يوافق الاثنين المقبل 14 نوفمبر "يوم مرضى السكري"، ويعد مرض السكري مرضا مزمنا يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه. والأنسولين هو هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم، ويُعد فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جرّاء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.
ويصل معدل الإصابة بمرض السكري إلى 20% في تونس أي أكثر من 2 مليون تونسي، كما أنه يسجل نسب مرتفعة لدى الشباب، كما تضاعف عدد مرضى السكري في تونس من سنة 1970 الى سنة 2020، وفقا لرئيس جمعية أطباء أمراض السكري والغدد، الدكتور قصي العش في تصريحه لـ"الصباح".
أسباب ارتفاع عدد مرض السكري
أضاف العش، في علاقة بالصعوبات والإشكاليات التي تعاني منها هذه الفئة، أن الأدوية الخاصة بمرضى السكري باهظة الثمن كما أنها في ارتفاع مستمر، كما لا يتم تعويض جميع الأدوية من قبل صندوق التأمين عن المرض CNAM، وهو ما يفسر أسباب ارتفاع عدد مرضى السكري في تونس. وإذا لم يتم اتخاذ تدابير وقائية أكثر من قبل هياكل الدولة، فإن معدل الإصابة بمرض السكري ستتجاوز 25% خلال السنوات القادمة.
وشدد محدثنا على ضرورة تقاسم تحسين الوضع بين الدولة والمرضى والأطباء بفضل سياسة تقوم على الوقاية بالفحص والمعاينة للمرضى مما يجعل من الممكن تقليل المضاعفات المالية والتكلفة الإجمالية للأدوية التي تقل تتسبب حاليا في خسارة نقطة واحدة من معدل النمو، وأشار الى انه يجب على المرضى احترام إجراءات نمط الحياة مثل النشاط البدني والنظام الغذائي والإقلاع عن التدخين والكحول.. والتي يصعب تطبيقها في سياقنا التونسي الحالي.
وتفيد دراسة أعدّتها وزارة الصحة والجمعية التونسية لأمراض الغدد الصماء والسكري والأمراض الاستقلابية ومنظمة الصحة العالمية في عام 2021، بأنّ 50% من المصابين بمرض السكري غير مشخّصين في تونس، و 1% فقط من هؤلاء يتمكّنون من ضبط مرضهم. أمّا نسبة المصابين المشخّصين فوق 15 عاماً فهي 15.5% في عام 2021.
من جهتهم، قدّر باحثون في جامعة محمود الماطري في العاصمة تونس، في نهاية عام 2021، أنّ هذا المرض يطال 19.8 في المائة من سكان البلاد، ويمثّل واحداً من أسباب الوفيات الخمسة الأولى بين التونسيين، فهو مسؤول عن وفاة 8.1 في المائة من النساء و5.7 في المائة من الرجال. ويؤكدون أنّه يُعَدّ مكلفاً جداً على الصحة العامة كما الاقتصاد، لا سيّما نتيجة المضاعفات الصحية التي تستلزم تدخلات طبية واستشفاء.
وارتفع عدد المصابين بمرض السكري من 108 مليون شخص في عام 1980 إلى 422 مليون شخص في عام 2014. ويزداد انتشار داء السكري في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بوتيرة أسرع من وتيرة انتشاره في البلدان المرتفعة الدخل. كما أنه أحد الأسباب الرئيسية للعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلى، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وقد ارتفعت معدلات الوفيات المبكرة الناجمة عن مرض السكري بنسبة 3% في الفترة بين عامي 2000 و2019. وتشير التقديرات إلى أن مرض السكري ومرض الكلى الناجم عنه تسببا في عام 2019 في حدوث نحو مليوني حالة وفاة. ويُعد إتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن الطبيعي للجسم، وتجنّب تعاطي التبغ، من سبل الوقاية الإصابة بداء السكري من النمط 2 أو تأخير ظهوره.
كما يمكن علاج داء السكري وتجنب عواقبه أو تأخير ظهورها بإتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني وتناول الدواء الموصوف له وإجراء فحوصات منتظمة وعلاج المضاعفات.
