إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة بسوسة لـ"الصباح ": تراجع إنتاج الحليب بنسبة 30% .. والمنظومة تتهاوى!

سوسة-الصباح

تعدّ ولاية سوسة واحدة من بين أبرز ولايات الجمهورية التي تُسهم في تعزيز منظومة إنتاج الحليب على المستوى الوطني من خلال 5 مجامع حليب معتمدة بالجهة منها ثلاثة مجامع بمعتمدية القلعة الكبرى وواحد بمعتمدية أكودة وآخر بمعتمدية بوفيشة وتضمّ الولاية نحو 8200 رأس بقر من بينها 7 آلاف رأس بقر محسّن يمتاز بمردودية عالية إلى جانب 1200 رأس محلّي ومهجّن .

توقّع بتراجع إنتاج الحليب

وحول مساهمة ولاية سوسة في إنتاج الحليب خلال هذه السنة 2022 افاد حسان اللطيف، رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بسوسة في تصريح لـ"الصباح"، تسجيل تراجع ملحوظ بنسبة 30% بالمقارنة مع ما تم تسجيله سنة 2021 خلافا للسّنوات الثلاث الماضية التي بلغ فيها مجموع إنتاج الحليب 16 مليون لتر خلال سنة 2019 مقابل 17 مليون لتر سنة 2020 ثم ارتفع إلى 19 مليون لتر خلال سنة 2021. وأرجع اللطيّف توقّعه بتراجع إنتاج الحليب إلى تواضع الإنتاج خلال الثلاث ثلاثيات من سنة 2022 حيث لم يتجاوز الإنتاج إلى حدود أواخر شهر  سبتمبر 10 مليون لتر ليبلغ نهاية الثلاثية الرابعة 13 مليون لتر في أفضل الحالات.

أسباب تراجع الإنتاج

واعتبر رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بسوسة حسان اللطيّف أن الوضع الذي يعيشه قطاع تربية الأبقار وانعكاسه على منظومة إنتاج الحليب يُنذر بتهاوي المنظومة، مشيرا إلى أن الضوء الأحمر قد اشتعل منذ فترة وسبق أن نبّه الإتحاد الجهوي من تداعيات التهميش وحالة اللامبالاة بمشاكل مربي الأبقار رغم رفع عديد التقارير الدقيقة التي تشخّص الصعوبات التي يُواجهها مربّو الأبقار في ظلّ الارتفاع الجنوني لأسعار الأعلاف المركبة وندرة المراعي الطبيعية وقلّة المساحات المزروعة أعلافا خضراء، مؤكّدا على تراجع حصة الولاية من الأعلاف المركبة المدعمة من 2200 طن إلى 1500 رغم لفت أنظار السلط المعنية وتوجيه المراسلات بشكل شهريّ وعبّر اللطيّف عن أمله في أن يفي وزير الفلاحة بوعده بالترفيع في حصة الولاية من الأعلاف المركبة خلال زيارته الاخيرة يوم 19 سبتمبر الجاري وفي ذات السياق أكّد رئيس الإتحاد الجهوي أن التلاعب بمكوّنات الأعلاف من قبل بعض المصنّعين وعدم مطابقتها للمواصفات في ظل غياب الرقابة أضرّ بالقطيع وبالمربّين وعمّق خسائرهم وجعلهم في غياب منظومة ردعيّة يتمادون في الغشّ زد على ذلك غلاء الأعلاف الخشنة واستباحة ممتلكات الفلاحين من خلال السرقات وتهريب جانب مهم من القطيع إلى بلد مجاور وعدم تفعيل القانون الذي يقضي بالسجن 10 سنوات لكل من يعتدي على أملاك وتجهيزات الفلاحين ينضاف إلى كل هذه العوامل تواضع سعر بيع اللتر الواحد من الحليب للمجامع على مستوى الإنتاج والذي لا يتعدّى مبلغ  1140 مي في حين أن كلفة اللتر الواحد تبلغ 1600 مي في حال توفّر الأعلاف الخضراء ومساحات رعي وبين 1750 و1800 في حال تمّ التّعويل بشكل كليّ على الاقتناءات من أعلاف مركبة وغيرها.

