تحركات ميدانية واسعة تلك التي تقودها جبهة الخلاص من جهة وحركة النهضة من جهة أخرى بعد أن استعاد الحزب المبادرة السياسية ميدانيا من خلال التحرك في الجهات أو الدعوة المشتركة للاحتجاج على سياسات الرئيس قيس سعيد.
ولم تكن هذه الجبهة وحدها محرارا للاحتجاج حيث عادت ماكينة بقية أحزاب المعارضة لتدور مجددا على أمل إعادة تحريك السواكن السياسية والالتحام بالشارع الاجتماعي الذي بدأت ملامح الغضب الشعبي تسيطر عليه سواء عبر تواجده في الساحات أو من خلال الشعارات المرفوعة.
وحتى تضمن الانتشار الأوسع لهذا الالتحام بين الشارعين (السياسي والاجتماعي) أخذت جبهة الخلاص وبعد نجاح تحرك 15اكتوبر الماضي في تكثيف تواجدها الميداني بهدف تقريب وجهات النظر بين الأحزاب والمواطنين بعد جمود في العلاقة بين الطرفين.
هكذا التحام تجندت له شخصيات وازنة داخل جبهة الخلاص وحركة النهضة، فقد استقبلت مدينة بنزرت يوم الأحد زعيم الحركة راشد الغنوشي في حين احتضنت ولاية قبلي الرجل الأول بالجبهة نجيب الشابي.
حشد الشارع السياسي
ففي عاصمة الجلاء لم يخف الغنوشي آماله في عودة الشارع السياسي لترتيب البيت الداخلي للتونسيين وفرض الديمقراطية من جديد وتجنب حالة الانهيار الشامل.
فقد أكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في خطاب أمام تجمع لقواعد حزبه في بنزرت "أنه يعول على الشارع وعلى حركة الشارع"، مشيرا في هذا الصدد إلى تحركات جرجيس وحي التضامن.
وأضاف أن "التقاء المعارضات وضغط الوضع الاقتصادي على الناس وتطور الوضع الخارجي"، كلها عوامل من شأنها الضغط على قيس سعيد، ملاحظا أن الجهات الأجنبية تضغط على "المنقلب" للعودة إلى الديمقراطية والمجلس لكنها لم تصل بعدُ إلى حد وصف ما حصل بالانقلاب"، وفق تعبيره، مؤكدا أن هناك تدخلات أجنبية أفقدت البلاد استقلال قرارها، على حد قوله.
غياب التوازنات.. وتوازنات الضعف
ويدرك الجميع أن وحدة الصف الشعبي يجب أن تسبقها وحدة سياسية بالضرورة، فهذا الواقع مازال لم يتجسد بعد حيث مازال جوهر الصراع السياسي في بلادنا غير قادر على إنتاج قوة متحكمة في المشهد العام بعد أن فشل الجميع في إيجاد التوازنات الضرورية والممكنة لصناعة وضع مستقر.
وكشفت هذه الوضعية انه لا قيس سعيد قادر على فرض سلطته الكاملة رغم ترسانة القوانين الصادرة عنه منذ 25جويلية اثر ارتفاع واضح في عدد معارضيه وتراجع مؤكد في قوى الإسناد الحزبي والمدني للرئيس.
ولا المعارضة لها القوة الكافية على تجميع أدواتها لطرح نفسها كبديل سياسي محتمل في ظل صراع هووي وإيديولوجي.
ولا أحزاب الموالاة قادرة على إقناع التونسيين بقدرتها على معاضدة الرئيس أو حتى الاقتراب من الامتداد الجماهيري للمعارضة رغم مغازلتها الواضحة "لشعب الرئيس" والاستعداد للركوب على هذه الموجة انتخابيا.
وحدة الصف.. للتعبئة السياسية
على وقع ما يعيشه التونسيون من تيه اقتصادي واجتماعي عام وفي ظل أزمة خانقة متعدد الأبعاد دعا زعيم جبهة الخلاص الوطني نجيب الشابي من قبلي إلى وحدة الصف وتجنب التفرقة.
