إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

إطار أمني باشر القضية يقدم الرواية لـ"الصباح": كامل تفاصيل وحقيقة جريمة مقتل عواطف بن حميدة

 

تونس- الصباح

دون توقّع وفي خطوة مفاجئة، عادت قضية الصحفية ومديرة إذاعة الشباب السابقة الراحلة عواطف حميدة، لتشغل الرأي العام، بعد إعادة فتح تحقيق في قضية قتلها في 2001 بناء على مطلب إعادة التماس تقدّم به محامي المتهم في هذه القضية التي استوفت في وقتها كل درجات التقاضي فيها وصدر فيها حكما بات بناء على اعترافات المتهم بقتلها وتجسيده لتفاصيل جريمته.

وفي رواية مختلفة للأحداث المتداولة يقدّم الاطار الأمني المتقاعد ورئيس "جمعية أمل واستشراف لمتقاعدي الأمن التونسي"، عبد المجيد البلومي لـ»الصباح «روايته لتفاصيل الجريمة التي واكبها عن قرب وكان معنيا بحكم وظيفته الأمنية بالتحقيق فيها وبالتحقق من النتائج التي توصلت إليها الأبحاث.

في البداية يقول عبد المجيد البلومي أن من ضمن اهتمامات الجمعية التي يترأسها هو تناول، الأحداث الامنية المستجدة بالنقاش والتحليل من منطلق مخزون الخبرة التي راكمها المنخرطون في الجمعية وهم في أغلبهم إطارات أمنية عليا سابقة في سلك الأمن، ويضيف البلومي أن من المواضيع التي تمت مناقشتها مؤخرا قضية عواطف بن حميدة وما يُثار حولها اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي..، ويضيف البلومي »إعادة اثارة هذه القضية أثار استغرابي بالفعل لأنه عند ارتكاب الجريمة كنت صدفة وقتها مباشرا لعملي كإطار بمنطقة الأمن الوطني بأريانة مرجع مكان الواقعة داخل شقة كانت تقطنها المرحومة على وجه الكراء بالمنزه السادس. ولأن ما قرأته بمواقع التواصل الاجتماعي وما استمعت إليه بالمنابر الإعلامية فيه ما هو مغاير للواقع وفيه ما يفتقد للدقة. فقد كنت شخصيا من الاوائل الذين تواجدوا بمسرح الجريمة لإجراء المعاينات، ومن الذين شاركوا في سلسلة التحريات التي اجريت قبل التعرف على الجاني رغم أن القضية تعهدت بها الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية بمقتضى إنابة عدلية مسندة لها من قبل أحد السادة قضاة التحقيق بمحكمة أريانة الابتدائية..، كنا منذ البداية كأمنيين مهنيين ومحترفين متيقنين من أننا سنتوصل لكشف الجاني وإيقافه، وستبقى المسألة مسألة وقت فقط، وقد تركز اهتمامنا منذ بداية التحقيقات على المشتغلين في مجال اللحام الصحي "plombiers" خصوصاً وأن الجاني ترك بموطن الجريمة وتحديدا قرب الجثة ببيت الاستحمام أثر بصمة كف يد قابلة للاستغلال بالمقارنة مع بصمات كل مشبوه فيه.

 كما ان ما قاله الدكتور لطفي المرايحي والذي كان أول من اكتشف الجثة وأعلم السلط الأمنية عنها بانه كان اتصل هاتفيا بالضحية قبل غلق خطها الهاتفي فأعلمته أنها جلبت مختصا في اللحام الصحي لإصلاح عطب بشقتها، يتطابق مع ما كان استنتجه الطبيب الشرعي الدكتور منصف حمدون، بعد عملية التشريح من أن آلة الاعتداء يرجح من خلال آثارها بجثة الضحية أن تكون إحدى المعدات الحديدية التي تستعمل في تقويس الحديد أو " كلامولات - مفتاح ربط ". كما تبين أن الجاني استولى على جهاز هاتف الضحية ووثائقها الشخصية وجملة من قطع مصوغها وانصرف في حال سبيله بعد وضع الجثة ببيت حمام الشقة وسكب فوقها الماء الذي وجد ممتزجا بالدماء". 

