تستعد جبهات المعارضة الرئيسية والمكوّنة أساسا من جبهة الدستوري الحرّ التي تعمل بشكل منفرد وجبهة الخلاص المكوّنة من حركة النهضة بالإضافة الى عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية والجبهة الاجتماعية التي تكوّنها الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية مثل التيار الديمقراطي والتكتل وآفاق تونس والجمهوري الى سلسة من التحرّكات والمسيرات الاحتجاجية ..
وسيكون يوم غد السبت وبالتزامن مع ذكرى عيد الجلاء بداية هذه التحركات الاحتجاجية السياسية التي دعت لها قوى وأحزاب سياسية تتفق على مناهضة مسار 25 جويلية وقرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد وتختلف أيديولوجيا وفكريا بما يحول دون توحيد جهودها في المعارضة، حيث أعلنت كل من جبهة الخلاص والحزب الدستوري الحرّ عن تنظيمهما لمسيرات احتجاجية غدا السبت بمناسبة إحياء ذكرى عيد الجلاء، ولكن تحت عناوين مختلفة ففي الوقت الذي اختارت فيه جبهة الخلاص ان تكون مسيراتها سياسية وبهدف واضح وهو تثوير الشارع من اجل استعادة المسار الديمقراطي والذي ترى مكونات جبهة الخلاص أن قيس سعيد انقلب عليها كما انقلب على الدستور حيث لا تعترف جبهة الخلاص لا بالاستشارة الوطنية ولا بالحوار الوطني في صيغته التي تبناها قيس سعيد، كما لا تعترف بالدستور الجديد ولا بالاستفتاء كمحطة انتخابية يمكن أن تؤسس لدستور جديد وهذه الجبهة بقيادة حركة النهضة تعلن مقاطعته للانتخابات التشريعية القادمة ..
في المقابل فان الطرح السياسي لحزب الدستوري الحرّ في علاقة بمسار 25 جويلية لا يبدو بعيدا عن طرح جبهة الخلاص ولا الأحزاب الاجتماعية المتحالفة في جبهة واحدة ولكن الدستوري الحرّ وفي مسيرته غدا ومثل بقية المسيرات التي نفذها مؤخرا تضع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مقدمة المطالب الاحتجاجية حيث تركز على غلاء الأسعار وفقدان المواد الأساسية ومعاناة التونسيين في مجابهة أوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة جدا .
وفي علاقة بمختلف هذه المسيرات الاحتجاجية، اختارت الأحزاب الاجتماعية تأجيل مسيرتها الاحتجاجية لأسبوع إضافيا حتى تتفادى التقاطع مع حركة النهضة أو الدستوري الحرّ وبدورها تضع هذه الأحزاب المسألة الاجتماعية ضمن أولوياتها الاحتجاجية.
اختلاف داخل جبهات المعارضة
رغم اتفاق مكونات وقوى المعارضة على رفض سياسيات قيس سعيد أن كل جبهة تحاول إلغاء الجبهة الأخرى وإيهام الرأي العام بأنها تتزّعم المعارضة، وتشتد المعركة في هذا الإطار بين حركة النهضة من جهة والدستوري الحرّ من جهة اللذان يدفعان بكل قوتهما ليكونا قطبا المعارضة السياسية في حين فشلت بقية الأحزاب وبينها أحزاب عريقة ومناضلة في أن تستأثر بالحضور الأبرز في المعارضة.. وتعمل كل من النهضة والدستوري الحرّ على تزّعم المعارضة من خلال استمرار المعارك الجانبية بينهما والتي تطغى أحيانا عن المعركة الكبرى التي يتجند لها الاثنان وهو معارضة مسار 25 جويلية. وحتى في مسيرة يوم الغد لم تفوّت عبير موسي الفرصة لمهاجمة جبهة الخلاص والقول بأن جبهة الخلاص تعمدت أن تتوافق مسيرتها مع مسيرة الدستوري الحرّ رغم ردّ القيادية في الجبهة سميرة الشواشي على احتجاج عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر على تزامن مسيرة جبهة الخلاص مع مسيرة حزبها في العاصمة، بأن لم تكن على علم بنشاط الدستوري الحر كما ردت الشواشي على موسي التي وصفت الجبهة بالجسم السياسي الغامض قائلة إن عبير موسى لا تستطيع بأي حال التشكيك في جبهة الخلاص التي يقودها مناضلون وفق وصفها على غرار أحمد نجيب الشابي.
