من أكوام المزابل والنفايات الجاثمة على صدر المدينة وأحوازها، يتقن أبناء وبنات كامل جهة صفاقس رسم أبهى لوحات البهجة والأمل لمستقبلٍ مُنَقًّى من الشوائب بكل أنواعها التي نغصت حياتَهم، بل وحياةَ غالبيةِ أبناء وبنات الوطن !
من هذه اللوحات البديعة انتقيت لكم ولكُنَّ حدثين أراهما مهمين، خارج دائرة السياسة والإقتصاد والمالية المعتلّةِ جميعُها. واحد حقوقي يتعلق بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والثاني يتعلق بالدورة الثانية عشرة من ملتقى الأقلام الواعدة.
ففي قاعة الأفراح البلدية بباب بحر انتظم الأحد الماضي، الثلاثين من أكتوبر، ملتقًى حقوقيٌّ لعرض ومناقشة الكتاب الذي أصدره منذ أسابيع قليلة المربي والحقوقي الأستاذ إبراهيم بن صالح بعنوان "الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بين الرهانات القديمة والتحديات الجديدة" ونشرته دار محمد علي الحامي. وقد نظم ورعا هذا اللقاء الثري فرعا صفاقس للرابطة.
ومما أضفى على الملتقى قيمةً دراسيةً وبحثيةً عالية، ارتكازُه بالأساس على مضمون الكتاب الذي تولى تقديمه للحاضرين بتمكن واقتدار الأستاذ نعمان مزيد رئيس فرع صفاقس الجنوبية للرابطة، وتميُزُه بحضورٍ ومشاركةٍ نوعيين، في المتابعة والنقاش.فكانت مناسبةً ثمينة لمثقفي صفاقس وللناشطين في المجال الحقوقي وفي المجتمع المدني للنظر في تاريخ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبالذات فيما اعترى مسارها النضالي من مصاعب وما واجهته من مخاطر وعقبات، ولإبداء الرأي فيما يواجهها من تحديات. وكان كتاب الأستاذ إبراهيم بن صالح في هذا الملتقى هو قاعدةَ النقاش والإستفساروالإقتراح في ضوء تجارب ورؤى عدد من المشاركين في الحوار. وقد كان من ضمنهم ضيوف قدموا خصيصا من العاصمة لأجل ذلك، مثل الأستاذ عبد الستار بن موسى سادس رئيس للرابطة وقد حصلت في عهدته ضمن رباعي الحوار الوطني عام 2015 على جائزة نوبل للسلام. والأستاذ بسام الطريفي والأستاذة عايدة القيزاني عضوي الهيئة المديرة للرابطة.
لقد قسم الأستاذ إبراهيم بن صالح كتابه إلى قسمين رئيسيين، الأول اهتم بالرهانات القديمة وحصرها في خمسة، والثاني تناول التحديات الجديدة وعدد لها أيضا خمسة تحديات. كما ضمت دفتا الكتاب جملة من الإفادات والشهادات لعدد من الحقوقيين الذين تحملوا مسؤوليات في هيئات الرابطة على مدى تاريخها عرضوا فيها وجهات نظرهم من عمل الرابطة، سواء كان ماضيا أوحاضرا ومستقبلا. ومن بين الشهادات التي تشد انتباه واهتمام القارئ، تلك الشهادة التي صاغها بدقة وعمق الأستاذ نور الدين الفلاح عضو الهيئة المديرة للرابطة لدورتين. كما تضمن الكتاب تعريفا بجميع رؤساء الرابطة، بدءً بالأستاذ سعد الدين الزمرلي وانتهاء بالرئيس الحالي الأستاذ جمال عبد الناصر مسلّم.
ولعل ما يوجز محتوى الكتاب بشكل مبسط هوالمكتوب على صفحة غلافه الأخيرة، ومما جاء فيه: "..فهو من جهة، يحاول أن يجيب عن أسئلة تهم كل قارئ: ما هي الرابطة؟ ما تاريخها؟ ما قضاياها؟ بماذا تفيد الناس؟ وكيف هي تختلف عن منظمات أخرى؟ لماذا هي منظمة ليست مفتوحة للجميع؟ أهي نخبوية أم هي مفتوحة للمناضلات المؤمنات دون غيرهن؟ والمناضلين المؤمنين دون غيرهم؟ وهو من جهة ثانية كتاب يساعد المهتمين بالحقوق والحريات داخل الرابطة وخارجها، كما يساعد المناضلين الجدد والقدامى المتابعين لتاريخها من الرواد ومن الشباب المقبلين على العمل الحقوقي حتة يجدوا إجابة عن أسئلة من نوعٍ ثانٍ أصبح أغلبُ هؤلاء يطرحونها : هل تطورت الرابطة في محاور نضالاتها؟ هل واكبت حاجيات الإنسان والفرد المتغيرة باستمرار في تحصيل حقوقه؟ هل استطاعت أن تعمل باستقلاليةٍ عن التكتلات السياسية؟ هل ضمنت عناصر الحوكمة والاستقلالية في عملها؟ وهل طوعت نضالها لحاجيات الفرد والمجتمع في تونس؟ يقول الناشر تتويجا لهذه التساؤلات :" يحاول إبراهيم بن صالح، المناضل الحقوقي في صلب الرابطة منذ نشأتها وعضو هيئتها المديرة الحالية، أن يجيب عن هذه الأسئلة وتلك في كتابه هذا، من خلال محاور جامعة وبالاعتماد على وثائق وشهادات ذات دلالات متفردة.