ويضيف عبد المجيد البلومي »الجاني أيضا وضع فوق المجني عليها جهاز التلفاز الموجود بالمحل لإغراقها بالماء..، وقد أمكن بعد سلسلة من التحريات في اوساط أصحاب محلات اللحام الصحي التوصل لمعرفة الجاني الذي كان عمد إلى غلق محله منذ ارتكاب الجريمة. وبمداهمة مقر سكناه ليلا وتفتيشه من قبل الجهة الأمنية المنابة من قبل القضاء، تم العثور على الوثائق الشخصية للضحية وجهاز هاتفها الجوال وقطع مصوغها. كما أثبت الاختبار الفني تطابق بصمته مع أثر البصمة المرفوعة ببيت الحمام. وقد اعترف الجاني تفصيليا بتورطه في القضية نتيجة تصدي الضحية له لما ارتمى عليها لمحاولة اغتصابها، وخشي من عاقبة ادانته بمحاولة الاغتصاب خاصة وأن المرحومة هددته بالتشكي به. وبالتالي فالجريمة هي سلوك إجرامي بحت ولا علاقة لها إطلاقا بالسياسة، خصوصا وأن الجاني شخص ساذج وبسيط ويكاد يكون أميا«.

قضية منتهية..

وفي علاقة بما يدور اليوم والزج باسم د.لطفي المرايحي في القضية قال عبد المجيد البلومي أن المرايحي كانت تربطه بالفعل علاقة صداقة بالضحية، وأبناؤه يمارسون أنشطة ترفيهية بنوادي الإذاعة أين تشتغل المرحومة. وحسب الأبحاث فإن الدكتور المرايحي  كان اتصل هاتفيا يوم الحادثة وهو يوم أحد من أيام شهر رمضان بالضحية وطلب منها أن تتكفل بجلب أبنائه من نادي التنشيط الاذاعي لمقر سكنى عائلته والتكفل بإعداد طبق سمك لأنها كانت رحمها الله تجيد إعداد الاسماك بحكم انتمائها لجهة الساحل .ولكن عدم ردها على اتصالاته جعلت الشك يساورها وعندما توجه الى منزله مع أبنائه وصديق للطرفين اكتشف الجريمة التي حصلت يومها.

ويضيف البلومي: »اليوم تعود القضية مجددا للواجهة بعنوان تخميني آخر وهو تورط رئيس حزب سياسي في العملية، والحال انه حسب خبرتي الأمنية في المجال العدلي، وحسب تقديراتي الشخصية، فإن كل من يطلع على ملف القضية بما يحتويه من محضر البحث المنجز من قبل الضابطة العدلية، وما يتضمنه من معاينات وسماعات واستنطاقات ومحجوزات واختبارات وعلى التحقيقات التي أجراها قاضي التحقيق والتي اختتمت بقرار ختم بحث وعلى قرار دائرة الاتهام  وعلى حيثيات الحكم النهائي الصادر ضد الجاني..، اعتقد أن القضية تعتبر منتهية، ولا أفهم الدواعي التي تجعل قضايا واضحة مؤيدة بأدلة إثبات لا يمكن أن يرتقي لها أدنى شك تنسب لغير مرتكبيها.. وأرى أن التأثيث الالكتروني والإعلامي لتحقيقات ومحاكمات شعبوية يشكل خطرا حقيقيا على ضمانات المحاكمات العادلة ومقوماتها، ويشكل خطرا على الديمقراطية الحقيقية التي تقوم على مبدإ "علوية القانون".. كما أود أن أشير هنا إلى أن الضابط العدلي الذي عهد إليه الإشراف على التحقيقات الأمنية في القضية هو حاليا متقاعد ومن المنضوين بالجمعية التي ننشط في إطارها وهو إطار أمني يتمتع بأعلى درجات المهنية والاحتراف وقد قضى أكثر من 25 سنة من حياته المهنية بالإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية منذ أن كانت فرقة وقد اختص بالتعهد بجرائم القتل المعقدة على مستوى وطني.

وبالتالي فله من الخبرة والحرفية ما يؤهله لكشف الحقيقة ولا يمكن أن تقع مخادعته بقضية من حجم مقتل المرحومة "عواطف بن حميدة". 