الرعاية والمتابعة للمرضى
توجهت وزارة الصحة إلى مرضى السكري بجملة من النصائح لفائدتهم وذلك بمناسبة احتفال تونس مثل سائر الدول باليوم العالمي للسكري الموافق لـ14 نوفمبر من كل سنة تحت شعار: «نحو رعاية أفضل لمرضى السكري «.
واختارت الوزارة هذا الشعار حسب ما ورد في ورقة إعلامية، للتأكيد على أهمية تقصي مرض السكري في مراحله الأولى وقبل المضاعفات مع تقديم الرعاية والمتابعة للمرضى والتثقيف الصحي والعلاجي لهم ولعائلاتهم لمساعدهم على حسن التعايش مع مرضهم وتحقيق رعاية ومتابعة تحفظ صحتهم وتجنبهم كل هذه المضاعفات.
وشددت الوزارة على دور المرضى في رعاية ومتابعة السكري موصية إياهم بـتقبل المرض عند اكتشاف الإصابة به وعدم اللامبالاة به، وإتباع نمط عيش صحي وسليم وتوخي السلوكيات الإيجابية (التغذية السليمة والمتوازنة، والنشاط البدني المنتظم، ومكافحة السمنة والامتناع عن التدخين) التي لها دور كبير في تعديل نسبة السكر وتفادي المضاعفات.
ودعت المصابين بهذا الداء الى الالتزام بالعلاج الدوائي وأخذه في مواعيده، وبالنظام الغذائي ونصائح المشرفين على العلاج، والالتزام بالمواعيد الدورية مع الطبيب المباشر ومهني الصحة المشرفين على المتابعة (القيام بالتحاليل البيولوجية قبل العيادة المبرمجة، عيادة أخصائي التغذية، العيادات المختصة لتقصي المضاعفات..).
كما أوصت بالمراقبة والمتابعة الذاتية المنتظمة للسكري إن أمكن (من طرف المريض أو بمساعدة من عائلته) وزيارة الطبيب في حالة عدم تعديل أو هبوط حاد لنسبة السكر في الدم أو ظهور أعراض لتعكرات صدية، طلب المساعدة من العائلة والمحيطين، في متابعة السكري وكلما استلزم الأمر ذلك.
وحذرت الوزارة من مضاعفات داء السكري ومن أبرزها التعرض الى فقدان البصر والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وبتر الأطراف….
توقعات بالارتفاع
ذكرت الوزارة أن 15,5% من الذين أعمارهم 15 سنة فما فوق هم مصابون بالسكري وذلك حسب المسح الصحي التونسي 2016 وأن الأمراض غير السارية هي سبب 82% من الوفيات، حسب السجل الوطني للوفيات، كما يتسبب السكـري في 5% من الوفيات (بعد أمراض القلب والشرايين والسرطان).
من جهتها الطبيبة المنسقة بمجمع طب الشغل بصفاقس، هندة دربال، أكدت أن السكري من أكثر الأمراض المزمنة المنتشرة في تونس حيث تبلغ نسبة المصابين 19 % من عدد الجملي للسكان ومن المتوقع أن ترتفع النسبة إلى ما بين 27 و 30 % خلال سنة 2027 وفق تصريحها لديوان أف أم.
وأوضحت هندة دربال خلال يوم مفتوح للتقصي المبكر المجاني للسكري ينظمه مجمع طب الشغل بصفاقس لفائدة العاملين بالمؤسسات المتعاقدة مع المجمع أن أطباء الصف الأول والأطباء الوقائيين وأطباء الصحة العمومية والأطباء المباشرين لمرض الغدد والسكري يضطلعون بدور كبير للتشخيص المبكر للسكري ولمضاعفاته من أجل تعزيز الوقاية والمحافظة على صحة وسلامة العامل صلب مؤسسته.
وأضافت الطبيبة المنسقة بمجمع طب الشغل بصفاقس أن الوقاية من مرض السكري تكون عبر العمل الميداني للأطباء صلب المؤسسات لتحسيس وتوعية العامل بإتباع نظام غذائي سليم وضمان استمرارية العلاج.
