بعد تركيزه مكاتب محلية في جميع أنحاء الجمهورية ومشاركته في حملة نعم الخاصة بالاستفتاء في الدستور، قرر حراك 25 جويلية حزب حركة شباب تونس الوطني الذي يرأسه ثامر بديده المقيم في الخارج، خوض غمار الانتخابات التشريعية القادمة، وهو ينتظر صدور القانون الانتخابي الجديد لينطلق في استعداداته لهذا الاستحقاق، ولكن هذا الاكتساح السريع للساحة السياسة لا يحجب الأزمة التي يتخبط فيها الحراك والتي قد تؤدي إلى أفول أسرع وذلك بالنظر إلى الخلافات الموجودة صلبه وهي خلافات تفاقمت خلال الفترة الأخيرة وأدت إلى انسحاب عدد من قياداته واتجاههم نحو تأسيس حزب جديد يقوده كمال الهرابي الكاتب العام الوطني السابق للحراك الذي تمت إقالته وتعويضه بمختار العقربي.
وفي تصريح لـ "الصباح" لم ينف العقربي الكاتب العام الوطني لحراك 25 جويلية وجود مشاكل داخل الحزب نتيجة بعض الأخطاء لكنه أشار إلى أنه من غير المنطقي التركيز على السلبيات فقط وتجاهل الإيجابيات، لأن الحزب حسب قوله، تمكن في وقت قصير من تركيز هيكلة غطت كامل البلاد، واستطاع استقطاب عدد غفير من المواطنين وخاصة من فئة الشباب. وفسر سبب الإقبال على الحراك بالإشارة إلى أن الحزب مساند لمسار 25 جويلية ولرئيس الجمهورية قيس سعيد ولكن هذه المساندة ليست صكا على بياض، إذ أنه قام في عديد من المناسبات بانتقاد الأخطاء المرتبكة من قبل الوزراء والولاة والمعتمدين لإدراكه أن سوء اختيار المسؤول، وتهميش الكفاءات لا يمكن أن تنجر عنه سوى نتائج كارثية.. وأضاف أن الإقبال على الحراك مرده أيضا عدم ثقة الكثير من التونسيين في منظومة ما قبل 25 جويلية برمتها لأن هذه المنظومة أضرت بالبلاد، ولأن الحراك ركز خطابه على وضع حد نهائي لهذه المنظومة في المشهد السياسي، وقد كسب بذلك تعاطف الناس وهو ما تمت ملاحظته بوضوح خلال حملة الاستفتاء.
وأشار العقربي إلى أن المكتب الوطني للحراك فيه كفاءات في المجال القانوني والمجال الاجتماعي وفيه خبراء في الاقتصاد وهناك نية لتدعيمه بكفاءات أخرى، وذكر أنه في وقت من الأوقات تم ارتكاب بعض الأخطاء حيث تم إقصاء بعض أبناء الحراك ممن ناضلوا صلبه وبذلوا مجهودات كبيرة لتحسين شعبية الحزب. وبين أن المشاكل الموجودة داخل الحزب ليست ناجمة عن اختراق أو تجاوزات خطيرة بل مردها وجود تنافس على القيادة، وهو أمر عادي وطبيعي ويحصل في جميع الأحزاب السياسية، وذكر أنه ككاتب عام وطني للحزب يحرص على أن يكون العمل جماعي. وباستفساره إن كان الأمين العام للحزب ثامر بديده المقيم بالخارج هو المتسبب فعلا في المشاكل داخل الحزب وهي مشاكل أدت إلى انسحاب العديد من قيادياته، أكد العقربي أن الأمين العام ليس هو المتسبب في الانسحابات. وذكر أن بديده حتى وإن كان يلعب دور المدون أكثر منه دور السياسي فإنه ليس هو المتسبب في المشاكل، والثغرات الموجودة ناجمة عن تأثير مجموعة من القيادات موجودة في تونس. وخلص محدثنا إلى أنه حصل إقصاء لبعض الوجوه إثر اتهامها بارتكاب أخطاء سياسية خطيرة وبخيانة الحزب وبإفشاله والتنسيق مع أطراف خارجة عنه على غرار ما حصل مع الكاتب العام الوطني السابق كمال الهرابي، وبين أنه لا بد من الإشارة أيضا إلى مسألة التداول على المسؤوليات، لأن الحراك ليس لديه إلى حد الآن مكتب وطني بتركيبة نهائية لذلك هناك تنافس كبير على الخطط، وفي ظل هذا التنافس بين القياديات تم ارتكاب أخطاء من قبيل التسرع في اتخاذ القرارات.