واعتبر ما تعيشه البلاد يقتضي "اجتماع التونسيين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم للحديث في ما يصلح لهذا الوطن والاتفاق حول الإصلاحات الاقتصادية والسياسية العاجلة مع تكليف حكومة إنقاذ وطني تتولى إدارة شؤون البلاد ىبناء على البرنامج المتفق عليه مع التحضير لانتخابات مبكرة تجدد الشرعية بتونس وتعيدها إلى الاستقرار ووضوح الرؤية وتحد من هجرة الشباب والأدمغة من البلاد".
واعتبر الشابي أن "تونس تمر اليوم بنفق مظلم نتيجة الفشل الذريع في إدارة البلاد مع التفرد بالسلطة وإقصاء النخب والمنظمات"، مما أدى "إلى وضع لم تشهده تونس من قبل جراء غلاء المعيشة وتفاقم البطالة وترهل منظومتي التعليم والصحة وتدهور خدمات النقل".
وتبدو أولى إشارات الخلاص عند الشابي في "التعبئة السياسية من اجل العودة للديمقراطية وحماية الحريات والمؤسسات التي تشهد بداية التفكك".
الشارع الاجتماعي.. الشارع السياسي
لا خلاف على أن الشارع الاجتماعي كثيرا ما كان المحرك الأبرز للشارع السياسي وهو ما أظهرته مثلا انتفاضة 17ديسمبر 14جانفي حيث التحقت الأحزاب بقطار الحراك على أمل قيادته وتوجيهه ضمانا لعدم حياده عن السكة وتحوله إلى فوضى.
وإذ نجح السياسي في خلق نقاط عدة مع الشارع الاجتماعي والتماهي معه فانه سرعان ما حصلت القطيعة بينهما ليصبح الاجتماعي مواز في كثير من الأحيان للشارع السياسي بعد أن فهمت الجماهير الغاضبة والثائرة انه لا أهداف مشتركة بين الجميع ذلك أن الشارع السياسي يتحرك في اتجاه استعادة السلطة أو المشاركة فيها، في حين أن الشارع الاجتماعي تحركه احتياجاته للحد الأدنى.
خليل الحناشي
تونس-الصباح
تحركات ميدانية واسعة تلك التي تقودها جبهة الخلاص من جهة وحركة النهضة من جهة أخرى بعد أن استعاد الحزب المبادرة السياسية ميدانيا من خلال التحرك في الجهات أو الدعوة المشتركة للاحتجاج على سياسات الرئيس قيس سعيد.
ولم تكن هذه الجبهة وحدها محرارا للاحتجاج حيث عادت ماكينة بقية أحزاب المعارضة لتدور مجددا على أمل إعادة تحريك السواكن السياسية والالتحام بالشارع الاجتماعي الذي بدأت ملامح الغضب الشعبي تسيطر عليه سواء عبر تواجده في الساحات أو من خلال الشعارات المرفوعة.
وحتى تضمن الانتشار الأوسع لهذا الالتحام بين الشارعين (السياسي والاجتماعي) أخذت جبهة الخلاص وبعد نجاح تحرك 15اكتوبر الماضي في تكثيف تواجدها الميداني بهدف تقريب وجهات النظر بين الأحزاب والمواطنين بعد جمود في العلاقة بين الطرفين.
هكذا التحام تجندت له شخصيات وازنة داخل جبهة الخلاص وحركة النهضة، فقد استقبلت مدينة بنزرت يوم الأحد زعيم الحركة راشد الغنوشي في حين احتضنت ولاية قبلي الرجل الأول بالجبهة نجيب الشابي.
حشد الشارع السياسي
ففي عاصمة الجلاء لم يخف الغنوشي آماله في عودة الشارع السياسي لترتيب البيت الداخلي للتونسيين وفرض الديمقراطية من جديد وتجنب حالة الانهيار الشامل.
فقد أكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في خطاب أمام تجمع لقواعد حزبه في بنزرت "أنه يعول على الشارع وعلى حركة الشارع"، مشيرا في هذا الصدد إلى تحركات جرجيس وحي التضامن.
