الجامعة العامة للتعليم الأساسي تتمسك بتطبيق القانون
تونس-الصباح
أسبوعان يفصلاننا عن عطلة نصف الثلاثي الأول (لتلاميذ الابتدائي والثانوي) ومع ذلك يقبع آلاف التلاميذ في المنزل في انتظار "العودة المدرسية" جراء التجاذبات الحاصلة بين وزارة التربية والأطراف الاجتماعية فيما يهم أساسا معضلة المعلمين النواب ...ولعل الخطير في الأمر ان الوضع يتطور كل يوم الى الأسوأ بما ان التعنت هو سيد المشهد فضلا عن تعطل قنوات الحوار..
في هذا الاتجاه يفترض أن لقاء كان سيجمع بالأمس الطرف النقابي مع الحكومة وفقا لتصريحات وزير التربية فتحي السلاوتي التي أدلى بها أول أمس لإذاعة جوهرة اف ام.
حيث أورد أن 150 ألف تلميذ لم يعودوا بعد الى مقاعد الدراسة بسبب إضراب المعلمين النواب وخريجي إجازة علوم التربية مشيرا الى ان الحكومة .
وضعت آلية جديدة سيتم تدارسها بالأمس مع الطرف النقابي آملا في الوصول الى اتفاق من أجل عودة التلاميذ الى مقاعد الدراسة موضحا في الإطار نفسه أن ظروف المالية العمومية تجبر الجميع على وضع تنازلات من أجل عودة التلاميذ الى مقاعد الدراسة مطالبا المعلمين النواب وخريجي إجازة علوم التربية الى العودة للتدريس، مُعبّرًا عن أمله في التوصل الى حلّ والعودة بداية الأسبوع المقبل للسير العادي للدروس مشددا .
في معرض تصريحاته على أن الحكومة ستعقد السبت 15 أكتوبر الجاري جلسة مع نقابة التعليم الابتدائي لتجاوز الإشكال المتعلق بصفة عون مكلف بالتدريس معربا عن أمله في تجاوز هذا الإشكال .
وقال في الإطار نفسه "منذ البداية وجهت دعوة لكل المعلمين النواب وخريجي الإجازة في علوم التربية حتى يواصلوا التدريس لأن الجميع على علم بظروف المالية العمومية ويجب أن يقدموا تنازلا صغيرا كل من جهته من أجل تحسين وضعية المالية العمومية".
لكن الجامعة العامة للتعليم الأساسي لم تتلق مطلقا أي دعوة من أي طرف للتفاوض وفقا لما أكده أمس لـ"الصباح" الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي توفيق الشابي . وفسر الشابي ان الجامعة لم تتلق اي دعوة للتفاوض من اي جهة كانت مشيرا الى ان تصريحات الوزير تؤشر الى وجود آلية جديدة للتسوية والحال أن الجامعة العامة للتعليم الأساسي لا تبحث مطلقا عن تسوية بعد شهر من انطلاق السنة الدراسية وإنما تروم تفعيل القانون وتطبيقه. كما اعتبر الشابي أن التفاوض له أسسه وقواعده مبينا أن الجامعة العامة للتعليم الأساسي لا تتفاوض في غرف مظلمة فمهما كانت مخرجات ومقترحات التفاوض فان الجامعة تعمل وفقا لمؤسسات تقتضي عرض المخرجات على الهيئة الإدارية القطاعية التي تعود إليها سلطة القرار.
وبالعودة الى الرقم الذي قدمه وزير التربية بخصوص عدد التلاميذ الذين لم يلتحقوا بعد بمقاعد الدراسة بسبب إضراب المعلمين والذي يقدر بـ150 ألف تلميذ أشار الشابي الى أن الرقم يتجاوز ذلك بكثير وهو مثلما تم التصريح به سابقا (اي 400 الف تلميذ). وفسر الشابي في هذا الخصوص أن الـ150 ألف تلميذ الذين تحدث عنهم وزير التربية هم التلاميذ الذين لم يعرفوا مطلقا عودة مدرسية أي أنهم عاشوا انقطاعا تاما عن الدراسة بسبب الإشكاليات المتعارف عليها. لكن عدد المنقطعين الجزئي عن الدراسة بسبب إضراب المعلمين يقدر بـ250 الف تلميذ مشيرا الى ان 30 بالمائة من المدارس تعاني اليوم انقطاعا جزئيا في الدراسة بسبب إضراب المعلمين وهو ما يمثل من وجهة نظره إجراما في حق الطفولة والناشئة.
