إن قمة لم الشمل العربي المنعقدة بالجزائر والتي تعصف بعدد من دولها الصراعات الداخلية والبينية ، وبين التفاؤل والتشاؤم انعقدت هذه القمة بعد بذل الجزائر جهدا لبناء حالة توافق وتفاهمات حول عديد الملفات التي كانت قابلة للانفجار في كل لحظة رغم غياب العديد من الزعماء العرب عن القمة، فإذا كان عنوان عدم حضور بعضهم الحالة الصحية، فان ما يقرأ خلف الأعذار أن هناك توجهات لتفادي الصدامات والمواجهات من خلال تراجع الجزائر عن الإصرار في الوقت الراهن على عودة سوريا الى الجامعة العربية خصوصا ان الصف الخليجي الموحد ضد دمشق قد يتعرض للانقسام بتعلة أن السلطة في سوريا ما تزال تخضع للنفوذ الإيراني وهو ما يعطل مسار المصالحة، إلا أن وزير الخارجية الجزائري وخلال الندوة الصحفية المنعقدة بعد اختتام القمة بعث برسالة في المقابل إلى السوريين "تضمنت أن سوريا في عقولنا وقلوبنا وعودتها إلى الصف العربي هو الأمر الطبيعي" إلى جانب أن القضية الفلسطينية التي لم تعد محل إجماع الأنظمة العربية في الوقت الراهن على اثر التطبيع الذي نخر بعض الدول العربية بعد اتفاقيات ارباهام فقمة لم الشمل تعتبر الخطوة الأولى برأينا اليوم للتقدم نحو تحقيق التناغم بين القادة العرب وصولا إلى وحدة الصف العربي مستقبلا وفرصة سانحة لمزيد تعزيز العلاقات المغاربية دفعا لبناء القطار المغاربي لمواجهة التحديات العديدة مثل الهجرة و النزوح في ظل عالم تسوده الخلافات والحروب لكي تحفظ الدول المغاربية خيراتها سالمة للأجيال القادمة في جو من التآزر والود بين شعوبها ولتخفيف عواصف الشقاق بين دول اتحاد المغاربي تنزل دعوة الملك المغربي محمد السادس نظيره الجزائري عبد المجيد تبون أثناء انعقاد القمة العربية بالجزائر لزيارة المغرب للتباحث حول عديد الملفات موضع خلاف بين البلدين لتجاوزها سيكون لها برأينا الأثر الايجابي للوصول إلى التكامل المغاربي ومماثلا للتكتلات الإقليمية العالمية مثل الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي....، فرغم الألغام التي عرفتها القمة قبل انعقادها نستبشر بما توصل اليه القادة العرب الحاضرين اليوم رغم المقاربات المختلفة والانقسامات خلال محادثاتهم نستبشر اليوم بالتوصل إلى الحد الأدنى من التوافق خلال نقاشاتهم بعد جمع الشمل والرغبة في فتح أفاق واعدة للعمل المشترك على اثر رص الصفوف وجمع الكلمة من أجل قمة مؤثرة قادرة على فرض المصالح المشتركة، فعلى اثر قمة الجزائر تضمن بيانها الختامي الصادر في 02/11/2022 التأكيد على عدة قرارات منها مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف وتجسيد دولة فلسطين مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، مع التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها... وحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على مبدأ الأرض مقابل السلام والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مع ضرورة مواصلة المساعي لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها من طرف قوات الاحتلال، مع ضرورة العمل لحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والإشادة بالجهود العربية لتوحيد الصف الفلسطيني بالجزائر مؤخرا من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية إلى جانب رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية مع التمسك بمبدأ الحلول العربية للمشاكل العربية عبر تقوية دور جامعة العربية في الوقاية من الأزمات وحلها بالطرق السلمية والدعوة مزيد تعزيز العلاقات العربية، أما بخصوص الملف الليبي فأعرب القادة عن تضامنهم مع شعبه ودعم الجهود لإنهاء الأزمة الليبية من خلال حل ليبي ليبي فقط يحفظ وحدة هذا البلد وسيادته وبضرورة تنظيم انتخابات في أسرع وقت لتحقيق الاستقرار السياسي، كما تم التأكيد أيضا على دعم الحكومة الشرعية اليمنية وضرورة تحقيق تسوية سياسية شاملة تضمن وحدة اليمن واستقراره ، وأمن دول الخليج العربي ورفض التدخل في شؤونه الداخلية ، أما بخصوص الملف السوري فتمت دعوة الدول العربية للقيام بدور جماعي للمساهمة في جهود للتوصل إلى حل سياسي للازمة السورية ومعالجة كل تبعاتها السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية بما يضمن سلامة سوريا وسيادتها ويعيد لها أمنها واستقرارها ومكانتها إقليميا كما أكدت القمة على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وفقا للمرجعيات المتفق عليها، إضافة لضرورة تعزيز الجهود لتجسيد مشروع التكامل الاقتصادي العربي وفق رؤية شاملة تكفل الاستغلال الأمثل لمقومات الاقتصاديات العربية بهدف التفعيل الكامل لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى تمهيدا لإقامة الاتحاد الجمركي العربي، كما دعت القمة ضرورة مشاركة الدول العربية في صياغة معالم المنظومة الدولية الجديدة لعالم ما بعد وباء كورونا والحرب في أوكرانيا كمجموعة منسجمة لتقديم مساهمة ايجابية في الخصوص مع الالتزام بمبادئ عدم الانحياز بالموقف العربي المشترك من الحرب في أوكرانيا الذي يقوم على نبذ استعمال القوة والسعي لتفعيل خيار السلام من خلال مجموعة الاتصال العربية التي تضم بلدان (الجزائر، مصر،الأردن، الإمارات العربية المتحدة، السودان، العراق والأمين العام لجامعة الدول العربية) للجهود الرامية لبلورة حل سياسي للازمة بتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة ويراعي الشواغل الأمنية للدول المعنية ... فالمطلوب على اثر ما تقدم بضرورة تجسيم قرارات القمة على أرض الواقع.
