وضع كارثي تعاني منه كل الشركات الجهوية للنقل عبر الحافلات حسب ما اكدته مصادر "الصباح" في عدد من الجهات لمراسلينا في ولايات صفاقس وسوسة والقصرين ونابل والقيروان فيما يتعلق بملف اليوم الذي ألقى الضوء على وضعية الشركات الجهوية للنقل.
حيث أكدت اغلب المصادر، سواء الرسمية او النقابية، لمراسلينا ان هذه المؤسسات الحيوية تعاني من صعوبات متراكمة اهمها تآكل الأسطول خاصة مع تنامي الاعداءات اليومية عليه في كل المناطق دون استثناء، ومن عجز مالي فادح تسبب في عدم القدرة على شراء قطع الغيار او تدعيم الزاد البشري، أسباب دفعت القائمين على هذه الشركات للتقليص في عدد السفرات ما أثار حالة من الغضب والتذمر لدى الحرفاء الذين تعطلت مصالحهم بسبب عدم برمجة سفرات تلبي تطلعاتهم، لاسيما فيما يتعلق بالنقل المدرسي حيث وجدت كل المؤسسات تقريبا صعوبة على مستوى التصرف في الأسطول المحدود جدا من حيث برمجة سفرات عادية وأخرى لفائدة التلاميذ .
وفي الاثناء يجد المشرفون على هذه المؤسسات الحيوية انفسهم في مأزق حقيقي خاصة في ظل تخلي سلطة الاشراف عنهم دون أي دعم مالي لتعزيز الأسطول او لسد الشغورات خاصة مع الوضعية المالية المتردية لأغلب الشركات في الوقت الذي باتت فيه البنوك ترفض اسنادهم قروضا لعلمها بالازمة المالية التي تعاني والتي جعلتها غير قادرة على خلاص مزوديها من كهرباء وماء وقطع غيار، وحتى عدم القدرة على تسديد مستحقات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي..والايفاء بكل الاعباء والتعهدات.
شركات جهوية للنقل تعاني مشاكل عدة وتتطلب التدخل العاجل لهيكلتها ولإنقاذها من انهيار وشيك خاصة مع التدهور المستمر لوضعيتها المالية.
حنان قيراط
حافلات الشركة الجهوية للنقل بصفاقس تنشد الإنقاذ .. نقص في الاسطول و300 شغور في الأعوان
كاتب عام النقابة لـ"الصباح" : نعيش وضعية كارثية
صفاقس-الصباح
نفذ أعوان الشركة الجهوية للنقل بصفاقس يوم الثلاثاء 11 أكتوبر 2022 إضرابا بساعتين بمراكز عملهم احتجاجاً على ما وصفوه بالظروف الاستثنائية والكارثية التي تمر بها الشركة، من بينها نقص واهتراء الأسطول إلى جانب النقص الكبير في عدد الأعوان وكذلك الاعتداءات المتكررة من طرف المواطنين على أعوان الشركة وعلى الحافلات .
نقص كبير في الأسطول والأعوان
وفي هذا الصدد أفاد كاتب عام النقابة الاساسية لاعوان الشركة الجهوية للنقل بصفاقس" زاكي العيادي" في تصريح لـ"الصباح" أن أسطول الشركة من الحافلات يعاني نقصا كبيرا وأن الشركة بحاجة إلى 300 حافلة لتأمين النقل داخل الجهة وانه يوجد فقط 85 حافلة للنقل الحضري داخل مناطق العمران ومثلها تقريبا خارج مناطق العمران، كما تم الاستغناء عن عديد السفرات البعيدة لتأمين النقل التلمذي والطالبي إلا أن ذلك لم يحل مشكل تأمين النقل. إضافة إلى الشغور الكبير في عدد الأعوان الذي تجاوز الـ300 عون، في وقت تنتظر فيه الشركة استيفاء البحث الأمني لـ18 سائقا شاركوا في مناظرة سنة 2018 وأتموا كل مراحل المناظرة رغم ان العدد لا يسد الشغور الموجود، خاصة أنه كل سنة لا يتم تعويض الأعوان الذين يحالون على التقاعد ويبلغ عددهم الـ60 عونا، كما لا يتم كذلك تعويض عدد الحافلات التي تتخلى عنها الشركة كل سنة وعددها 30 حافلة.
ومن بين المشاكل التي تعاني منها الشركة الجهوية ، للنقل بصفاقس اهتراء الأسطول وعدم توفر قطع غيار، وفي ظل كل هذا فإن السلط المحلية تتعلل بعدم توفر السيولة المالية.
صفقات متعطلة وتجاهل السلط
طالب كاتب عام النقابة الاساسية لأعوان الشركة الجهوية للنقل بصفاقس بتفعيل صفقات اقتناء الحافلات بسنوات 2017،2018،2019 التي كان من المفترض تعزيز أسطول الشركة بها إلى جانب صفقة بـ30 حافلة لسنة 2020 حيث لم تنتفع الشركة سوى بـ6 حافلات فقط على دفعتين واحدة في شهر سبتمبر الماضي وأخرى في فصل الصيف الماضي، كما ناشد السلط الإشراف بالتدخل الفوري لحل أزمة النقل بجهة صفاقس حيث أعدت نقابة اعوان الشركة كراس مطالب منذ 28 ماي الماضي طالبت فيه بجلسة نقاش مع السلط المعنية.
اعتداء على الأعوان والأسطول
أشار كاتب عام النقابة الاساسية لأعوان الشركة الجهوية للنقل بصفاقس ان اضطراب النقل والعجز عن تأمين بعض الرحلات أثار غضب المواطنين وأنتج ردة فعل عنيفة من المواطن تجاه اعوان الشركة الذين يتعرضون إلى الاعتداءات المتكررة بشكل يومي وتضرر الأسطول بتهشيم الحافلات . مؤكدا في ذات السياق أنه تم إصدار بيانات في الغرض تذكر فيه الشركة معاناة أبناء المؤسسة.
اضطراب في تأمين النقل
تعاني مختلف معتمديات صفاقس وكذلك المناطق القريبة من قلب مدينة صفاقس من الاضطراب في تأمين النقل ومن تأخير في بعض الرحلات وانعدامها أحيانا في بعض الخطوط ، حيث شاهدت الفترة الأخيرة عدة وقفات احتجاجية وعمليات غلق طريق متكررة وطالب سكان المنطقة بتوفير الحافلات للمواطنين ، حيث تشهد منطقة ڨرڨور منذ بداية العام الدراسية من غياب حافلة تنقل تلامذة المعاهد الثانوية رغم دفع معاليم الإشتراك .
بعض الحلول لتجاوز العجز
من بين الحلول التي اقترحتها نقابة أعوان الشركة الجوية للنقل بصفاقس اقتناء حافلات مستعملة تعمل لمدة ثلاث سنوات بسعر رمزي بـ20 ألف دينار الحافلة الواحدة التي تعوض بصفة وقتية عجز الأسطول وهي تجربة نجحت فيها سابقا شركة النقل . كما شدد على أن هذه المطالب ليست لصالح الأعوان الذين قال إنهم لم يطالبوا بالامتيازات أو الترقيات بل لإنقاذ الشركة وتحسين ظروف العمل وتوفير العتاد والأعوان .
نرفض قطعيا خوصصة القطاع
من جهته أكد كاتب عام نقابة أعوان شركة النقل بصفاقس على ضرورة الحفاظ على هذه المؤسسة العمومية التي وجدت لمساعدة الفئات المهمشة وانه يرفض رفضا قطعيا خوصصة قطاع النقل خوفا على مستقبل المواطن والتلميذ ، قائلا " مستعدون للدفاع عن مؤسستنا وسنناضل لما فيه مصلحة الجهة والنقل العمومي وتاريخ شركة النقل.
في انتظار تحقق المشروع الحلم الذي تنتظره جهة صفاقس منذ سنة 2015 مشروع "مترو صفاقس" المعطل لسنوات والذي بإنجازه ينتعش المواطن والقطاع بالجهة ويخفف الضغط على وسائل النقل العمومية الاخرى سيما مع ارتفاع الاكتظاظ داخل الحافلات وطول مدة الانتظار في المحطات.
وتجدر الإشارة إلى انه تم الاتصال بالمدير العام للشركة الجهوية للنقل بصفاقس للحديث عن إشكاليات الشركة إلا أنه لم يتم التمكن من أخذ تصريحات حيث تعلل بالرجوع إلى السلط المركزية للحصول على الموافقة لإجراء الحوار إلا أنه لم يتم بعد ذلك الرد لا بالرفض ولا بالقبول .