أما أنا فقد بقيت راسخة في ذهني شخصيا هذه الفقرة من خاتمة الكتاب للأستاذ إبراهيم بن صالح التي قال فيها "تحتاج الرابطة اليوم إلى مشروع سياسي جامع يساعدها على تجاوز الأزمات والتجاذبات ويرسم لها خطة عمل تقوم على برامج وأولويات ويقلص من درجات الخلاف السياسي وينأى بها عن التجاذبات السياسية والإيديولوجية وشتى أنواع التوظيف الحزبي من أجل تموقعٍ أفضل في المجتمع" إلى أن يقول في ذات الخاتمة .." وختاما، إذا كان من رسالة ترشح من وراء هذا العمل فهي أنه لابد أن يستقرّ في واعية الجميع أن المجتمع المدني أصبح اليوم قوةً عالميةً فاعلة في الواقع المعيش بمختلف مجالاته. ومافتئت هذه القوة الصاعدة تحقق مكاسب متزايدة في مجال توجيه السياسات الوطنية والمحلية بل وحتى السياسات الدولية، وصار للمجتمع المدني من الوزن ماجعل الدول المتقدمة نفسها تأخذ في الاعتبار، بشكل صريح أو غير صريح، كل ما يقترحه هذا المجتمع من من القوانين والتشريعات. ولعل السر الأكبر في نجاعة المجتمع المدني والاخذ به شريكا فاعلا في الشأن العام، أن أنشطته تطوعية وغير ربحية ولا علاقة لها بأخلاق السوق، وأن ما يسم نشطاء المجتمع المدني هو روح التضامن وخُلُق التضحية والروح الجماعية التي تسوس أعماله.
أما دار الثقافة بباب بحر، فقد دعت من ناحيتها روادَها من أدباء وشعراء إلى الدورة الثانية عشرة من ملتقى الأقلام الواعدة والتي تم افتتاحها مساء الجمعة الماضية، 4 نوفمبر على أن تُختتم اليوم الأحد 6 نوفمبر. وقد حملت هذه الدورة اسم الشاعر الراحل ابن صفاقس، نور الدين بوجلبان، تكريما لروحه حيث خصة الأستاذ خالد الغريبي في الجلسة العلمية الأولى بمداخلة حملت عنوانا "كتابة الموج على الجسد، من خلال "إبحار" للشاعر نور الدين بوجلبان.
كما كان للأستاذ منصف الوهايبي ضيف شرف الدورة حضور متميز في الجلسة العلمية الأولى كذلك لهذه الدورة بمداخلة قيمة عن قصيدة النثر في مقارنة بين زين العابدين السنوسي ورفائيل بطي: ما قبل التفعيلة"، وبقراءة شعرية مؤثرة في مساحة القراءات الشعرية. وقد تم تكريمه بنفس المناسبة.
وكان لشاعرات وشعراء من صفاقس وخارجها إشراقة مبهجة بما قرأنه وقرِؤوه من أشعار، نذكر منهم ومنهن، ليس على سبيل الحصر ومن دون ترتيب، سندس الرقيق وسلوى بن رحومة ومحمد بن جماعة وأفراح الجبالي وعلي بن فضيلة وسلوى البحري..
أما المشاركون والمشاركات في مسابقة الأقلام الواعدة، فقد خُصصت لهم ولهن مساحةٌ للتباري في قراءة إنتاجاتهم، سواء في الشعر أو القصة. على أن تُعلن اليوم الأحد النتائج وتعرف أسماء المتوَّجين والمستحِقين لجائزة الروائي والشاعر عبد الجبار العش الذي يحمل الملتقى اسمَه.
وقد شكلت الجلساتُ العلمية التي بُرمجت لهذه الدورة بمحاور متنوعة، عمودَها الفقري ورافعتَها التي ستظل مرجعا للدارسين. خاصة وقد كان نصيبها الأوفر مركَّزا على إنتاجاتٍ للشاعر الراحل نور الدين بوجلبان.