نؤكد اليوم أن ما يجمع الدول والشعوب العربية أكثر مما يفرقها بفضل قوة الروابط العريقة والتاريخ والمصير المشترك، إلا أن استمرار الصراعات في المنطقة ساهم في استنزاف الكثير من الطاقات العربية، الشيء الذي أتاح التدخل في شؤون المنطقة بسبب ضعف التضامن العربي الذي حول المنطقة العربية ساحات للصراعات الدولية الإقليمية، والنزاعات المذهبية والطائفية، وملاذات للتنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار البلدان العربية ونأمل اليوم وبعد اختتام القمة وما تضمنه إعلان الجزائر من قرارات، وبعد دخول العالم اليوم في مرحلة جديدة من التاريخ مختلفة عن المراحل السابقة ، وإن كانت هناك جملة من القضايا الشائكة على المستوى العالمي نؤكد أنه لا يمكن أن تكون على حساب البلدان العربية مثل قضايا الفقر والبطالة ... فالدول العربية يتعين طرحها متوحدة ومجتمعة بتعزيز صفها ولإيجاد الحلول بشأنها لا مفروضة من طرف بلدان الشمال التي تطرح الحلول وفق غاياتها متناسية ما تضمنه ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة خصوصا مع احتداد حالة الاستقطاب الدولي بعد الحرب على أوكرانيا اليوم وتداعيات هذا الصراع على البلدان العربية المتعين عليها مزيد الالتفاف مع بعضها لتكوين محور وقطب جديد عربي يكون له دورا فاعلا ووازنا في إطار العلاقات الدولية.
*باحث وناشط في الحقل الجمعياتي
بمدينة بنزرت
بقلم: الحبيب الذوادي
إن قمة لم الشمل العربي المنعقدة بالجزائر والتي تعصف بعدد من دولها الصراعات الداخلية والبينية ، وبين التفاؤل والتشاؤم انعقدت هذه القمة بعد بذل الجزائر جهدا لبناء حالة توافق وتفاهمات حول عديد الملفات التي كانت قابلة للانفجار في كل لحظة رغم غياب العديد من الزعماء العرب عن القمة، فإذا كان عنوان عدم حضور بعضهم الحالة الصحية، فان ما يقرأ خلف الأعذار أن هناك توجهات لتفادي الصدامات والمواجهات من خلال تراجع الجزائر عن الإصرار في الوقت الراهن على عودة سوريا الى الجامعة العربية خصوصا ان الصف الخليجي الموحد ضد دمشق قد يتعرض للانقسام بتعلة أن السلطة في سوريا ما تزال تخضع للنفوذ الإيراني وهو ما يعطل مسار المصالحة، إلا أن وزير الخارجية الجزائري وخلال الندوة الصحفية المنعقدة بعد اختتام القمة بعث برسالة في المقابل إلى السوريين "تضمنت أن سوريا في عقولنا وقلوبنا وعودتها إلى الصف العربي هو الأمر الطبيعي" إلى جانب أن القضية الفلسطينية التي لم تعد محل إجماع الأنظمة العربية في الوقت الراهن على اثر التطبيع الذي نخر بعض الدول العربية بعد اتفاقيات ارباهام فقمة لم الشمل تعتبر الخطوة الأولى برأينا اليوم للتقدم نحو تحقيق التناغم بين القادة العرب وصولا إلى وحدة الصف العربي مستقبلا وفرصة سانحة لمزيد تعزيز العلاقات المغاربية دفعا لبناء القطار المغاربي لمواجهة التحديات العديدة مثل الهجرة و النزوح في ظل عالم تسوده الخلافات والحروب لكي تحفظ الدول المغاربية خيراتها سالمة للأجيال القادمة في جو من التآزر والود بين شعوبها ولتخفيف عواصف الشقاق بين دول اتحاد المغاربي تنزل دعوة الملك المغربي محمد السادس نظيره الجزائري عبد المجيد تبون أثناء انعقاد القمة العربية بالجزائر لزيارة المغرب للتباحث حول عديد الملفات موضع خلاف بين البلدين لتجاوزها سيكون لها برأينا الأثر الايجابي للوصول إلى التكامل المغاربي ومماثلا للتكتلات الإقليمية العالمية مثل الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي....، فرغم الألغام التي عرفتها القمة قبل انعقادها نستبشر بما توصل اليه القادة العرب الحاضرين اليوم رغم المقاربات المختلفة والانقسامات خلال محادثاتهم نستبشر اليوم بالتوصل إلى الحد الأدنى من التوافق خلال نقاشاتهم بعد جمع الشمل والرغبة في فتح أفاق واعدة للعمل المشترك على اثر رص الصفوف وجمع الكلمة من أجل قمة مؤثرة قادرة على فرض المصالح المشتركة، فعلى اثر قمة الجزائر تضمن بيانها الختامي الصادر في 02/11/2022 التأكيد على عدة قرارات منها مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف وتجسيد دولة فلسطين مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، مع التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها... وحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على مبدأ الأرض مقابل السلام والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مع ضرورة مواصلة المساعي لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها من طرف قوات الاحتلال، مع ضرورة العمل لحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والإشادة بالجهود العربية لتوحيد الصف الفلسطيني بالجزائر مؤخرا من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية إلى جانب رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية مع التمسك بمبدأ الحلول العربية للمشاكل العربية عبر تقوية دور جامعة العربية في الوقاية من الأزمات وحلها بالطرق السلمية والدعوة مزيد تعزيز العلاقات العربية، أما بخصوص الملف الليبي فأعرب القادة عن تضامنهم مع شعبه ودعم الجهود لإنهاء الأزمة الليبية من خلال حل ليبي ليبي فقط يحفظ وحدة هذا البلد وسيادته وبضرورة تنظيم انتخابات في أسرع وقت لتحقيق الاستقرار السياسي، كما تم التأكيد أيضا على دعم الحكومة الشرعية اليمنية وضرورة تحقيق تسوية سياسية شاملة تضمن وحدة اليمن واستقراره ، وأمن دول الخليج العربي ورفض التدخل في شؤونه الداخلية ، أما بخصوص الملف السوري فتمت دعوة الدول العربية للقيام بدور جماعي للمساهمة في جهود للتوصل إلى حل سياسي للازمة السورية ومعالجة كل تبعاتها السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية بما يضمن سلامة سوريا وسيادتها ويعيد لها أمنها واستقرارها ومكانتها إقليميا كما أكدت القمة على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وفقا للمرجعيات المتفق عليها، إضافة لضرورة تعزيز الجهود لتجسيد مشروع التكامل الاقتصادي العربي وفق رؤية شاملة تكفل الاستغلال الأمثل لمقومات الاقتصاديات العربية بهدف التفعيل الكامل لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى تمهيدا لإقامة الاتحاد الجمركي العربي، كما دعت القمة ضرورة مشاركة الدول العربية في صياغة معالم المنظومة الدولية الجديدة لعالم ما بعد وباء كورونا والحرب في أوكرانيا كمجموعة منسجمة لتقديم مساهمة ايجابية في الخصوص مع الالتزام بمبادئ عدم الانحياز بالموقف العربي المشترك من الحرب في أوكرانيا الذي يقوم على نبذ استعمال القوة والسعي لتفعيل خيار السلام من خلال مجموعة الاتصال العربية التي تضم بلدان (الجزائر، مصر،الأردن، الإمارات العربية المتحدة، السودان، العراق والأمين العام لجامعة الدول العربية) للجهود الرامية لبلورة حل سياسي للازمة بتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة ويراعي الشواغل الأمنية للدول المعنية ... فالمطلوب على اثر ما تقدم بضرورة تجسيم قرارات القمة على أرض الواقع.
نؤكد اليوم أن ما يجمع الدول والشعوب العربية أكثر مما يفرقها بفضل قوة الروابط العريقة والتاريخ والمصير المشترك، إلا أن استمرار الصراعات في المنطقة ساهم في استنزاف الكثير من الطاقات العربية، الشيء الذي أتاح التدخل في شؤون المنطقة بسبب ضعف التضامن العربي الذي حول المنطقة العربية ساحات للصراعات الدولية الإقليمية، والنزاعات المذهبية والطائفية، وملاذات للتنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار البلدان العربية ونأمل اليوم وبعد اختتام القمة وما تضمنه إعلان الجزائر من قرارات، وبعد دخول العالم اليوم في مرحلة جديدة من التاريخ مختلفة عن المراحل السابقة ، وإن كانت هناك جملة من القضايا الشائكة على المستوى العالمي نؤكد أنه لا يمكن أن تكون على حساب البلدان العربية مثل قضايا الفقر والبطالة ... فالدول العربية يتعين طرحها متوحدة ومجتمعة بتعزيز صفها ولإيجاد الحلول بشأنها لا مفروضة من طرف بلدان الشمال التي تطرح الحلول وفق غاياتها متناسية ما تضمنه ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة خصوصا مع احتداد حالة الاستقطاب الدولي بعد الحرب على أوكرانيا اليوم وتداعيات هذا الصراع على البلدان العربية المتعين عليها مزيد الالتفاف مع بعضها لتكوين محور وقطب جديد عربي يكون له دورا فاعلا ووازنا في إطار العلاقات الدولية.