عتيقة العامري
نقل الساحل.. الغاء العديد من السفرات..والمواطن يشتكي من تردّي الخدمات
سوسة-الصباح
تأسّست شركة النقل بالسّاحل سنة 1963 وهي شركة خفية الإسم تنشط في مجال النقل العمومي للمسافرين عبر الطرقات في المجال الحضري بولايات الساحل الثلاث بكل من سوسة والمنستير والمهدية وبين المدن بكل من ولايات الكاف وباجة ونابل والقيروان وقفصة وصفاقس والقصرين، رأس مالها 400 ألف دينار يتكوّن من 80 ألف سهم 57.3% مساهمات عمومية و42% مساهمات الخواص وتشغل الشركة نحو 1260 عونا ويضمّ أسطولها 467 حافلة تجوب 384 خطّا منها 207 خاص و177 منتظما لتأمين 700 ألف سفرة سنويا تقطع خلالها حافلات الشركة سنويا 23 مليون كلم لتأمين نقل 86 مليون مسافر منهم 56 مليون تلميذ وطالب .
نقص فادح في الرّصيد البشري وفي التجهيزات
رُغم الأهمية البالغة التي تلعبها شركة النقل بالساحل ودورها الفعّال والمؤثّر في الدورة الإقتصادية وربط الصلة فإنّها تُعاني من عديد الصعوبات والمشاكل ما يزيد في رفع حجم التحديّات والحطّ من سقف التطلّعات في ظرفية اقتصاديّة حرجة تمرّ بها البلاد.
"الصباح " اتّصلت بكاتب عام النقابة الأساسية لشركة النقل بالسّاحل بسوسة محمد قرع الذي أكّد في بداية حديثه أهمية منزلة شركة النقل بالساحل ودورها الوازن من حيث الإمتداد الجغرافي لخطوطها التي تمتدّ من النفيضة إلى الجمّ، مثمّنا في ذات الوقت مجهودات مختلف الأعوان من سوّاق وقبّاض وفنّيي الصيانة في تأمين العودة المدرسية والجامعية رغم النّقص الشّديد في الأعوان والتّجهيزات بسبب توقّف عملية الانتداب منذ سنة 2019 إلى جانب تأخّر صفقة اقتناء الحافلات المبرمجة لسنة 2022\2023 وهو ما يفسّر إلغاء بعض السفرات لعدد من الخطوط بسبب كثرة الأعطاب الفنية التي تلحق بعدد من الحافلات ما يدفع إلى التعويل على ثلاث حافلات في خط يستوجب توفّر 5 وما ينجرّ عن ذلك من حالة اكتظاظ في أغلب السفرات وبصفة خاصة أوقات الذروة كما أشار كاتب عام النقابة الأساسية أنّ النقص الفادح في قطاع الغيار يزيد في تعقيد الوضعيّة ويحول دون تدخّل فريق الصيانة للقيام بعمليات الصيانة ولو البسيطة لعدد من الحافلات علما وأن معدّل أعمار حافلات الشركة في حدود 12سنة وأنّ حاجة الشركة لتعزيز أسطولها بالأقاليم الثلاثة تقدّر بنحو 300 حافلة جديدة و500 عون تمّت الموافقة المبدئية على انتداب 132 منهم وفق تصريح مصدر مسؤول بالشركة لـ"الصباح " وأوضح محمد قرع أنّ النقل المدرسي والجامعي يحظيان بالأولوية المطلقة غير أنّ غياب الحافلات الاحتياطيّة والأعوان الاحتياطيين يجعل الكلّ يعمل تحت الضّغط ويضطرّ الأعوان إلى العمل ساعات إضافية تتسبّب في إرهاقهم واستنزاف طاقاتهم حيث أنّ أغلب الأعوان لم يتمتّعوا إلى اليوم بعطلهم السّنوية .
تشكيّات من تردّي الخدمات
أكّد عدد من الطلبة والتلاميذ الذين التقتهم "الصباح" على المعاناة اليومية التي يتكبّدونها خلال السفرات التي تقلّهم إلى مؤسّساتهم التربوية بربوع ولاية سوسة من ذلك مثلا المعاناة التي يعيشها تلاميذ المعهد الصناعي واعدادية الطاهر الحداد بالقلعة الكبرى بسبب قلة السفرات في اتجاه المؤسّستين وحالة الاكتظاظ الرهيبة وتجاوز طاقة الحمولة بحافلة "زينة وعزيزة " ما يجعل من سلامة التلاميذ في كفّ عفريت ويضطرّ عديد الأولياء إلى عدم التّعويل على الاشتراكات السنوية في غالب الأحيان والالتجاء إلى التّعويل على خدمات النقل العمومي غير المنتظم وهو نفس السيناريو الذي يتكرّر في خطوط أخرى خاصة بسبب الاكتظاظ أو الأعطاب الفنية التي تلحق بالحافلات "المنهكة "وخاصة منها تلك الموجّهة إلى العمق الريفي على غرار خط سوسة كندار وسيدي سعيدان والشياب والتي أثارت في عديد المناسبات استنكار الركاب واحتجاجاتهم لما لمسوه من نظرة "دونية " تجاههم بتخصيص حافلات حالتها سيّئة جدا قد تغيب عنها أحيانا ووفق شهادات بعض التلاميذ والركاب أبسط وأدنى شروط السلامة فضلا عن كثرة ما يصيبها من أعطاب وما ينجرّ عن ذلك من تأخّرات وغيابات، شهادة أكّدها بعض المنتسبين للشركة الذين أكّدوا أنهم يُدعون ويُكرهون أحيانا وفي وقت الذروة على الخروج في سفرات اضطرارية تعويضيّة لتغطية النقص الطارئ في عدد من الحافلات جراء أعطاب حافلات لا تتوفّر فيها معايير السلامة معتمدين على توصية المسؤول "سايس روحك .." وهو ما يُفسّر المناوشات التي قد تحصل بين الآمر والمأمور ورفض بعض السوّاق العمل على حافلات بعينها وقبول ذلك من بعض السوّاق الذين لا يقدرون على رفض الأوامر.
أنور قلالة
القيروان.. بنية تحتية شبه منعدمة عمقت أزمة الشركة
القيروان-الصباح
أحدثت الشركة الجهويّة للنقل بولاية القيروان سنة 1963 في شكل شركة خفية الاسم تتمثّل مهمّتها في تأمين النقل الحضري والنقل الجهوي والنقل بين المدن. وللتعرف على وضعية الشركة اتصلت "الصباح" برئيسة دائرة الحوكمة بالشركة الجهوية للنقل أروى الشعباني التي قدمت لـ"الصباح" جملة من المعطيات .
التنظيم ونظام المعلومات
حيث صرحت رئيسة دائرة الحوكمة بالشركة الجهوية للنقل بالقيروان أروى الشعباني لـ"الصباح" أن الشركة تعتبر من أوائل الشركات المبادرة باستعمال تكنولوجيات الإتصال الحديثة حيث قامت منذ سنة 1988 بتركيز أول منظومة معلوماتية ودأبت على تطويرها بكفاءتها المحلية حتى أصبحت اليوم تمتلك نظام نقل ذكي شامل ومندمج يعتمد أساسا على نظام مساعدة على الاستغلال SAE والذي يقوم بتجميع وتحليل المعطيات الواردة بالتوازي مع النظام المعلوماتي للشركة ونظام متابعة الأسطول عن بعد، هذا إلى جانب منظومة جديدة لاقتطاع التذاكر يتلاءم نظام تشغيلها مع البرمجيات الحديثة وإقرار التخلي التدريجي عن النظام الورقي والمنظومة التقليدية.
75 بالمائة من مجموع عدد المسافرين هم تلاميذ وطلبة
وقالت الشعباني بأن الشركة افتتحت السنة الدراسية الجارية 2022/2023 بمنظومة مندمجة للاشتراكات المدرسية والجامعية حيث قامت بتطوير ورقمنة الخدمة الخاصة بالتلاميذ والطلبة الذين يمثلون 75% من مجموع عدد المسافرين وذلك بالاعتماد على منظومة الترابط البيني بين مختلف المتداخلين.
أكثر من 20 حافلة تجاوزت اعمارها 20 سنة
وبينت محدثتنا ان التأخير المسجّل في اقتناء الحافلات اثر على مدى الأربع سنوات الفارطة في نسبة جاهزية الأسطول حيث تمتلك الشركة أكثر من 20 حافلة يتجاوز سنها 20 سنة .وتقوم الشركة بتوفير النقل لعدد من التلاميذ والطلبة يتجاوز عددهم 24 ألف مشترك على شبكة خطوط يتجاوز قطرها 150كلم في كافة أنحاء معتمديات الولاية.
وذكرت الشعباني أن أقرب معتمدية من الولاية تبعد عن مركز المدينة أكثر من 35كلم مما جعل عملية توزيع الحافلات على مختلف المعتمديات من أكبر التحديات صعوبة نظرا إلى التشتت الجغرافي وشساعة الرقعة الجغرافية للولاية ما أثر على توفر شروط السلامة للبنية التحتية المهترئة أصلا .
واختتمت مصدرنا حديثها لـ"الصباح" بالتأكيد على أن الشركة الجهوية للنقل بالقيروان لا تدخر جهدا في توفير وتقريب خدمات النقل بالجودة والسلامة المطلوبة في كل مناطق تدخلها حسب الإمكانيات المتوفرة.ودعت المتحدثة كل الأولياء والتلاميذ إلى المحافظة على وسائل النقل العمومي للشركة حتى تتمكن المؤسسة من إضافة معاليم الصيانة والإصلاح إلى الميزانية الخاصة باقتناء حافلات جديدة في ظل الارتفاع الصاروخي لأسعار وسائل النقل في الأسواق العالمية.
