إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

التقوا في الشارقة .. مجمعيون عرب: المعجم التاريخي يلم شتات اللغة العربية ويجمع الغابرين بالحاضرين

 

الشارقة – الإمارات العربية- الصباح- من مبعوثتنا حياة السايب

أعلن يوم الثلاثاء رسميا عن انطلاق المرحلة الثانية من مشروع المعجم التاريخي للغة العربية الذي صدرت منه إلى حد الآن ستة وثلاثون جزءا ( 36) وذلك ببادرة من حاكم الشارقة سلطان القاسمي الذي حضر سهرة افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الواحدة والأربعين التي تنتتطم من 2 إلى 13 نوفمبر الجاري تحت شعار "كلمة إلى العالم" وكرم  المعجميين العرب الذين ساهموا في هذا المشروع الذي اعتبر انجازا كبيرا لفائدة اللغة العربية التي تبقى في حاجة إلى معجم تاريخي خلافا للعديد من اللغات الحية الأخرى التي سبقتنا في هذا المجال.

وانتظم  مساء اليوم الأول للمعرض الذي يحتضنه فضاء "اكسبو" الشارقة،  لقاء أداره الأمين العام لمجمع الشارقة ومدير البرنامج التنفيذي للمشروع، الجزائري امحمد صافي مستغانمي، الذي تحدث عن عديد المحاولات منذ بداية القرن العشرين في العديد من البلدان العربية لانجاز معجم تاريخي للغة العربية مشيرا مثلا إلى التجربة التونسية والمصرية، لكن كل المحاولات تعطلت لظروف مختلفة  إلى أن نجحت الشارقة في مبادرتها في جمع المعجميين العرب حول هذا المشروع وحولت المشروع إلى حقيقة.

وقدم أستاذ اللغة العربية ورئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا خليل النحوي في هذا اللقاء مداخلة حول أهمية المشروع الذي قال أنه رغم ما سلط عليه من أضواء، فإننا مازلنا في حاجة إلى مزيد التعريف بما اسماه بـ"هذا الوليد الجديد".

قال المتحدث إن فكرة المعجم التاريخي للغة العربية  انطلقت من الشارقة ومن القاهرة ومن عدد من العواصم العربية واخذ حاكم الشارقة سلطان القاسمي، الذي توجه له جميع المتدخلين بالشكر وأسهبوا في ذلك، أخذ على عاتقه تنفيذ المشروع وكان الأمر أشبه بالمغامرة. هذا المشروع لديه العديد من السمات وفق الأستاذ خليل النحوي عدد أبرزها من وجهة نظره فقال أن سمته الأولى إعادة التوطين.

 فقد كان العرب وفق قوله قادة في صناعة المعجمية وبالرغم من ذلك تأخر ظهور المعجم التاريخي للغة العربية وبرزت الفكرة أول ما بزرت خارج البلاد العربية وطرحت في ألمانيا واليونان والدول الاسكندينافية قبل أن تأتي إلى القاهرة ومعها تأتي رحلة العودة إلى الجذر لتعود للعرب بضاعتهم.

وذكر المتحدث بحقيقة تتمثل في أن العرب عانوا لقرون من الاستضعاف مرددا:  أصبحنا قليلا ما ننتج وكثيرا ما نستهلك ويصح ذلك على الثقافة وكل منتجاتها ومن بينها المعاجم.

السمة الثانية حسب المتحدث هي أن المشروع وإن نبت في الشارقة فإنه ليس مشروع جهة معينة أو دولة معينة وإنما هو مشروع مجمّع وموحد. لقد كان فكرة انطلقت  في القاهرة ثم توزعت الفكرة  بين الناس وظهرت مبادرات في أكثر من بلد عربي ووجدت في اتحاد المجامع العربية حاضنا للمشروع بدعوة من حاكم الشارقة الذي دعا أيضا كل  المجامع العربية للتكاتف والمشاركة في هذا المشروع المتمثل في هذا المعجم التاريخي الذي يلم شتات اللغة العربية عبر 18 عشر قرنا ويصل الحاضرين بالغابرين وفق قول الأستاذ خليل النحوي الذي أضاف قائلا: "نحن بفضل هذا المعجم نجالس اليوم  من تركوا لنا تراثا مرويا منذ قورن ونشعر أننا أمة واحدة ".