غياب الاستقرار
لئن فسر الكاتب الوطني للحراك سبب حالة الاحتقان الموجودة داخل حراك 25 جويلية بالتنافس بين قياداته من أجل التموقع، وهو تنافس نجم عنه التسرع في اتخاذ بعض القرارات، فإن فاروق الخلفاوي الناطق الرسمي باسم الحزب تحدث عن وجود إشكاليات عديدة صلب الحركة أدت إلى انسحاب العديد من أبنائها ومردها بالأساس الاختلاف في وجهات النظر مع ثامر بديده الأمين العام للحزب، وهو مدون مقيم بالخارج ويقوم بتسيير الحزب عن بعد.
وذكر الخلفاوي أن من أكبر الأخطاء التي حصلت هي طرد كمال الهرابي الكاتب العام الوطني السابق للحزب رغم ما يتصف به هذا الرجل من رصانة وحنكة سياسة فضلا عن دوره الكبير في تركيز هياكل الحزب الجهوية والمحلية في وقت وجيز، وبين أنه بعد طرد الهرابي قام هذا الأخير بتأسيس حزب جديد استقطب أبرز القياديات القديمة بمن فيهم أعضاء أهم مؤسسة داخل الحزب وهي لجنة النظام.
وأشار الخلفاوي إلى أن الخلاف الثاني مرده التغييرات التي تمت بصفة مسترسلة على تركيبة المكتب الوطني وهو ما أدى إلى إدخال إرباك على عمل الحزب بسبب عدم الاستقرار، فالأمين العام حسب قوله يفاجئهم من حين إلى آخر بتركيبة جديدة ويستقدم عناصر ليست لها دراية بعمل الحزب وتوجهاته ورؤيته. وبين أنه من المفروض أن كل قيادي في الحزب له مهام واضحة يقوم بها ولا يكون هناك تداخل بين المهام لكن هذا غير متوفر، كما أن الاجتماعات التي يتم تنظيمها لا يتم إعلام الجميع بمواعيدها فهي تقام بطريقة عشوائية. وأضاف أن أغلب الخلافات تعلقت بالندوات الصحفية إذ لا يقع اختيار الوقت المناسب لعقدها ولا تتم إتاحة الفرصة للاستعداد لتنظيمها على النحو المطلوب وفسر أن الأمين العام يلح حاليا على عقد ندوة صحفية حول الاستعدادات للانتخابات التشريعية والحال أنه من المفروض ألا تقام هذه الندوة إلا بعد أن يستكمل الحزب إعداد برنامجه الانتخابي ورؤيته السياسة والاقتصادية والاجتماعية، وفسر أن الأمين العام يريد تسيير الحزب عن بعد وفقا لرغباته فهو مقيم في الخارج ولا يعرف الواقع السياسي عن كثب.
وأضاف الناطق الرسمي باسم حراك 25 جويلية أن الخلاف الثالث الموجود بين قيادات الحزب مرده عدم التزام الأعضاء الجدد الذين التحقوا حديثا بالحزب بتقديم الوثائق المطلوبة في ملفاتهم والمتمثلة في سيرة ذاتية وبطاقة عدد 3 ونسخة من بطاقة التعريف الوطنية وتصريح على الشرف، وأوضح أن هذه الوثائق مهمة لتجنب تسرب مندسين إلى الحزب، وذكر أن الأمين العام يختار أناس لا يعرفهم وهو في كل مرة يفاجئهم بتشكيلة جديدة وفي صورة عدم إلزام كل من يلتحق بالحزب بتقديم تلك الوثائق فإنه لا يمكن توفر مناخ عمل حزبي سليم قائم على الثقة.