مروان الدعلول
رئيس دائرة الاستغلال العام بشركة النقل بالقصرين لـ"الصباح": ظروف عمل صعبة ..وتقادم الأسطول وضعف الموارد البشرية أهم الاشكاليات "
تعزيز الاسطول بـ10 حافلات بداية ..ونحو فتح فروع جديدة
القصرين-الصباح
كانت الشركة الجهوية للنقل بالقصرين ولا زالت حاضرة وعلى جاهزية تامة مع انطلاق كل موسم دراسي وفي المواعيد الاستثنائية كالأيام المفتوحة للتلاقيح في فترة كوفيد 19 وفترات الأعياد وغيرها بنسبة جاهزية تفوق 80 بالمائة ، في المقابل لا يخفي مسؤوليها أبدا الوجه الآخر للصعوبات التي تعانيها كسائر شركات النقل بالبلاد خصوصا في علاقة بالنقص في الأسطول وتقادمه وضعف الموارد البشرية ما فرض عليهم مضاعفة المجهودات حتى يتسنى تقديم خدمات مقبولة للمواطنين والتلميذ والطالب على حد السواء حسب امكانيات الشركة مع السعي الى تحسين الظروف وتطوير البرامج .
تقادم الأسطول ونقص في الموارد البشرية
"نحن لا نخفي أبدا تقادم أسطولنا وهذا لا تتحمل وزره الشركة بل هو حال أغلب شركات النقل بالبلاد وحال النقل ككل في تونس، ورغم ذلك نقدم خدمات وجهود محترمة تفوق الامكانيات المتوفرة" بهذا المقتطف استهل رئيس دائرة الاستغلال العام بالشركة الجهوية للنقل بالقصرين ميزوني منصوري حديثه لـ"الصباح" عن الصورة الحقيقية للشركة وما يبذل من جهود مضاعفة من مختلف المنتسبين للمؤسسة لاسداء الحد المطلوب من الخدمات ، حيث يؤكد محدثنا أنه منذ سنة 2012 لم يتم تجديد أسطول النقل بالجهة الى جانب التضاريس الوعرة والخاصة بمختلف معتمديات ولاية القصرين وتردي البنية التحتية كلها عوامل تؤدي في عدة أوقات الى تعطب الحافلات وحصول التأخير في نقل التلاميذ أو العودة بهم لبعد المسافات كذلك وبالتالي الحديث عن تذمر المواطنين أو الاحتجاج عمّا يعتبرونه نقص في الحافلات أو ارسال حافلات قديمة كما يحدث في اعدادية مقسم التراب ومعهد حاسي الفريد بمعتمدية حاسي الفريد وامتناع الأهالي منذ أيام عن ارسال أبنائهم للدراسة بسبب التأخر في وصولهم للمؤسستين سالفتي الذكر والاشتراك في الحافلات ومطالبتهم باضافة حافلة أخرى للحد من هذا التأخير والتخفيف من طول المسافات التي تقطعها الحافلات. حيث اشار المنصوري في هذه النقطة الى أن العمل ساري منذ ثلاث سنوات بنفس الشاكلة وبنفس الخطوط وحسب امكانيات الشركة حاليا وتم عقد جلسة في الغرض والاتفاق على أنه مع تحسن الأسطول سيتم لما لا اضافة حافلة أو اثنتان لحاسي الفريد ولكن الحلول تحتاج وقتا وبتضافر الجهود وجميع الأطراف المتداخلة (من تربية وتجهيز وسلط جهوبة) لتذليل العراقيل وعدم رمي كل اللوم وثقل الحمل على شركة النقل لوحدها خاصة أن أعمق مشاكل الجهة هي البنية التحتية وفق قوله.
كما تحدث المنصوري على أنه حاليا يوجد 90 خطا مدرسيا تلمذيا و3 خطوط جامعية وحوالي 16خطا تجاريا، كما أنه مع العودة المدرسية قدمت الشركة جاهزيتها لهذا الموعد بـ121حافلة موزعة على 96 نقلا تلمذيا وجامعيا و16 نقلا مختلطا ، وأكد المنصوري أن رغم الوضع الراهن الذي لا يعتبر مريحا إلا أن الادارة الحالية قامت بدراسة واضحة للامكانيات والعمل وفقها وحسن توظيف مواردها حيث يعمل ما يقارب 70 سائق حافلة أو أقل على مختلف هذه الخطوط ويقومون بجهود مضاعفة لتأمين جميع السفرات في توقيتها غالبا لـ18 ألف مشترك وهو رقم كبير جداً يبرهن حجم التحدي وعمل الشركة مقابل هذا بامكانيات بسيطة، مؤكدا أن الموارد البشرية ضعيفة ليصل أحيانا الأمر في حال غياب أحد السائقين لعدم وجود من يسد الفراغ ولكن من واجبهم التأقلم مع الظروف والعمل أكثر من الساعات المطلوبة في غالب الأحيان من سائقي الحافلات أو أعوانهم الفنيين أو اداريين لتغطية هذا النقص والقيام بعملهم على أكمل وجه وحضور الشركة وبقوة في المناسبات الهامة من انجاح العودة المدرسية التي فشلت فيها عدة شركات نقل جهوية مجاورة وفترات الكورونا وتأمين سفرات الأعياد حيث أمنت مثلا الشركة أكثر من 35 رحلة من تونس_ القصرين والعودة بأبناء الجهة في عيد الاضحى وهو مجهود محترم حتى أن بعض الشركات الجهوية للنقل ببعض الولايات المجاورة على غرار قفصة وسليانة طلبوا منهم المعاضدة لتأمين سفرات عيد الاضحى الفارط الخاصة بهم على حد قوله.
الاعتداءات تعمق خسائر الشركة
محدثنا قال بأن الشركة تتعرض الى الخسائر بشكل يومي في علاقة وثيقة بحوادث الاعتداءات المتكررة التي تطال منظوريهم أو الحافلات وهو مشكل لا يتم تسليط الضوء عليه كثيرا ولا اظهاره اعلاميا ولا ينتبه إليه المواطن الذي فقط يحتج على تقادم الأسطول والتأخير وهي اشكاليات لا تتحملها مؤسستهم ولكنه يجعلها في كل مرة عرضة للاتهامات والانتقادات والاعتداء ، ذاكرا في هذا السياق عدة حوادث تعرض إليها سائقو حافلاتهم ببعض المعتمديات بالجهة ومنهم من تعرض الى كسور وكذلك تهشيم للحافلات كان آخرها حادثة في احدى المناطق بسبيطلة الشهر الحالي وحوادث سابقة لتكسير وحجز الحافلات في العيون وحاسي الفريد ولا يعلم المواطن حينها أن هذا يخلف خسائر للشركة من اصلاحات وصيانة وبالتالي حرمان أبنائهم في اليوم الموالي من حافلة لأنه يصعب تعويضها ولا تعويض السائق فتلك حدود امكانيات عملهم.
كما أشار المنصوري أن حادثة السرقة كذلك التي تعرضت اليها الشركة في جويلية الفارط من سرقة لمعدات بأن القضية لدى الجهات القضائية وكل طرف يتحمل مسؤوليته لدى القضاء .
يذكر أنه تم في جويلية الفارط اصدار بطاقتي إيداع بالسجن في حقّ ميكانيكي ورئيس مصلحة بالشركة الجهوية للنقل بالقصرين من أجل سرقة معدات تهم الشركة تفوق قيمتها 30 ألف دينار وتحجير السفر عن موظف ثالث مع إبقائه في حالة سراح، في القضية نفسها .
تعزيز أسطول النقل والموارد البشرية السنة المقبلة
انفراج عدة اشكاليات والمرور الى العمل بأريحية سيكون تقريبا مع قدوم السنة القادمة وفق محدثنا الذي بيّن أن الادارة العامة للشركة الجهوية للنقل بالقصرين قامت بتشخيص كامل للوضع الراهن والموارد المتاحة البشرية منها واللوجستية وادركوا ضرورة تدارك ومعالجة هذا الوضع ، حيث قاموا بصفقة لتعزيز الأسطول وبعد تعطلها مرتان لأسباب روتينية لاجراءات الصفقات نجحوا مع ديسمبر الفارط في مرور هذه الصفقة التي سيتم بموجبها تعزيز أسطول نقل الشركة بـ10 حافلات منها 5 مزدوجة بداية من شهر مارس 2023 كما سيتم بعدها المرور الى اقتناء 10 حافلات أخرى مخصصة للنقل بين المدن في اطار تجديد وتعزيز الأسطول.
كما أفاد المنصوري بأن الشركة تعي جيدا حجم العبء على مواردها البشرية الحالية وقامت في اطار تدعيم مواردها بفتح مناظرة لانتداب 25 سائقا للحافلات و12 عاملا مختصا بالورشات بمختلف الاختصاصات وبالتالي فإن الحديث عن تحسن وضع العمل وتحسين جودة الخدمات ستكون ملامحه أوضح وجلية مع السنة المقبلة وفق قوله ورغم ذلك فإن الوضع الحالي لا يعتبر بالسيء ولا الجيد حسب توصيفه .
