رغم محاولاتها المتكررة لإقناع رئيس الجمهورية بضرورة فتح أبواب القصر وقنوات الحوار معها، لم تنجح أحزاب الموالاة في استمالة قيس سعيد وفي تأكيد ولائها له.
وعملت أحزاب الموالاة على إقناع رئيس الجمهورية قيس سعيد بأهميتها كوسيط لكنها فشلت في فرض سلطتها السياسية على الرئيس رغم كل ما قدمته من فروض الولاء والطاعة لرئيس السلطة التنفيذية.
وتدرك أحزاب الموالاة حالة الازدراء التي يكنها قيس سعيد للأحزاب السياسية حيث لم ينجح أي حزب في النجاة من "القصف اللغوي" الذي كثيرا ما كاله الرئيس لكل الفاعلين السياسيين والاجتماعيين.
ورغم معرفتها المسبقة بحقيقة رفض سعيد لكل الأطراف الوسيطة واصلت بعض الأحزاب عرض بضاعتها من مواقف وتصريحات في سوق السياسة علها تفتح لها طريقا في اتجاه سلطة 25 جويلية.
غير أن ذلك لم يفلح لتجد ذات الأحزاب نفسها في خانة الانتظار والتردد والقبول بأمر الواقع بعد أن واصل سعيد سياسة تهميش المعارضة وأحزاب الموالاة على حد السواء.
وإذ تبدو المعارضة غير مهتمة بلقاء سعيد بعد أن ناصبها الرجل العداء فإن أحزابا عرفت صعوبات كبرى في التواصل مع رئيس الجمهورية لا بسبب انشغاله الدائم بل لرفضه لها خاصة بعد خطاب 13 ديسمبر 2021 والتي وصف فيها بعضا من الموالاة "بالمخادعين والانتهازيين".
وعلى الرغم من ذلك لم تتوقف الموالاة في فرض نفسها بالقوة على سعيد بعد أن سعت جاهدة لضمان لقاءات معه للنظر بشان "الإصلاحات الممكنة وفي إطار خطة تصحيح المسار" ولئن قبل الرئيس بلقاء بعض من الموالاة فإنه لم يول هذه اللقاءات أي اهتمام.
لقاء 6 سبتمبر.. مع حركة الشعب
بعد إلحاح مطول وفق ما أكدته الكواليس استقبل رئيس الدولة قيس سعيد يوم 6 سبتمبر الجاري الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي.
وفي الوقت الذي انتظرت فيه حركة الشعب نشر اللقاء عبر الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، إلا أن ذلك لم يحصل، مما اجبر الحركة بالتكفل بصياغة خبر اللقاء والذي جاء مقتضبا على النحو "استقبل اليوم 6 سبتمبر 2022 السيد رئيس الجمهورية قيس سعيد الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي وقد تناول اللقاء الوضع الاقتصادي والاجتماعي وسبل مواجهة الأزمة الحالية وتجاوزها كما تطرق الطرفان الى الاستحقاق الانتخابي القادم وشروط نجاح هذه المحطة الوطنية الهامة التي تنهي الوضع الاستثنائي الناتج عن إجراءات 25 جويلية 2021 وتقطع مع المرحلة التي سبقتها."
وفي سعي منها لإقناع الرأي العام بتقاطع وجهات النظر بين سعيد وحركة الشعب تناوبت قيادات الحزب إعلاميا للكشف عن فحوى اللقاء بين الرئيس والمغزاوي .
في هذا السياق قال عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام بالحركة أسامة عويدات "إن رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، طلب لدى لقائه أمين عام الحركة، زهير المغزاوي، وثيقة مكتوبة تتضمّن تصوّرات الحزب بخصوص تنقية المناخ الانتخابي والقانون الانتخابي".
وأكد المصدر في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء "أن المغزاوي طالب الرئيس بتشاركية أوسع مع الأحزاب والمنظمات المنخرطة في مسار 25 جويلية، كما عبّر عن ضرورة أن "تواكب الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، العملية السياسية، من أجل إنجاح هذا المسار".
البريكي في التسلل
لم يكن الأمين العام لحزب تونس الى الأمام عبيد البريكي أكثر حظا من زهير المغزاوي حيث لم يحظ بتغطية الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية للقاءاته بقيس سعيد .
ورغم احترازه الكبير من القانون الانتخابي وتأثيراته المحتملة على النتائج وعلى نسب الإقبال وجد البريكي نفسه مكرها على المشاركة في استحقاق 17 ديسمبر رغم مطلبه الموجه لرئيس الجمهورية بإمكانية مراجعة بعض الفصول الهامّة في القانون الانتخابي، "لسدّ بعض الثّغرات".