وهذه المناكفات ومحاولات الإلغاء للطرف الآخر حتى لا ينفرد بالمعارضة بين النهضة والدستوري الحرّ مستمرة دون توقف بين الحزبين وآخرها إعلان الحزب الدستوري الحرّ بأنّ رئيسته ورئيسة كتلته البرلمانية بالمجلس المعلن عن حله، عبير موسي وجهت محضر تنبيه بواسطة عدل تنفيذ ''للمدعو راشد الغنوشي حذرته بموجبه من مغبة التكلم باسم نواب الحزب في أي موقع كان وأشعرته بأن كل ما يصدر عنه من قرارات أو تحركات في حق البرلمان يعتبر تحيلا وانتحال صفة موجبين للتتبع الجزائي'' وفق نص بلاغ حزب الدستوري الحرّ.
ورغم الاختلاف الفكري والإيديولوجي لمكونات المعارضة إلا أنها تتفق على هدف معاداة قيس سعيد ورفض سياساته وكل قوى المعارضة تعمل اليوم الى استثمار الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في معركتها السياسية مع قيس سعيد حيث يؤكد الحزب الدستوري الحرّ أن مسيرته ليوم غد تهدف إلى التنديد بسياسة السلطة القائمة "التي تهدف إلى تجويع الناس وإفقارهم والتعدي على حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية" وفق تصريحات رئيسة الحزب عبير موسي .
وفي مسيرة يوم غد تتبنى جبهة الخلاص تقريبا نفس التوجّه حيث أكدت القيادية بالجبهة سميرة الشواشي أن تنظم جبهة الخلاص لهذه المسيرة في شوارع العاصمة هو للتعبير عن ''رفض سياسات رئيس الجمهورية على جميع المستويات والتنديد بتردّي الوضعية الاقتصادية والاجتماعية وخاصة نكران ذلك من قبل الرئيس''.
وفي الأسبوع القادم وبعد مسيرتي يوم غد للدستوري الحر وجبهة الخلاص، سيكون هناك موعد احتجاجي جديد للأحزاب الاجتماعية الديمقراطية وهي أساسا أحزاب التيار الديمقراطي والتكتل والجمهوري وآفاق تونس المتحالفة في جبهة عمل سياسي مشترك يعارض توجهات وسياسات رئيس الجمهورية قيس سعيد.. ورغم تفاؤل اغلب القوى السياسية بقدرتها على قلب موازين القوى لصالحها خاصة في هذا الظرف الاجتماعي والاقتصادي المشحون بالغضب إلا أن جلّ المتابعين للشأن السياسي يؤكدون أن قيس سعيد ورغم الظروف المعيشية الصعبة مازال بعيدا عن غضب الشارع .
منية العرفاوي
تونس- الصباح
تستعد جبهات المعارضة الرئيسية والمكوّنة أساسا من جبهة الدستوري الحرّ التي تعمل بشكل منفرد وجبهة الخلاص المكوّنة من حركة النهضة بالإضافة الى عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية والجبهة الاجتماعية التي تكوّنها الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية مثل التيار الديمقراطي والتكتل وآفاق تونس والجمهوري الى سلسة من التحرّكات والمسيرات الاحتجاجية ..
وسيكون يوم غد السبت وبالتزامن مع ذكرى عيد الجلاء بداية هذه التحركات الاحتجاجية السياسية التي دعت لها قوى وأحزاب سياسية تتفق على مناهضة مسار 25 جويلية وقرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد وتختلف أيديولوجيا وفكريا بما يحول دون توحيد جهودها في المعارضة، حيث أعلنت كل من جبهة الخلاص والحزب الدستوري الحرّ عن تنظيمهما لمسيرات احتجاجية غدا السبت بمناسبة إحياء ذكرى عيد الجلاء، ولكن تحت عناوين مختلفة ففي الوقت الذي اختارت فيه جبهة الخلاص ان تكون مسيراتها سياسية وبهدف واضح وهو تثوير الشارع من اجل استعادة المسار الديمقراطي والذي ترى مكونات جبهة الخلاص أن قيس سعيد انقلب عليها كما انقلب على الدستور حيث لا تعترف جبهة الخلاص لا بالاستشارة الوطنية ولا بالحوار الوطني في صيغته التي تبناها قيس سعيد، كما لا تعترف بالدستور الجديد ولا بالاستفتاء كمحطة انتخابية يمكن أن تؤسس لدستور جديد وهذه الجبهة بقيادة حركة النهضة تعلن مقاطعته للانتخابات التشريعية القادمة ..
في المقابل فان الطرح السياسي لحزب الدستوري الحرّ في علاقة بمسار 25 جويلية لا يبدو بعيدا عن طرح جبهة الخلاص ولا الأحزاب الاجتماعية المتحالفة في جبهة واحدة ولكن الدستوري الحرّ وفي مسيرته غدا ومثل بقية المسيرات التي نفذها مؤخرا تضع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مقدمة المطالب الاحتجاجية حيث تركز على غلاء الأسعار وفقدان المواد الأساسية ومعاناة التونسيين في مجابهة أوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة جدا .