نحو فتح فروع جديدة للشركة
وفي توجهات الشركة والبرامج المستقبلية للشركة قال رئيس دائرة الاستغلال العام بالشركة الجهوية للنقل بالقصرين ميزوني منصوري أن الشركة تسعى الى تطوير عملها وتحسينه بما أتيح من امكانيات ومع قادم السنوات بالتوازي مع تعزيز الأسطول والموارد البشرية سيتم فتح فروع جديدة بعدة معتمديات بالجهة مؤكدا أن الفروع هي فروع ادارية وليست ورشات فنية وأن لديها بعض الفروع المحدثة جديدا على غرار فرع العيون وأخرى موجودة سابقا وسيتم تجديد فرع تالة وفتح فرع بحاسي الفريد ولديهم قطعة أرض مخصصة للغرض وفي فوسانة سيتم شراء قطعة أرض لفرعهم حتى يتجنبوا صيغة الكراء وفرع بحيدرة كما سيتم تجديد الورشة الفنية واعادة هيكلتها وتهيئتها بشكل عصري ، مبينا أن مع قادم السنوات ستكون هناك خطوات جيدة للشركة النقل بالقصرين.
الى جانب هذا البرنامج فقد أحدثت الشركة خطوط جديدة ونموذجية على غرار خطوط نابل والمنستير والمهدية كما تلقوا طلبات لاحداث خطوط جديدة أو التمديد فيها بالمعتمديات بالجهة مثل خط تالة وفوسانة والعيون وتلقي طلب من حاسي الفريد بخط تجاري مرورا بسبيطلة وماجل بلعباس عبر الفكة والكامور، مؤكدا أنهم يدرسون كل المطالب التي وصلتلهم حالة بحالة وسيتم التفاعل معها حسب الامكانيات الحالية أو المستقبلية وأن باب الشركة والادارة لا يغلق أبدا أمام الاجتهادات والتعاون والمطالب ويقومون بما أمكن للتفاعل مع ما يصلهم من مطالب الجهات في هذا الشأن ويبقى عملهم انساني قابل للتقييم والنقد.
تمر الشركة الجهوية للنقل بنابل بصعوبات عديدة والتي تتمثل في غياب لاسطول جديد وتوزيع معظم الحافلات الى الخط التلمذي ووجود خسائر وتراكمات على امتداد السنوات الاخيرة وهو ما ادى الى تراجع مستوى الخدمات المقدمة.
اذ اشتكى عدد من المواطنين بولاية نابل من حرفاء الشركة الجهوية للنقل بنابل والذين يتنقلون بصفة يومية باتجاه تونس العاصمة للعمل من الغاء عديد السفرات ايابا وذهابا خاصة خطوط قليبية تونس وقليبية نابل وخط نابل تونس مع التقليص بشكل لافت في سفرات الحمامات تونس مما عطل مصالحهم.
سفرات ملغاة.. ومصالح المواطنين معطلة
واكد المواطن عارف ناشي وهو مهندس اتصالات يتنقل يوميا باتجاه تونس العاصمة وجود نقص في الحافلات المتجهة من مدينة نابل الى تونس العاصمة وذلك نظرا لعدم قدرة الشركة على اقتناء حافلات جديدة مشيرا الى انه لم يتم اقتناء حافلات جديدة منذ 4 سنوات وان الشركة غير قادرة على تامين اقتناءات جديدة بسبب غياب السيولة اذ ان اغلب البنوك ترفض تمويل الشراءات الاستثمارية لانهم على علم بان الشركة في وضعية مالية صعبة وفق ما جاء على لسانه .
ويرى محدثنا ان النقل المجاني على الخطوط التجارية تسبب في ارهاق الموازنة المالية بسبب رفض الوزارات المشرفة على الاسلاك النشيطة خلاص مستحقات الشركة والتي بلغت الى حدود 31 ديسمبر 2019 حوالي 23 مليارا حسب القوائم المالية المصادق عليها من طرف مراقب الحسابات وتفاقم ديون الشركة لدى صندوق الضمان الاجتماعي والخزينة العامة للدولة ومزودي قطاع الغيار والمحروقات وسط تراجع مداخيل الاستغلال او عدم نموها مقارنة بالمصاريف القارة وان الجميع يشكو تردي الخدمات الطالب والتلميذ والحريف العادي.
مصادر نقابية ..صعوبات بالجملة
ومن جهتها اوضحت مصادر نقابية وعدد من الاعوان العاملين بالشركة الجهوية للنقل بنابل لـ"الصباح " انه خلال الثلاث سنوات الاخيرة لم يتم تعزيز الاسطول بحافلات جديدة وذلك راجع الى ان اجراءات اقتناء الحافلات والصفقات التي تتطلب مدة زمنية طويلة ويبلغ معدل عمر الاسطول اكثر من 13 سنة، في المقابل لم يتجاوز عمر الاسطول لسنة 2010 الثلاث سنوات .
ووفق مصادر نقابية تبلغ نسبة مديونية الشركة للضمان الاجتماعي والضرائب ومحروقات لسنة 2019 اكثر من 115 مليارا.
ومن جانبه اوضح كاتب عام النقابة الاساسية فرع قليبية للشركة الجهوية للنقل بنابل شهير بن مبروك لـ"الصباح " عجز الشركة عن تامين السفرات العادية حيث تم الغاء سفرات عادية باتجاه تونس العاصمة خطوط 640 الخط الرابط بين قليبية وتونس وذلك نظرا للنقص الفادح بالاسطول وتقادمه وعدم توفر قطاع الغيار للتسريع بالتدخل لاصلاح الحافلات المعطبة وكشف محدثنا ان هناك اشكالا كبيرا يتمثل في عدم توفر مخزون لقطاع الغيار من اجل مجابهة الاعطاب واصلاح الحافلات بصفة انية كما اشار الى وجود اشكالية على مستوى لجنة الصفقات على مدار ثلاث سنوات متتالية وهو ما عطل عملية تعزيز الاسطول واقتناء حافلات جديدة كما بين بن مبروك انه وبسبب النقص الفادح بالاسطول التجات الشركة الى تامين العودة المدرسية بالغاء سفرات المرفق العام على حساب المواطن العادي وفق قوله.
وفي هذا الخصوص طالب محدثنا وزارة النقل بضرورة البحث عن ايجاد حلول عاجلة مثلا كاقتناء حافلات مستعملة الى حين تعزيز الاسطول بحافلات جديدة وذلك من اجل مجابهة الوضع الراهن الذي تعاني منه الشركة الجهوية للنقل بنابل والذي ادى الى تراجع مستوى الخدمات بها.
وبخصوص الصعوبات التي تواجهها الشركة الجهوية للنقل بنابل ابرز مدير الاستغلال بالشركة الجهوية للنقل بنابل حافظ الجبالي في تصريح اعلامي ان ابرز الصعوبات مردها التاخير في اقتناءات قطع الغيار بسبب فقدانها في السوق الداخلية بالاضافة الى تسجيل تاخير في تنفيذ برنامج الاقتناءات الجديدة للشركة بسبب عدم التزام المزود بعد ابرام الصفقة وامضاء العقود للحصول على مجموع 111 حافلة من مختلف الانواع مكيفة وعادية وصغيرة على ثلاث اقساط في اطار ميزانية 2018/2019 لم تتحصل منها الشركة الا على 5 حافلات صغيرة.
ولاحظ ان تنفيذ برنامج الاقتناءات الجديدة هو محل متابعة من السلط الجهوية بولايتي نابل وزغوان ومن السلط المركزية مبرزا من جهة اخرى بخصوص النقص في الاعوان والاطارات مطروحة خاصة بسبب تعدد ملفات الامراض المهنية
ليلى بن سعد
مصادر من وزارة النقل لـ"الصباح ": خسائر الشركات الجهوية للنقل بلغت 345 مليون دينار إلى موفى 2021
تونس-الصباح
وفق معطيات تحصلت عليها "الصباح" من وزارة النقل فإن الشركات الجهوية للنقل بلغ عددها 13 شركة، بينما بلغ عدد الأعوان 7006 عون.
هذا ويبلغ عدد الحافلات 2977 حافلة، ووفق ذات المعطيات تتراوح .نسبة الجاهزية بين 65% و88%.
كما تنقل الشركات 318 مليون مسافر سنويا منها 59% مخصصة للنقل المدرسي والجامعي.
وقد بلغت النتائج الصافية لسنة 2021 حوالي 65 مليون دينار سلبي، فيما بلغت الخسائر المتراكمة إلى موفى سنة 2021 قرابة 345 مليون دينار.
وأكدت مصادرنا من وزارة النقل ان الحافلات المبرمجة ضمن الميزانية التقديرية بعنوان سنة 2021\ 2022 تعد اكثر من 500 حافلة تسلمت منها الوزارة 85 حافلة.