كما عبرت الحركة عن "احترازها على فصول هامة من القانون الانتخابي وتأثيراته المحتملة على نتائج الانتخابات وعلى نسب الإقبال عليها، في ظلّ الأوضاع الاجتماعية التي تمرّ بها البلاد".
غير أن سعيد لم يأخذ موقف البريكي على محمل من الجد ليواصل سعيد سياساته دون الالتفات الى تصريحات أحزاب الموالاة حيث لم يتخذ رئيس الجمهورية أي خطوة في إدخال التعديلات التي تحدثت عنها حركة الشعب أو حركة تونس الى الأمام.
الحفصي يقدم الاقتصادي على السياسي
على عكس البريكي والمغزاوي استغل الأمين العام لحزب صوت الجمهورية على الحفصي اتصاله برئيس الدولة لا للحديث عن السياسي بل لتحريك الجانب الاقتصادي بجهة توزر.
وقال الحفصي في تدوينة على صفحة الفايسبوك يوم 11سبتمبر "قمت اليوم، الأحد 11 سبتمبر 2022، بالاتصال بسيادة رئيس الجمهورية الأستاذ قيس سعيد حيث أطلعته على وضعية مطار توزر نفطة الدولي الذي يعاني من الركود منذ مدة طويلة وبالخصوص توقّف النقل الجوي الدولي الذي يعتبر رافعة للسياحة في المنطقة الشيء الذي ساهم في تردي الأوضاع السياحة الصحراوية،
وقد لمست بالمناسبة حرص وتأكيد سيادته على الاهتمام بمشاغل مختلف الجهات وبالخصوص بوضعية النقل الجوي بمطار توزر - نفطة الدولي الذي يتجه أن يلعب دوره كاملا لتحقيق أهداف التنمية والسياحة الصحراوية في المنطقة.
شكرا لسيادة رئيس الجمهورية على سعة صدره واهتمامه بمشاغل الجهات والمواطنين."
وعلى أهميتها في تحريك السواكن بالجهة فان المكالمة لم تكن محور اهتمام هي الأخرى من الصفحة الرئاسية على مواقع التواصل الاجتماعي.
فهل ستواصل أحزاب الموالاة سياسة الانحناء للسلطة التنفيذية والقبول بالأمر الواقع أم أن نتائج الانتخابات القادمة قد تكون ميلادا جديدا لها؟
خليل الحناشي
تونس-الصباح
رغم محاولاتها المتكررة لإقناع رئيس الجمهورية بضرورة فتح أبواب القصر وقنوات الحوار معها، لم تنجح أحزاب الموالاة في استمالة قيس سعيد وفي تأكيد ولائها له.
وعملت أحزاب الموالاة على إقناع رئيس الجمهورية قيس سعيد بأهميتها كوسيط لكنها فشلت في فرض سلطتها السياسية على الرئيس رغم كل ما قدمته من فروض الولاء والطاعة لرئيس السلطة التنفيذية.
وتدرك أحزاب الموالاة حالة الازدراء التي يكنها قيس سعيد للأحزاب السياسية حيث لم ينجح أي حزب في النجاة من "القصف اللغوي" الذي كثيرا ما كاله الرئيس لكل الفاعلين السياسيين والاجتماعيين.
ورغم معرفتها المسبقة بحقيقة رفض سعيد لكل الأطراف الوسيطة واصلت بعض الأحزاب عرض بضاعتها من مواقف وتصريحات في سوق السياسة علها تفتح لها طريقا في اتجاه سلطة 25 جويلية.
غير أن ذلك لم يفلح لتجد ذات الأحزاب نفسها في خانة الانتظار والتردد والقبول بأمر الواقع بعد أن واصل سعيد سياسة تهميش المعارضة وأحزاب الموالاة على حد السواء.
وإذ تبدو المعارضة غير مهتمة بلقاء سعيد بعد أن ناصبها الرجل العداء فإن أحزابا عرفت صعوبات كبرى في التواصل مع رئيس الجمهورية لا بسبب انشغاله الدائم بل لرفضه لها خاصة بعد خطاب 13 ديسمبر 2021 والتي وصف فيها بعضا من الموالاة "بالمخادعين والانتهازيين".
وعلى الرغم من ذلك لم تتوقف الموالاة في فرض نفسها بالقوة على سعيد بعد أن سعت جاهدة لضمان لقاءات معه للنظر بشان "الإصلاحات الممكنة وفي إطار خطة تصحيح المسار" ولئن قبل الرئيس بلقاء بعض من الموالاة فإنه لم يول هذه اللقاءات أي اهتمام.
لقاء 6 سبتمبر.. مع حركة الشعب
بعد إلحاح مطول وفق ما أكدته الكواليس استقبل رئيس الدولة قيس سعيد يوم 6 سبتمبر الجاري الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي.