الحلول العاجلة لتفادي الكارثة

وشدّد رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة بسوسة على أن إنقاذ منظومة الحليب يستوجب جملة من الإجراءات العاجلة ترتكز أساسا على التصدّي للتّهريب والمحافظة على القطيع في إطار مجهود وطني أما على المستوى الجهوي فلابد من حسن استغلال المساحات المتوفّرة بمنطقة زاوية سوسة التي تضم 250 هكتارا وتعزيزها بمساحات أخرى بكل من القصيبة والثريات بما يضمن الاستغلال المحكم والجيّد لنحو 40 مليون متر مكعّب من المياه المعالجة (معالجة ثلاثية ) يُهدر جانب مهم منها في البحر ورأى اللطيّف بضرورة التعجيل والتسريع بتنفيذ مشروع إحداث منطقة سقوية بالزيّات من معتمدية مساكن تمتدّ على نحو400 هكتار لاستغلالها في توفير الأعلاف الخضراء  للحدّ من توريد الأعلاف المركبة بالعملة الصّعبة مع المطالبة بالترفيع في سعر بيع الحليب على مستوى الإنتاج وربطه آليا بأسعار الأعلاف لضمان ديمومة القطاع وتوفير ربح مادي يشجع مربي الأبقار ويحفظ كرامتهم لأنه لا يُمكن باي شكل من الأشكال جعل الفلاح صندوق تعويض أو مرمّم لقفة المواطن وفي ختام حديثه ناشد رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة الوزارات المعنية بالتدخّل العاجل وضبط استراتيجية وطنية واضحة المعالم من أجل إنقاذ منظومة الحليب لأنه في حال انهيارها ستكون الضريبة موجعة واعادة البناء مكلفة جدا.

أنور قلالة

رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة بسوسة لـ"الصباح ":  تراجع إنتاج الحليب بنسبة 30% .. والمنظومة تتهاوى!

سوسة-الصباح

تعدّ ولاية سوسة واحدة من بين أبرز ولايات الجمهورية التي تُسهم في تعزيز منظومة إنتاج الحليب على المستوى الوطني من خلال 5 مجامع حليب معتمدة بالجهة منها ثلاثة مجامع بمعتمدية القلعة الكبرى وواحد بمعتمدية أكودة وآخر بمعتمدية بوفيشة وتضمّ الولاية نحو 8200 رأس بقر من بينها 7 آلاف رأس بقر محسّن يمتاز بمردودية عالية إلى جانب 1200 رأس محلّي ومهجّن .

توقّع بتراجع إنتاج الحليب

وحول مساهمة ولاية سوسة في إنتاج الحليب خلال هذه السنة 2022 افاد حسان اللطيف، رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بسوسة في تصريح لـ"الصباح"، تسجيل تراجع ملحوظ بنسبة 30% بالمقارنة مع ما تم تسجيله سنة 2021 خلافا للسّنوات الثلاث الماضية التي بلغ فيها مجموع إنتاج الحليب 16 مليون لتر خلال سنة 2019 مقابل 17 مليون لتر سنة 2020 ثم ارتفع إلى 19 مليون لتر خلال سنة 2021. وأرجع اللطيّف توقّعه بتراجع إنتاج الحليب إلى تواضع الإنتاج خلال الثلاث ثلاثيات من سنة 2022 حيث لم يتجاوز الإنتاج إلى حدود أواخر شهر  سبتمبر 10 مليون لتر ليبلغ نهاية الثلاثية الرابعة 13 مليون لتر في أفضل الحالات.