من جهة أخرى وحول دعوة وزير التربية المعلمين الى القيام بتضحيات بما أن المالية العمومية تعيش وضعا صعبا أورد الشابي أن المعلمين قدموا تضحيات بما فيه الكفاية مشيرا الى أن التضحية لطالما كانت تقدمها الفئات المهمشة والمفقرة كاشفا أن ثلث القطاع يعاني من كل أشكال التشغيل الهش.
ليخلص الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي توفيق الشابي الى القول: "ليس لنا آليات جديدة لدراستها والتفاوض بشأنها بقدر ما نحن جادون وماضون قدما في تطبيق القانون وتفعيله".
في هذا الخضم يٌستشف من تصريحات الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي أن الوضع بعيد كل البٌعد عن التسوية وتطويق الخلاف وان التصعيد هو سيد المشهد بما أن الجامعة ماضية قٌدما في مطلبها القاضي بتطبيق القانون وتفعيل عمليات الانتداب وفقا للصيغ القانونية المتفق عليها في حين تٌقر وزارة التربية بان وضع المالية العمومية صعب وان الوضع إجمالا يقتضي تقديم بعض التنازلات. وبالتالي فان الخاسر الأكبر في هذه المعركة –ودون الخوض في مدى أحقية كل طرف- هو التلميذ كما الدولة التي تغافلت عن ان مقياس او محرار تقدم الشعوب يقاس بمدى تعلم أبنائها ..
صحيح ان البلاد تتخبط منذ مدة في أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية حادة لكن تعليم النشء يفترض أن يكون خطا احمر .. ويفترض ان تتجاوز جميع الاخلالات بما يفضي الى عودة سريعة لـ400 الف تلميذ الى مقاعد الدراسة : فهل يقبع أبناؤنا في المنزل لأشهر أخرى دون علم ودراسة بما أن التعنت هو سيد المشهد.. أما من عاقل يوقف المهزلة؟
منال حرزي
الجامعة العامة للتعليم الأساسي تتمسك بتطبيق القانون
تونس-الصباح
أسبوعان يفصلاننا عن عطلة نصف الثلاثي الأول (لتلاميذ الابتدائي والثانوي) ومع ذلك يقبع آلاف التلاميذ في المنزل في انتظار "العودة المدرسية" جراء التجاذبات الحاصلة بين وزارة التربية والأطراف الاجتماعية فيما يهم أساسا معضلة المعلمين النواب ...ولعل الخطير في الأمر ان الوضع يتطور كل يوم الى الأسوأ بما ان التعنت هو سيد المشهد فضلا عن تعطل قنوات الحوار..
في هذا الاتجاه يفترض أن لقاء كان سيجمع بالأمس الطرف النقابي مع الحكومة وفقا لتصريحات وزير التربية فتحي السلاوتي التي أدلى بها أول أمس لإذاعة جوهرة اف ام.
حيث أورد أن 150 ألف تلميذ لم يعودوا بعد الى مقاعد الدراسة بسبب إضراب المعلمين النواب وخريجي إجازة علوم التربية مشيرا الى ان الحكومة .
وضعت آلية جديدة سيتم تدارسها بالأمس مع الطرف النقابي آملا في الوصول الى اتفاق من أجل عودة التلاميذ الى مقاعد الدراسة موضحا في الإطار نفسه أن ظروف المالية العمومية تجبر الجميع على وضع تنازلات من أجل عودة التلاميذ الى مقاعد الدراسة مطالبا المعلمين النواب وخريجي إجازة علوم التربية الى العودة للتدريس، مُعبّرًا عن أمله في التوصل الى حلّ والعودة بداية الأسبوع المقبل للسير العادي للدروس مشددا .
في معرض تصريحاته على أن الحكومة ستعقد السبت 15 أكتوبر الجاري جلسة مع نقابة التعليم الابتدائي لتجاوز الإشكال المتعلق بصفة عون مكلف بالتدريس معربا عن أمله في تجاوز هذا الإشكال .
