إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الضاحية الجنوبية للعاصمة...فرصة تنموية معطلة

 

 

بقلم:رياض الطبرقي

لا شك أن التحولات الديمغرافية والمجالية التي عرفتها مدينة تونس، بوصفها عاصمة البلاد، في السنوات الأخيرة، قد فرضت على الأرض واقعا جديدا لم يقع لحد الآن اخذه بعين الاعتبار عند وضع السياسات والمخططات التنموية. هذا الواقع أبرز عدة ظواهر من أهمها أن الضواحي والأحياء التي تحيط بالعاصمة قد تحولت بدورها إلى مدن يمكن أن يتقلص اعتمادها على مركز العاصمة وأن مدينة تونس وامتداداتها الجغرافية قد تحولت من نقطة دفع تنموي إلى أحد مكامن تراجع التنمية بمختلف تجلياتها.

وتمثل الضاحية الجنوبية للعاصمة، والتي تمتد من مقرين إلى حدود مدينة سليمان؛ تجسيدا لهذه التحولات ولما يقع هدره يوميا من فرص تنموية. لهذا المجال الممتد والذي يمثل نقطة الوصل بين شمال البلاد وجنوبها وبين شرقها وغربها والذي يوفر إمكانات استثمار هائلة في الصناعة والتجارة والفلاحة والخدمات.

 وإذا كان من الصعب التوقف عند عراقيل التنمية في كامل الضاحية الجنوبية للعاصمة لأن ذلك يحتاج إلى مجال أوسع فإنه بالإمكان التوقف عند رادس ومقرين وهما البوابة الشمالية للضاحية الجنوبية وبينهما العديد من نقاط الالتقاء التي لعل من أهمها امتداد كساء غابي يتعين حمايته وأيضا ما يتعرضان له من زحف عمراني يكتسي حاليا طابعا عشوائيا يزيد من وقع مظاهر أخرى.

وحتى يكون القارئ أكثر اطلاعا على المشاكل التي تواجه المدينتين نستعرض بشكل برقي أهمها و هي:

- المعضلة البيئية الكبيرة التي تواجهها الواجهة البحرية لرادس و التي تمثل تهديدا لكل الشريط الساحلي الممتد من رادس حتى مدينة سليمان نتيجة ممارسات يتعين التصدي لها وتغييرها وتتمثل أساسا في تلويث البحر نتيجة صرف المياه الملوثة بوادي مليان فيه وأيضا المياه المعالجة جزئيا والمتأتية من محطة التطهير الكائنة بالمدينة الجديدة.

- انتهاك البيئة تعاني منه سبخة رادس أيضا رغم أهميتها في المنظومة البيئية التونسية إذ يتم صرف مياه ملوثة فيها.

- التأثير السلبي لمحطات توليد الكهرباء برادس على الثروة البحرية.

- ما يتعرض له شاطئ رادس من استغلال عشوائي وهو ما يحول دون استغلاله كمجال فسحة شاطئية يمكن أن تدعم السياحة الشاطئية والرياضات البحرية.

وإلى جانب ذلك تشهد رادس ومقرين ظهور احياء سكنية جديدة دون تخطيط مسبق ودون إشراف من السلط المعنية وهو ما خلق واقعا عمرانيا صعبا ويكفي أن نذكر هنا معاناة سكان حي الأمل برادس من غياب المرافق الأساسية كشبكة صرف مياه الأمطار والطرقات المهيئة..

- تراجع النشاط الصناعي في رادس ومقرين وهو ما يتجلى في غلق بعض المقاسم الصناعية المبنية وعزوف المستثمرين عن النشاط في المنطقة وهو ما ترتب عنه حرمان المنطقة من فرص شغل وتراجع الحركية الإقتصادية.

 -تضخم مشاكل النقل الحضري وهو ما يفرض توفير نقل جماعي داخل مدينة رادس وربط أحياء المدينة بالمنطقة الصناعية. ومن الضروري تعصير شبكة النقل الحديدي للبضائع وحماية مجال السكة الحديدية. وفي هذا السياق من الضروري إحداث منفذ ثان يربط بين المنطقة المينائية والطريق الحزامية مقرين- حلق الوادي.

- تحتاج البنية الأساسية الرياضية في رادس ومقرين إلى تعهد أكبر وإلى تطويرها ومن الضروري أن يتم في هذا الإطار إنجاز قاعة للرياضة الفردية والكرة الطائرة برادس.

ويبقى مشروع سماء دبي المعطل واحدا من أهم الملفات التي يتعين أن يتم إيجاد حل لها حتى ينطلق المشروع الذي سيغير بكل تأكيد من وجه مقرين بشكل خاص والمنطقة عموما .

