إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الذكرى 19 لرحيل قيثارة الأغنية العربية.. ذكرى محمد: يوم تنازلت عن "لما أنت فاهم غاية مرادي" لأمينة فاخت

 

تونس- الصباح

مرت أمس الاثنين 28 نوفمبر2022، تسعة عشر سنة (19) على رحيلها المفاجئ والمحزن، فقد استيقظت الساحة الفنية التونسية والعربية فجر الاثنين 28 نوفمبر 2003 على خبر مقتلها على يد زوجها..، نهاية مفزعة مؤلمة لصوت أصيل أحببنا فيه نخوته وقوته، هي المطربة الخالدة ذكرى محمد.

تمر الأيام والأشهر والسنوات.. ولا يزال صوتها شامخا في الذاكرة.. هي ذكرى محمد التي تقف الأوتار.. ويخفت همس النغمات في خشوع إحياء لمرور تسعة عشر سنة على الرحيل المفاجئ والنهاية المفزعة لصوت عابق بالحب والأمل والطموح، ...يوم 28 نوفمبر 2003 توقفت عجلة الزمان لتعلن بألم وحزن عن صمت أزلي لصوت عشقنا فيه الصفاء الروحي..

.. الآن وبعد تسعة عشر سنة لازالت آهات ذكرى في أغانيها تنبض حياة.. لازالت ذكرى.. ذكرى عابقة بأحلى الذكريات في المدونة الغنائية التونسية على وجه الخصوص، والعربية بصفة عامة.

هي ذكرى التي وصف صوتها الفنان اللبناني الكبير الخالد وديع الصافي بالحديقة الغناء الوارفة الظلال تمنحك الراحة النفسية والمتعة الوجدانية.. وقال عنها الفنان الليبي الراحل محمد حسن إنها صاحبة أروع صوت عربي.

تسعة عشر سنة مرت أمس على رحيلها.. وصوتها مازال قصيدة حب لكلّ العشاق من "حبيبي طمّن فؤادي".. إلى "لمن يا هوى".. وصولا إلى "إلى حضن أمي.." و"الأسامي" و"يوم ليك ويوم عليك"..، والقائمة طويلة في هذا المجال .

في صوتها همس وتر.. خفقة قلب.. ورفة جفن. كانت ذكرى على امتداد ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.. صوت المتعبين.. الباحثين عن الطمأنينة النفسية.. كان صوتها بلسما لجروح الحياة.. صوتا ملهما.. فيه تحدّ وشموخ وإيمان بالفعل الإبداعي الجاد.

الهدية التي صنعت مجد أمينة فاخت

ما لا يعرفه الكثير أن الراحلة ذكرى محمد أهدتنا صوتا «مجنونا» اسمه أمينة فاخت.. كان ذلك في سنوات التأسيس الأولى للفرقة الوطنية للموسيقى التي شرعت في الاستعداد لافتتاح المهرجان الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية.. كان ذلك منذ أكثر من ثلاثين سنة.

أعدت ذكرى محمد لهذا الموعد أغنيتين للشاعر الراحل حسونة قسومة والملحن عبد الرحمان العيادي.. ثنائي احتضن صوت ذكرى ليمثل ثلاثيا إبداعيا متكاملا.. الأغنيتان: «حبيبي طمن فؤادي» و«لمّا أنت فاهم غاية مرادي".

كانت الفرقة الوطنية للموسيقى تضمّ أيضا الفنانة أمينة فاخت وكانت تستعد لإحياء سهرة غنائية ضمن برنامج مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية في ثمانينات القرن الماضي.. وكان لا بد من أغنية جديدة لأمينة فاخت التي مازالت في خطواتها الفنية الأولى.. أغنية تكشف من خلالها ما بداخلها من طاقات إبداعية، فكيف السبيل إلى ذلك؟

وجاء الحلّ كما روى ذلك الشاعر الراحل حسونة قسومة في برنامج (قصة أغنية) على موجات الإذاعة الوطنية (أشرفت على إنتاجه وتقديمه في صائفة 1999).

فقد بادر الشاعر الراحل حسونة قسومة صحبة الملحن عبد الرحمان العيادي بالتحول حيث مقر إقامة الراحلة ذكرى محمد في وادي الليل وعرضا عليها الأمر واقترحا عليها، إن كانت لها رغبة في ذلك، التنازل عن إحدى الأغاني لزميلتها.. لم تتردد الراحلة ذكرى محمد في التنازل عن «لما أنت فاهم غاية مرادي» لفائدة أمينة فاخت التي أسعدها هذا الموقف..

غنت أمينة فاخت الأغنية بإحساس إبداعي صادق.. بكت أمينة فاخت بعد الأداء كما أكد ذلك الراحل حسونة قسومة في البرنامج. بعد أن أعادت أداء الأغنية مرة ثانية استجابة لطلب الجمهور في تلك السهرة منذ أكثر من ثلاثين سنة وكانت ذكرى أكثر سعادة بنجاح أمينة وهذا موقف سيبقى في ذاكرة التاريخ.. موقف فيه شهامة وصفاء نفس وإيمان بالذات.. لصوت كانت نهايته مؤلمة.. مفزعة.. نهاية تراجيدية وكأن قدر العظماء أن تكون نهاياتهم مأساوية.

هي ذكرى قيثارة الطرب العربي.. ستبقى قصيدا خالدا وأنغاما مفعمة بالحبّ الصادق على مدى الأزمنة والعصور. 