وقال في الإطار نفسه "منذ البداية وجهت دعوة لكل المعلمين النواب وخريجي الإجازة في علوم التربية حتى يواصلوا التدريس لأن الجميع على علم بظروف المالية العمومية ويجب أن يقدموا تنازلا صغيرا كل من جهته من أجل تحسين وضعية المالية العمومية".
لكن الجامعة العامة للتعليم الأساسي لم تتلق مطلقا أي دعوة من أي طرف للتفاوض وفقا لما أكده أمس لـ"الصباح" الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي توفيق الشابي . وفسر الشابي ان الجامعة لم تتلق اي دعوة للتفاوض من اي جهة كانت مشيرا الى ان تصريحات الوزير تؤشر الى وجود آلية جديدة للتسوية والحال أن الجامعة العامة للتعليم الأساسي لا تبحث مطلقا عن تسوية بعد شهر من انطلاق السنة الدراسية وإنما تروم تفعيل القانون وتطبيقه. كما اعتبر الشابي أن التفاوض له أسسه وقواعده مبينا أن الجامعة العامة للتعليم الأساسي لا تتفاوض في غرف مظلمة فمهما كانت مخرجات ومقترحات التفاوض فان الجامعة تعمل وفقا لمؤسسات تقتضي عرض المخرجات على الهيئة الإدارية القطاعية التي تعود إليها سلطة القرار.
وبالعودة الى الرقم الذي قدمه وزير التربية بخصوص عدد التلاميذ الذين لم يلتحقوا بعد بمقاعد الدراسة بسبب إضراب المعلمين والذي يقدر بـ150 ألف تلميذ أشار الشابي الى أن الرقم يتجاوز ذلك بكثير وهو مثلما تم التصريح به سابقا (اي 400 الف تلميذ). وفسر الشابي في هذا الخصوص أن الـ150 ألف تلميذ الذين تحدث عنهم وزير التربية هم التلاميذ الذين لم يعرفوا مطلقا عودة مدرسية أي أنهم عاشوا انقطاعا تاما عن الدراسة بسبب الإشكاليات المتعارف عليها. لكن عدد المنقطعين الجزئي عن الدراسة بسبب إضراب المعلمين يقدر بـ250 الف تلميذ مشيرا الى ان 30 بالمائة من المدارس تعاني اليوم انقطاعا جزئيا في الدراسة بسبب إضراب المعلمين وهو ما يمثل من وجهة نظره إجراما في حق الطفولة والناشئة.
من جهة أخرى وحول دعوة وزير التربية المعلمين الى القيام بتضحيات بما أن المالية العمومية تعيش وضعا صعبا أورد الشابي أن المعلمين قدموا تضحيات بما فيه الكفاية مشيرا الى أن التضحية لطالما كانت تقدمها الفئات المهمشة والمفقرة كاشفا أن ثلث القطاع يعاني من كل أشكال التشغيل الهش.
ليخلص الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي توفيق الشابي الى القول: "ليس لنا آليات جديدة لدراستها والتفاوض بشأنها بقدر ما نحن جادون وماضون قدما في تطبيق القانون وتفعيله".
في هذا الخضم يٌستشف من تصريحات الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي أن الوضع بعيد كل البٌعد عن التسوية وتطويق الخلاف وان التصعيد هو سيد المشهد بما أن الجامعة ماضية قٌدما في مطلبها القاضي بتطبيق القانون وتفعيل عمليات الانتداب وفقا للصيغ القانونية المتفق عليها في حين تٌقر وزارة التربية بان وضع المالية العمومية صعب وان الوضع إجمالا يقتضي تقديم بعض التنازلات. وبالتالي فان الخاسر الأكبر في هذه المعركة –ودون الخوض في مدى أحقية كل طرف- هو التلميذ كما الدولة التي تغافلت عن ان مقياس او محرار تقدم الشعوب يقاس بمدى تعلم أبنائها ..
صحيح ان البلاد تتخبط منذ مدة في أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية حادة لكن تعليم النشء يفترض أن يكون خطا احمر .. ويفترض ان تتجاوز جميع الاخلالات بما يفضي الى عودة سريعة لـ400 الف تلميذ الى مقاعد الدراسة : فهل يقبع أبناؤنا في المنزل لأشهر أخرى دون علم ودراسة بما أن التعنت هو سيد المشهد.. أما من عاقل يوقف المهزلة؟