-المكلف بالإنتاج الحيواني باتحاد الفلاحين لـ"الصباح": ارتفاع أسعار الأعلاف أكثر من 5 مرات عمق أكثر ظاهرة التهريب
تونس-الصباح
أدى ارتفاع أسعار العلف وعدم توفره بالكميات الضرورية في السوق المحلية، إلى انتشار ظاهرة تهريب الأبقار إلى الدول المجاورة وهما ليبيا والجزائر وكذلك الذبح العشوائي للأبقار الحلوبة خارج المسالخ البلدية، وذلك نتيجة اضطرار الفلاحين ومربي الأبقار في تونس للتوجه نحو بيع قطيع الأبقار وتغييره بالأغنام في بعض الحالات، وفقا لعضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالإنتاج الحيواني برقوقي الإمام، في تصريحه لـ"الصباح".
من جهتها النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد، أذنت الأحد، بالاحتفاظ بشخص وتأمين محجوز يتمثل في رؤوس أبقار لدى مصالح المندوبية الجهوية للفلاحة بسيدي بوزيد، إلى حين اتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها، وفق ما أفاد به المساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية جابر غنيمي.
وبين غنيمي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنه تم في إطار مكافحة ظاهرة تفاقم تهريب الحيوانات خارج التراب التونسي وخاصة الأبقار وما ينتج عنها من آثار وخيمة على الثروة الحيوانية وعلى الاكتفاء الذاتي الوطني وتوفر المنتوج من اللحوم والحليب ومشتقاته في السوق، ضبط شاحنة محملة بعدد من رؤوس الأبقار من طرف أعوان الأمن الوطني ببئر الحفي، من بينها رؤوس أبقار غير مرقمة وغير مصحوبة بشهادة الترقيم، والبقية مجهولة المصدر وغير مصحوبة بوصل المسلك.
ظاهرة تهريب الأبقار
وقامت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد بفتح محضرين في الغرض الأول يتعلق بنقل أبقار غير مرقمة وغير مصحوبة بشهادة ترقيم طبقا للفصول 10 و32 و48 من القانون عدد 95 المؤرخ في 18أكتوبر 2005 المتعلق بتربية الماشية وبالإنتاج الحيواني، والثاني يتعلق بمسك ونقل أبقار مجهولة المصدر غير مصحوبة بشهادة المسلك بنية التهريب طبق المنشور المشترك عدد 24 الصادر بتاريخ 30 أفريل 2018 عن وزير الفلاحة والداخلية والمالية والتجارة المتعلق بتنظيم عملية نقل الحيوانات وأحكام مجلة الديوانة.
وستقع إحالة المحضر لاحقا على النيابة العمومية حال استكمال الأبحاث لاتخاذ ما يتعين قانونا.
ورغم ترقيم الأبقار إجباريًا واستصدار رخص عبور عند نقلها من مكان لآخر، لم تحدّ تلك الإجراءات من ظاهرة تهريب الأبقار في العديد من المناطق الحدودية. وقد "بلغ عدد المحاضر المتعلقة بتهريب الأبقار إلى الجزائر عبر الحدود البرية لولاية جندوبة، والمحررة من قبل الوحدات الأمنية والديوانية بالمعتمديات الحدودية، 94 محضرًا خلال النصف الثاني من العام المنقضي"، وفق ذات المصدر.
كما "ناهز عدد رؤوس الأبقار المحجوزة خلال ذات الفترة والتي تخصّص لنقلها شاحنات بعضها بلوحات غير مرقّمة 500 رأس بقر بقيمة جمليّـة تقديرية فاقت 1.4 مليون دينار، أي بمعدل 2800 ألف دينار الرأس الواحد. وتُحجز الأبقار المرقّمة وغير المرقّمة بواسطة الشاحنة الناقلة للبضاعة المهربة، ومجرّد إخلاء سبيل إحداها يعتبر المحضر لاغيًا وغير موجب للمساءلة القضائية التي تكتمل فيها أركان الجريمة أو المخالفة".
