إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في ظل شغور 33 مركزا دبلوماسيا وقنصليا.. انتقادات للسياسة الخارجية وضعف الديبلوماسية التونسية

منجي الحامدي وزير الخارجية الأسبق لـ "الصباح": صورة تونس تضررت.. ولا نلوم رئيس الدولة على فشل السياسة الخارجية..

كاتب عام نقابة السلك الدبلوماسي: وزارة الخارجية تشكو عديد الإشكاليات.. وندعو إلى إصدار الحركة الدبلوماسية السنوية

تونس – الصباح

تشهد السياسات الخارجية على مستوى العالم تغييرات غير مسبوقة خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وأصبحت الدول تتجه نحو تشكيل تحالفات جيوإستراتيجية ما يطرح سؤالا جوهريا خلال المرحلة الحالية في ظل استعداد تونس لاحتضان القمة الفرانكفونية خلال شهر نوفمبر الجاري.

 وفي إجابته على سؤال "الصباح"، أي أثر للديبلوماسية التونسية في ظل كل هذه المتغيرات سواء على المستوى الإقليمي أو العربي؟

أجاب، منجي الحامدي وزير الخارجية الأسبق أن العالم يمر بتحولات جذرية عميقة تسبق حتى الحرب الروسية الأوكرانية حيث شهدنا تغييرا مفاجئا كبيرا في الشرق الأوسط على مستوى عودة العلاقات بين تركيا والإمارات والسعودية وتقارب مصري تركي ومحاولات صلح إيرانية سعودية من خلال عقد اجتماعات في العراق.

وأكد الحامدي لـ "الصباح" أن العالم يشهد بداية حرب باردة جديدة لها تداعيات خطيرة تقودها أمريكا والحلف الأطلسي من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى وقد حصلت تحالفات جيوإستراتيجية إقليمية ودولية خاصة بعد أن عقدت الحرب الروسية الأوكرانية الأمور الاقتصادية وأصبح من يملك الغاز والبترول له أهمية إستراتيجية حيث نشهد اليوم تقاربا جزائريا روسيا وتقاربا جزائري أمريكيا وهذا يعود إلى حنكة الدبلوماسية الجزائرية التي عرفت كيف تكون قوة إقليمية في ظل هذه المتغيرات.

وأكد وزير الخارجية الأسبق انه لا يمكن إلقاء أي لوم على رئيس الجمهورية قيس سعيد في ضعف نسق الدبلوماسية التونسية التي أضرت بصورة تونس في الخارج، لان دور الرئيس وضع الخطوط الكبرى ومبادئ الدبلوماسية ومهمة تطبيق هذه الملامح تعود إلى وزير الشؤون الخارجية المسؤول الأول على تفعيل هذه الخطوط الكبرى لكن أي جهود قامت بها وزارة الخارجية التونسية خاصة إنها لم تنجح في شرح مسار 25 جويلية 2021 وهو ما أضر فعليا بصورة تونس.

وعلى مستوى الشغور في السلك الدبلوماسي أكد الحامدي أنه أصبح من الضروري التسريع بتعيين ممثلين لتونس في الدول التي لا توجد فيها بعثات.

وفي ذات السياق أكد إبراهيم الرزقي كاتب عام نقابة السلك الدبلوماسي أنهم وجهوا دعوات في عديد المناسبات للتعجيل بإصدار الحركة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الشاغرة منذ سنتي ( 2021 – 2022) والمتمثلة في 33 مركزا دبلوماسيا وقنصليا شاغرا يتضمن 21 بعثة دبلوماسية وسفارة و12 بين قنصلية وقنصلية عامة واهم هذه البعثات الشاغرة في دول مثل ( ألمانيا – الصين – تركيا – لندن – روما – البرازيل- بغداد - إيران ) إلى جانب عدد من الدول الإفريقية مثل (السنغال – الكودي فوار – مالي – نيجيريا ).

وقال الرزقي لـ"الصباح" إن نقابة السلك الدبلوماسي لا تريد تعيينات متسرعة بل تأخذ بعين الاعتبار إصلاح المرفق الدبلوماسي والقطع مع التعيينات الحزبية السابقة خاصة خلال فترة حكم "الترويكا" إضافة إلى الدعوة إلى القيام بإصلاحات على مستوى وزارة الخارجية مع الإبقاء على أولوية التعيينات في البعثات الدبلوماسية إلى أبناء الوزارة وهو عرف جار به العمل منذ سنة 2011 حيث وصلت تعيينات الوزارة إلى 90 بالمائة من البعثات الدبلوماسية وخاصة في فترة وزير الخارجية الأسبق منجي الحامدي لم نشهد أي تعيين سياسي وهذا للأمانة.

وحسب محدثنا فإن الخارجية التونسية لم تنجح في تحقيق الإصلاحات المطلوبة والتي على رأسها تغيير القانون الأساسي المنظم للسلك الدبلوماسي وتنظيم التعيينات والترقيات على مستوى الوزارة التي تشكو عديد الإشكاليات من بينها عدم تمتع الدبلوماسيين في الخارج بالتغطية الصحية.

وشدد الرزقي على أن للدبلوماسية دور محوري وكبير يتمثل أساسا في دفع اقتصاديات الدول وهذا ما نشهده على مستوى مصر والمغرب والجزائر لكن على مستوى الخارجية التونسية فهي المرفق الوحيد الذي لم يتم إصلاحه بعد الثورة.