وأضاف أن "التقاء المعارضات وضغط الوضع الاقتصادي على الناس وتطور الوضع الخارجي"، كلها عوامل من شأنها الضغط على قيس سعيد، ملاحظا أن الجهات الأجنبية تضغط على "المنقلب" للعودة إلى الديمقراطية والمجلس لكنها لم تصل بعدُ إلى حد وصف ما حصل بالانقلاب"، وفق تعبيره، مؤكدا أن هناك تدخلات أجنبية أفقدت البلاد استقلال قرارها، على حد قوله.
غياب التوازنات.. وتوازنات الضعف
ويدرك الجميع أن وحدة الصف الشعبي يجب أن تسبقها وحدة سياسية بالضرورة، فهذا الواقع مازال لم يتجسد بعد حيث مازال جوهر الصراع السياسي في بلادنا غير قادر على إنتاج قوة متحكمة في المشهد العام بعد أن فشل الجميع في إيجاد التوازنات الضرورية والممكنة لصناعة وضع مستقر.
وكشفت هذه الوضعية انه لا قيس سعيد قادر على فرض سلطته الكاملة رغم ترسانة القوانين الصادرة عنه منذ 25جويلية اثر ارتفاع واضح في عدد معارضيه وتراجع مؤكد في قوى الإسناد الحزبي والمدني للرئيس.
ولا المعارضة لها القوة الكافية على تجميع أدواتها لطرح نفسها كبديل سياسي محتمل في ظل صراع هووي وإيديولوجي.
ولا أحزاب الموالاة قادرة على إقناع التونسيين بقدرتها على معاضدة الرئيس أو حتى الاقتراب من الامتداد الجماهيري للمعارضة رغم مغازلتها الواضحة "لشعب الرئيس" والاستعداد للركوب على هذه الموجة انتخابيا.
وحدة الصف.. للتعبئة السياسية
على وقع ما يعيشه التونسيون من تيه اقتصادي واجتماعي عام وفي ظل أزمة خانقة متعدد الأبعاد دعا زعيم جبهة الخلاص الوطني نجيب الشابي من قبلي إلى وحدة الصف وتجنب التفرقة.
واعتبر ما تعيشه البلاد يقتضي "اجتماع التونسيين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم للحديث في ما يصلح لهذا الوطن والاتفاق حول الإصلاحات الاقتصادية والسياسية العاجلة مع تكليف حكومة إنقاذ وطني تتولى إدارة شؤون البلاد ىبناء على البرنامج المتفق عليه مع التحضير لانتخابات مبكرة تجدد الشرعية بتونس وتعيدها إلى الاستقرار ووضوح الرؤية وتحد من هجرة الشباب والأدمغة من البلاد".
واعتبر الشابي أن "تونس تمر اليوم بنفق مظلم نتيجة الفشل الذريع في إدارة البلاد مع التفرد بالسلطة وإقصاء النخب والمنظمات"، مما أدى "إلى وضع لم تشهده تونس من قبل جراء غلاء المعيشة وتفاقم البطالة وترهل منظومتي التعليم والصحة وتدهور خدمات النقل".
وتبدو أولى إشارات الخلاص عند الشابي في "التعبئة السياسية من اجل العودة للديمقراطية وحماية الحريات والمؤسسات التي تشهد بداية التفكك".
الشارع الاجتماعي.. الشارع السياسي
لا خلاف على أن الشارع الاجتماعي كثيرا ما كان المحرك الأبرز للشارع السياسي وهو ما أظهرته مثلا انتفاضة 17ديسمبر 14جانفي حيث التحقت الأحزاب بقطار الحراك على أمل قيادته وتوجيهه ضمانا لعدم حياده عن السكة وتحوله إلى فوضى.
وإذ نجح السياسي في خلق نقاط عدة مع الشارع الاجتماعي والتماهي معه فانه سرعان ما حصلت القطيعة بينهما ليصبح الاجتماعي مواز في كثير من الأحيان للشارع السياسي بعد أن فهمت الجماهير الغاضبة والثائرة انه لا أهداف مشتركة بين الجميع ذلك أن الشارع السياسي يتحرك في اتجاه استعادة السلطة أو المشاركة فيها، في حين أن الشارع الاجتماعي تحركه احتياجاته للحد الأدنى.