صلاح الدين كريمي
تونس- الصباح
يوافق الاثنين المقبل 14 نوفمبر "يوم مرضى السكري"، ويعد مرض السكري مرضا مزمنا يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه. والأنسولين هو هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم، ويُعد فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جرّاء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.
ويصل معدل الإصابة بمرض السكري إلى 20% في تونس أي أكثر من 2 مليون تونسي، كما أنه يسجل نسب مرتفعة لدى الشباب، كما تضاعف عدد مرضى السكري في تونس من سنة 1970 الى سنة 2020، وفقا لرئيس جمعية أطباء أمراض السكري والغدد، الدكتور قصي العش في تصريحه لـ"الصباح".
أسباب ارتفاع عدد مرض السكري
أضاف العش، في علاقة بالصعوبات والإشكاليات التي تعاني منها هذه الفئة، أن الأدوية الخاصة بمرضى السكري باهظة الثمن كما أنها في ارتفاع مستمر، كما لا يتم تعويض جميع الأدوية من قبل صندوق التأمين عن المرض CNAM، وهو ما يفسر أسباب ارتفاع عدد مرضى السكري في تونس. وإذا لم يتم اتخاذ تدابير وقائية أكثر من قبل هياكل الدولة، فإن معدل الإصابة بمرض السكري ستتجاوز 25% خلال السنوات القادمة.
وشدد محدثنا على ضرورة تقاسم تحسين الوضع بين الدولة والمرضى والأطباء بفضل سياسة تقوم على الوقاية بالفحص والمعاينة للمرضى مما يجعل من الممكن تقليل المضاعفات المالية والتكلفة الإجمالية للأدوية التي تقل تتسبب حاليا في خسارة نقطة واحدة من معدل النمو، وأشار الى انه يجب على المرضى احترام إجراءات نمط الحياة مثل النشاط البدني والنظام الغذائي والإقلاع عن التدخين والكحول.. والتي يصعب تطبيقها في سياقنا التونسي الحالي.
وتفيد دراسة أعدّتها وزارة الصحة والجمعية التونسية لأمراض الغدد الصماء والسكري والأمراض الاستقلابية ومنظمة الصحة العالمية في عام 2021، بأنّ 50% من المصابين بمرض السكري غير مشخّصين في تونس، و 1% فقط من هؤلاء يتمكّنون من ضبط مرضهم. أمّا نسبة المصابين المشخّصين فوق 15 عاماً فهي 15.5% في عام 2021.
من جهتهم، قدّر باحثون في جامعة محمود الماطري في العاصمة تونس، في نهاية عام 2021، أنّ هذا المرض يطال 19.8 في المائة من سكان البلاد، ويمثّل واحداً من أسباب الوفيات الخمسة الأولى بين التونسيين، فهو مسؤول عن وفاة 8.1 في المائة من النساء و5.7 في المائة من الرجال. ويؤكدون أنّه يُعَدّ مكلفاً جداً على الصحة العامة كما الاقتصاد، لا سيّما نتيجة المضاعفات الصحية التي تستلزم تدخلات طبية واستشفاء.
وارتفع عدد المصابين بمرض السكري من 108 مليون شخص في عام 1980 إلى 422 مليون شخص في عام 2014. ويزداد انتشار داء السكري في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بوتيرة أسرع من وتيرة انتشاره في البلدان المرتفعة الدخل. كما أنه أحد الأسباب الرئيسية للعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلى، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وقد ارتفعت معدلات الوفيات المبكرة الناجمة عن مرض السكري بنسبة 3% في الفترة بين عامي 2000 و2019. وتشير التقديرات إلى أن مرض السكري ومرض الكلى الناجم عنه تسببا في عام 2019 في حدوث نحو مليوني حالة وفاة. ويُعد إتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن الطبيعي للجسم، وتجنّب تعاطي التبغ، من سبل الوقاية الإصابة بداء السكري من النمط 2 أو تأخير ظهوره.
كما يمكن علاج داء السكري وتجنب عواقبه أو تأخير ظهورها بإتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني وتناول الدواء الموصوف له وإجراء فحوصات منتظمة وعلاج المضاعفات.