وأشار الخلفاوي إلى أن حراك 25 جويلية أصبح بفضل الجهود التي قام بها أبناءه موجودا في كامل أنحاء البلاد إذ تم إلى حد الآن تركيز 188 مكتبا محليا، وذكر أن المكاتب المحلية مستقرة ولا توجد فيها مشاكل ولكن المشكل الكبير موجود على مستوى المكتب الوطني لأنه في كل مرة يتم اختيار مجموعة جديدة وإبعاد القيادات القديمة، وبين أنه لتلافي هذا المشكل فإن المطلوب من الأمين العام للحزب ألا يختار أناس ليست لهم دراية بالعمل السياسي، وعليه أن يحافظ على استقرار الهياكل لأن عدم الاستقرار ليس في صالح الحزب.
أما الكاتب العام الوطني السابق لحراك 25 جويلية كمال الهرابي فقال إن الاسم الأصلي للحراك كما هو منصوص عليه في السجل الوطني للمؤسسات هو حزب حركة شباب تونس الوطني، ولكن الأمين العام للحزب ثامر بديده أصر على استعمال اسم حراك 25 جويلية رغم رفض الجهات المسؤولة ولهذا السبب بدأت الخلافات معه، ثم تفاقمت هذه الحلافات وحصل انقسام داخل الحزب إذ هناك مجموعة بقيت مع بديده وأخرى انسحبت، وذكر انه بعد مغادرته الحراك عمل على تأسيس حزب جديد اسمه حراك جمهورية المستقبل، وقام بإيداع مطلب للغرض لدى رئاسة الحكومة، وقال إنهم في الوقت الراهن بصدد انتظار موافقة رئاسة الحكومة على تأسيس الحزب الذي حافظ على نفس خط حراك 25 جويلية فهو مساند لمسار 25 جويلية وللاستفتاء وللدستور الجديد لأنه أفضل من دستور 2014 ذلك الدستور الذي عطل سير دواليب الدولة. وبين أنه قبل الحصول على موافقة رئاسة الحكومة على تأسيس الحزب هناك عدد كبير من قيادات حراك 25 جويلية على المستوى الجهوي وكذلك على المستوى المحلي وهم خاصة من قابس ومدنين وتطاوين وسيدي بوزيد وسليانة انسحبوا من حزب بديده وسيلتحقون بحزب حراك جمهورية المستقبل، لأنهم ضد توجهات بديده وضد خطابه المتشنج ومواقفه المتذبذبة، فهو مرة يساند الرئيس سعيد ومرة يعارضه، ثم أنه مدون أكثر منه أن يكون رجل سياسة، وكلامه فيه الكثير من المغالطات والتجني على من يختلفون معه في الرأي. وأشار الهرابي إلى أنه عارض بشدة بديده عندما استهدف الاتحاد العام التونسي للشغل وقيادات الاتحاد، وبين أنه خلال فترة الإضراب كان ضد استهداف الاتحاد ورفض تشويه هذه المنظمة والمساس بأعراض قيادياتها.. وذكر أنه تعرض هو بدوره للتشويه إذ تم إقصاءه من الحراك واتهامه بالحصول على 1300 دينار لسداد معلوم كراء المحل الذي يأوي الحزب والحال أن المعلوم الحقيقي لكراء المحل هو 700 دينار. وأشار الهرابي إلى أن بديده يفتقر للخبرة السياسية وهو شخص متشنج ولا يتورع في اختلاق المشاكل وتشويه الناس ولهذا السبب فإن لديه قناعة راسخة بأن حزبه سيفلس سياسيا في وقت قريب، فالكثير من قيادات حزبه سواء على المستوى المركزي أو المستوى الجهوي أو المستوى المحلي ضجروا من ممارساته وسئموا خطابه، وهم ينتظرون الإعلان عن تأسيس حراك جمهورية المستقبل للانضمام إليه. وقال الهرابي إن حزبه على استعداد تام لخوض الانتخابات التشريعية وأنه بصدد إجراء دراسة ميدانية حول الانتخابات القائمة على الاقتراع على الأفراد وهو في انتظار صدور القانون الانتخابي الجديد ليستكمل تحضيراته للمشاركة في هذا الاستحقاق.
سعيدة بوهلال
تونس: الصباح
بعد تركيزه مكاتب محلية في جميع أنحاء الجمهورية ومشاركته في حملة نعم الخاصة بالاستفتاء في الدستور، قرر حراك 25 جويلية حزب حركة شباب تونس الوطني الذي يرأسه ثامر بديده المقيم في الخارج، خوض غمار الانتخابات التشريعية القادمة، وهو ينتظر صدور القانون الانتخابي الجديد لينطلق في استعداداته لهذا الاستحقاق، ولكن هذا الاكتساح السريع للساحة السياسة لا يحجب الأزمة التي يتخبط فيها الحراك والتي قد تؤدي إلى أفول أسرع وذلك بالنظر إلى الخلافات الموجودة صلبه وهي خلافات تفاقمت خلال الفترة الأخيرة وأدت إلى انسحاب عدد من قياداته واتجاههم نحو تأسيس حزب جديد يقوده كمال الهرابي الكاتب العام الوطني السابق للحراك الذي تمت إقالته وتعويضه بمختار العقربي.
وفي تصريح لـ "الصباح" لم ينف العقربي الكاتب العام الوطني لحراك 25 جويلية وجود مشاكل داخل الحزب نتيجة بعض الأخطاء لكنه أشار إلى أنه من غير المنطقي التركيز على السلبيات فقط وتجاهل الإيجابيات، لأن الحزب حسب قوله، تمكن في وقت قصير من تركيز هيكلة غطت كامل البلاد، واستطاع استقطاب عدد غفير من المواطنين وخاصة من فئة الشباب. وفسر سبب الإقبال على الحراك بالإشارة إلى أن الحزب مساند لمسار 25 جويلية ولرئيس الجمهورية قيس سعيد ولكن هذه المساندة ليست صكا على بياض، إذ أنه قام في عديد من المناسبات بانتقاد الأخطاء المرتبكة من قبل الوزراء والولاة والمعتمدين لإدراكه أن سوء اختيار المسؤول، وتهميش الكفاءات لا يمكن أن تنجر عنه سوى نتائج كارثية.. وأضاف أن الإقبال على الحراك مرده أيضا عدم ثقة الكثير من التونسيين في منظومة ما قبل 25 جويلية برمتها لأن هذه المنظومة أضرت بالبلاد، ولأن الحراك ركز خطابه على وضع حد نهائي لهذه المنظومة في المشهد السياسي، وقد كسب بذلك تعاطف الناس وهو ما تمت ملاحظته بوضوح خلال حملة الاستفتاء.
وأشار العقربي إلى أن المكتب الوطني للحراك فيه كفاءات في المجال القانوني والمجال الاجتماعي وفيه خبراء في الاقتصاد وهناك نية لتدعيمه بكفاءات أخرى، وذكر أنه في وقت من الأوقات تم ارتكاب بعض الأخطاء حيث تم إقصاء بعض أبناء الحراك ممن ناضلوا صلبه وبذلوا مجهودات كبيرة لتحسين شعبية الحزب. وبين أن المشاكل الموجودة داخل الحزب ليست ناجمة عن اختراق أو تجاوزات خطيرة بل مردها وجود تنافس على القيادة، وهو أمر عادي وطبيعي ويحصل في جميع الأحزاب السياسية، وذكر أنه ككاتب عام وطني للحزب يحرص على أن يكون العمل جماعي. وباستفساره إن كان الأمين العام للحزب ثامر بديده المقيم بالخارج هو المتسبب فعلا في المشاكل داخل الحزب وهي مشاكل أدت إلى انسحاب العديد من قيادياته، أكد العقربي أن الأمين العام ليس هو المتسبب في الانسحابات. وذكر أن بديده حتى وإن كان يلعب دور المدون أكثر منه دور السياسي فإنه ليس هو المتسبب في المشاكل، والثغرات الموجودة ناجمة عن تأثير مجموعة من القيادات موجودة في تونس. وخلص محدثنا إلى أنه حصل إقصاء لبعض الوجوه إثر اتهامها بارتكاب أخطاء سياسية خطيرة وبخيانة الحزب وبإفشاله والتنسيق مع أطراف خارجة عنه على غرار ما حصل مع الكاتب العام الوطني السابق كمال الهرابي، وبين أنه لا بد من الإشارة أيضا إلى مسألة التداول على المسؤوليات، لأن الحراك ليس لديه إلى حد الآن مكتب وطني بتركيبة نهائية لذلك هناك تنافس كبير على الخطط، وفي ظل هذا التنافس بين القياديات تم ارتكاب أخطاء من قبيل التسرع في اتخاذ القرارات.
