لا يمر يوم في تونس، خاصة تونس الكبرى، دون أن يشتكي أو يتململ المواطنون من وضعية وسائل النقل العمومي، إما بسبب تهالك الأسطول أو لعدم توفره بالعدد الكافي ما يسمح للجميع من استعماله بأريحية دون اكتظاظ أو انتظار لساعات طويلة حتى أن الوقت الذي يقضيه التونسي في الحافلات والميترو أكثر مما يُحتمل.
هذا الوضع اليومي، فما بالك عندما يتمّ إقرار إضراب عام في النقل، فقد توقفت منذ صباح أمس الأربعاء حركة جميع وسائل النقل العمومي من ميترو خفيف وحافلات بتونس الكبرى، أي بأربع ولايات وهي منوبة، وتونس وبن عروس وأريانة، لتتوقف على إثرها مصالح المواطنين سواء كانوا المتجهين لمواطن شغلهم أو لقضاء شؤونهم بالإضافة إلى الطلبة.
وكان كاتب عام الفرع الجامعي للنقل في تونس وعضو الاتحاد الجهوي للشغل، محمد ناجي حمدي، قد أعلن في تصريحات إعلامية دخول قطاع النقل في إضراب مفتوح بداية من أمس الأربعاء 2 نوفمبر الجاري.
وأوضح حمدي، أنهم كانوا قد وجهوا تنبيها منذ الأسبوع الماضي إلى وزارة النقل بسبب الوضعية المزرية لظروف العمل، مبرزا أن الأعوان لم يتلقوا إلى الآن أجورهم إضافة إلى الصمت الرهيب من طرف سلطة الإشراف.
وتابع المسؤول النقابي، بأن اجتماعا انعقد ليلة الأربعاء في مقر الجامعة العامة مع النقابات الأساسية بتونس ومنوبة وبن عروس واتخاذ قرار الإضراب المفتوح بالإجماع.
وشدد على أن سلطة الإشراف ليست لها نية للإصلاح ومرة أخرى لا توفر مستحقات الأعوان وقال:"هناك فشل ذريع من الحكومة ومن وزارة النقل".
في الصباح الباكر كانت محطات النقل تعجّ بالناس باعتبار أن جلهم لا علم لهم بالقرار المفاجئ بالإضراب العام المفتوح على خلفية تأخر استخلاص أجور شهر أكتوبر 2022 لموظفي شركة نقل تونس وأعوانها إلى جانب تدهور ظروف العمل.
مشهد الاكتظاظ بمحطات النقل العمومي خاصة بمحطة الباساج تواصل إلى ساعتين أو أكثر لتتحول فيما بعد تلك الأماكن إلى أماكن مهجورة ما عدا محطة برشلونة التي بقيت تعج بالمواطنين، البعض منهم لا علم له بالإضراب خاصة الوافدين من خارج العاصمة ومن مختلف جهات الجمهورية من أجل التداوي، والبعض الآخر بقي في انتظار أمل عودة الميترو الخفيف أو الحافلات إلى سيرها العادي.
هذا المشهد تخللته حالة من الاحتقان والغضب في صفوف المواطنين، لتتعالى الأصوات بالسب والشتم ولعنة البلاد وما وصلت إليه الأوضاع فلا تسمع سوى كلمة "يا حسرة على تونس".."لا يكفي غلاء المعيشة ..يُضاف إليها معاناة النقل والركض وراء النقل الجماعي"..، وغيرها من الشتائم الموجهة للمسؤولين والوزراء والنقابات.
وعلى أمل أن يتحرك أسطول النقل العمومي، في ظل مشهد الانتظار تجد في الواجهة الأخرى من العاصمة وتحديدا قرب محطة "تي جي أم" سيارات النقل الجماعي، حيث الفوضى والتهافت والركض الماراطوني للظفر بكرسي والالتحاق بمكان العمل، ومما لا شك فيه أن أغلب مستعملي الميترو والحافلة قد وصلوا متأخرين إلى وجهاتهم، هذا إن لم يضطر عدد منهم إلى التغيب.
كما نشطت أيضا مع هذا الإضراب تطبيقة "البولط" الخاصة بالتاكسي الفردي، التي تصل تكلفة تعريفة الواحدة منها إلى ثلاثة أضعاف التكلفة الحقيقية، ومع ذلك اضطر الكثيرون إلى اللجوء إلى التاكسي وفق شروط سائقيها.
اليوم عودة حركة النقل بشكل عادي
اثر الإضراب الذي نفذه أمس عمال نقل تونس، انعقدت مساء أمس جلسة عمل بين الجامعة العامة للنقل ووزارة النقل بعد تنسيق مع قيادة الاتحاد التي حرصت على عودة نشاط النقل، كما أكدت إدارة الشركة ووزارة النقل على صرف الأجور العمال اليوم الخميس، وبالتالي تعود حركة النقل بشكل عادي.