أما السمة الثالثة فهي تسريع وتيرة الانجاز وهو وفق الأستاذ خليل النحوي أسرع منجز في تاريخ المعاجم اللغوية مستشهدا على ذلك بنسق العمل السريع الذي مكن من  انجاز 36 جزءا في عامين من العمل فقط.

الأستاذ مأمون الوجيه  وهو المدير العلمي لمشروع المعجم التاريخي للغة العربية وعضو بمجمع القاهرة  متخصص في النحو والصرف  تحدث بنفس المناسبة عن المنهجية المعتمدة في انجاز المعجم، فأشار إلى أن هذا المعجم يستمد مادته اللغوية من الواقع اللغوي بداية من العصور القديمة والنقش على الأحجار  إلى عصرنا الحالي مع الاستشهاد بكل ما هوعربي صحيح  ( لغويا طبعا).

هذه المنهجية المعتمدة تقوم تحديدا على إعادة جمع اللغة مرة ثانية وهو يوضح ذلك قائلا: "لدينا العديد من المعاجم العربية العظيمة لكنها توقفت في منتصف القرن الرابع الهجري ثم غاب ما حدث من إبداع وتجديد وتطور لألفاظ اللغة وأساليبها". وبما أن كل حدث من تطور وتغيير ليس موجودا في المعاجم القديمة، فقد الكثير من لغة العرب وتراثهم والكلام له. وقد تم وضع خارطة للغرض تضمنت ترتيبات العمل. وقد تم اعتماد منهجية في معالجة المادة تتمثل في رصد آلاف الوثائق اللغوية واستنطاقها ورد كل دلالة إلى عصرها ليستخلص المتحدث قائلا إن هذا المعجم هو سجل تاريخي أشبه بدوائر حافظة النفوس ( تسجل فيها المواليد أو الأموات). فاللغة كذلك هي مجموعة من الكلمات هي الجذور وكل جذر له عائلة. أما عن فرق العمل، فقد أشار الأستاذ مأمون الوجيه إلى أنه تم تكليف المعاجم العربية بتشكيل فرق للتحرير وتم تدريب الفرق للعمل وفق الترتيب الذي تم اختياره فـ"انطلق القطار" والكلام لنفس المتحدث.

الأستاذ محمد السعودي عن المجمع اللغوي الأردني تحدث عن حضور اللغة العربية في الشبكة العالمية للانترنيت مشيرا إلى أنها ضعيفة جدا مؤكدا على أهمية ثبات اللغة العربية السليمة التي تواجه اليوم النزعة نحو استعمال أكثر فأكثر للهجات المحلية في البلدان العربية والحل في ذلك وفق الأستاذ خليل النحوي هو أن  نستحث الهمم لتطويع التقانة الرقمية للغة العربية  فلدينا ضعف حسب المتحدث في هندسة اللغة ومن الغريب أن معظم المشاريع لهندسة اللغة العربية انطلقت من خارج المنطقة العربية عن طريق شركات فهمت أهمية استعمال الحرف العربي للتسويق عبر الشبكة العنكبوتية.

مع العلم أن  العديد من المجمعيين العرب شهدوا هذا اللقاء من بينهم مثلا  أمين عام مجمع الأردن ورئيس مجمع العراق ورئيس مجمع فلسطين ورئيس الترجمة والتعريب بدول الخليج وكانت تونس ممثلة في شخص الأستاذ محمد شندول. وقد دار نقاش بالمناسبة تركز بالخصوص حول كيفية توثيق الصلة بين اللغة العربية والأجيال الجديدة في عصر يفرض فيه التطور التكنولوجي لوسائل الإعلام والاتصال لغات جديدة للتواصل والتعبير.

مع العلم أن ما لا يقل عن 300 أستاذ ودكتور يشاركون في انجاز المعجز التاريخي للغة العربية الذين يشتغلون كما ذكرنا بالشارقة بدعوة من حاكمها الذي أخذ المشروع على عاتقه في كل جوانبه بالتعاون مع المجامع اللغوية في كل البلدان العربية.