حنان قيراط
تونس-الصباح
وضع كارثي تعاني منه كل الشركات الجهوية للنقل عبر الحافلات حسب ما اكدته مصادر "الصباح" في عدد من الجهات لمراسلينا في ولايات صفاقس وسوسة والقصرين ونابل والقيروان فيما يتعلق بملف اليوم الذي ألقى الضوء على وضعية الشركات الجهوية للنقل.
حيث أكدت اغلب المصادر، سواء الرسمية او النقابية، لمراسلينا ان هذه المؤسسات الحيوية تعاني من صعوبات متراكمة اهمها تآكل الأسطول خاصة مع تنامي الاعداءات اليومية عليه في كل المناطق دون استثناء، ومن عجز مالي فادح تسبب في عدم القدرة على شراء قطع الغيار او تدعيم الزاد البشري، أسباب دفعت القائمين على هذه الشركات للتقليص في عدد السفرات ما أثار حالة من الغضب والتذمر لدى الحرفاء الذين تعطلت مصالحهم بسبب عدم برمجة سفرات تلبي تطلعاتهم، لاسيما فيما يتعلق بالنقل المدرسي حيث وجدت كل المؤسسات تقريبا صعوبة على مستوى التصرف في الأسطول المحدود جدا من حيث برمجة سفرات عادية وأخرى لفائدة التلاميذ .
وفي الاثناء يجد المشرفون على هذه المؤسسات الحيوية انفسهم في مأزق حقيقي خاصة في ظل تخلي سلطة الاشراف عنهم دون أي دعم مالي لتعزيز الأسطول او لسد الشغورات خاصة مع الوضعية المالية المتردية لأغلب الشركات في الوقت الذي باتت فيه البنوك ترفض اسنادهم قروضا لعلمها بالازمة المالية التي تعاني والتي جعلتها غير قادرة على خلاص مزوديها من كهرباء وماء وقطع غيار، وحتى عدم القدرة على تسديد مستحقات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي..والايفاء بكل الاعباء والتعهدات.
شركات جهوية للنقل تعاني مشاكل عدة وتتطلب التدخل العاجل لهيكلتها ولإنقاذها من انهيار وشيك خاصة مع التدهور المستمر لوضعيتها المالية.
حنان قيراط
حافلات الشركة الجهوية للنقل بصفاقس تنشد الإنقاذ .. نقص في الاسطول و300 شغور في الأعوان
كاتب عام النقابة لـ"الصباح" : نعيش وضعية كارثية
صفاقس-الصباح
نفذ أعوان الشركة الجهوية للنقل بصفاقس يوم الثلاثاء 11 أكتوبر 2022 إضرابا بساعتين بمراكز عملهم احتجاجاً على ما وصفوه بالظروف الاستثنائية والكارثية التي تمر بها الشركة، من بينها نقص واهتراء الأسطول إلى جانب النقص الكبير في عدد الأعوان وكذلك الاعتداءات المتكررة من طرف المواطنين على أعوان الشركة وعلى الحافلات .
نقص كبير في الأسطول والأعوان
وفي هذا الصدد أفاد كاتب عام النقابة الاساسية لاعوان الشركة الجهوية للنقل بصفاقس" زاكي العيادي" في تصريح لـ"الصباح" أن أسطول الشركة من الحافلات يعاني نقصا كبيرا وأن الشركة بحاجة إلى 300 حافلة لتأمين النقل داخل الجهة وانه يوجد فقط 85 حافلة للنقل الحضري داخل مناطق العمران ومثلها تقريبا خارج مناطق العمران، كما تم الاستغناء عن عديد السفرات البعيدة لتأمين النقل التلمذي والطالبي إلا أن ذلك لم يحل مشكل تأمين النقل. إضافة إلى الشغور الكبير في عدد الأعوان الذي تجاوز الـ300 عون، في وقت تنتظر فيه الشركة استيفاء البحث الأمني لـ18 سائقا شاركوا في مناظرة سنة 2018 وأتموا كل مراحل المناظرة رغم ان العدد لا يسد الشغور الموجود، خاصة أنه كل سنة لا يتم تعويض الأعوان الذين يحالون على التقاعد ويبلغ عددهم الـ60 عونا، كما لا يتم كذلك تعويض عدد الحافلات التي تتخلى عنها الشركة كل سنة وعددها 30 حافلة.
ومن بين المشاكل التي تعاني منها الشركة الجهوية ، للنقل بصفاقس اهتراء الأسطول وعدم توفر قطع غيار، وفي ظل كل هذا فإن السلط المحلية تتعلل بعدم توفر السيولة المالية.
صفقات متعطلة وتجاهل السلط
طالب كاتب عام النقابة الاساسية لأعوان الشركة الجهوية للنقل بصفاقس بتفعيل صفقات اقتناء الحافلات بسنوات 2017،2018،2019 التي كان من المفترض تعزيز أسطول الشركة بها إلى جانب صفقة بـ30 حافلة لسنة 2020 حيث لم تنتفع الشركة سوى بـ6 حافلات فقط على دفعتين واحدة في شهر سبتمبر الماضي وأخرى في فصل الصيف الماضي، كما ناشد السلط الإشراف بالتدخل الفوري لحل أزمة النقل بجهة صفاقس حيث أعدت نقابة اعوان الشركة كراس مطالب منذ 28 ماي الماضي طالبت فيه بجلسة نقاش مع السلط المعنية.
اعتداء على الأعوان والأسطول
أشار كاتب عام النقابة الاساسية لأعوان الشركة الجهوية للنقل بصفاقس ان اضطراب النقل والعجز عن تأمين بعض الرحلات أثار غضب المواطنين وأنتج ردة فعل عنيفة من المواطن تجاه اعوان الشركة الذين يتعرضون إلى الاعتداءات المتكررة بشكل يومي وتضرر الأسطول بتهشيم الحافلات . مؤكدا في ذات السياق أنه تم إصدار بيانات في الغرض تذكر فيه الشركة معاناة أبناء المؤسسة.
اضطراب في تأمين النقل
تعاني مختلف معتمديات صفاقس وكذلك المناطق القريبة من قلب مدينة صفاقس من الاضطراب في تأمين النقل ومن تأخير في بعض الرحلات وانعدامها أحيانا في بعض الخطوط ، حيث شاهدت الفترة الأخيرة عدة وقفات احتجاجية وعمليات غلق طريق متكررة وطالب سكان المنطقة بتوفير الحافلات للمواطنين ، حيث تشهد منطقة ڨرڨور منذ بداية العام الدراسية من غياب حافلة تنقل تلامذة المعاهد الثانوية رغم دفع معاليم الإشتراك .
بعض الحلول لتجاوز العجز
من بين الحلول التي اقترحتها نقابة أعوان الشركة الجوية للنقل بصفاقس اقتناء حافلات مستعملة تعمل لمدة ثلاث سنوات بسعر رمزي بـ20 ألف دينار الحافلة الواحدة التي تعوض بصفة وقتية عجز الأسطول وهي تجربة نجحت فيها سابقا شركة النقل . كما شدد على أن هذه المطالب ليست لصالح الأعوان الذين قال إنهم لم يطالبوا بالامتيازات أو الترقيات بل لإنقاذ الشركة وتحسين ظروف العمل وتوفير العتاد والأعوان .
نرفض قطعيا خوصصة القطاع
من جهته أكد كاتب عام نقابة أعوان شركة النقل بصفاقس على ضرورة الحفاظ على هذه المؤسسة العمومية التي وجدت لمساعدة الفئات المهمشة وانه يرفض رفضا قطعيا خوصصة قطاع النقل خوفا على مستقبل المواطن والتلميذ ، قائلا " مستعدون للدفاع عن مؤسستنا وسنناضل لما فيه مصلحة الجهة والنقل العمومي وتاريخ شركة النقل.
في انتظار تحقق المشروع الحلم الذي تنتظره جهة صفاقس منذ سنة 2015 مشروع "مترو صفاقس" المعطل لسنوات والذي بإنجازه ينتعش المواطن والقطاع بالجهة ويخفف الضغط على وسائل النقل العمومية الاخرى سيما مع ارتفاع الاكتظاظ داخل الحافلات وطول مدة الانتظار في المحطات.
وتجدر الإشارة إلى انه تم الاتصال بالمدير العام للشركة الجهوية للنقل بصفاقس للحديث عن إشكاليات الشركة إلا أنه لم يتم التمكن من أخذ تصريحات حيث تعلل بالرجوع إلى السلط المركزية للحصول على الموافقة لإجراء الحوار إلا أنه لم يتم بعد ذلك الرد لا بالرفض ولا بالقبول .