جهاد الكلبوسي

 

 

 

 

في ظل شغور 33 مركزا دبلوماسيا وقنصليا.. انتقادات للسياسة الخارجية وضعف الديبلوماسية التونسية

منجي الحامدي وزير الخارجية الأسبق لـ "الصباح": صورة تونس تضررت.. ولا نلوم رئيس الدولة على فشل السياسة الخارجية..

كاتب عام نقابة السلك الدبلوماسي: وزارة الخارجية تشكو عديد الإشكاليات.. وندعو إلى إصدار الحركة الدبلوماسية السنوية

تونس – الصباح

تشهد السياسات الخارجية على مستوى العالم تغييرات غير مسبوقة خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وأصبحت الدول تتجه نحو تشكيل تحالفات جيوإستراتيجية ما يطرح سؤالا جوهريا خلال المرحلة الحالية في ظل استعداد تونس لاحتضان القمة الفرانكفونية خلال شهر نوفمبر الجاري.

 وفي إجابته على سؤال "الصباح"، أي أثر للديبلوماسية التونسية في ظل كل هذه المتغيرات سواء على المستوى الإقليمي أو العربي؟

أجاب، منجي الحامدي وزير الخارجية الأسبق أن العالم يمر بتحولات جذرية عميقة تسبق حتى الحرب الروسية الأوكرانية حيث شهدنا تغييرا مفاجئا كبيرا في الشرق الأوسط على مستوى عودة العلاقات بين تركيا والإمارات والسعودية وتقارب مصري تركي ومحاولات صلح إيرانية سعودية من خلال عقد اجتماعات في العراق.

وأكد الحامدي لـ "الصباح" أن العالم يشهد بداية حرب باردة جديدة لها تداعيات خطيرة تقودها أمريكا والحلف الأطلسي من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى وقد حصلت تحالفات جيوإستراتيجية إقليمية ودولية خاصة بعد أن عقدت الحرب الروسية الأوكرانية الأمور الاقتصادية وأصبح من يملك الغاز والبترول له أهمية إستراتيجية حيث نشهد اليوم تقاربا جزائريا روسيا وتقاربا جزائري أمريكيا وهذا يعود إلى حنكة الدبلوماسية الجزائرية التي عرفت كيف تكون قوة إقليمية في ظل هذه المتغيرات.

وأكد وزير الخارجية الأسبق انه لا يمكن إلقاء أي لوم على رئيس الجمهورية قيس سعيد في ضعف نسق الدبلوماسية التونسية التي أضرت بصورة تونس في الخارج، لان دور الرئيس وضع الخطوط الكبرى ومبادئ الدبلوماسية ومهمة تطبيق هذه الملامح تعود إلى وزير الشؤون الخارجية المسؤول الأول على تفعيل هذه الخطوط الكبرى لكن أي جهود قامت بها وزارة الخارجية التونسية خاصة إنها لم تنجح في شرح مسار 25 جويلية 2021 وهو ما أضر فعليا بصورة تونس.

وعلى مستوى الشغور في السلك الدبلوماسي أكد الحامدي أنه أصبح من الضروري التسريع بتعيين ممثلين لتونس في الدول التي لا توجد فيها بعثات.

وفي ذات السياق أكد إبراهيم الرزقي كاتب عام نقابة السلك الدبلوماسي أنهم وجهوا دعوات في عديد المناسبات للتعجيل بإصدار الحركة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الشاغرة منذ سنتي ( 2021 – 2022) والمتمثلة في 33 مركزا دبلوماسيا وقنصليا شاغرا يتضمن 21 بعثة دبلوماسية وسفارة و12 بين قنصلية وقنصلية عامة واهم هذه البعثات الشاغرة في دول مثل ( ألمانيا – الصين – تركيا – لندن – روما – البرازيل- بغداد - إيران ) إلى جانب عدد من الدول الإفريقية مثل (السنغال – الكودي فوار – مالي – نيجيريا ).

وقال الرزقي لـ"الصباح" إن نقابة السلك الدبلوماسي لا تريد تعيينات متسرعة بل تأخذ بعين الاعتبار إصلاح المرفق الدبلوماسي والقطع مع التعيينات الحزبية السابقة خاصة خلال فترة حكم "الترويكا" إضافة إلى الدعوة إلى القيام بإصلاحات على مستوى وزارة الخارجية مع الإبقاء على أولوية التعيينات في البعثات الدبلوماسية إلى أبناء الوزارة وهو عرف جار به العمل منذ سنة 2011 حيث وصلت تعيينات الوزارة إلى 90 بالمائة من البعثات الدبلوماسية وخاصة في فترة وزير الخارجية الأسبق منجي الحامدي لم نشهد أي تعيين سياسي وهذا للأمانة.

وحسب محدثنا فإن الخارجية التونسية لم تنجح في تحقيق الإصلاحات المطلوبة والتي على رأسها تغيير القانون الأساسي المنظم للسلك الدبلوماسي وتنظيم التعيينات والترقيات على مستوى الوزارة التي تشكو عديد الإشكاليات من بينها عدم تمتع الدبلوماسيين في الخارج بالتغطية الصحية.

وشدد الرزقي على أن للدبلوماسية دور محوري وكبير يتمثل أساسا في دفع اقتصاديات الدول وهذا ما نشهده على مستوى مصر والمغرب والجزائر لكن على مستوى الخارجية التونسية فهي المرفق الوحيد الذي لم يتم إصلاحه بعد الثورة.

جهاد الكلبوسي