منية العرفاوي

إطار أمني باشر القضية يقدم الرواية لـ"الصباح": كامل تفاصيل وحقيقة جريمة مقتل عواطف  بن حميدة

 

تونس- الصباح

دون توقّع وفي خطوة مفاجئة، عادت قضية الصحفية ومديرة إذاعة الشباب السابقة الراحلة عواطف حميدة، لتشغل الرأي العام، بعد إعادة فتح تحقيق في قضية قتلها في 2001 بناء على مطلب إعادة التماس تقدّم به محامي المتهم في هذه القضية التي استوفت في وقتها كل درجات التقاضي فيها وصدر فيها حكما بات بناء على اعترافات المتهم بقتلها وتجسيده لتفاصيل جريمته.

وفي رواية مختلفة للأحداث المتداولة يقدّم الاطار الأمني المتقاعد ورئيس "جمعية أمل واستشراف لمتقاعدي الأمن التونسي"، عبد المجيد البلومي لـ»الصباح «روايته لتفاصيل الجريمة التي واكبها عن قرب وكان معنيا بحكم وظيفته الأمنية بالتحقيق فيها وبالتحقق من النتائج التي توصلت إليها الأبحاث.

في البداية يقول عبد المجيد البلومي أن من ضمن اهتمامات الجمعية التي يترأسها هو تناول، الأحداث الامنية المستجدة بالنقاش والتحليل من منطلق مخزون الخبرة التي راكمها المنخرطون في الجمعية وهم في أغلبهم إطارات أمنية عليا سابقة في سلك الأمن، ويضيف البلومي أن من المواضيع التي تمت مناقشتها مؤخرا قضية عواطف بن حميدة وما يُثار حولها اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي..، ويضيف البلومي »إعادة اثارة هذه القضية أثار استغرابي بالفعل لأنه عند ارتكاب الجريمة كنت صدفة وقتها مباشرا لعملي كإطار بمنطقة الأمن الوطني بأريانة مرجع مكان الواقعة داخل شقة كانت تقطنها المرحومة على وجه الكراء بالمنزه السادس. ولأن ما قرأته بمواقع التواصل الاجتماعي وما استمعت إليه بالمنابر الإعلامية فيه ما هو مغاير للواقع وفيه ما يفتقد للدقة. فقد كنت شخصيا من الاوائل الذين تواجدوا بمسرح الجريمة لإجراء المعاينات، ومن الذين شاركوا في سلسلة التحريات التي اجريت قبل التعرف على الجاني رغم أن القضية تعهدت بها الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية بمقتضى إنابة عدلية مسندة لها من قبل أحد السادة قضاة التحقيق بمحكمة أريانة الابتدائية..، كنا منذ البداية كأمنيين مهنيين ومحترفين متيقنين من أننا سنتوصل لكشف الجاني وإيقافه، وستبقى المسألة مسألة وقت فقط، وقد تركز اهتمامنا منذ بداية التحقيقات على المشتغلين في مجال اللحام الصحي "plombiers" خصوصاً وأن الجاني ترك بموطن الجريمة وتحديدا قرب الجثة ببيت الاستحمام أثر بصمة كف يد قابلة للاستغلال بالمقارنة مع بصمات كل مشبوه فيه.

 كما ان ما قاله الدكتور لطفي المرايحي والذي كان أول من اكتشف الجثة وأعلم السلط الأمنية عنها بانه كان اتصل هاتفيا بالضحية قبل غلق خطها الهاتفي فأعلمته أنها جلبت مختصا في اللحام الصحي لإصلاح عطب بشقتها، يتطابق مع ما كان استنتجه الطبيب الشرعي الدكتور منصف حمدون، بعد عملية التشريح من أن آلة الاعتداء يرجح من خلال آثارها بجثة الضحية أن تكون إحدى المعدات الحديدية التي تستعمل في تقويس الحديد أو " كلامولات - مفتاح ربط ". كما تبين أن الجاني استولى على جهاز هاتف الضحية ووثائقها الشخصية وجملة من قطع مصوغها وانصرف في حال سبيله بعد وضع الجثة ببيت حمام الشقة وسكب فوقها الماء الذي وجد ممتزجا بالدماء". 