وفي علاقة بمختلف هذه المسيرات الاحتجاجية، اختارت الأحزاب الاجتماعية تأجيل مسيرتها الاحتجاجية لأسبوع إضافيا حتى تتفادى التقاطع مع حركة النهضة أو الدستوري الحرّ وبدورها تضع هذه الأحزاب المسألة الاجتماعية ضمن أولوياتها الاحتجاجية.
اختلاف داخل جبهات المعارضة
رغم اتفاق مكونات وقوى المعارضة على رفض سياسيات قيس سعيد أن كل جبهة تحاول إلغاء الجبهة الأخرى وإيهام الرأي العام بأنها تتزّعم المعارضة، وتشتد المعركة في هذا الإطار بين حركة النهضة من جهة والدستوري الحرّ من جهة اللذان يدفعان بكل قوتهما ليكونا قطبا المعارضة السياسية في حين فشلت بقية الأحزاب وبينها أحزاب عريقة ومناضلة في أن تستأثر بالحضور الأبرز في المعارضة.. وتعمل كل من النهضة والدستوري الحرّ على تزّعم المعارضة من خلال استمرار المعارك الجانبية بينهما والتي تطغى أحيانا عن المعركة الكبرى التي يتجند لها الاثنان وهو معارضة مسار 25 جويلية. وحتى في مسيرة يوم الغد لم تفوّت عبير موسي الفرصة لمهاجمة جبهة الخلاص والقول بأن جبهة الخلاص تعمدت أن تتوافق مسيرتها مع مسيرة الدستوري الحرّ رغم ردّ القيادية في الجبهة سميرة الشواشي على احتجاج عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر على تزامن مسيرة جبهة الخلاص مع مسيرة حزبها في العاصمة، بأن لم تكن على علم بنشاط الدستوري الحر كما ردت الشواشي على موسي التي وصفت الجبهة بالجسم السياسي الغامض قائلة إن عبير موسى لا تستطيع بأي حال التشكيك في جبهة الخلاص التي يقودها مناضلون وفق وصفها على غرار أحمد نجيب الشابي.
وهذه المناكفات ومحاولات الإلغاء للطرف الآخر حتى لا ينفرد بالمعارضة بين النهضة والدستوري الحرّ مستمرة دون توقف بين الحزبين وآخرها إعلان الحزب الدستوري الحرّ بأنّ رئيسته ورئيسة كتلته البرلمانية بالمجلس المعلن عن حله، عبير موسي وجهت محضر تنبيه بواسطة عدل تنفيذ ''للمدعو راشد الغنوشي حذرته بموجبه من مغبة التكلم باسم نواب الحزب في أي موقع كان وأشعرته بأن كل ما يصدر عنه من قرارات أو تحركات في حق البرلمان يعتبر تحيلا وانتحال صفة موجبين للتتبع الجزائي'' وفق نص بلاغ حزب الدستوري الحرّ.
ورغم الاختلاف الفكري والإيديولوجي لمكونات المعارضة إلا أنها تتفق على هدف معاداة قيس سعيد ورفض سياساته وكل قوى المعارضة تعمل اليوم الى استثمار الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في معركتها السياسية مع قيس سعيد حيث يؤكد الحزب الدستوري الحرّ أن مسيرته ليوم غد تهدف إلى التنديد بسياسة السلطة القائمة "التي تهدف إلى تجويع الناس وإفقارهم والتعدي على حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية" وفق تصريحات رئيسة الحزب عبير موسي .
وفي مسيرة يوم غد تتبنى جبهة الخلاص تقريبا نفس التوجّه حيث أكدت القيادية بالجبهة سميرة الشواشي أن تنظم جبهة الخلاص لهذه المسيرة في شوارع العاصمة هو للتعبير عن ''رفض سياسات رئيس الجمهورية على جميع المستويات والتنديد بتردّي الوضعية الاقتصادية والاجتماعية وخاصة نكران ذلك من قبل الرئيس''.
وفي الأسبوع القادم وبعد مسيرتي يوم غد للدستوري الحر وجبهة الخلاص، سيكون هناك موعد احتجاجي جديد للأحزاب الاجتماعية الديمقراطية وهي أساسا أحزاب التيار الديمقراطي والتكتل والجمهوري وآفاق تونس المتحالفة في جبهة عمل سياسي مشترك يعارض توجهات وسياسات رئيس الجمهورية قيس سعيد.. ورغم تفاؤل اغلب القوى السياسية بقدرتها على قلب موازين القوى لصالحها خاصة في هذا الظرف الاجتماعي والاقتصادي المشحون بالغضب إلا أن جلّ المتابعين للشأن السياسي يؤكدون أن قيس سعيد ورغم الظروف المعيشية الصعبة مازال بعيدا عن غضب الشارع .