لم تتوقف الكواليس السياسية في كل مرة عن رفع ملامح سقوط مشروع قيس سعيد ونظامه السياسي.
ونشطت بعض الجهات في تكثيف الإشارات الى وجود مشاريع بديلة وجاهزة في ظل ما يعتبره البعض عزلة مضروبة على قيس سعيد في الداخل والخارج وأيضا تحت أمنيات البعض الآخر بحدوث انفجار اجتماعي يأتي على الأخضر واليابس وبتكاليف سياسية واجتماعية واقتصادية باهظة.
وعلى عكس ما روجت له ماكينة أحزاب المعارضة والشخصيات السياسية عن عزلة الرئيس فقد جاءت القمة الفرنكوفونية الملتئمة أشغالها مؤخرا ببلادنا لتنسف هذا الأمر.
أمر أكدته مشاركة عدد من قادة الدول وعلى رأسها كندا وفرنسا اللتان شاركتا بوفد تقدمه كل من الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جوستين تيدور وكذلك رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بالإضافة الى مشاركات افريقية لرؤساء ورؤساء حكومات.
يحصل كل ذلك مع مؤشرات اقتصادية ايجابية لإنعاش البلاد ومنعها من الانهيار التام تجنبا للتجربة اللبنانية حيث قدم الاتحاد الأوروبي مساعدات مالية بقيمة 100 مليون يورو لتونس، ستخصص للإجراءات الرامية للتخفيف من تداعيات جائحة كورونا ولدعم النشاط الاقتصادي من خلال الإسهام في تفعيل الإصلاحات التي أقرتها الحكومة التونسية مؤخراً.
كما وقعت تونس وفرنسا، السبت الماضي، اتفاقية تمويل تمنح بموجبها فرنسا بلادنا قرضا بقيمة 200 مليون يورو سيخصص لدعم الموازنة ولمساعدتها على مواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وجاء ذلك على هامش انطلاق القمة الفرنكوفونية 18 بجزيرة جربة.
وقد استنتج البعض أن مسالة العزلة غير مطروح إلا في أذهان المعارضة فان آخرين يرون ان قمة جربة لا يمكن اعتبارها فكا للحصار على سعيد وذلك بالنظر الى الدور القوي الذي لعبته الجمهورية الفرنسية في تثبيت موعد القمة والحرص على انجازها إنقاذا للغة الفرنسية.
وإذ أظهرت السلطات الفرنسية حرصا على استمرار دعم القمة الفرنكوفونية فان الإعلام الفرنسي كان عكس ذلك تماما حيث خصصت كبرى الصحف هناك تأكيد العزلة.
وفي هذا الإطار أوردت صحيفتا "لوموند" (Le Monde) ولوفيغارو (le figaro) الفرنسيتان أن عزلة الرئيس قيس سعيّد آخذة في الازدياد بعد أن فقد تأييد الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يُعد حليفا رئيسيا له ولاعبا أساسيا على الساحة السياسية بالبلاد.
وأشار مقال لوموند والذي جاء تحت عنوان "En Tunisie, l’isolement du président Kaïs Saïed s’accroît" ان سعيد يتحرك لوحده داخل الساحة السياسية حيث لم يجد من السند الحزبي الا تلك الاحزاب المجهرية غير مؤثرة شعبيا والباحثة أصلا عن متوقع داخل حياة سياسية مضطربة ومهزوزة.
اما لوفيغارو ففي مقالها الصادر عن تونس En Tunisie, l’isolement de Kaïs Saïed فقد وصفت الصحيفة أن ممارسة قيس سعيد المنفردة للسلطة تقدم الحجج لمنتقديه، معتبرة أن فئات مختلفة من التونسيين عبرت عن تذمرها من تواجد السلطات القضائية والتنفيذية والتشريعية بيد نفس الشخص.
ويتوافق موقف الإعلام الفرنسي مع بيان 6 سبتمبر 2021 حيث تم التأكيد فيه على التزام سفراء مجموعة الدول السبع بتونس "بتطوير الهياكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية اللازمة قصد الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب التونسي حول تحقيق مستوى معيشي أفضل بالإضافة إلى إرساء حوكمة تتّسمُ بالنزاهة والفعالية والشفافية.. ما من شأنه أن يفسح المجال لحوار شامل حول الإصلاحات الدستورية والانتخابية المُقترَحة."
