أيام قليلة قبل الانطلاق الفعلي لموسم الزراعات الكبرى التقت "الصباح" عماد اوعاضور رئيس النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت للحديث عن التحضيرات للحدث الهام كما شمل الحوار الإشكاليات التي يعانيها قطاع الالبان حيث لم يخف محدثنا خوفه من إمكانية معاناة الالاف من التونسيين من سوء التغذية في غياب منظومة انتاج فلاحية ناجزة.
غياب مستلزمات الإنتاج يهدد ديمومة الزراعات الكبرى
" بعد حصاد 1.4 مليون قنطار فقط من الحبوب نهاية الموسم الماضي مقابل معدل جهوي يقارب 2 مليون قنطار سنويا انتظرنا ان تنسق الإدارات المسؤولة مع المهنيين لدراسة أسباب تراجع قطاع الزراعات الكبرى وتضبط الاستعدادات الواجبة لإنقاذ الموسم القادم لكن يبدو ان الفلاح سيواجه مصيره كالعادة بمفرده" هكذا استهل اوعاضور حديثه مستغربا عجز الدولة للموسم الثالث على التوالي عن توفير مستلزمات الإنتاج للزراعات الكبرى في الآجال وهو ما ينبئ بانتشار الجوع في بلادنا والا الاعتماد -رغم قلة الموارد من العملة الأجنبية وضعف المعروض دوليا - على التوريد لتوفير الكميات الازمة من الحبوب لإطعام الآلاف من الافواه او مجابهة هزات اقتصادية وتحركات اجتماعية لا تستطيع بلادنا تحملها في وضع عالمي مضطرب ..
وأضاف اوعاضور ان النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت قد نبهت مرارا من اللعب بقوت التونسيين باي شكل من الاشكال وطالبت يوم 21 نوفمبر 2021 بإحداث مخزون استراتيجي من الأسمدة والادوية والبذور الممتازة قبل بداية كل موسم فلاحي وهي الان تدعو الان مجددا اعلى هرم السلطة للتدخل والضغط على الوزارات المعنية لتوفير ما يلزم من مستلزمات الإنتاج بأسعار مقبولة…
وكانت وزارة الفلاحة قد أعلنت يوم 08 سبتمبر الجاري عن توفر الكميات المطلوبة من الأسمدة الفلاحية لهذه السنة المقدّرة بـ60 ألف طن مع تجميد الأسعار في حدود 790 ألف طن من داب المكيس، 720 دينار للامونيتر المكيس و 700 دينار للطن المكيس من السوبر 45
اعلان اعتبره اوعاضور مطمئن نسبيا في انتظار حقيقة الميدان ولكنه أشار ان الأسعار التي قررتها الوزارة ستقصم ظهر فلاحين صغار يعانون أصلا من تراكم الديون وسطوة المحتكرين والسماسرة في كل مراحل الإنتاج وطالب المتحدث بتمكين الفئة الهشة من الفلاحين من خطوط تمويل جديدة تتناسب مع المساحات المبذورة وأضاف ان مرافقة الارشاد الفلاحي لمراحل نمو المحصول ستمكن من حصاد وافر بجودة عالية في ولاية بنزرت التي احتلت موسم 2020-2021 المرتبة ثانيا وطنيا في تجميع الحبوب بواقع 1.7 مليون قنطار شرط توفير الاعتمادات اللازمة لتطوير القطاع وضمان مستلزمات الإنتاج وتطوير طرق الخزن والتوزيع .
واكد اوعاضور ان النقابة قلقة جدا من تواصل تبعية بلادنا للسوق الأجنبية للحبوب وتدعو كافة الأطراف جهويا ومركزيا للعمل على إنجاح موسم الزراعات الكبرى لتخفف العبء على الميزانية بعد ان كشفت دراسة نشرها البنك الدولي ان الدعم المخصص للحبوب في تونس قد بلغ 2569 مليون دينار سنة 2020 وسيفوق 3.6 مليار دينار سنة 2022 كما سترفع وارداتنا من الحبوب الى 4.5 مليار دينار ان ستمرت الحرب الروسية –الأوكرانية ..