ويضيف عبد المجيد البلومي »الجاني أيضا وضع فوق المجني عليها جهاز التلفاز الموجود بالمحل لإغراقها بالماء..، وقد أمكن بعد سلسلة من التحريات في اوساط أصحاب محلات اللحام الصحي التوصل لمعرفة الجاني الذي كان عمد إلى غلق محله منذ ارتكاب الجريمة. وبمداهمة مقر سكناه ليلا وتفتيشه من قبل الجهة الأمنية المنابة من قبل القضاء، تم العثور على الوثائق الشخصية للضحية وجهاز هاتفها الجوال وقطع مصوغها. كما أثبت الاختبار الفني تطابق بصمته مع أثر البصمة المرفوعة ببيت الحمام. وقد اعترف الجاني تفصيليا بتورطه في القضية نتيجة تصدي الضحية له لما ارتمى عليها لمحاولة اغتصابها، وخشي من عاقبة ادانته بمحاولة الاغتصاب خاصة وأن المرحومة هددته بالتشكي به. وبالتالي فالجريمة هي سلوك إجرامي بحت ولا علاقة لها إطلاقا بالسياسة، خصوصا وأن الجاني شخص ساذج وبسيط ويكاد يكون أميا«.

قضية منتهية..

وفي علاقة بما يدور اليوم والزج باسم د.لطفي المرايحي في القضية قال عبد المجيد البلومي أن المرايحي كانت تربطه بالفعل علاقة صداقة بالضحية، وأبناؤه يمارسون أنشطة ترفيهية بنوادي الإذاعة أين تشتغل المرحومة. وحسب الأبحاث فإن الدكتور المرايحي  كان اتصل هاتفيا يوم الحادثة وهو يوم أحد من أيام شهر رمضان بالضحية وطلب منها أن تتكفل بجلب أبنائه من نادي التنشيط الاذاعي لمقر سكنى عائلته والتكفل بإعداد طبق سمك لأنها كانت رحمها الله تجيد إعداد الاسماك بحكم انتمائها لجهة الساحل .ولكن عدم ردها على اتصالاته جعلت الشك يساورها وعندما توجه الى منزله مع أبنائه وصديق للطرفين اكتشف الجريمة التي حصلت يومها.

ويضيف البلومي: »اليوم تعود القضية مجددا للواجهة بعنوان تخميني آخر وهو تورط رئيس حزب سياسي في العملية، والحال انه حسب خبرتي الأمنية في المجال العدلي، وحسب تقديراتي الشخصية، فإن كل من يطلع على ملف القضية بما يحتويه من محضر البحث المنجز من قبل الضابطة العدلية، وما يتضمنه من معاينات وسماعات واستنطاقات ومحجوزات واختبارات وعلى التحقيقات التي أجراها قاضي التحقيق والتي اختتمت بقرار ختم بحث وعلى قرار دائرة الاتهام  وعلى حيثيات الحكم النهائي الصادر ضد الجاني..، اعتقد أن القضية تعتبر منتهية، ولا أفهم الدواعي التي تجعل قضايا واضحة مؤيدة بأدلة إثبات لا يمكن أن يرتقي لها أدنى شك تنسب لغير مرتكبيها.. وأرى أن التأثيث الالكتروني والإعلامي لتحقيقات ومحاكمات شعبوية يشكل خطرا حقيقيا على ضمانات المحاكمات العادلة ومقوماتها، ويشكل خطرا على الديمقراطية الحقيقية التي تقوم على مبدإ "علوية القانون".. كما أود أن أشير هنا إلى أن الضابط العدلي الذي عهد إليه الإشراف على التحقيقات الأمنية في القضية هو حاليا متقاعد ومن المنضوين بالجمعية التي ننشط في إطارها وهو إطار أمني يتمتع بأعلى درجات المهنية والاحتراف وقد قضى أكثر من 25 سنة من حياته المهنية بالإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية منذ أن كانت فرقة وقد اختص بالتعهد بجرائم القتل المعقدة على مستوى وطني.

وبالتالي فله من الخبرة والحرفية ما يؤهله لكشف الحقيقة ولا يمكن أن تقع مخادعته بقضية من حجم مقتل المرحومة "عواطف بن حميدة". 

منية العرفاوي