عتيقة العامري
نقل الساحل.. الغاء العديد من السفرات..والمواطن يشتكي من تردّي الخدمات
سوسة-الصباح
تأسّست شركة النقل بالسّاحل سنة 1963 وهي شركة خفية الإسم تنشط في مجال النقل العمومي للمسافرين عبر الطرقات في المجال الحضري بولايات الساحل الثلاث بكل من سوسة والمنستير والمهدية وبين المدن بكل من ولايات الكاف وباجة ونابل والقيروان وقفصة وصفاقس والقصرين، رأس مالها 400 ألف دينار يتكوّن من 80 ألف سهم 57.3% مساهمات عمومية و42% مساهمات الخواص وتشغل الشركة نحو 1260 عونا ويضمّ أسطولها 467 حافلة تجوب 384 خطّا منها 207 خاص و177 منتظما لتأمين 700 ألف سفرة سنويا تقطع خلالها حافلات الشركة سنويا 23 مليون كلم لتأمين نقل 86 مليون مسافر منهم 56 مليون تلميذ وطالب .
نقص فادح في الرّصيد البشري وفي التجهيزات
رُغم الأهمية البالغة التي تلعبها شركة النقل بالساحل ودورها الفعّال والمؤثّر في الدورة الإقتصادية وربط الصلة فإنّها تُعاني من عديد الصعوبات والمشاكل ما يزيد في رفع حجم التحديّات والحطّ من سقف التطلّعات في ظرفية اقتصاديّة حرجة تمرّ بها البلاد.
"الصباح " اتّصلت بكاتب عام النقابة الأساسية لشركة النقل بالسّاحل بسوسة محمد قرع الذي أكّد في بداية حديثه أهمية منزلة شركة النقل بالساحل ودورها الوازن من حيث الإمتداد الجغرافي لخطوطها التي تمتدّ من النفيضة إلى الجمّ، مثمّنا في ذات الوقت مجهودات مختلف الأعوان من سوّاق وقبّاض وفنّيي الصيانة في تأمين العودة المدرسية والجامعية رغم النّقص الشّديد في الأعوان والتّجهيزات بسبب توقّف عملية الانتداب منذ سنة 2019 إلى جانب تأخّر صفقة اقتناء الحافلات المبرمجة لسنة 2022\2023 وهو ما يفسّر إلغاء بعض السفرات لعدد من الخطوط بسبب كثرة الأعطاب الفنية التي تلحق بعدد من الحافلات ما يدفع إلى التعويل على ثلاث حافلات في خط يستوجب توفّر 5 وما ينجرّ عن ذلك من حالة اكتظاظ في أغلب السفرات وبصفة خاصة أوقات الذروة كما أشار كاتب عام النقابة الأساسية أنّ النقص الفادح في قطاع الغيار يزيد في تعقيد الوضعيّة ويحول دون تدخّل فريق الصيانة للقيام بعمليات الصيانة ولو البسيطة لعدد من الحافلات علما وأن معدّل أعمار حافلات الشركة في حدود 12سنة وأنّ حاجة الشركة لتعزيز أسطولها بالأقاليم الثلاثة تقدّر بنحو 300 حافلة جديدة و500 عون تمّت الموافقة المبدئية على انتداب 132 منهم وفق تصريح مصدر مسؤول بالشركة لـ"الصباح " وأوضح محمد قرع أنّ النقل المدرسي والجامعي يحظيان بالأولوية المطلقة غير أنّ غياب الحافلات الاحتياطيّة والأعوان الاحتياطيين يجعل الكلّ يعمل تحت الضّغط ويضطرّ الأعوان إلى العمل ساعات إضافية تتسبّب في إرهاقهم واستنزاف طاقاتهم حيث أنّ أغلب الأعوان لم يتمتّعوا إلى اليوم بعطلهم السّنوية .
تشكيّات من تردّي الخدمات
أكّد عدد من الطلبة والتلاميذ الذين التقتهم "الصباح" على المعاناة اليومية التي يتكبّدونها خلال السفرات التي تقلّهم إلى مؤسّساتهم التربوية بربوع ولاية سوسة من ذلك مثلا المعاناة التي يعيشها تلاميذ المعهد الصناعي واعدادية الطاهر الحداد بالقلعة الكبرى بسبب قلة السفرات في اتجاه المؤسّستين وحالة الاكتظاظ الرهيبة وتجاوز طاقة الحمولة بحافلة "زينة وعزيزة " ما يجعل من سلامة التلاميذ في كفّ عفريت ويضطرّ عديد الأولياء إلى عدم التّعويل على الاشتراكات السنوية في غالب الأحيان والالتجاء إلى التّعويل على خدمات النقل العمومي غير المنتظم وهو نفس السيناريو الذي يتكرّر في خطوط أخرى خاصة بسبب الاكتظاظ أو الأعطاب الفنية التي تلحق بالحافلات "المنهكة "وخاصة منها تلك الموجّهة إلى العمق الريفي على غرار خط سوسة كندار وسيدي سعيدان والشياب والتي أثارت في عديد المناسبات استنكار الركاب واحتجاجاتهم لما لمسوه من نظرة "دونية " تجاههم بتخصيص حافلات حالتها سيّئة جدا قد تغيب عنها أحيانا ووفق شهادات بعض التلاميذ والركاب أبسط وأدنى شروط السلامة فضلا عن كثرة ما يصيبها من أعطاب وما ينجرّ عن ذلك من تأخّرات وغيابات، شهادة أكّدها بعض المنتسبين للشركة الذين أكّدوا أنهم يُدعون ويُكرهون أحيانا وفي وقت الذروة على الخروج في سفرات اضطرارية تعويضيّة لتغطية النقص الطارئ في عدد من الحافلات جراء أعطاب حافلات لا تتوفّر فيها معايير السلامة معتمدين على توصية المسؤول "سايس روحك .." وهو ما يُفسّر المناوشات التي قد تحصل بين الآمر والمأمور ورفض بعض السوّاق العمل على حافلات بعينها وقبول ذلك من بعض السوّاق الذين لا يقدرون على رفض الأوامر.
أنور قلالة
القيروان.. بنية تحتية شبه منعدمة عمقت أزمة الشركة
القيروان-الصباح
أحدثت الشركة الجهويّة للنقل بولاية القيروان سنة 1963 في شكل شركة خفية الاسم تتمثّل مهمّتها في تأمين النقل الحضري والنقل الجهوي والنقل بين المدن. وللتعرف على وضعية الشركة اتصلت "الصباح" برئيسة دائرة الحوكمة بالشركة الجهوية للنقل أروى الشعباني التي قدمت لـ"الصباح" جملة من المعطيات .
التنظيم ونظام المعلومات
حيث صرحت رئيسة دائرة الحوكمة بالشركة الجهوية للنقل بالقيروان أروى الشعباني لـ"الصباح" أن الشركة تعتبر من أوائل الشركات المبادرة باستعمال تكنولوجيات الإتصال الحديثة حيث قامت منذ سنة 1988 بتركيز أول منظومة معلوماتية ودأبت على تطويرها بكفاءتها المحلية حتى أصبحت اليوم تمتلك نظام نقل ذكي شامل ومندمج يعتمد أساسا على نظام مساعدة على الاستغلال SAE والذي يقوم بتجميع وتحليل المعطيات الواردة بالتوازي مع النظام المعلوماتي للشركة ونظام متابعة الأسطول عن بعد، هذا إلى جانب منظومة جديدة لاقتطاع التذاكر يتلاءم نظام تشغيلها مع البرمجيات الحديثة وإقرار التخلي التدريجي عن النظام الورقي والمنظومة التقليدية.
75 بالمائة من مجموع عدد المسافرين هم تلاميذ وطلبة
وقالت الشعباني بأن الشركة افتتحت السنة الدراسية الجارية 2022/2023 بمنظومة مندمجة للاشتراكات المدرسية والجامعية حيث قامت بتطوير ورقمنة الخدمة الخاصة بالتلاميذ والطلبة الذين يمثلون 75% من مجموع عدد المسافرين وذلك بالاعتماد على منظومة الترابط البيني بين مختلف المتداخلين.
أكثر من 20 حافلة تجاوزت اعمارها 20 سنة
وبينت محدثتنا ان التأخير المسجّل في اقتناء الحافلات اثر على مدى الأربع سنوات الفارطة في نسبة جاهزية الأسطول حيث تمتلك الشركة أكثر من 20 حافلة يتجاوز سنها 20 سنة .وتقوم الشركة بتوفير النقل لعدد من التلاميذ والطلبة يتجاوز عددهم 24 ألف مشترك على شبكة خطوط يتجاوز قطرها 150كلم في كافة أنحاء معتمديات الولاية.
وذكرت الشعباني أن أقرب معتمدية من الولاية تبعد عن مركز المدينة أكثر من 35كلم مما جعل عملية توزيع الحافلات على مختلف المعتمديات من أكبر التحديات صعوبة نظرا إلى التشتت الجغرافي وشساعة الرقعة الجغرافية للولاية ما أثر على توفر شروط السلامة للبنية التحتية المهترئة أصلا .
واختتمت مصدرنا حديثها لـ"الصباح" بالتأكيد على أن الشركة الجهوية للنقل بالقيروان لا تدخر جهدا في توفير وتقريب خدمات النقل بالجودة والسلامة المطلوبة في كل مناطق تدخلها حسب الإمكانيات المتوفرة.ودعت المتحدثة كل الأولياء والتلاميذ إلى المحافظة على وسائل النقل العمومي للشركة حتى تتمكن المؤسسة من إضافة معاليم الصيانة والإصلاح إلى الميزانية الخاصة باقتناء حافلات جديدة في ظل الارتفاع الصاروخي لأسعار وسائل النقل في الأسواق العالمية.
