديث، علاوة على التعليم الأكاديمي الذي كان المقالح من أبرز أعلامه". وورد في البيان ايضا: "...إن ما تمتعت به قصيدته الحديثة ومقاله الرصين من سمات عززت من مكانته وكرست حضوره الإبداعي والإنساني اسما كبيرا وعلما عظيما من أعلام القصيدة العربية". خبر وفاته هذا الشاعر الفذ تناقلته وسائل الاعلام الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي والجرائد والمجلات ووكالات الانباء العربية وقد عبر كل من عرفه فيها عن الالم والوجيعة التي خلفها رحيله وهو الذي كان يقول" :
سبحان الله!// لقد أعطاني الشعرَ// على طبقٍ مكتظٍ// بحليب الساعاتِ الأولى // من عمرِ الجسدِ الهش// وبصّرني كيف أرى في وجهِ//سماءِ الدنيا// لغة وقصائدَ// علّمني أن لا أقرأَ بالعين// ولكن بالقلب// وأن أتحسَّس آلامَ الأرض // وأحزانَ البحر// بوجدانٍ صافٍ/ /خالٍ من إغواءِ الجسد// الفتان.