ازمة قطاع الالبان ستتواصل
وعن سؤال "الصباح" حول تواصل فقدان الحليب المعلب بالمساحات التجارية مقابل ارتفاع سعر مشتقاته كالزبدة أجاب اوعاضور "ان النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت قد تداولت خلال اجتماعها يوم 02 سبتمبر الجاري الازمة التي يعيشها قطاع الالبان والتي ستتواصل حسب رايه ان لم تبادر الوزارات المعنية بمرافقة المربين الصغار في كامل مراحل الإنتاج وترفع سعر بيع لتر الحليب الى حدود 1650 مليم لتوفر هامش ربح ضئيل ولكنه كاف لضمان ديمومة القطاع الذي يمثل مصدر رزق اكثر من 2200 عائلة في ولاية بنزرت تتوزع أساسا على معتمديات بنزرت الجنوبية، جومين، غزالة ، ماطر، اوتيك اين ينتشر قطيع يضم 130 ألف راس من الأغنام، 13500 من الماعز و37500 راس بقر مكنت من انتاج 12 بالمائة من الإنتاج الوطني من اللحوم ومثلها من الالبان سنة 2021
وحسب محدثنا فان مراعي واسطبلات ولاية بنزرت يمكن ان توفر بسهولة ما بين 15 الى 17 بالمائة من الإنتاج الوطني من اللحوم والألبان شرط اتخاذ التدابير اللازمة لدعم المربين الذي يتناقص عددهم تدريجيا، الحفاظ على الثروة الحيوانية وخاصة استشراف حلول نهائية تقطع مع مشاكل وفرة الإنتاج وتكبح تغول الدخلاء وسطوة اللوبيات التي تخنق بطرق ملتوية صغار المربيين
ولتفادي ما سبق دعا اوعاضور لتركيز منظومة ناجزة في القطاع تنطلق بالحفاظ على السلالات المنتجة ودعم المربين الصغار مع التوسع في المراعي التي تمكن الماشية من الكميات اللازمة من الكلأ وتقلص الحاجة للأعلاف المركبة كما طالب النقابي بالعمل على احداث مصانع لتجفيف الحليب تمتص الفائض من الإنتاج عند الذروة وتطوير مجال التدخلات البيطرية مع تمكين الأطباء من الإمكانيات اللازمة للاستشراف وللتصدي للأمراض الحيوانية مع توفير المرافقة والأدوية اللازمة خاصة خلال هذه الفترة التي تشهد انتشار مرض اللسان الأزرق..وانهى المتحدث بضرورة حماية القطيع من لوبيات التهريب لان غير ذلك سيفسح المجال للوبيات أخرى تتمعش من توريد الالبان واللحوم هو ما ترفضه بشدة النقابة التونسية للفلاحين ببنزرت.
ساسي الطرابلسي
بنز ت-الصباح
أيام قليلة قبل الانطلاق الفعلي لموسم الزراعات الكبرى التقت "الصباح" عماد اوعاضور رئيس النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت للحديث عن التحضيرات للحدث الهام كما شمل الحوار الإشكاليات التي يعانيها قطاع الالبان حيث لم يخف محدثنا خوفه من إمكانية معاناة الالاف من التونسيين من سوء التغذية في غياب منظومة انتاج فلاحية ناجزة.
غياب مستلزمات الإنتاج يهدد ديمومة الزراعات الكبرى
" بعد حصاد 1.4 مليون قنطار فقط من الحبوب نهاية الموسم الماضي مقابل معدل جهوي يقارب 2 مليون قنطار سنويا انتظرنا ان تنسق الإدارات المسؤولة مع المهنيين لدراسة أسباب تراجع قطاع الزراعات الكبرى وتضبط الاستعدادات الواجبة لإنقاذ الموسم القادم لكن يبدو ان الفلاح سيواجه مصيره كالعادة بمفرده" هكذا استهل اوعاضور حديثه مستغربا عجز الدولة للموسم الثالث على التوالي عن توفير مستلزمات الإنتاج للزراعات الكبرى في الآجال وهو ما ينبئ بانتشار الجوع في بلادنا والا الاعتماد -رغم قلة الموارد من العملة الأجنبية وضعف المعروض دوليا - على التوريد لتوفير الكميات الازمة من الحبوب لإطعام الآلاف من الافواه او مجابهة هزات اقتصادية وتحركات اجتماعية لا تستطيع بلادنا تحملها في وضع عالمي مضطرب ..