إيمان عبد اللطيف
تونس – الصباح
لا يمر يوم في تونس، خاصة تونس الكبرى، دون أن يشتكي أو يتململ المواطنون من وضعية وسائل النقل العمومي، إما بسبب تهالك الأسطول أو لعدم توفره بالعدد الكافي ما يسمح للجميع من استعماله بأريحية دون اكتظاظ أو انتظار لساعات طويلة حتى أن الوقت الذي يقضيه التونسي في الحافلات والميترو أكثر مما يُحتمل.
هذا الوضع اليومي، فما بالك عندما يتمّ إقرار إضراب عام في النقل، فقد توقفت منذ صباح أمس الأربعاء حركة جميع وسائل النقل العمومي من ميترو خفيف وحافلات بتونس الكبرى، أي بأربع ولايات وهي منوبة، وتونس وبن عروس وأريانة، لتتوقف على إثرها مصالح المواطنين سواء كانوا المتجهين لمواطن شغلهم أو لقضاء شؤونهم بالإضافة إلى الطلبة.
وكان كاتب عام الفرع الجامعي للنقل في تونس وعضو الاتحاد الجهوي للشغل، محمد ناجي حمدي، قد أعلن في تصريحات إعلامية دخول قطاع النقل في إضراب مفتوح بداية من أمس الأربعاء 2 نوفمبر الجاري.
وأوضح حمدي، أنهم كانوا قد وجهوا تنبيها منذ الأسبوع الماضي إلى وزارة النقل بسبب الوضعية المزرية لظروف العمل، مبرزا أن الأعوان لم يتلقوا إلى الآن أجورهم إضافة إلى الصمت الرهيب من طرف سلطة الإشراف.
وتابع المسؤول النقابي، بأن اجتماعا انعقد ليلة الأربعاء في مقر الجامعة العامة مع النقابات الأساسية بتونس ومنوبة وبن عروس واتخاذ قرار الإضراب المفتوح بالإجماع.
وشدد على أن سلطة الإشراف ليست لها نية للإصلاح ومرة أخرى لا توفر مستحقات الأعوان وقال:"هناك فشل ذريع من الحكومة ومن وزارة النقل".
في الصباح الباكر كانت محطات النقل تعجّ بالناس باعتبار أن جلهم لا علم لهم بالقرار المفاجئ بالإضراب العام المفتوح على خلفية تأخر استخلاص أجور شهر أكتوبر 2022 لموظفي شركة نقل تونس وأعوانها إلى جانب تدهور ظروف العمل.
مشهد الاكتظاظ بمحطات النقل العمومي خاصة بمحطة الباساج تواصل إلى ساعتين أو أكثر لتتحول فيما بعد تلك الأماكن إلى أماكن مهجورة ما عدا محطة برشلونة التي بقيت تعج بالمواطنين، البعض منهم لا علم له بالإضراب خاصة الوافدين من خارج العاصمة ومن مختلف جهات الجمهورية من أجل التداوي، والبعض الآخر بقي في انتظار أمل عودة الميترو الخفيف أو الحافلات إلى سيرها العادي.
هذا المشهد تخللته حالة من الاحتقان والغضب في صفوف المواطنين، لتتعالى الأصوات بالسب والشتم ولعنة البلاد وما وصلت إليه الأوضاع فلا تسمع سوى كلمة "يا حسرة على تونس".."لا يكفي غلاء المعيشة ..يُضاف إليها معاناة النقل والركض وراء النقل الجماعي"..، وغيرها من الشتائم الموجهة للمسؤولين والوزراء والنقابات.
وعلى أمل أن يتحرك أسطول النقل العمومي، في ظل مشهد الانتظار تجد في الواجهة الأخرى من العاصمة وتحديدا قرب محطة "تي جي أم" سيارات النقل الجماعي، حيث الفوضى والتهافت والركض الماراطوني للظفر بكرسي والالتحاق بمكان العمل، ومما لا شك فيه أن أغلب مستعملي الميترو والحافلة قد وصلوا متأخرين إلى وجهاتهم، هذا إن لم يضطر عدد منهم إلى التغيب.
كما نشطت أيضا مع هذا الإضراب تطبيقة "البولط" الخاصة بالتاكسي الفردي، التي تصل تكلفة تعريفة الواحدة منها إلى ثلاثة أضعاف التكلفة الحقيقية، ومع ذلك اضطر الكثيرون إلى اللجوء إلى التاكسي وفق شروط سائقيها.
اليوم عودة حركة النقل بشكل عادي
اثر الإضراب الذي نفذه أمس عمال نقل تونس، انعقدت مساء أمس جلسة عمل بين الجامعة العامة للنقل ووزارة النقل بعد تنسيق مع قيادة الاتحاد التي حرصت على عودة نشاط النقل، كما أكدت إدارة الشركة ووزارة النقل على صرف الأجور العمال اليوم الخميس، وبالتالي تعود حركة النقل بشكل عادي.