التقوا في الشارقة .. مجمعيون عرب: المعجم التاريخي يلم شتات اللغة العربية ويجمع الغابرين بالحاضرين

 

الشارقة – الإمارات العربية- الصباح- من مبعوثتنا حياة السايب

أعلن يوم الثلاثاء رسميا عن انطلاق المرحلة الثانية من مشروع المعجم التاريخي للغة العربية الذي صدرت منه إلى حد الآن ستة وثلاثون جزءا ( 36) وذلك ببادرة من حاكم الشارقة سلطان القاسمي الذي حضر سهرة افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الواحدة والأربعين التي تنتتطم من 2 إلى 13 نوفمبر الجاري تحت شعار "كلمة إلى العالم" وكرم  المعجميين العرب الذين ساهموا في هذا المشروع الذي اعتبر انجازا كبيرا لفائدة اللغة العربية التي تبقى في حاجة إلى معجم تاريخي خلافا للعديد من اللغات الحية الأخرى التي سبقتنا في هذا المجال.

وانتظم  مساء اليوم الأول للمعرض الذي يحتضنه فضاء "اكسبو" الشارقة،  لقاء أداره الأمين العام لمجمع الشارقة ومدير البرنامج التنفيذي للمشروع، الجزائري امحمد صافي مستغانمي، الذي تحدث عن عديد المحاولات منذ بداية القرن العشرين في العديد من البلدان العربية لانجاز معجم تاريخي للغة العربية مشيرا مثلا إلى التجربة التونسية والمصرية، لكن كل المحاولات تعطلت لظروف مختلفة  إلى أن نجحت الشارقة في مبادرتها في جمع المعجميين العرب حول هذا المشروع وحولت المشروع إلى حقيقة.

وقدم أستاذ اللغة العربية ورئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا خليل النحوي في هذا اللقاء مداخلة حول أهمية المشروع الذي قال أنه رغم ما سلط عليه من أضواء، فإننا مازلنا في حاجة إلى مزيد التعريف بما اسماه بـ"هذا الوليد الجديد".

قال المتحدث إن فكرة المعجم التاريخي للغة العربية  انطلقت من الشارقة ومن القاهرة ومن عدد من العواصم العربية واخذ حاكم الشارقة سلطان القاسمي، الذي توجه له جميع المتدخلين بالشكر وأسهبوا في ذلك، أخذ على عاتقه تنفيذ المشروع وكان الأمر أشبه بالمغامرة. هذا المشروع لديه العديد من السمات وفق الأستاذ خليل النحوي عدد أبرزها من وجهة نظره فقال أن سمته الأولى إعادة التوطين.

 فقد كان العرب وفق قوله قادة في صناعة المعجمية وبالرغم من ذلك تأخر ظهور المعجم التاريخي للغة العربية وبرزت الفكرة أول ما بزرت خارج البلاد العربية وطرحت في ألمانيا واليونان والدول الاسكندينافية قبل أن تأتي إلى القاهرة ومعها تأتي رحلة العودة إلى الجذر لتعود للعرب بضاعتهم.

وذكر المتحدث بحقيقة تتمثل في أن العرب عانوا لقرون من الاستضعاف مرددا:  أصبحنا قليلا ما ننتج وكثيرا ما نستهلك ويصح ذلك على الثقافة وكل منتجاتها ومن بينها المعاجم.

السمة الثانية حسب المتحدث هي أن المشروع وإن نبت في الشارقة فإنه ليس مشروع جهة معينة أو دولة معينة وإنما هو مشروع مجمّع وموحد. لقد كان فكرة انطلقت  في القاهرة ثم توزعت الفكرة  بين الناس وظهرت مبادرات في أكثر من بلد عربي ووجدت في اتحاد المجامع العربية حاضنا للمشروع بدعوة من حاكم الشارقة الذي دعا أيضا كل  المجامع العربية للتكاتف والمشاركة في هذا المشروع المتمثل في هذا المعجم التاريخي الذي يلم شتات اللغة العربية عبر 18 عشر قرنا ويصل الحاضرين بالغابرين وفق قول الأستاذ خليل النحوي الذي أضاف قائلا: "نحن بفضل هذا المعجم نجالس اليوم  من تركوا لنا تراثا مرويا منذ قورن ونشعر أننا أمة واحدة ".