مروان الدعلول
رئيس دائرة الاستغلال العام بشركة النقل بالقصرين لـ"الصباح": ظروف عمل صعبة ..وتقادم الأسطول وضعف الموارد البشرية أهم الاشكاليات "
تعزيز الاسطول بـ10 حافلات بداية ..ونحو فتح فروع جديدة
القصرين-الصباح
كانت الشركة الجهوية للنقل بالقصرين ولا زالت حاضرة وعلى جاهزية تامة مع انطلاق كل موسم دراسي وفي المواعيد الاستثنائية كالأيام المفتوحة للتلاقيح في فترة كوفيد 19 وفترات الأعياد وغيرها بنسبة جاهزية تفوق 80 بالمائة ، في المقابل لا يخفي مسؤوليها أبدا الوجه الآخر للصعوبات التي تعانيها كسائر شركات النقل بالبلاد خصوصا في علاقة بالنقص في الأسطول وتقادمه وضعف الموارد البشرية ما فرض عليهم مضاعفة المجهودات حتى يتسنى تقديم خدمات مقبولة للمواطنين والتلميذ والطالب على حد السواء حسب امكانيات الشركة مع السعي الى تحسين الظروف وتطوير البرامج .
تقادم الأسطول ونقص في الموارد البشرية
"نحن لا نخفي أبدا تقادم أسطولنا وهذا لا تتحمل وزره الشركة بل هو حال أغلب شركات النقل بالبلاد وحال النقل ككل في تونس، ورغم ذلك نقدم خدمات وجهود محترمة تفوق الامكانيات المتوفرة" بهذا المقتطف استهل رئيس دائرة الاستغلال العام بالشركة الجهوية للنقل بالقصرين ميزوني منصوري حديثه لـ"الصباح" عن الصورة الحقيقية للشركة وما يبذل من جهود مضاعفة من مختلف المنتسبين للمؤسسة لاسداء الحد المطلوب من الخدمات ، حيث يؤكد محدثنا أنه منذ سنة 2012 لم يتم تجديد أسطول النقل بالجهة الى جانب التضاريس الوعرة والخاصة بمختلف معتمديات ولاية القصرين وتردي البنية التحتية كلها عوامل تؤدي في عدة أوقات الى تعطب الحافلات وحصول التأخير في نقل التلاميذ أو العودة بهم لبعد المسافات كذلك وبالتالي الحديث عن تذمر المواطنين أو الاحتجاج عمّا يعتبرونه نقص في الحافلات أو ارسال حافلات قديمة كما يحدث في اعدادية مقسم التراب ومعهد حاسي الفريد بمعتمدية حاسي الفريد وامتناع الأهالي منذ أيام عن ارسال أبنائهم للدراسة بسبب التأخر في وصولهم للمؤسستين سالفتي الذكر والاشتراك في الحافلات ومطالبتهم باضافة حافلة أخرى للحد من هذا التأخير والتخفيف من طول المسافات التي تقطعها الحافلات. حيث اشار المنصوري في هذه النقطة الى أن العمل ساري منذ ثلاث سنوات بنفس الشاكلة وبنفس الخطوط وحسب امكانيات الشركة حاليا وتم عقد جلسة في الغرض والاتفاق على أنه مع تحسن الأسطول سيتم لما لا اضافة حافلة أو اثنتان لحاسي الفريد ولكن الحلول تحتاج وقتا وبتضافر الجهود وجميع الأطراف المتداخلة (من تربية وتجهيز وسلط جهوبة) لتذليل العراقيل وعدم رمي كل اللوم وثقل الحمل على شركة النقل لوحدها خاصة أن أعمق مشاكل الجهة هي البنية التحتية وفق قوله.
كما تحدث المنصوري على أنه حاليا يوجد 90 خطا مدرسيا تلمذيا و3 خطوط جامعية وحوالي 16خطا تجاريا، كما أنه مع العودة المدرسية قدمت الشركة جاهزيتها لهذا الموعد بـ121حافلة موزعة على 96 نقلا تلمذيا وجامعيا و16 نقلا مختلطا ، وأكد المنصوري أن رغم الوضع الراهن الذي لا يعتبر مريحا إلا أن الادارة الحالية قامت بدراسة واضحة للامكانيات والعمل وفقها وحسن توظيف مواردها حيث يعمل ما يقارب 70 سائق حافلة أو أقل على مختلف هذه الخطوط ويقومون بجهود مضاعفة لتأمين جميع السفرات في توقيتها غالبا لـ18 ألف مشترك وهو رقم كبير جداً يبرهن حجم التحدي وعمل الشركة مقابل هذا بامكانيات بسيطة، مؤكدا أن الموارد البشرية ضعيفة ليصل أحيانا الأمر في حال غياب أحد السائقين لعدم وجود من يسد الفراغ ولكن من واجبهم التأقلم مع الظروف والعمل أكثر من الساعات المطلوبة في غالب الأحيان من سائقي الحافلات أو أعوانهم الفنيين أو اداريين لتغطية هذا النقص والقيام بعملهم على أكمل وجه وحضور الشركة وبقوة في المناسبات الهامة من انجاح العودة المدرسية التي فشلت فيها عدة شركات نقل جهوية مجاورة وفترات الكورونا وتأمين سفرات الأعياد حيث أمنت مثلا الشركة أكثر من 35 رحلة من تونس_ القصرين والعودة بأبناء الجهة في عيد الاضحى وهو مجهود محترم حتى أن بعض الشركات الجهوية للنقل ببعض الولايات المجاورة على غرار قفصة وسليانة طلبوا منهم المعاضدة لتأمين سفرات عيد الاضحى الفارط الخاصة بهم على حد قوله.
الاعتداءات تعمق خسائر الشركة
محدثنا قال بأن الشركة تتعرض الى الخسائر بشكل يومي في علاقة وثيقة بحوادث الاعتداءات المتكررة التي تطال منظوريهم أو الحافلات وهو مشكل لا يتم تسليط الضوء عليه كثيرا ولا اظهاره اعلاميا ولا ينتبه إليه المواطن الذي فقط يحتج على تقادم الأسطول والتأخير وهي اشكاليات لا تتحملها مؤسستهم ولكنه يجعلها في كل مرة عرضة للاتهامات والانتقادات والاعتداء ، ذاكرا في هذا السياق عدة حوادث تعرض إليها سائقو حافلاتهم ببعض المعتمديات بالجهة ومنهم من تعرض الى كسور وكذلك تهشيم للحافلات كان آخرها حادثة في احدى المناطق بسبيطلة الشهر الحالي وحوادث سابقة لتكسير وحجز الحافلات في العيون وحاسي الفريد ولا يعلم المواطن حينها أن هذا يخلف خسائر للشركة من اصلاحات وصيانة وبالتالي حرمان أبنائهم في اليوم الموالي من حافلة لأنه يصعب تعويضها ولا تعويض السائق فتلك حدود امكانيات عملهم.
كما أشار المنصوري أن حادثة السرقة كذلك التي تعرضت اليها الشركة في جويلية الفارط من سرقة لمعدات بأن القضية لدى الجهات القضائية وكل طرف يتحمل مسؤوليته لدى القضاء .
يذكر أنه تم في جويلية الفارط اصدار بطاقتي إيداع بالسجن في حقّ ميكانيكي ورئيس مصلحة بالشركة الجهوية للنقل بالقصرين من أجل سرقة معدات تهم الشركة تفوق قيمتها 30 ألف دينار وتحجير السفر عن موظف ثالث مع إبقائه في حالة سراح، في القضية نفسها .
تعزيز أسطول النقل والموارد البشرية السنة المقبلة
انفراج عدة اشكاليات والمرور الى العمل بأريحية سيكون تقريبا مع قدوم السنة القادمة وفق محدثنا الذي بيّن أن الادارة العامة للشركة الجهوية للنقل بالقصرين قامت بتشخيص كامل للوضع الراهن والموارد المتاحة البشرية منها واللوجستية وادركوا ضرورة تدارك ومعالجة هذا الوضع ، حيث قاموا بصفقة لتعزيز الأسطول وبعد تعطلها مرتان لأسباب روتينية لاجراءات الصفقات نجحوا مع ديسمبر الفارط في مرور هذه الصفقة التي سيتم بموجبها تعزيز أسطول نقل الشركة بـ10 حافلات منها 5 مزدوجة بداية من شهر مارس 2023 كما سيتم بعدها المرور الى اقتناء 10 حافلات أخرى مخصصة للنقل بين المدن في اطار تجديد وتعزيز الأسطول.
كما أفاد المنصوري بأن الشركة تعي جيدا حجم العبء على مواردها البشرية الحالية وقامت في اطار تدعيم مواردها بفتح مناظرة لانتداب 25 سائقا للحافلات و12 عاملا مختصا بالورشات بمختلف الاختصاصات وبالتالي فإن الحديث عن تحسن وضع العمل وتحسين جودة الخدمات ستكون ملامحه أوضح وجلية مع السنة المقبلة وفق قوله ورغم ذلك فإن الوضع الحالي لا يعتبر بالسيء ولا الجيد حسب توصيفه .