تضرر منظومة الألبان
وأضاف برقوقي الإمام، أن هذه الأزمة أدت إلى تضرر منظومة الألبان في تونس إضافة الى تعاقب الأزمات مثل أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك منظومة الأعلاف التي تمثل أكثر من 60% من تكلفة الإنتاج وارتفاع أسعارها مقابل عدم ارتفاع أسعار الحليب بالرغم من ارتفاع أسعار الأعلاف أكثر من 5 مرات وهو ما يعني عدم تقارب التكلفة والمرابيح، وهو ما عمق أكثر ظاهرة التهريب والذبح العشوائي وتراجع الإنتاج الوطني من الحليب بنسبة 15% سنويا، مشيرا في نفس السياق أن ظاهرة التهريب قديمة جديدة ولكن زادت أكثر مع زيادة أسعار الأعلاف وعدم دعم ومرافقة الفلاحين ومربي الأبقار، حيث أن بناء منظومة إنتاج الحليب كان على مدى 30 سنة وصولا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الضرورية والحساسة.
وأكد محدثنا أن إنتاج اللتر الواحد من الحليب يكلف المربي 1.6 دينار ( 1600 مليم) إلا أن ثمن البيع حاليا للتر في حدود 1140 مليم وهو ما اعتبرها خسارة غير معقولة، وهو ما سيؤدي تدريجيا إلى انهيار منظومة الإنتاج في تونس والالتجاء إلى التوريد ودعم الدولة للحليب ودعم الفلاحين الأجانب عوض الفلاحين التونسيين...
وبين الإمام، أن قطيع الأبقار يتراجع سنويا بحوالي 10%، ومن بين الحلول الضرورية والعاجلة لحماية القطاع هي، احتساب كلفة الإنتاج الحقيقية للفلاح في تحديد ثمن البيع على أن يصبح في حدود 1400/ 1500 مليم للتر الواحد، ودعم وتشجيع إنتاج الأعلاف البديلة مثل "الفصة" وعدم التركيز الكلي على الأعلاف المركبة الموردة وذلك للحد من كلفة الإنتاج، واتخاذ قرارات صارمة للحد من التهريب وذبح البقر (الأنثى الحلوب) ...
وكشف مدير تحاليل المعطيات بوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية ياسين الرقيعي في تصريح سابق لموزاييك، تراجع قيمة الاستثمارات في مجال تربية الأبقار الحلوب بسبب غلاء أسعار الأعلاف ونقص الطلب على المنتوج من الحليب وفق تقديره.
صلاح الدين كريمي
-المكلف بالإنتاج الحيواني باتحاد الفلاحين لـ"الصباح": ارتفاع أسعار الأعلاف أكثر من 5 مرات عمق أكثر ظاهرة التهريب
تونس-الصباح
أدى ارتفاع أسعار العلف وعدم توفره بالكميات الضرورية في السوق المحلية، إلى انتشار ظاهرة تهريب الأبقار إلى الدول المجاورة وهما ليبيا والجزائر وكذلك الذبح العشوائي للأبقار الحلوبة خارج المسالخ البلدية، وذلك نتيجة اضطرار الفلاحين ومربي الأبقار في تونس للتوجه نحو بيع قطيع الأبقار وتغييره بالأغنام في بعض الحالات، وفقا لعضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالإنتاج الحيواني برقوقي الإمام، في تصريحه لـ"الصباح".
من جهتها النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد، أذنت الأحد، بالاحتفاظ بشخص وتأمين محجوز يتمثل في رؤوس أبقار لدى مصالح المندوبية الجهوية للفلاحة بسيدي بوزيد، إلى حين اتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها، وفق ما أفاد به المساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية جابر غنيمي.
وبين غنيمي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنه تم في إطار مكافحة ظاهرة تفاقم تهريب الحيوانات خارج التراب التونسي وخاصة الأبقار وما ينتج عنها من آثار وخيمة على الثروة الحيوانية وعلى الاكتفاء الذاتي الوطني وتوفر المنتوج من اللحوم والحليب ومشتقاته في السوق، ضبط شاحنة محملة بعدد من رؤوس الأبقار من طرف أعوان الأمن الوطني ببئر الحفي، من بينها رؤوس أبقار غير مرقمة وغير مصحوبة بشهادة الترقيم، والبقية مجهولة المصدر وغير مصحوبة بوصل المسلك.