أسباب تراجع الإنتاج

واعتبر رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بسوسة حسان اللطيّف أن الوضع الذي يعيشه قطاع تربية الأبقار وانعكاسه على منظومة إنتاج الحليب يُنذر بتهاوي المنظومة، مشيرا إلى أن الضوء الأحمر قد اشتعل منذ فترة وسبق أن نبّه الإتحاد الجهوي من تداعيات التهميش وحالة اللامبالاة بمشاكل مربي الأبقار رغم رفع عديد التقارير الدقيقة التي تشخّص الصعوبات التي يُواجهها مربّو الأبقار في ظلّ الارتفاع الجنوني لأسعار الأعلاف المركبة وندرة المراعي الطبيعية وقلّة المساحات المزروعة أعلافا خضراء، مؤكّدا على تراجع حصة الولاية من الأعلاف المركبة المدعمة من 2200 طن إلى 1500 رغم لفت أنظار السلط المعنية وتوجيه المراسلات بشكل شهريّ وعبّر اللطيّف عن أمله في أن يفي وزير الفلاحة بوعده بالترفيع في حصة الولاية من الأعلاف المركبة خلال زيارته الاخيرة يوم 19 سبتمبر الجاري وفي ذات السياق أكّد رئيس الإتحاد الجهوي أن التلاعب بمكوّنات الأعلاف من قبل بعض المصنّعين وعدم مطابقتها للمواصفات في ظل غياب الرقابة أضرّ بالقطيع وبالمربّين وعمّق خسائرهم وجعلهم في غياب منظومة ردعيّة يتمادون في الغشّ زد على ذلك غلاء الأعلاف الخشنة واستباحة ممتلكات الفلاحين من خلال السرقات وتهريب جانب مهم من القطيع إلى بلد مجاور وعدم تفعيل القانون الذي يقضي بالسجن 10 سنوات لكل من يعتدي على أملاك وتجهيزات الفلاحين ينضاف إلى كل هذه العوامل تواضع سعر بيع اللتر الواحد من الحليب للمجامع على مستوى الإنتاج والذي لا يتعدّى مبلغ  1140 مي في حين أن كلفة اللتر الواحد تبلغ 1600 مي في حال توفّر الأعلاف الخضراء ومساحات رعي وبين 1750 و1800 في حال تمّ التّعويل بشكل كليّ على الاقتناءات من أعلاف مركبة وغيرها.

الحلول العاجلة لتفادي الكارثة

وشدّد رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة بسوسة على أن إنقاذ منظومة الحليب يستوجب جملة من الإجراءات العاجلة ترتكز أساسا على التصدّي للتّهريب والمحافظة على القطيع في إطار مجهود وطني أما على المستوى الجهوي فلابد من حسن استغلال المساحات المتوفّرة بمنطقة زاوية سوسة التي تضم 250 هكتارا وتعزيزها بمساحات أخرى بكل من القصيبة والثريات بما يضمن الاستغلال المحكم والجيّد لنحو 40 مليون متر مكعّب من المياه المعالجة (معالجة ثلاثية ) يُهدر جانب مهم منها في البحر ورأى اللطيّف بضرورة التعجيل والتسريع بتنفيذ مشروع إحداث منطقة سقوية بالزيّات من معتمدية مساكن تمتدّ على نحو400 هكتار لاستغلالها في توفير الأعلاف الخضراء  للحدّ من توريد الأعلاف المركبة بالعملة الصّعبة مع المطالبة بالترفيع في سعر بيع الحليب على مستوى الإنتاج وربطه آليا بأسعار الأعلاف لضمان ديمومة القطاع وتوفير ربح مادي يشجع مربي الأبقار ويحفظ كرامتهم لأنه لا يُمكن باي شكل من الأشكال جعل الفلاح صندوق تعويض أو مرمّم لقفة المواطن وفي ختام حديثه ناشد رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة الوزارات المعنية بالتدخّل العاجل وضبط استراتيجية وطنية واضحة المعالم من أجل إنقاذ منظومة الحليب لأنه في حال انهيارها ستكون الضريبة موجعة واعادة البناء مكلفة جدا.

أنور قلالة

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews