إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الطاقات المتجدّدة هبة الطّبيعة

بقلم: المنصف الحميدي(*)

بلاد تونس أهمّها موقعها أن تكون مهدا لطبيعة ممتازة فشمسها مشرقة دائما والرّياح تهبّ عليها من كلّ جانب وهما طاقتان طبيعيّتان لا تنضبان ولا تعرفان أفولا أو انقطاعا، ولكنّنا إلى الآن لم نستثمر في هذا العطاء الّذي لا يكلّفنا إنفاقا أو رصيدا من المال. فترك هذا العطاء مهملا ونسب استغلاله ضئيلة، ولا بدّ أن نلتفت إلى ذلك خاصّة بعد شحّ طاقة البترول وارتفاع أسعاره نتيجة حرب أوكرانيا حيث تذهب أموال الدّعم وتتكاثر لتستنزف أرصدة الميزانيّة العامّة، ولا بدّ أن نصبح على وعي بهذه الخطورة، لذلك يتوجّب علينا أن ننخرط جميعا في هذا الاختيار حتّى تترشّد نفقاتنا وتحوّل إلى بناء هذه البلاد وقد حبا الله هذه البلاد بطاقة شمسيّة كبيرة وبريح كثيرة على مدار فصول السّنة ونرى بلدانا عديدة لا تتوفّر فيها مثل هذه المزايا تدخل هذه التّجارب وتغنم منها رغم أنّها تقع في مواقع تشحّ فيها هذه الطّاقات وتندر كالبلدان الأوروبيّة وحتّى الآسيوية والاستراليّة ولكنّها أبت إلاّ الاستفادة في كثير من المشاريع وتوفّر لها ذلك فالمواطن مدعو إلى الدّخول في ذلك للاستفادة من مياه الاستحمام والغسيل وحتّى الإضاءة. وهذا المسار يجب أن تتبنّاه كلّ البلديّات في التّنوير العمومي وكذلك المؤسسات التّربويّة والمساجد والمرافق العموميّة من ملاعب وقاعات رياضيّة ومؤسسات صغيرة أو كبيرة. وعندما يعمّ هذا الوعي بالانخراط في هذا الاختيار نوفّر ادّخارا لمقدّراتنا وترشيدا في الاستهلاك الطاقي سنويّا، وربّما نحسد على ذلك لو عمّمنا هذا التّخطيط وجهّزنا مرافقنا ووجهناها الوجة الصّحيحة ونصبح من محبّي هذه البدائل ومن صانعي النّجاح ولنا في أبنائنا من الكفاءات الشبابيّة من إطارات عليا متوسّطة تخطّط وتبعث وتنجز وتتابع عند ذلك نتخلّص من أعباء التلوّث وحوادث الكهرباء والمولّدات الحراريّة وترقى بلادنا في كوكبة البلدان الذكيّة والنّظيفة والصديقة للطّبيعة وتدخل هذه التوجّهات حتّى في البرامج التربويّة ليتخرّج عليها الطّفل في محافظة على بيئته وصونها واستصلاحها وتنميتها باعتباره عنصرا ايجابيّا بناءا ومضيفا للحياة في أمل وإيجابيّة، ولنا أسوة في ألمانيا وفي اليابان وبلدان تغيب فيها الشّمس لمدّة تطول وتقصر ولكنّ دولها راهنت على هذه الاختيارات وتبنّتها ووظّفت عائداتها لتعود عليها نماءً وإنتاجا ورفاها، وهي مشاريع واعدة وذات مردود آني وإنفاق متواضع. فأين نحن من كلّ هذا وقد تركّزت لدينا مشاريع محدودة وذات انتشار ضيّق وبصفة تجريبيّة ونحن بلد الشّمس وموطن الرّياح والاعتدال، فلا بدّ من الاستثمار في هذا التوجّه وجعله إلزاميّا، ولا خوف على شركات الاستغلال الكهربائي والغازي الذي هو إلى نضوب طال الزّمان أو قصر، إضافة إلى مخلّفاته وتداعياته، فصحراؤنا شاسعة خاصّة جنوبا شرقا وغربا وبها أراضي مهمله يمكن أن يكون فيها للطاقات الطّبيعيّة دور في استخراج المياه واستغلال تربتها في إنتاج القطن والزراعات العلفيّة وتربية المواشي في ضيعات مثاليّة ومساحات نموذجيّة في شكل تعاضديات للخدمات ودواوين بشراكة مع باعثين شبّان لهم كفاءة وتكوين مهني وتعليم متوسّط يعدّهم للدخول في هذه المشاريع مع إعانتهم عند الانطلاق ومرافقهم إرشادا وتوجيها ومتابعة ليصبحوا خير سند لنظرائهم الجديد يستلهمون منهم الخبرة والتّجربة في تلاقح وانفتاح وأن يعمّ ذلك كلّ جهات البلاد انطلاقا من خصوصيات الجهة وحاجاتها وانتظاراتها، عند ذلك يصير هذا التوجّه مشروعا انطلاقا من دراسات علميّة وفنيّة معقلنة تراعي الأهداف ومتطلبات نجاحها في شحذ للمبادرة الخاصّة والمثابرة والمنافسة، عند ذلك تتركّز هذه الوحدات وتصبح نموذجا يحتذى وذا مردودية عالية لطن ذلك يتطلّب إيمانا بهذا الاختيار ودراسات استشرافيّة ومرافقة لصيقة من ذوي الاختصاص والمتخرجين في هذا الباب ومحاسبة كلّ المتدخلين لإنجاح هذا المسار. ولابدّ أن نقوم من الآن بالانخراط في هذا التوجّه لأنّ الطّبيعة قد وضعت ثروتها بين أيدينا، فلنكن أمناء عليها وسوف لن يحلّ محلّنا الأجنبي ليعلّمنا كيف ننهض بهذه العطايا، وكم يتمنّى أو لو تتوفّر له مثل هذه المزايا ليصنع منها كلّ ما يريده منه وطنه.