بقلم:مختار اللواتي
من أكوام المزابل والنفايات الجاثمة على صدر المدينة وأحوازها، يتقن أبناء وبنات كامل جهة صفاقس رسم أبهى لوحات البهجة والأمل لمستقبلٍ مُنَقًّى من الشوائب بكل أنواعها التي نغصت حياتَهم، بل وحياةَ غالبيةِ أبناء وبنات الوطن !
من هذه اللوحات البديعة انتقيت لكم ولكُنَّ حدثين أراهما مهمين، خارج دائرة السياسة والإقتصاد والمالية المعتلّةِ جميعُها. واحد حقوقي يتعلق بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والثاني يتعلق بالدورة الثانية عشرة من ملتقى الأقلام الواعدة.
ففي قاعة الأفراح البلدية بباب بحر انتظم الأحد الماضي، الثلاثين من أكتوبر، ملتقًى حقوقيٌّ لعرض ومناقشة الكتاب الذي أصدره منذ أسابيع قليلة المربي والحقوقي الأستاذ إبراهيم بن صالح بعنوان "الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بين الرهانات القديمة والتحديات الجديدة" ونشرته دار محمد علي الحامي. وقد نظم ورعا هذا اللقاء الثري فرعا صفاقس للرابطة.
ومما أضفى على الملتقى قيمةً دراسيةً وبحثيةً عالية، ارتكازُه بالأساس على مضمون الكتاب الذي تولى تقديمه للحاضرين بتمكن واقتدار الأستاذ نعمان مزيد رئيس فرع صفاقس الجنوبية للرابطة، وتميُزُه بحضورٍ ومشاركةٍ نوعيين، في المتابعة والنقاش.فكانت مناسبةً ثمينة لمثقفي صفاقس وللناشطين في المجال الحقوقي وفي المجتمع المدني للنظر في تاريخ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبالذات فيما اعترى مسارها النضالي من مصاعب وما واجهته من مخاطر وعقبات، ولإبداء الرأي فيما يواجهها من تحديات. وكان كتاب الأستاذ إبراهيم بن صالح في هذا الملتقى هو قاعدةَ النقاش والإستفساروالإقتراح في ضوء تجارب ورؤى عدد من المشاركين في الحوار. وقد كان من ضمنهم ضيوف قدموا خصيصا من العاصمة لأجل ذلك، مثل الأستاذ عبد الستار بن موسى سادس رئيس للرابطة وقد حصلت في عهدته ضمن رباعي الحوار الوطني عام 2015 على جائزة نوبل للسلام. والأستاذ بسام الطريفي والأستاذة عايدة القيزاني عضوي الهيئة المديرة للرابطة.
لقد قسم الأستاذ إبراهيم بن صالح كتابه إلى قسمين رئيسيين، الأول اهتم بالرهانات القديمة وحصرها في خمسة، والثاني تناول التحديات الجديدة وعدد لها أيضا خمسة تحديات. كما ضمت دفتا الكتاب جملة من الإفادات والشهادات لعدد من الحقوقيين الذين تحملوا مسؤوليات في هيئات الرابطة على مدى تاريخها عرضوا فيها وجهات نظرهم من عمل الرابطة، سواء كان ماضيا أوحاضرا ومستقبلا. ومن بين الشهادات التي تشد انتباه واهتمام القارئ، تلك الشهادة التي صاغها بدقة وعمق الأستاذ نور الدين الفلاح عضو الهيئة المديرة للرابطة لدورتين. كما تضمن الكتاب تعريفا بجميع رؤساء الرابطة، بدءً بالأستاذ سعد الدين الزمرلي وانتهاء بالرئيس الحالي الأستاذ جمال عبد الناصر مسلّم.
ولعل ما يوجز محتوى الكتاب بشكل مبسط هوالمكتوب على صفحة غلافه الأخيرة، ومما جاء فيه: "..فهو من جهة، يحاول أن يجيب عن أسئلة تهم كل قارئ: ما هي الرابطة؟ ما تاريخها؟ ما قضاياها؟ بماذا تفيد الناس؟ وكيف هي تختلف عن منظمات أخرى؟ لماذا هي منظمة ليست مفتوحة للجميع؟ أهي نخبوية أم هي مفتوحة للمناضلات المؤمنات دون غيرهن؟ والمناضلين المؤمنين دون غيرهم؟ وهو من جهة ثانية كتاب يساعد المهتمين بالحقوق والحريات داخل الرابطة وخارجها، كما يساعد المناضلين الجدد والقدامى المتابعين لتاريخها من الرواد ومن الشباب المقبلين على العمل الحقوقي حتة يجدوا إجابة عن أسئلة من نوعٍ ثانٍ أصبح أغلبُ هؤلاء يطرحونها : هل تطورت الرابطة في محاور نضالاتها؟ هل واكبت حاجيات الإنسان والفرد المتغيرة باستمرار في تحصيل حقوقه؟ هل استطاعت أن تعمل باستقلاليةٍ عن التكتلات السياسية؟ هل ضمنت عناصر الحوكمة والاستقلالية في عملها؟ وهل طوعت نضالها لحاجيات الفرد والمجتمع في تونس؟ يقول الناشر تتويجا لهذه التساؤلات :" يحاول إبراهيم بن صالح، المناضل الحقوقي في صلب الرابطة منذ نشأتها وعضو هيئتها المديرة الحالية، أن يجيب عن هذه الأسئلة وتلك في كتابه هذا، من خلال محاور جامعة وبالاعتماد على وثائق وشهادات ذات دلالات متفردة.