وفي الوقت الذي انتظرت فيه حركة الشعب نشر اللقاء عبر الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، إلا أن ذلك لم يحصل، مما اجبر الحركة بالتكفل بصياغة خبر اللقاء والذي جاء مقتضبا على النحو "استقبل اليوم 6 سبتمبر 2022 السيد رئيس الجمهورية قيس سعيد الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي وقد تناول اللقاء الوضع الاقتصادي والاجتماعي وسبل مواجهة الأزمة الحالية وتجاوزها كما تطرق الطرفان الى الاستحقاق الانتخابي القادم وشروط نجاح هذه المحطة الوطنية الهامة التي تنهي الوضع الاستثنائي الناتج عن إجراءات 25 جويلية 2021 وتقطع مع المرحلة التي سبقتها."
وفي سعي منها لإقناع الرأي العام بتقاطع وجهات النظر بين سعيد وحركة الشعب تناوبت قيادات الحزب إعلاميا للكشف عن فحوى اللقاء بين الرئيس والمغزاوي .
في هذا السياق قال عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام بالحركة أسامة عويدات "إن رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، طلب لدى لقائه أمين عام الحركة، زهير المغزاوي، وثيقة مكتوبة تتضمّن تصوّرات الحزب بخصوص تنقية المناخ الانتخابي والقانون الانتخابي".
وأكد المصدر في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء "أن المغزاوي طالب الرئيس بتشاركية أوسع مع الأحزاب والمنظمات المنخرطة في مسار 25 جويلية، كما عبّر عن ضرورة أن "تواكب الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، العملية السياسية، من أجل إنجاح هذا المسار".
البريكي في التسلل
لم يكن الأمين العام لحزب تونس الى الأمام عبيد البريكي أكثر حظا من زهير المغزاوي حيث لم يحظ بتغطية الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية للقاءاته بقيس سعيد .
ورغم احترازه الكبير من القانون الانتخابي وتأثيراته المحتملة على النتائج وعلى نسب الإقبال وجد البريكي نفسه مكرها على المشاركة في استحقاق 17 ديسمبر رغم مطلبه الموجه لرئيس الجمهورية بإمكانية مراجعة بعض الفصول الهامّة في القانون الانتخابي، "لسدّ بعض الثّغرات".
كما عبرت الحركة عن "احترازها على فصول هامة من القانون الانتخابي وتأثيراته المحتملة على نتائج الانتخابات وعلى نسب الإقبال عليها، في ظلّ الأوضاع الاجتماعية التي تمرّ بها البلاد".
غير أن سعيد لم يأخذ موقف البريكي على محمل من الجد ليواصل سعيد سياساته دون الالتفات الى تصريحات أحزاب الموالاة حيث لم يتخذ رئيس الجمهورية أي خطوة في إدخال التعديلات التي تحدثت عنها حركة الشعب أو حركة تونس الى الأمام.
الحفصي يقدم الاقتصادي على السياسي
على عكس البريكي والمغزاوي استغل الأمين العام لحزب صوت الجمهورية على الحفصي اتصاله برئيس الدولة لا للحديث عن السياسي بل لتحريك الجانب الاقتصادي بجهة توزر.
وقال الحفصي في تدوينة على صفحة الفايسبوك يوم 11سبتمبر "قمت اليوم، الأحد 11 سبتمبر 2022، بالاتصال بسيادة رئيس الجمهورية الأستاذ قيس سعيد حيث أطلعته على وضعية مطار توزر نفطة الدولي الذي يعاني من الركود منذ مدة طويلة وبالخصوص توقّف النقل الجوي الدولي الذي يعتبر رافعة للسياحة في المنطقة الشيء الذي ساهم في تردي الأوضاع السياحة الصحراوية،
وقد لمست بالمناسبة حرص وتأكيد سيادته على الاهتمام بمشاغل مختلف الجهات وبالخصوص بوضعية النقل الجوي بمطار توزر - نفطة الدولي الذي يتجه أن يلعب دوره كاملا لتحقيق أهداف التنمية والسياحة الصحراوية في المنطقة.
شكرا لسيادة رئيس الجمهورية على سعة صدره واهتمامه بمشاغل الجهات والمواطنين."
وعلى أهميتها في تحريك السواكن بالجهة فان المكالمة لم تكن محور اهتمام هي الأخرى من الصفحة الرئاسية على مواقع التواصل الاجتماعي.
فهل ستواصل أحزاب الموالاة سياسة الانحناء للسلطة التنفيذية والقبول بالأمر الواقع أم أن نتائج الانتخابات القادمة قد تكون ميلادا جديدا لها؟