خليل الحناشي
تونس-الصباح
لم تتوقف الكواليس السياسية في كل مرة عن رفع ملامح سقوط مشروع قيس سعيد ونظامه السياسي.
ونشطت بعض الجهات في تكثيف الإشارات الى وجود مشاريع بديلة وجاهزة في ظل ما يعتبره البعض عزلة مضروبة على قيس سعيد في الداخل والخارج وأيضا تحت أمنيات البعض الآخر بحدوث انفجار اجتماعي يأتي على الأخضر واليابس وبتكاليف سياسية واجتماعية واقتصادية باهظة.
وعلى عكس ما روجت له ماكينة أحزاب المعارضة والشخصيات السياسية عن عزلة الرئيس فقد جاءت القمة الفرنكوفونية الملتئمة أشغالها مؤخرا ببلادنا لتنسف هذا الأمر.
أمر أكدته مشاركة عدد من قادة الدول وعلى رأسها كندا وفرنسا اللتان شاركتا بوفد تقدمه كل من الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جوستين تيدور وكذلك رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بالإضافة الى مشاركات افريقية لرؤساء ورؤساء حكومات.
يحصل كل ذلك مع مؤشرات اقتصادية ايجابية لإنعاش البلاد ومنعها من الانهيار التام تجنبا للتجربة اللبنانية حيث قدم الاتحاد الأوروبي مساعدات مالية بقيمة 100 مليون يورو لتونس، ستخصص للإجراءات الرامية للتخفيف من تداعيات جائحة كورونا ولدعم النشاط الاقتصادي من خلال الإسهام في تفعيل الإصلاحات التي أقرتها الحكومة التونسية مؤخراً.
كما وقعت تونس وفرنسا، السبت الماضي، اتفاقية تمويل تمنح بموجبها فرنسا بلادنا قرضا بقيمة 200 مليون يورو سيخصص لدعم الموازنة ولمساعدتها على مواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وجاء ذلك على هامش انطلاق القمة الفرنكوفونية 18 بجزيرة جربة.
وقد استنتج البعض أن مسالة العزلة غير مطروح إلا في أذهان المعارضة فان آخرين يرون ان قمة جربة لا يمكن اعتبارها فكا للحصار على سعيد وذلك بالنظر الى الدور القوي الذي لعبته الجمهورية الفرنسية في تثبيت موعد القمة والحرص على انجازها إنقاذا للغة الفرنسية.
وإذ أظهرت السلطات الفرنسية حرصا على استمرار دعم القمة الفرنكوفونية فان الإعلام الفرنسي كان عكس ذلك تماما حيث خصصت كبرى الصحف هناك تأكيد العزلة.
وفي هذا الإطار أوردت صحيفتا "لوموند" (Le Monde) ولوفيغارو (le figaro) الفرنسيتان أن عزلة الرئيس قيس سعيّد آخذة في الازدياد بعد أن فقد تأييد الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يُعد حليفا رئيسيا له ولاعبا أساسيا على الساحة السياسية بالبلاد.
وأشار مقال لوموند والذي جاء تحت عنوان "En Tunisie, l’isolement du président Kaïs Saïed s’accroît" ان سعيد يتحرك لوحده داخل الساحة السياسية حيث لم يجد من السند الحزبي الا تلك الاحزاب المجهرية غير مؤثرة شعبيا والباحثة أصلا عن متوقع داخل حياة سياسية مضطربة ومهزوزة.
اما لوفيغارو ففي مقالها الصادر عن تونس En Tunisie, l’isolement de Kaïs Saïed فقد وصفت الصحيفة أن ممارسة قيس سعيد المنفردة للسلطة تقدم الحجج لمنتقديه، معتبرة أن فئات مختلفة من التونسيين عبرت عن تذمرها من تواجد السلطات القضائية والتنفيذية والتشريعية بيد نفس الشخص.
ويتوافق موقف الإعلام الفرنسي مع بيان 6 سبتمبر 2021 حيث تم التأكيد فيه على التزام سفراء مجموعة الدول السبع بتونس "بتطوير الهياكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية اللازمة قصد الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب التونسي حول تحقيق مستوى معيشي أفضل بالإضافة إلى إرساء حوكمة تتّسمُ بالنزاهة والفعالية والشفافية.. ما من شأنه أن يفسح المجال لحوار شامل حول الإصلاحات الدستورية والانتخابية المُقترَحة."