ظاهرة تهريب الأبقار
وقامت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد بفتح محضرين في الغرض الأول يتعلق بنقل أبقار غير مرقمة وغير مصحوبة بشهادة ترقيم طبقا للفصول 10 و32 و48 من القانون عدد 95 المؤرخ في 18أكتوبر 2005 المتعلق بتربية الماشية وبالإنتاج الحيواني، والثاني يتعلق بمسك ونقل أبقار مجهولة المصدر غير مصحوبة بشهادة المسلك بنية التهريب طبق المنشور المشترك عدد 24 الصادر بتاريخ 30 أفريل 2018 عن وزير الفلاحة والداخلية والمالية والتجارة المتعلق بتنظيم عملية نقل الحيوانات وأحكام مجلة الديوانة.
وستقع إحالة المحضر لاحقا على النيابة العمومية حال استكمال الأبحاث لاتخاذ ما يتعين قانونا.
ورغم ترقيم الأبقار إجباريًا واستصدار رخص عبور عند نقلها من مكان لآخر، لم تحدّ تلك الإجراءات من ظاهرة تهريب الأبقار في العديد من المناطق الحدودية. وقد "بلغ عدد المحاضر المتعلقة بتهريب الأبقار إلى الجزائر عبر الحدود البرية لولاية جندوبة، والمحررة من قبل الوحدات الأمنية والديوانية بالمعتمديات الحدودية، 94 محضرًا خلال النصف الثاني من العام المنقضي"، وفق ذات المصدر.
كما "ناهز عدد رؤوس الأبقار المحجوزة خلال ذات الفترة والتي تخصّص لنقلها شاحنات بعضها بلوحات غير مرقّمة 500 رأس بقر بقيمة جمليّـة تقديرية فاقت 1.4 مليون دينار، أي بمعدل 2800 ألف دينار الرأس الواحد. وتُحجز الأبقار المرقّمة وغير المرقّمة بواسطة الشاحنة الناقلة للبضاعة المهربة، ومجرّد إخلاء سبيل إحداها يعتبر المحضر لاغيًا وغير موجب للمساءلة القضائية التي تكتمل فيها أركان الجريمة أو المخالفة".
تضرر منظومة الألبان
وأضاف برقوقي الإمام، أن هذه الأزمة أدت إلى تضرر منظومة الألبان في تونس إضافة الى تعاقب الأزمات مثل أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك منظومة الأعلاف التي تمثل أكثر من 60% من تكلفة الإنتاج وارتفاع أسعارها مقابل عدم ارتفاع أسعار الحليب بالرغم من ارتفاع أسعار الأعلاف أكثر من 5 مرات وهو ما يعني عدم تقارب التكلفة والمرابيح، وهو ما عمق أكثر ظاهرة التهريب والذبح العشوائي وتراجع الإنتاج الوطني من الحليب بنسبة 15% سنويا، مشيرا في نفس السياق أن ظاهرة التهريب قديمة جديدة ولكن زادت أكثر مع زيادة أسعار الأعلاف وعدم دعم ومرافقة الفلاحين ومربي الأبقار، حيث أن بناء منظومة إنتاج الحليب كان على مدى 30 سنة وصولا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الضرورية والحساسة.
وأكد محدثنا أن إنتاج اللتر الواحد من الحليب يكلف المربي 1.6 دينار ( 1600 مليم) إلا أن ثمن البيع حاليا للتر في حدود 1140 مليم وهو ما اعتبرها خسارة غير معقولة، وهو ما سيؤدي تدريجيا إلى انهيار منظومة الإنتاج في تونس والالتجاء إلى التوريد ودعم الدولة للحليب ودعم الفلاحين الأجانب عوض الفلاحين التونسيين...
وبين الإمام، أن قطيع الأبقار يتراجع سنويا بحوالي 10%، ومن بين الحلول الضرورية والعاجلة لحماية القطاع هي، احتساب كلفة الإنتاج الحقيقية للفلاح في تحديد ثمن البيع على أن يصبح في حدود 1400/ 1500 مليم للتر الواحد، ودعم وتشجيع إنتاج الأعلاف البديلة مثل "الفصة" وعدم التركيز الكلي على الأعلاف المركبة الموردة وذلك للحد من كلفة الإنتاج، واتخاذ قرارات صارمة للحد من التهريب وذبح البقر (الأنثى الحلوب) ...
وكشف مدير تحاليل المعطيات بوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية ياسين الرقيعي في تصريح سابق لموزاييك، تراجع قيمة الاستثمارات في مجال تربية الأبقار الحلوب بسبب غلاء أسعار الأعلاف ونقص الطلب على المنتوج من الحليب وفق تقديره.