تعود مسألة الكلاب السائبة لتطفو على السطح مٌجدّدا بعد أن سجلت أمس ولاية سليانة حالة وفاة لدى إنسان بسبب داء الكلب ليٌفتح مرة أخرى الجدل بشأن الكلاب السائبة: بين من يدعو الى مقاومتها من خلال القنص وبين من يدعو الى معالجة هذا الإشكال بعيدا عن القتل عبر القيام بحملات تلقيح لجميع الكلاب السائبة .
في هذا الخٌصوص وبعد تسجيل حالة وفاة لدى إنسان بداء الكلب انعقدت أمس بمقر ولاية سليانة جلسة عمل اللجنة الجهوية لمقاومة الكلاب السائبة ومكافحة داء الكلب تحت إشراف والي الجهة وبحضور المعتمدة الأولى ورئيس منطقة الحرس الوطني والمدير الجهوي للصحة وعدد من المعتمدين وممثلي مندوبية الفلاحة وعدد من رؤساء البلديات بحسب ما نقلته (وات)..
وأكد والي سليانة وليد العبّاسي خلال الجلسة القيام بحملات تحسيسية وتثقيفية للتعريف بمخاطر داء الكلب، وتنشيط اللجان المحلية لمقاومة الكلاب السائبة، مع الحرص على دورية اجتماعاتها، فضلا عن القيام بحملات مشتركة لقنص الكلاب السائبة بالتنسيق مع البلديات والمصالح الأمنية وجمعية الصيادين والإدارات الجهوية المعنية والقيام بالإجراءات اللازمة إثر عملية القنص.
وبيّنت أمس منسقة البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب بإدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة كوثر حرابش في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء على هامش الجلسة، أن تسجيل حالة إصابة لدى الإنسان يؤكد وجود حالات عدوى كبيرة لدى الحيوان، لافتة إلى أن البرنامج الوطني يضم عددا من المتدخلين بما في ذلك وزارات الصحة والفلاحة والداخلية.
وأضافت أنه تم تسجيل 5 حالات وفاة بداء الكلب لدى الإنسان على صعيد وطني خلال سنة 2022 ومثلها سنة 2021 أغلبها لدى صغار السن، باعتبار أن الكلاب السائبة تهاجم عادة الأطفال الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، خاصة وأنهم يتجنبون إخبار أوليائهم في ما بعد.
وقالت حرابش إن عدد الأشخاص الذين تعرضوا لعضة كلب أو خدش وتلقوا العلاج يبلغ سنويا ما يقارب 40 ألف شخص، فيما بلغ عدد حالات الإصابة بداء الكلب لدى الحيوانات حوالي 300 حالة سنويا موضحة انتشار ظاهرة الكلاب السائبة مما يستوجب حلولا في أقرب الآجال، مؤكدة على أهمية التوعية والتحسيس في وسائل الإعلام بخطورة داء الكلب.
من جهته، أفاد كاهية مدير الرعاية الصحية الأساسية بالإدارة الجهوية للصحة بسليانة عبد الملك برينيص، بأنه تم تسجيل حالة وفاة لدى شخص في العقد الرابع أصيل معتمدية قعفور خلال شهر أكتوبر المنقضي، ولفت إلى ورود 800 حالة تعرضت للخدش أو للعض من حيوان، على مختلف المؤسسات الصحية العمومية بسليانة خلال سنة 2020 و600 حالة خلال سنة 2021 ومثلها إلى غاية شهر سبتمبر 2022.
وأشار إلى توفر التلاقيح ومصل داء الكلب بجميع المؤسسات الصحية بالجهة وبصفة مجانية.
من جانبه، كشف رئيس دائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسليانة الصادق المكي أنه تم خلال سنة 2022 تلقيح 8738 كلبا و108 قطط و11 رأسا من الأبقار و185 من الخيول.
في هذا الخضم يوجه كثيرون أصابع الاتهام الى السلط المعنية نظرا لعدم تعاطيهم جديا مع المسألة الأمر الذي أفضى إلى تسجيل حالات وفيات في صفوف المواطنين. واعتبر البعض أن التقصير يكمن في عدم الحرص على تلقي الكلاب السائبة لتلقيح داء الكلب. في المقابل يعتبر شق آخر أن الهياكل الرسمية أضحت عاجزة اليوم عن التعاطي مع معضلة الكلاب السائبة رغم أنها تشكل خطرا في بعض الأحياء نظرا لكثرتها بما أن بعض الجمعيات تندد وتستنكر بشدة مسألة قتل الحيوانات حتى أنها تطالب وتضغط من أجل سن قوانين لحمايتها..
ويكمن الحل من وجهة نظر البعض في تفادي قنص هذه الكلاب في ساعات متأخرة من الليل مقابل العمل على توفير مأوى لهذه الكلاب وخاصة الحرص على تعقيمها تجنبا لتكاثرها، في هذا السياق وبالعودة الى حالة الوفاة لإنسان بداء الكلب المسجلة أمس بولاية سليانة ولان الموضوع يسيل الحبر منذ سنوات دون التوصل الى حل جذري له وهو ما تعكسه حجم الإصابات سنويا جراء الكلاب السائبة، فان المسالة على أهميتها يبدو أنها لا تقلق كثيرا الهياكل الرسمية بما أن البلديات التي عجز الكثير منها على تامين محيط نظيف يخلو من النفايات لا ترى في الكلاب السائبة معضلة تستوجب الحل...
