لا تمثل صفحة "ريحة البلاد" انخراطا في موجة سائدة أو مبادرة عفوية. هي بالأساس محاولة لسد شغور في الاتصال والتواصل مع التونسيين والتونسيات في الخارج والذين يمثلون من الناحيتين الكمية والعددية ما يشبه مجتمعا قائم الذات. هذا دون أن ننسى التحولات التي تعيش على وقعها الجالية والتي تفرض لوحدها التركيز عليها والتعاطي معها .
وهذه الرؤية تتجاوز، ولو جزئيا، مجرد المقاربة الإعلامية العادية لأنها تحملنا مسؤولية إبلاغ صوت التونسيين والتونسيات في الخارج وخاصة حول ما يمكن أن يكون سببا لضرب العلاقة الواقعية والوجدانية التي تربطهم بتونس. وهذه العلاقة مهمة لعدة أسباب. فهي تأكيد على حقهم في المواطنة وعلى أنهم يحملون تونس في قلوبهم مهما ابتعدوا عن تراب الخضراء.
ولا شك أن مشاغل الجالية التونسية في الخارج عديدة ومتعددة. ذلك أن بعضها عام والبعض الآخر خاص وهذا طبيعي ومنتظر. ولكن ما هو مؤسف أنه يوجد ما يشبه الإجماع لدى كل الشخصيات التي حاورناها ولدى المهاجرين الذين اتصلوا بنا على ضعف أداء السفارات والقنصليات التونسية. هذه صيحة فزع عامة أطلقها الجميع لأن القنصليات لا تقوم بدورها في تقديم الخدمات الإدارية التي يحتاج إليها المهاجرون في أفضل الظروف في حين أن السفارات التونسية تكاد تكون غائبة تماما .
البعض من المهاجرين اعتبر أن البعثات الديبلوماسية غائبة تماما وأنها تحولت إلى عبء كبير على الجميع. وهذا التقييم يتعين أخذه بعين الاعتبار وإعادة النظر في آليات عمل البعثات الديبلوماسية في الخارج. ذلك أن العمل فيها يمثل خدمة للمجموعة ويمتع العاملون فيها بمردودية مالية محترمة. وكل هذه المنح والامتيازات هي من عند دافع الضرائب وهو ما يعني أنها ليست هبة أو تمكينا من ظروف عطلة ذهبية بل لا بد من أن يكون ما يقابلها هو العمل الدؤوب لخدمة تونس والتونسيين أينما كانوا.
سوء أداء السفارات والقنصليات التونسية يمثل بكل المقاييس نقيصة ذات تداعيات خطيرة لا يمكن السكوت عنها أو تجاهلها لأن تبعات ذلك كارثية على الجميع...
هشام الحاجي
لا تمثل صفحة "ريحة البلاد" انخراطا في موجة سائدة أو مبادرة عفوية. هي بالأساس محاولة لسد شغور في الاتصال والتواصل مع التونسيين والتونسيات في الخارج والذين يمثلون من الناحيتين الكمية والعددية ما يشبه مجتمعا قائم الذات. هذا دون أن ننسى التحولات التي تعيش على وقعها الجالية والتي تفرض لوحدها التركيز عليها والتعاطي معها .
وهذه الرؤية تتجاوز، ولو جزئيا، مجرد المقاربة الإعلامية العادية لأنها تحملنا مسؤولية إبلاغ صوت التونسيين والتونسيات في الخارج وخاصة حول ما يمكن أن يكون سببا لضرب العلاقة الواقعية والوجدانية التي تربطهم بتونس. وهذه العلاقة مهمة لعدة أسباب. فهي تأكيد على حقهم في المواطنة وعلى أنهم يحملون تونس في قلوبهم مهما ابتعدوا عن تراب الخضراء.
ولا شك أن مشاغل الجالية التونسية في الخارج عديدة ومتعددة. ذلك أن بعضها عام والبعض الآخر خاص وهذا طبيعي ومنتظر. ولكن ما هو مؤسف أنه يوجد ما يشبه الإجماع لدى كل الشخصيات التي حاورناها ولدى المهاجرين الذين اتصلوا بنا على ضعف أداء السفارات والقنصليات التونسية. هذه صيحة فزع عامة أطلقها الجميع لأن القنصليات لا تقوم بدورها في تقديم الخدمات الإدارية التي يحتاج إليها المهاجرون في أفضل الظروف في حين أن السفارات التونسية تكاد تكون غائبة تماما .
البعض من المهاجرين اعتبر أن البعثات الديبلوماسية غائبة تماما وأنها تحولت إلى عبء كبير على الجميع. وهذا التقييم يتعين أخذه بعين الاعتبار وإعادة النظر في آليات عمل البعثات الديبلوماسية في الخارج. ذلك أن العمل فيها يمثل خدمة للمجموعة ويمتع العاملون فيها بمردودية مالية محترمة. وكل هذه المنح والامتيازات هي من عند دافع الضرائب وهو ما يعني أنها ليست هبة أو تمكينا من ظروف عطلة ذهبية بل لا بد من أن يكون ما يقابلها هو العمل الدؤوب لخدمة تونس والتونسيين أينما كانوا.
سوء أداء السفارات والقنصليات التونسية يمثل بكل المقاييس نقيصة ذات تداعيات خطيرة لا يمكن السكوت عنها أو تجاهلها لأن تبعات ذلك كارثية على الجميع...