مرت أمس 35 عاما كاملة عن تغيير 7 نوفمبر 1987 الذي أسفر عن إقالة الزعيم الحبيب بورقيبة وعدد من المقربين منه عن الحكم واستلام الوزير الأول ووزير الداخلية آنذاك زين العابدين بن علي مقاليد الأمور في قصر قرطاج وعلى رأس كل مؤسسات الدولة لمدة 23 عاما...
ومرت الآن حوالي 13 عاما سنة عن الإطاحة بحكم بن علي، بعد اضطرابات ومظاهرات اجتماعية وسياسية تطورت لاحقا إلى "الثورات الشبابية" في اغلب الدول العربية.. ثم إلى سلسلة من "الحروب الأهلية" و"الحروب بالوكالة" في اغلب دول المنطقة وخاصة في ليبيا وسوريا واليمن ومصر وتونس التي كانت "مهد الربيع العربي" (؟!!)
لكن الملفت للنظر انه رغم طول المدة التي تفصلنا عن "تغيير 7 نوفمبر 1987 "و" ثورة 14 جانفي 2011" لم تقدم السلطات السياسية الرسمية ولا القضائية سردية واضحة لحقيقة ما جرى عشية الإطاحة بالرئيسين بورقيبة وبن علي وفريقيهما.. وملابسات التغيير... والأطراف المحلية والدولية التي شاركت فيه... ودور "القوى الصلبة" العسكرية والأمنية والسياسية.. والمهمات التي لعبتها بعض العائلات الحاكمة والشخصيات الرسمية وشبه الرسمية بالتنسيق مع عواصم عالمية وإقليمية مؤثرة مثل واشنطن والجزائر وروما وباريس ولندن...
بعد 35 عاما كاملة عن "تغيير 7 نوفمبر 1987" مازال بعض المقربين من الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي يقدمون روايات أمنية وسياسية عن الأحداث.. وعن شرعية "التقرير الطبي" الذي برر به بن علي ووزيره الأول الهادي البكوش والجنرال الحبيب عمار(أول وزير داخلية بعد 7 نوفمبر 1987) وآخرون قرار عزل الزعيم بورقيبة، بموافقة اغلب وزراء بورقيبة وجنرالات الجيش والأمن...
ومازالت سلطات واشنطن والجزائر وايطاليا لم تكشف رسميا عن دورها في تنحية بورقيبة "صديق فرنسا" وتعويضه ببن علي "صديق أمريكا"... بعد تحركات ماراطونية قام بها بن علي بالتعاون مع سفيري أمريكا والجزائر بتونس روبرت بيلترو الابن ومسعود ايت شعلان ومهمات شارك فيها وزير داخلية الجزائر الهادي الخذيري والوزير التونسي الهادي البكوش ورجل الأعمال كمال اللطيف ورئيس حكومة ايطاليا كراكسي وضباط أمريكان وايطاليون وجزائريون..
في نفس الوقت لم يقع بعد الكشف عن "جوانب استخباراتية وعسكرية خفية" كثيرة في مسار إسقاط حكم بن علي تمهيدا لإسقاط حكمي حسني مبارك في مصر ومعمر القذافي.. بالتزامن مع تزايد تأثير معارضي الأنظمة العربية الحاكمة داخل مؤسسات الحكم وخارجها..
بعيدا عن خطابات التمجيد والشيطنة حان الوقت للكشف عن ملابسات حفت بمحطات سياسية اجتماعية مهمة في تاريخ البلاد والمنطقة بينها "تغيير 7 نوفمبر 1987 و ثورة 14 جانفي 2011..."
لعل القراءة الهادئة للتاريخ القريب تساعد على فهم تعقيدات الواقع الراهن وغلطات صناع القرار حاليا..
كمال بن يونس
مرت أمس 35 عاما كاملة عن تغيير 7 نوفمبر 1987 الذي أسفر عن إقالة الزعيم الحبيب بورقيبة وعدد من المقربين منه عن الحكم واستلام الوزير الأول ووزير الداخلية آنذاك زين العابدين بن علي مقاليد الأمور في قصر قرطاج وعلى رأس كل مؤسسات الدولة لمدة 23 عاما...
ومرت الآن حوالي 13 عاما سنة عن الإطاحة بحكم بن علي، بعد اضطرابات ومظاهرات اجتماعية وسياسية تطورت لاحقا إلى "الثورات الشبابية" في اغلب الدول العربية.. ثم إلى سلسلة من "الحروب الأهلية" و"الحروب بالوكالة" في اغلب دول المنطقة وخاصة في ليبيا وسوريا واليمن ومصر وتونس التي كانت "مهد الربيع العربي" (؟!!)
لكن الملفت للنظر انه رغم طول المدة التي تفصلنا عن "تغيير 7 نوفمبر 1987 "و" ثورة 14 جانفي 2011" لم تقدم السلطات السياسية الرسمية ولا القضائية سردية واضحة لحقيقة ما جرى عشية الإطاحة بالرئيسين بورقيبة وبن علي وفريقيهما.. وملابسات التغيير... والأطراف المحلية والدولية التي شاركت فيه... ودور "القوى الصلبة" العسكرية والأمنية والسياسية.. والمهمات التي لعبتها بعض العائلات الحاكمة والشخصيات الرسمية وشبه الرسمية بالتنسيق مع عواصم عالمية وإقليمية مؤثرة مثل واشنطن والجزائر وروما وباريس ولندن...
بعد 35 عاما كاملة عن "تغيير 7 نوفمبر 1987" مازال بعض المقربين من الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي يقدمون روايات أمنية وسياسية عن الأحداث.. وعن شرعية "التقرير الطبي" الذي برر به بن علي ووزيره الأول الهادي البكوش والجنرال الحبيب عمار(أول وزير داخلية بعد 7 نوفمبر 1987) وآخرون قرار عزل الزعيم بورقيبة، بموافقة اغلب وزراء بورقيبة وجنرالات الجيش والأمن...
ومازالت سلطات واشنطن والجزائر وايطاليا لم تكشف رسميا عن دورها في تنحية بورقيبة "صديق فرنسا" وتعويضه ببن علي "صديق أمريكا"... بعد تحركات ماراطونية قام بها بن علي بالتعاون مع سفيري أمريكا والجزائر بتونس روبرت بيلترو الابن ومسعود ايت شعلان ومهمات شارك فيها وزير داخلية الجزائر الهادي الخذيري والوزير التونسي الهادي البكوش ورجل الأعمال كمال اللطيف ورئيس حكومة ايطاليا كراكسي وضباط أمريكان وايطاليون وجزائريون..
في نفس الوقت لم يقع بعد الكشف عن "جوانب استخباراتية وعسكرية خفية" كثيرة في مسار إسقاط حكم بن علي تمهيدا لإسقاط حكمي حسني مبارك في مصر ومعمر القذافي.. بالتزامن مع تزايد تأثير معارضي الأنظمة العربية الحاكمة داخل مؤسسات الحكم وخارجها..
بعيدا عن خطابات التمجيد والشيطنة حان الوقت للكشف عن ملابسات حفت بمحطات سياسية اجتماعية مهمة في تاريخ البلاد والمنطقة بينها "تغيير 7 نوفمبر 1987 و ثورة 14 جانفي 2011..."
لعل القراءة الهادئة للتاريخ القريب تساعد على فهم تعقيدات الواقع الراهن وغلطات صناع القرار حاليا..