منال
تونس-الصباح
تعود مسألة الكلاب السائبة لتطفو على السطح مٌجدّدا بعد أن سجلت أمس ولاية سليانة حالة وفاة لدى إنسان بسبب داء الكلب ليٌفتح مرة أخرى الجدل بشأن الكلاب السائبة: بين من يدعو الى مقاومتها من خلال القنص وبين من يدعو الى معالجة هذا الإشكال بعيدا عن القتل عبر القيام بحملات تلقيح لجميع الكلاب السائبة .
في هذا الخٌصوص وبعد تسجيل حالة وفاة لدى إنسان بداء الكلب انعقدت أمس بمقر ولاية سليانة جلسة عمل اللجنة الجهوية لمقاومة الكلاب السائبة ومكافحة داء الكلب تحت إشراف والي الجهة وبحضور المعتمدة الأولى ورئيس منطقة الحرس الوطني والمدير الجهوي للصحة وعدد من المعتمدين وممثلي مندوبية الفلاحة وعدد من رؤساء البلديات بحسب ما نقلته (وات)..
وأكد والي سليانة وليد العبّاسي خلال الجلسة القيام بحملات تحسيسية وتثقيفية للتعريف بمخاطر داء الكلب، وتنشيط اللجان المحلية لمقاومة الكلاب السائبة، مع الحرص على دورية اجتماعاتها، فضلا عن القيام بحملات مشتركة لقنص الكلاب السائبة بالتنسيق مع البلديات والمصالح الأمنية وجمعية الصيادين والإدارات الجهوية المعنية والقيام بالإجراءات اللازمة إثر عملية القنص.
وبيّنت أمس منسقة البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب بإدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة كوثر حرابش في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء على هامش الجلسة، أن تسجيل حالة إصابة لدى الإنسان يؤكد وجود حالات عدوى كبيرة لدى الحيوان، لافتة إلى أن البرنامج الوطني يضم عددا من المتدخلين بما في ذلك وزارات الصحة والفلاحة والداخلية.
وأضافت أنه تم تسجيل 5 حالات وفاة بداء الكلب لدى الإنسان على صعيد وطني خلال سنة 2022 ومثلها سنة 2021 أغلبها لدى صغار السن، باعتبار أن الكلاب السائبة تهاجم عادة الأطفال الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، خاصة وأنهم يتجنبون إخبار أوليائهم في ما بعد.
وقالت حرابش إن عدد الأشخاص الذين تعرضوا لعضة كلب أو خدش وتلقوا العلاج يبلغ سنويا ما يقارب 40 ألف شخص، فيما بلغ عدد حالات الإصابة بداء الكلب لدى الحيوانات حوالي 300 حالة سنويا موضحة انتشار ظاهرة الكلاب السائبة مما يستوجب حلولا في أقرب الآجال، مؤكدة على أهمية التوعية والتحسيس في وسائل الإعلام بخطورة داء الكلب.
من جهته، أفاد كاهية مدير الرعاية الصحية الأساسية بالإدارة الجهوية للصحة بسليانة عبد الملك برينيص، بأنه تم تسجيل حالة وفاة لدى شخص في العقد الرابع أصيل معتمدية قعفور خلال شهر أكتوبر المنقضي، ولفت إلى ورود 800 حالة تعرضت للخدش أو للعض من حيوان، على مختلف المؤسسات الصحية العمومية بسليانة خلال سنة 2020 و600 حالة خلال سنة 2021 ومثلها إلى غاية شهر سبتمبر 2022.
وأشار إلى توفر التلاقيح ومصل داء الكلب بجميع المؤسسات الصحية بالجهة وبصفة مجانية.
من جانبه، كشف رئيس دائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسليانة الصادق المكي أنه تم خلال سنة 2022 تلقيح 8738 كلبا و108 قطط و11 رأسا من الأبقار و185 من الخيول.
في هذا الخضم يوجه كثيرون أصابع الاتهام الى السلط المعنية نظرا لعدم تعاطيهم جديا مع المسألة الأمر الذي أفضى إلى تسجيل حالات وفيات في صفوف المواطنين. واعتبر البعض أن التقصير يكمن في عدم الحرص على تلقي الكلاب السائبة لتلقيح داء الكلب. في المقابل يعتبر شق آخر أن الهياكل الرسمية أضحت عاجزة اليوم عن التعاطي مع معضلة الكلاب السائبة رغم أنها تشكل خطرا في بعض الأحياء نظرا لكثرتها بما أن بعض الجمعيات تندد وتستنكر بشدة مسألة قتل الحيوانات حتى أنها تطالب وتضغط من أجل سن قوانين لحمايتها..
ويكمن الحل من وجهة نظر البعض في تفادي قنص هذه الكلاب في ساعات متأخرة من الليل مقابل العمل على توفير مأوى لهذه الكلاب وخاصة الحرص على تعقيمها تجنبا لتكاثرها، في هذا السياق وبالعودة الى حالة الوفاة لإنسان بداء الكلب المسجلة أمس بولاية سليانة ولان الموضوع يسيل الحبر منذ سنوات دون التوصل الى حل جذري له وهو ما تعكسه حجم الإصابات سنويا جراء الكلاب السائبة، فان المسالة على أهميتها يبدو أنها لا تقلق كثيرا الهياكل الرسمية بما أن البلديات التي عجز الكثير منها على تامين محيط نظيف يخلو من النفايات لا ترى في الكلاب السائبة معضلة تستوجب الحل...