غياب الاستقرار
لئن فسر الكاتب الوطني للحراك سبب حالة الاحتقان الموجودة داخل حراك 25 جويلية بالتنافس بين قياداته من أجل التموقع، وهو تنافس نجم عنه التسرع في اتخاذ بعض القرارات، فإن فاروق الخلفاوي الناطق الرسمي باسم الحزب تحدث عن وجود إشكاليات عديدة صلب الحركة أدت إلى انسحاب العديد من أبنائها ومردها بالأساس الاختلاف في وجهات النظر مع ثامر بديده الأمين العام للحزب، وهو مدون مقيم بالخارج ويقوم بتسيير الحزب عن بعد.
وذكر الخلفاوي أن من أكبر الأخطاء التي حصلت هي طرد كمال الهرابي الكاتب العام الوطني السابق للحزب رغم ما يتصف به هذا الرجل من رصانة وحنكة سياسة فضلا عن دوره الكبير في تركيز هياكل الحزب الجهوية والمحلية في وقت وجيز، وبين أنه بعد طرد الهرابي قام هذا الأخير بتأسيس حزب جديد استقطب أبرز القياديات القديمة بمن فيهم أعضاء أهم مؤسسة داخل الحزب وهي لجنة النظام.
وأشار الخلفاوي إلى أن الخلاف الثاني مرده التغييرات التي تمت بصفة مسترسلة على تركيبة المكتب الوطني وهو ما أدى إلى إدخال إرباك على عمل الحزب بسبب عدم الاستقرار، فالأمين العام حسب قوله يفاجئهم من حين إلى آخر بتركيبة جديدة ويستقدم عناصر ليست لها دراية بعمل الحزب وتوجهاته ورؤيته. وبين أنه من المفروض أن كل قيادي في الحزب له مهام واضحة يقوم بها ولا يكون هناك تداخل بين المهام لكن هذا غير متوفر، كما أن الاجتماعات التي يتم تنظيمها لا يتم إعلام الجميع بمواعيدها فهي تقام بطريقة عشوائية. وأضاف أن أغلب الخلافات تعلقت بالندوات الصحفية إذ لا يقع اختيار الوقت المناسب لعقدها ولا تتم إتاحة الفرصة للاستعداد لتنظيمها على النحو المطلوب وفسر أن الأمين العام يلح حاليا على عقد ندوة صحفية حول الاستعدادات للانتخابات التشريعية والحال أنه من المفروض ألا تقام هذه الندوة إلا بعد أن يستكمل الحزب إعداد برنامجه الانتخابي ورؤيته السياسة والاقتصادية والاجتماعية، وفسر أن الأمين العام يريد تسيير الحزب عن بعد وفقا لرغباته فهو مقيم في الخارج ولا يعرف الواقع السياسي عن كثب.
وأضاف الناطق الرسمي باسم حراك 25 جويلية أن الخلاف الثالث الموجود بين قيادات الحزب مرده عدم التزام الأعضاء الجدد الذين التحقوا حديثا بالحزب بتقديم الوثائق المطلوبة في ملفاتهم والمتمثلة في سيرة ذاتية وبطاقة عدد 3 ونسخة من بطاقة التعريف الوطنية وتصريح على الشرف، وأوضح أن هذه الوثائق مهمة لتجنب تسرب مندسين إلى الحزب، وذكر أن الأمين العام يختار أناس لا يعرفهم وهو في كل مرة يفاجئهم بتشكيلة جديدة وفي صورة عدم إلزام كل من يلتحق بالحزب بتقديم تلك الوثائق فإنه لا يمكن توفر مناخ عمل حزبي سليم قائم على الثقة.