أما أنا فقد بقيت راسخة في ذهني شخصيا هذه الفقرة من خاتمة الكتاب للأستاذ إبراهيم بن صالح التي قال فيها "تحتاج الرابطة اليوم إلى مشروع سياسي جامع يساعدها على تجاوز الأزمات والتجاذبات ويرسم لها خطة عمل تقوم على برامج وأولويات ويقلص من درجات الخلاف السياسي وينأى بها عن التجاذبات السياسية والإيديولوجية وشتى أنواع التوظيف الحزبي من أجل تموقعٍ أفضل في المجتمع" إلى أن يقول في ذات الخاتمة .." وختاما، إذا كان من رسالة ترشح من وراء هذا العمل فهي أنه لابد أن يستقرّ في واعية الجميع أن المجتمع المدني أصبح اليوم قوةً عالميةً فاعلة في الواقع المعيش بمختلف مجالاته. ومافتئت هذه القوة الصاعدة تحقق مكاسب متزايدة في مجال توجيه السياسات الوطنية والمحلية بل وحتى السياسات الدولية، وصار للمجتمع المدني من الوزن ماجعل الدول المتقدمة نفسها تأخذ في الاعتبار، بشكل صريح أو غير صريح، كل ما يقترحه هذا المجتمع من من القوانين والتشريعات. ولعل السر الأكبر في نجاعة المجتمع المدني والاخذ به شريكا فاعلا في الشأن العام، أن أنشطته تطوعية وغير ربحية ولا علاقة لها بأخلاق السوق، وأن ما يسم نشطاء المجتمع المدني هو روح التضامن وخُلُق التضحية والروح الجماعية التي تسوس أعماله.
أما دار الثقافة بباب بحر، فقد دعت من ناحيتها روادَها من أدباء وشعراء إلى الدورة الثانية عشرة من ملتقى الأقلام الواعدة والتي تم افتتاحها مساء الجمعة الماضية، 4 نوفمبر على أن تُختتم اليوم الأحد 6 نوفمبر. وقد حملت هذه الدورة اسم الشاعر الراحل ابن صفاقس، نور الدين بوجلبان، تكريما لروحه حيث خصة الأستاذ خالد الغريبي في الجلسة العلمية الأولى بمداخلة حملت عنوانا "كتابة الموج على الجسد، من خلال "إبحار" للشاعر نور الدين بوجلبان.
كما كان للأستاذ منصف الوهايبي ضيف شرف الدورة حضور متميز في الجلسة العلمية الأولى كذلك لهذه الدورة بمداخلة قيمة عن قصيدة النثر في مقارنة بين زين العابدين السنوسي ورفائيل بطي: ما قبل التفعيلة"، وبقراءة شعرية مؤثرة في مساحة القراءات الشعرية. وقد تم تكريمه بنفس المناسبة.
وكان لشاعرات وشعراء من صفاقس وخارجها إشراقة مبهجة بما قرأنه وقرِؤوه من أشعار، نذكر منهم ومنهن، ليس على سبيل الحصر ومن دون ترتيب، سندس الرقيق وسلوى بن رحومة ومحمد بن جماعة وأفراح الجبالي وعلي بن فضيلة وسلوى البحري..
أما المشاركون والمشاركات في مسابقة الأقلام الواعدة، فقد خُصصت لهم ولهن مساحةٌ للتباري في قراءة إنتاجاتهم، سواء في الشعر أو القصة. على أن تُعلن اليوم الأحد النتائج وتعرف أسماء المتوَّجين والمستحِقين لجائزة الروائي والشاعر عبد الجبار العش الذي يحمل الملتقى اسمَه.
وقد شكلت الجلساتُ العلمية التي بُرمجت لهذه الدورة بمحاور متنوعة، عمودَها الفقري ورافعتَها التي ستظل مرجعا للدارسين. خاصة وقد كان نصيبها الأوفر مركَّزا على إنتاجاتٍ للشاعر الراحل نور الدين بوجلبان.