 

 

 

الضاحية الجنوبية للعاصمة...فرصة تنموية معطلة

 

 

بقلم:رياض الطبرقي

لا شك أن التحولات الديمغرافية والمجالية التي عرفتها مدينة تونس، بوصفها عاصمة البلاد، في السنوات الأخيرة، قد فرضت على الأرض واقعا جديدا لم يقع لحد الآن اخذه بعين الاعتبار عند وضع السياسات والمخططات التنموية. هذا الواقع أبرز عدة ظواهر من أهمها أن الضواحي والأحياء التي تحيط بالعاصمة قد تحولت بدورها إلى مدن يمكن أن يتقلص اعتمادها على مركز العاصمة وأن مدينة تونس وامتداداتها الجغرافية قد تحولت من نقطة دفع تنموي إلى أحد مكامن تراجع التنمية بمختلف تجلياتها.

وتمثل الضاحية الجنوبية للعاصمة، والتي تمتد من مقرين إلى حدود مدينة سليمان؛ تجسيدا لهذه التحولات ولما يقع هدره يوميا من فرص تنموية. لهذا المجال الممتد والذي يمثل نقطة الوصل بين شمال البلاد وجنوبها وبين شرقها وغربها والذي يوفر إمكانات استثمار هائلة في الصناعة والتجارة والفلاحة والخدمات.

 وإذا كان من الصعب التوقف عند عراقيل التنمية في كامل الضاحية الجنوبية للعاصمة لأن ذلك يحتاج إلى مجال أوسع فإنه بالإمكان التوقف عند رادس ومقرين وهما البوابة الشمالية للضاحية الجنوبية وبينهما العديد من نقاط الالتقاء التي لعل من أهمها امتداد كساء غابي يتعين حمايته وأيضا ما يتعرضان له من زحف عمراني يكتسي حاليا طابعا عشوائيا يزيد من وقع مظاهر أخرى.

وحتى يكون القارئ أكثر اطلاعا على المشاكل التي تواجه المدينتين نستعرض بشكل برقي أهمها و هي:

- المعضلة البيئية الكبيرة التي تواجهها الواجهة البحرية لرادس و التي تمثل تهديدا لكل الشريط الساحلي الممتد من رادس حتى مدينة سليمان نتيجة ممارسات يتعين التصدي لها وتغييرها وتتمثل أساسا في تلويث البحر نتيجة صرف المياه الملوثة بوادي مليان فيه وأيضا المياه المعالجة جزئيا والمتأتية من محطة التطهير الكائنة بالمدينة الجديدة.

- انتهاك البيئة تعاني منه سبخة رادس أيضا رغم أهميتها في المنظومة البيئية التونسية إذ يتم صرف مياه ملوثة فيها.

- التأثير السلبي لمحطات توليد الكهرباء برادس على الثروة البحرية.

- ما يتعرض له شاطئ رادس من استغلال عشوائي وهو ما يحول دون استغلاله كمجال فسحة شاطئية يمكن أن تدعم السياحة الشاطئية والرياضات البحرية.

وإلى جانب ذلك تشهد رادس ومقرين ظهور احياء سكنية جديدة دون تخطيط مسبق ودون إشراف من السلط المعنية وهو ما خلق واقعا عمرانيا صعبا ويكفي أن نذكر هنا معاناة سكان حي الأمل برادس من غياب المرافق الأساسية كشبكة صرف مياه الأمطار والطرقات المهيئة..

- تراجع النشاط الصناعي في رادس ومقرين وهو ما يتجلى في غلق بعض المقاسم الصناعية المبنية وعزوف المستثمرين عن النشاط في المنطقة وهو ما ترتب عنه حرمان المنطقة من فرص شغل وتراجع الحركية الإقتصادية.

 -تضخم مشاكل النقل الحضري وهو ما يفرض توفير نقل جماعي داخل مدينة رادس وربط أحياء المدينة بالمنطقة الصناعية. ومن الضروري تعصير شبكة النقل الحديدي للبضائع وحماية مجال السكة الحديدية. وفي هذا السياق من الضروري إحداث منفذ ثان يربط بين المنطقة المينائية والطريق الحزامية مقرين- حلق الوادي.

- تحتاج البنية الأساسية الرياضية في رادس ومقرين إلى تعهد أكبر وإلى تطويرها ومن الضروري أن يتم في هذا الإطار إنجاز قاعة للرياضة الفردية والكرة الطائرة برادس.

ويبقى مشروع سماء دبي المعطل واحدا من أهم الملفات التي يتعين أن يتم إيجاد حل لها حتى ينطلق المشروع الذي سيغير بكل تأكيد من وجه مقرين بشكل خاص والمنطقة عموما .