وأشار الخلفاوي إلى أن حراك 25 جويلية أصبح بفضل الجهود التي قام بها أبناءه موجودا في كامل أنحاء البلاد إذ تم إلى حد الآن تركيز 188 مكتبا محليا، وذكر أن المكاتب المحلية مستقرة ولا توجد فيها مشاكل ولكن المشكل الكبير موجود على مستوى المكتب الوطني لأنه في كل مرة يتم اختيار مجموعة جديدة وإبعاد القيادات القديمة، وبين أنه لتلافي هذا المشكل فإن المطلوب من الأمين العام للحزب ألا يختار أناس ليست لهم دراية بالعمل السياسي، وعليه أن يحافظ على استقرار الهياكل لأن عدم الاستقرار ليس في صالح الحزب.
أما الكاتب العام الوطني السابق لحراك 25 جويلية كمال الهرابي فقال إن الاسم الأصلي للحراك كما هو منصوص عليه في السجل الوطني للمؤسسات هو حزب حركة شباب تونس الوطني، ولكن الأمين العام للحزب ثامر بديده أصر على استعمال اسم حراك 25 جويلية رغم رفض الجهات المسؤولة ولهذا السبب بدأت الخلافات معه، ثم تفاقمت هذه الحلافات وحصل انقسام داخل الحزب إذ هناك مجموعة بقيت مع بديده وأخرى انسحبت، وذكر انه بعد مغادرته الحراك عمل على تأسيس حزب جديد اسمه حراك جمهورية المستقبل، وقام بإيداع مطلب للغرض لدى رئاسة الحكومة، وقال إنهم في الوقت الراهن بصدد انتظار موافقة رئاسة الحكومة على تأسيس الحزب الذي حافظ على نفس خط حراك 25 جويلية فهو مساند لمسار 25 جويلية وللاستفتاء وللدستور الجديد لأنه أفضل من دستور 2014 ذلك الدستور الذي عطل سير دواليب الدولة. وبين أنه قبل الحصول على موافقة رئاسة الحكومة على تأسيس الحزب هناك عدد كبير من قيادات حراك 25 جويلية على المستوى الجهوي وكذلك على المستوى المحلي وهم خاصة من قابس ومدنين وتطاوين وسيدي بوزيد وسليانة انسحبوا من حزب بديده وسيلتحقون بحزب حراك جمهورية المستقبل، لأنهم ضد توجهات بديده وضد خطابه المتشنج ومواقفه المتذبذبة، فهو مرة يساند الرئيس سعيد ومرة يعارضه، ثم أنه مدون أكثر منه أن يكون رجل سياسة، وكلامه فيه الكثير من المغالطات والتجني على من يختلفون معه في الرأي. وأشار الهرابي إلى أنه عارض بشدة بديده عندما استهدف الاتحاد العام التونسي للشغل وقيادات الاتحاد، وبين أنه خلال فترة الإضراب كان ضد استهداف الاتحاد ورفض تشويه هذه المنظمة والمساس بأعراض قيادياتها.. وذكر أنه تعرض هو بدوره للتشويه إذ تم إقصاءه من الحراك واتهامه بالحصول على 1300 دينار لسداد معلوم كراء المحل الذي يأوي الحزب والحال أن المعلوم الحقيقي لكراء المحل هو 700 دينار. وأشار الهرابي إلى أن بديده يفتقر للخبرة السياسية وهو شخص متشنج ولا يتورع في اختلاق المشاكل وتشويه الناس ولهذا السبب فإن لديه قناعة راسخة بأن حزبه سيفلس سياسيا في وقت قريب، فالكثير من قيادات حزبه سواء على المستوى المركزي أو المستوى الجهوي أو المستوى المحلي ضجروا من ممارساته وسئموا خطابه، وهم ينتظرون الإعلان عن تأسيس حراك جمهورية المستقبل للانضمام إليه. وقال الهرابي إن حزبه على استعداد تام لخوض الانتخابات التشريعية وأنه بصدد إجراء دراسة ميدانية حول الانتخابات القائمة على الاقتراع على الأفراد وهو في انتظار صدور القانون الانتخابي الجديد ليستكمل تحضيراته للمشاركة في هذا الاستحقاق.