محسن بن احمد

الذكرى 19 لرحيل قيثارة الأغنية العربية.. ذكرى محمد: يوم تنازلت عن "لما أنت فاهم غاية مرادي" لأمينة فاخت

 

تونس- الصباح

مرت أمس الاثنين 28 نوفمبر2022، تسعة عشر سنة (19) على رحيلها المفاجئ والمحزن، فقد استيقظت الساحة الفنية التونسية والعربية فجر الاثنين 28 نوفمبر 2003 على خبر مقتلها على يد زوجها..، نهاية مفزعة مؤلمة لصوت أصيل أحببنا فيه نخوته وقوته، هي المطربة الخالدة ذكرى محمد.

تمر الأيام والأشهر والسنوات.. ولا يزال صوتها شامخا في الذاكرة.. هي ذكرى محمد التي تقف الأوتار.. ويخفت همس النغمات في خشوع إحياء لمرور تسعة عشر سنة على الرحيل المفاجئ والنهاية المفزعة لصوت عابق بالحب والأمل والطموح، ...يوم 28 نوفمبر 2003 توقفت عجلة الزمان لتعلن بألم وحزن عن صمت أزلي لصوت عشقنا فيه الصفاء الروحي..

.. الآن وبعد تسعة عشر سنة لازالت آهات ذكرى في أغانيها تنبض حياة.. لازالت ذكرى.. ذكرى عابقة بأحلى الذكريات في المدونة الغنائية التونسية على وجه الخصوص، والعربية بصفة عامة.

هي ذكرى التي وصف صوتها الفنان اللبناني الكبير الخالد وديع الصافي بالحديقة الغناء الوارفة الظلال تمنحك الراحة النفسية والمتعة الوجدانية.. وقال عنها الفنان الليبي الراحل محمد حسن إنها صاحبة أروع صوت عربي.

تسعة عشر سنة مرت أمس على رحيلها.. وصوتها مازال قصيدة حب لكلّ العشاق من "حبيبي طمّن فؤادي".. إلى "لمن يا هوى".. وصولا إلى "إلى حضن أمي.." و"الأسامي" و"يوم ليك ويوم عليك"..، والقائمة طويلة في هذا المجال .

في صوتها همس وتر.. خفقة قلب.. ورفة جفن. كانت ذكرى على امتداد ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.. صوت المتعبين.. الباحثين عن الطمأنينة النفسية.. كان صوتها بلسما لجروح الحياة.. صوتا ملهما.. فيه تحدّ وشموخ وإيمان بالفعل الإبداعي الجاد.

الهدية التي صنعت مجد أمينة فاخت

ما لا يعرفه الكثير أن الراحلة ذكرى محمد أهدتنا صوتا «مجنونا» اسمه أمينة فاخت.. كان ذلك في سنوات التأسيس الأولى للفرقة الوطنية للموسيقى التي شرعت في الاستعداد لافتتاح المهرجان الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية.. كان ذلك منذ أكثر من ثلاثين سنة.

أعدت ذكرى محمد لهذا الموعد أغنيتين للشاعر الراحل حسونة قسومة والملحن عبد الرحمان العيادي.. ثنائي احتضن صوت ذكرى ليمثل ثلاثيا إبداعيا متكاملا.. الأغنيتان: «حبيبي طمن فؤادي» و«لمّا أنت فاهم غاية مرادي".

كانت الفرقة الوطنية للموسيقى تضمّ أيضا الفنانة أمينة فاخت وكانت تستعد لإحياء سهرة غنائية ضمن برنامج مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية في ثمانينات القرن الماضي.. وكان لا بد من أغنية جديدة لأمينة فاخت التي مازالت في خطواتها الفنية الأولى.. أغنية تكشف من خلالها ما بداخلها من طاقات إبداعية، فكيف السبيل إلى ذلك؟

وجاء الحلّ كما روى ذلك الشاعر الراحل حسونة قسومة في برنامج (قصة أغنية) على موجات الإذاعة الوطنية (أشرفت على إنتاجه وتقديمه في صائفة 1999).

فقد بادر الشاعر الراحل حسونة قسومة صحبة الملحن عبد الرحمان العيادي بالتحول حيث مقر إقامة الراحلة ذكرى محمد في وادي الليل وعرضا عليها الأمر واقترحا عليها، إن كانت لها رغبة في ذلك، التنازل عن إحدى الأغاني لزميلتها.. لم تتردد الراحلة ذكرى محمد في التنازل عن «لما أنت فاهم غاية مرادي» لفائدة أمينة فاخت التي أسعدها هذا الموقف..

غنت أمينة فاخت الأغنية بإحساس إبداعي صادق.. بكت أمينة فاخت بعد الأداء كما أكد ذلك الراحل حسونة قسومة في البرنامج. بعد أن أعادت أداء الأغنية مرة ثانية استجابة لطلب الجمهور في تلك السهرة منذ أكثر من ثلاثين سنة وكانت ذكرى أكثر سعادة بنجاح أمينة وهذا موقف سيبقى في ذاكرة التاريخ.. موقف فيه شهامة وصفاء نفس وإيمان بالذات.. لصوت كانت نهايته مؤلمة.. مفزعة.. نهاية تراجيدية وكأن قدر العظماء أن تكون نهاياتهم مأساوية.

هي ذكرى قيثارة الطرب العربي.. ستبقى قصيدا خالدا وأنغاما مفعمة بالحبّ الصادق على مدى الأزمنة والعصور. 

محسن بن احمد