الرعاية والمتابعة للمرضى
توجهت وزارة الصحة إلى مرضى السكري بجملة من النصائح لفائدتهم وذلك بمناسبة احتفال تونس مثل سائر الدول باليوم العالمي للسكري الموافق لـ14 نوفمبر من كل سنة تحت شعار: «نحو رعاية أفضل لمرضى السكري «.
واختارت الوزارة هذا الشعار حسب ما ورد في ورقة إعلامية، للتأكيد على أهمية تقصي مرض السكري في مراحله الأولى وقبل المضاعفات مع تقديم الرعاية والمتابعة للمرضى والتثقيف الصحي والعلاجي لهم ولعائلاتهم لمساعدهم على حسن التعايش مع مرضهم وتحقيق رعاية ومتابعة تحفظ صحتهم وتجنبهم كل هذه المضاعفات.
وشددت الوزارة على دور المرضى في رعاية ومتابعة السكري موصية إياهم بـتقبل المرض عند اكتشاف الإصابة به وعدم اللامبالاة به، وإتباع نمط عيش صحي وسليم وتوخي السلوكيات الإيجابية (التغذية السليمة والمتوازنة، والنشاط البدني المنتظم، ومكافحة السمنة والامتناع عن التدخين) التي لها دور كبير في تعديل نسبة السكر وتفادي المضاعفات.
ودعت المصابين بهذا الداء الى الالتزام بالعلاج الدوائي وأخذه في مواعيده، وبالنظام الغذائي ونصائح المشرفين على العلاج، والالتزام بالمواعيد الدورية مع الطبيب المباشر ومهني الصحة المشرفين على المتابعة (القيام بالتحاليل البيولوجية قبل العيادة المبرمجة، عيادة أخصائي التغذية، العيادات المختصة لتقصي المضاعفات..).
كما أوصت بالمراقبة والمتابعة الذاتية المنتظمة للسكري إن أمكن (من طرف المريض أو بمساعدة من عائلته) وزيارة الطبيب في حالة عدم تعديل أو هبوط حاد لنسبة السكر في الدم أو ظهور أعراض لتعكرات صدية، طلب المساعدة من العائلة والمحيطين، في متابعة السكري وكلما استلزم الأمر ذلك.
وحذرت الوزارة من مضاعفات داء السكري ومن أبرزها التعرض الى فقدان البصر والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وبتر الأطراف….
توقعات بالارتفاع
ذكرت الوزارة أن 15,5% من الذين أعمارهم 15 سنة فما فوق هم مصابون بالسكري وذلك حسب المسح الصحي التونسي 2016 وأن الأمراض غير السارية هي سبب 82% من الوفيات، حسب السجل الوطني للوفيات، كما يتسبب السكـري في 5% من الوفيات (بعد أمراض القلب والشرايين والسرطان).
من جهتها الطبيبة المنسقة بمجمع طب الشغل بصفاقس، هندة دربال، أكدت أن السكري من أكثر الأمراض المزمنة المنتشرة في تونس حيث تبلغ نسبة المصابين 19 % من عدد الجملي للسكان ومن المتوقع أن ترتفع النسبة إلى ما بين 27 و 30 % خلال سنة 2027 وفق تصريحها لديوان أف أم.
وأوضحت هندة دربال خلال يوم مفتوح للتقصي المبكر المجاني للسكري ينظمه مجمع طب الشغل بصفاقس لفائدة العاملين بالمؤسسات المتعاقدة مع المجمع أن أطباء الصف الأول والأطباء الوقائيين وأطباء الصحة العمومية والأطباء المباشرين لمرض الغدد والسكري يضطلعون بدور كبير للتشخيص المبكر للسكري ولمضاعفاته من أجل تعزيز الوقاية والمحافظة على صحة وسلامة العامل صلب مؤسسته.
وأضافت الطبيبة المنسقة بمجمع طب الشغل بصفاقس أن الوقاية من مرض السكري تكون عبر العمل الميداني للأطباء صلب المؤسسات لتحسيس وتوعية العامل بإتباع نظام غذائي سليم وضمان استمرارية العلاج.