أما السمة الثالثة فهي تسريع وتيرة الانجاز وهو وفق الأستاذ خليل النحوي أسرع منجز في تاريخ المعاجم اللغوية مستشهدا على ذلك بنسق العمل السريع الذي مكن من  انجاز 36 جزءا في عامين من العمل فقط.

الأستاذ مأمون الوجيه  وهو المدير العلمي لمشروع المعجم التاريخي للغة العربية وعضو بمجمع القاهرة  متخصص في النحو والصرف  تحدث بنفس المناسبة عن المنهجية المعتمدة في انجاز المعجم، فأشار إلى أن هذا المعجم يستمد مادته اللغوية من الواقع اللغوي بداية من العصور القديمة والنقش على الأحجار  إلى عصرنا الحالي مع الاستشهاد بكل ما هوعربي صحيح  ( لغويا طبعا).

هذه المنهجية المعتمدة تقوم تحديدا على إعادة جمع اللغة مرة ثانية وهو يوضح ذلك قائلا: "لدينا العديد من المعاجم العربية العظيمة لكنها توقفت في منتصف القرن الرابع الهجري ثم غاب ما حدث من إبداع وتجديد وتطور لألفاظ اللغة وأساليبها". وبما أن كل حدث من تطور وتغيير ليس موجودا في المعاجم القديمة، فقد الكثير من لغة العرب وتراثهم والكلام له. وقد تم وضع خارطة للغرض تضمنت ترتيبات العمل. وقد تم اعتماد منهجية في معالجة المادة تتمثل في رصد آلاف الوثائق اللغوية واستنطاقها ورد كل دلالة إلى عصرها ليستخلص المتحدث قائلا إن هذا المعجم هو سجل تاريخي أشبه بدوائر حافظة النفوس ( تسجل فيها المواليد أو الأموات). فاللغة كذلك هي مجموعة من الكلمات هي الجذور وكل جذر له عائلة. أما عن فرق العمل، فقد أشار الأستاذ مأمون الوجيه إلى أنه تم تكليف المعاجم العربية بتشكيل فرق للتحرير وتم تدريب الفرق للعمل وفق الترتيب الذي تم اختياره فـ"انطلق القطار" والكلام لنفس المتحدث.

الأستاذ محمد السعودي عن المجمع اللغوي الأردني تحدث عن حضور اللغة العربية في الشبكة العالمية للانترنيت مشيرا إلى أنها ضعيفة جدا مؤكدا على أهمية ثبات اللغة العربية السليمة التي تواجه اليوم النزعة نحو استعمال أكثر فأكثر للهجات المحلية في البلدان العربية والحل في ذلك وفق الأستاذ خليل النحوي هو أن  نستحث الهمم لتطويع التقانة الرقمية للغة العربية  فلدينا ضعف حسب المتحدث في هندسة اللغة ومن الغريب أن معظم المشاريع لهندسة اللغة العربية انطلقت من خارج المنطقة العربية عن طريق شركات فهمت أهمية استعمال الحرف العربي للتسويق عبر الشبكة العنكبوتية.

مع العلم أن  العديد من المجمعيين العرب شهدوا هذا اللقاء من بينهم مثلا  أمين عام مجمع الأردن ورئيس مجمع العراق ورئيس مجمع فلسطين ورئيس الترجمة والتعريب بدول الخليج وكانت تونس ممثلة في شخص الأستاذ محمد شندول. وقد دار نقاش بالمناسبة تركز بالخصوص حول كيفية توثيق الصلة بين اللغة العربية والأجيال الجديدة في عصر يفرض فيه التطور التكنولوجي لوسائل الإعلام والاتصال لغات جديدة للتواصل والتعبير.

مع العلم أن ما لا يقل عن 300 أستاذ ودكتور يشاركون في انجاز المعجز التاريخي للغة العربية الذين يشتغلون كما ذكرنا بالشارقة بدعوة من حاكمها الذي أخذ المشروع على عاتقه في كل جوانبه بالتعاون مع المجامع اللغوية في كل البلدان العربية.