وأضاف اوعاضور ان النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت قد نبهت مرارا من اللعب بقوت التونسيين باي شكل من الاشكال وطالبت يوم 21 نوفمبر 2021 بإحداث مخزون استراتيجي من الأسمدة والادوية والبذور الممتازة قبل بداية كل موسم فلاحي وهي الان تدعو الان مجددا اعلى هرم السلطة للتدخل والضغط على الوزارات المعنية لتوفير ما يلزم من مستلزمات الإنتاج بأسعار مقبولة…
وكانت وزارة الفلاحة قد أعلنت يوم 08 سبتمبر الجاري عن توفر الكميات المطلوبة من الأسمدة الفلاحية لهذه السنة المقدّرة بـ60 ألف طن مع تجميد الأسعار في حدود 790 ألف طن من داب المكيس، 720 دينار للامونيتر المكيس و 700 دينار للطن المكيس من السوبر 45
اعلان اعتبره اوعاضور مطمئن نسبيا في انتظار حقيقة الميدان ولكنه أشار ان الأسعار التي قررتها الوزارة ستقصم ظهر فلاحين صغار يعانون أصلا من تراكم الديون وسطوة المحتكرين والسماسرة في كل مراحل الإنتاج وطالب المتحدث بتمكين الفئة الهشة من الفلاحين من خطوط تمويل جديدة تتناسب مع المساحات المبذورة وأضاف ان مرافقة الارشاد الفلاحي لمراحل نمو المحصول ستمكن من حصاد وافر بجودة عالية في ولاية بنزرت التي احتلت موسم 2020-2021 المرتبة ثانيا وطنيا في تجميع الحبوب بواقع 1.7 مليون قنطار شرط توفير الاعتمادات اللازمة لتطوير القطاع وضمان مستلزمات الإنتاج وتطوير طرق الخزن والتوزيع .
واكد اوعاضور ان النقابة قلقة جدا من تواصل تبعية بلادنا للسوق الأجنبية للحبوب وتدعو كافة الأطراف جهويا ومركزيا للعمل على إنجاح موسم الزراعات الكبرى لتخفف العبء على الميزانية بعد ان كشفت دراسة نشرها البنك الدولي ان الدعم المخصص للحبوب في تونس قد بلغ 2569 مليون دينار سنة 2020 وسيفوق 3.6 مليار دينار سنة 2022 كما سترفع وارداتنا من الحبوب الى 4.5 مليار دينار ان ستمرت الحرب الروسية –الأوكرانية ..
ازمة قطاع الالبان ستتواصل
وعن سؤال "الصباح" حول تواصل فقدان الحليب المعلب بالمساحات التجارية مقابل ارتفاع سعر مشتقاته كالزبدة أجاب اوعاضور "ان النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت قد تداولت خلال اجتماعها يوم 02 سبتمبر الجاري الازمة التي يعيشها قطاع الالبان والتي ستتواصل حسب رايه ان لم تبادر الوزارات المعنية بمرافقة المربين الصغار في كامل مراحل الإنتاج وترفع سعر بيع لتر الحليب الى حدود 1650 مليم لتوفر هامش ربح ضئيل ولكنه كاف لضمان ديمومة القطاع الذي يمثل مصدر رزق اكثر من 2200 عائلة في ولاية بنزرت تتوزع أساسا على معتمديات بنزرت الجنوبية، جومين، غزالة ، ماطر، اوتيك اين ينتشر قطيع يضم 130 ألف راس من الأغنام، 13500 من الماعز و37500 راس بقر مكنت من انتاج 12 بالمائة من الإنتاج الوطني من اللحوم ومثلها من الالبان سنة 2021
وحسب محدثنا فان مراعي واسطبلات ولاية بنزرت يمكن ان توفر بسهولة ما بين 15 الى 17 بالمائة من الإنتاج الوطني من اللحوم والألبان شرط اتخاذ التدابير اللازمة لدعم المربين الذي يتناقص عددهم تدريجيا، الحفاظ على الثروة الحيوانية وخاصة استشراف حلول نهائية تقطع مع مشاكل وفرة الإنتاج وتكبح تغول الدخلاء وسطوة اللوبيات التي تخنق بطرق ملتوية صغار المربيين
ولتفادي ما سبق دعا اوعاضور لتركيز منظومة ناجزة في القطاع تنطلق بالحفاظ على السلالات المنتجة ودعم المربين الصغار مع التوسع في المراعي التي تمكن الماشية من الكميات اللازمة من الكلأ وتقلص الحاجة للأعلاف المركبة كما طالب النقابي بالعمل على احداث مصانع لتجفيف الحليب تمتص الفائض من الإنتاج عند الذروة وتطوير مجال التدخلات البيطرية مع تمكين الأطباء من الإمكانيات اللازمة للاستشراف وللتصدي للأمراض الحيوانية مع توفير المرافقة والأدوية اللازمة خاصة خلال هذه الفترة التي تشهد انتشار مرض اللسان الأزرق..وانهى المتحدث بضرورة حماية القطيع من لوبيات التهريب لان غير ذلك سيفسح المجال للوبيات أخرى تتمعش من توريد الالبان واللحوم هو ما ترفضه بشدة النقابة التونسية للفلاحين ببنزرت.