نحو فتح فروع جديدة للشركة
وفي توجهات الشركة والبرامج المستقبلية للشركة قال رئيس دائرة الاستغلال العام بالشركة الجهوية للنقل بالقصرين ميزوني منصوري أن الشركة تسعى الى تطوير عملها وتحسينه بما أتيح من امكانيات ومع قادم السنوات بالتوازي مع تعزيز الأسطول والموارد البشرية سيتم فتح فروع جديدة بعدة معتمديات بالجهة مؤكدا أن الفروع هي فروع ادارية وليست ورشات فنية وأن لديها بعض الفروع المحدثة جديدا على غرار فرع العيون وأخرى موجودة سابقا وسيتم تجديد فرع تالة وفتح فرع بحاسي الفريد ولديهم قطعة أرض مخصصة للغرض وفي فوسانة سيتم شراء قطعة أرض لفرعهم حتى يتجنبوا صيغة الكراء وفرع بحيدرة كما سيتم تجديد الورشة الفنية واعادة هيكلتها وتهيئتها بشكل عصري ، مبينا أن مع قادم السنوات ستكون هناك خطوات جيدة للشركة النقل بالقصرين.
الى جانب هذا البرنامج فقد أحدثت الشركة خطوط جديدة ونموذجية على غرار خطوط نابل والمنستير والمهدية كما تلقوا طلبات لاحداث خطوط جديدة أو التمديد فيها بالمعتمديات بالجهة مثل خط تالة وفوسانة والعيون وتلقي طلب من حاسي الفريد بخط تجاري مرورا بسبيطلة وماجل بلعباس عبر الفكة والكامور، مؤكدا أنهم يدرسون كل المطالب التي وصلتلهم حالة بحالة وسيتم التفاعل معها حسب الامكانيات الحالية أو المستقبلية وأن باب الشركة والادارة لا يغلق أبدا أمام الاجتهادات والتعاون والمطالب ويقومون بما أمكن للتفاعل مع ما يصلهم من مطالب الجهات في هذا الشأن ويبقى عملهم انساني قابل للتقييم والنقد.
تمر الشركة الجهوية للنقل بنابل بصعوبات عديدة والتي تتمثل في غياب لاسطول جديد وتوزيع معظم الحافلات الى الخط التلمذي ووجود خسائر وتراكمات على امتداد السنوات الاخيرة وهو ما ادى الى تراجع مستوى الخدمات المقدمة.
اذ اشتكى عدد من المواطنين بولاية نابل من حرفاء الشركة الجهوية للنقل بنابل والذين يتنقلون بصفة يومية باتجاه تونس العاصمة للعمل من الغاء عديد السفرات ايابا وذهابا خاصة خطوط قليبية تونس وقليبية نابل وخط نابل تونس مع التقليص بشكل لافت في سفرات الحمامات تونس مما عطل مصالحهم.
سفرات ملغاة.. ومصالح المواطنين معطلة
واكد المواطن عارف ناشي وهو مهندس اتصالات يتنقل يوميا باتجاه تونس العاصمة وجود نقص في الحافلات المتجهة من مدينة نابل الى تونس العاصمة وذلك نظرا لعدم قدرة الشركة على اقتناء حافلات جديدة مشيرا الى انه لم يتم اقتناء حافلات جديدة منذ 4 سنوات وان الشركة غير قادرة على تامين اقتناءات جديدة بسبب غياب السيولة اذ ان اغلب البنوك ترفض تمويل الشراءات الاستثمارية لانهم على علم بان الشركة في وضعية مالية صعبة وفق ما جاء على لسانه .
ويرى محدثنا ان النقل المجاني على الخطوط التجارية تسبب في ارهاق الموازنة المالية بسبب رفض الوزارات المشرفة على الاسلاك النشيطة خلاص مستحقات الشركة والتي بلغت الى حدود 31 ديسمبر 2019 حوالي 23 مليارا حسب القوائم المالية المصادق عليها من طرف مراقب الحسابات وتفاقم ديون الشركة لدى صندوق الضمان الاجتماعي والخزينة العامة للدولة ومزودي قطاع الغيار والمحروقات وسط تراجع مداخيل الاستغلال او عدم نموها مقارنة بالمصاريف القارة وان الجميع يشكو تردي الخدمات الطالب والتلميذ والحريف العادي.
مصادر نقابية ..صعوبات بالجملة
ومن جهتها اوضحت مصادر نقابية وعدد من الاعوان العاملين بالشركة الجهوية للنقل بنابل لـ"الصباح " انه خلال الثلاث سنوات الاخيرة لم يتم تعزيز الاسطول بحافلات جديدة وذلك راجع الى ان اجراءات اقتناء الحافلات والصفقات التي تتطلب مدة زمنية طويلة ويبلغ معدل عمر الاسطول اكثر من 13 سنة، في المقابل لم يتجاوز عمر الاسطول لسنة 2010 الثلاث سنوات .
ووفق مصادر نقابية تبلغ نسبة مديونية الشركة للضمان الاجتماعي والضرائب ومحروقات لسنة 2019 اكثر من 115 مليارا.
ومن جانبه اوضح كاتب عام النقابة الاساسية فرع قليبية للشركة الجهوية للنقل بنابل شهير بن مبروك لـ"الصباح " عجز الشركة عن تامين السفرات العادية حيث تم الغاء سفرات عادية باتجاه تونس العاصمة خطوط 640 الخط الرابط بين قليبية وتونس وذلك نظرا للنقص الفادح بالاسطول وتقادمه وعدم توفر قطاع الغيار للتسريع بالتدخل لاصلاح الحافلات المعطبة وكشف محدثنا ان هناك اشكالا كبيرا يتمثل في عدم توفر مخزون لقطاع الغيار من اجل مجابهة الاعطاب واصلاح الحافلات بصفة انية كما اشار الى وجود اشكالية على مستوى لجنة الصفقات على مدار ثلاث سنوات متتالية وهو ما عطل عملية تعزيز الاسطول واقتناء حافلات جديدة كما بين بن مبروك انه وبسبب النقص الفادح بالاسطول التجات الشركة الى تامين العودة المدرسية بالغاء سفرات المرفق العام على حساب المواطن العادي وفق قوله.
وفي هذا الخصوص طالب محدثنا وزارة النقل بضرورة البحث عن ايجاد حلول عاجلة مثلا كاقتناء حافلات مستعملة الى حين تعزيز الاسطول بحافلات جديدة وذلك من اجل مجابهة الوضع الراهن الذي تعاني منه الشركة الجهوية للنقل بنابل والذي ادى الى تراجع مستوى الخدمات بها.
وبخصوص الصعوبات التي تواجهها الشركة الجهوية للنقل بنابل ابرز مدير الاستغلال بالشركة الجهوية للنقل بنابل حافظ الجبالي في تصريح اعلامي ان ابرز الصعوبات مردها التاخير في اقتناءات قطع الغيار بسبب فقدانها في السوق الداخلية بالاضافة الى تسجيل تاخير في تنفيذ برنامج الاقتناءات الجديدة للشركة بسبب عدم التزام المزود بعد ابرام الصفقة وامضاء العقود للحصول على مجموع 111 حافلة من مختلف الانواع مكيفة وعادية وصغيرة على ثلاث اقساط في اطار ميزانية 2018/2019 لم تتحصل منها الشركة الا على 5 حافلات صغيرة.
ولاحظ ان تنفيذ برنامج الاقتناءات الجديدة هو محل متابعة من السلط الجهوية بولايتي نابل وزغوان ومن السلط المركزية مبرزا من جهة اخرى بخصوص النقص في الاعوان والاطارات مطروحة خاصة بسبب تعدد ملفات الامراض المهنية
ليلى بن سعد
مصادر من وزارة النقل لـ"الصباح ": خسائر الشركات الجهوية للنقل بلغت 345 مليون دينار إلى موفى 2021
تونس-الصباح
وفق معطيات تحصلت عليها "الصباح" من وزارة النقل فإن الشركات الجهوية للنقل بلغ عددها 13 شركة، بينما بلغ عدد الأعوان 7006 عون.
هذا ويبلغ عدد الحافلات 2977 حافلة، ووفق ذات المعطيات تتراوح .نسبة الجاهزية بين 65% و88%.
كما تنقل الشركات 318 مليون مسافر سنويا منها 59% مخصصة للنقل المدرسي والجامعي.
وقد بلغت النتائج الصافية لسنة 2021 حوالي 65 مليون دينار سلبي، فيما بلغت الخسائر المتراكمة إلى موفى سنة 2021 قرابة 345 مليون دينار.
وأكدت مصادرنا من وزارة النقل ان الحافلات المبرمجة ضمن الميزانية التقديرية بعنوان سنة 2021\ 2022 تعد اكثر من 500 حافلة تسلمت منها الوزارة 85 حافلة.