(*)إعلامي وكاتب – المتلوي

 

الطاقات المتجدّدة هبة الطّبيعة

بقلم: المنصف الحميدي(*)

بلاد تونس أهمّها موقعها أن تكون مهدا لطبيعة ممتازة فشمسها مشرقة دائما والرّياح تهبّ عليها من كلّ جانب وهما طاقتان طبيعيّتان لا تنضبان ولا تعرفان أفولا أو انقطاعا، ولكنّنا إلى الآن لم نستثمر في هذا العطاء الّذي لا يكلّفنا إنفاقا أو رصيدا من المال. فترك هذا العطاء مهملا ونسب استغلاله ضئيلة، ولا بدّ أن نلتفت إلى ذلك خاصّة بعد شحّ طاقة البترول وارتفاع أسعاره نتيجة حرب أوكرانيا حيث تذهب أموال الدّعم وتتكاثر لتستنزف أرصدة الميزانيّة العامّة، ولا بدّ أن نصبح على وعي بهذه الخطورة، لذلك يتوجّب علينا أن ننخرط جميعا في هذا الاختيار حتّى تترشّد نفقاتنا وتحوّل إلى بناء هذه البلاد وقد حبا الله هذه البلاد بطاقة شمسيّة كبيرة وبريح كثيرة على مدار فصول السّنة ونرى بلدانا عديدة لا تتوفّر فيها مثل هذه المزايا تدخل هذه التّجارب وتغنم منها رغم أنّها تقع في مواقع تشحّ فيها هذه الطّاقات وتندر كالبلدان الأوروبيّة وحتّى الآسيوية والاستراليّة ولكنّها أبت إلاّ الاستفادة في كثير من المشاريع وتوفّر لها ذلك فالمواطن مدعو إلى الدّخول في ذلك للاستفادة من مياه الاستحمام والغسيل وحتّى الإضاءة. وهذا المسار يجب أن تتبنّاه كلّ البلديّات في التّنوير العمومي وكذلك المؤسسات التّربويّة والمساجد والمرافق العموميّة من ملاعب وقاعات رياضيّة ومؤسسات صغيرة أو كبيرة. وعندما يعمّ هذا الوعي بالانخراط في هذا الاختيار نوفّر ادّخارا لمقدّراتنا وترشيدا في الاستهلاك الطاقي سنويّا، وربّما نحسد على ذلك لو عمّمنا هذا التّخطيط وجهّزنا مرافقنا ووجهناها الوجة الصّحيحة ونصبح من محبّي هذه البدائل ومن صانعي النّجاح ولنا في أبنائنا من الكفاءات الشبابيّة من إطارات عليا متوسّطة تخطّط وتبعث وتنجز وتتابع عند ذلك نتخلّص من أعباء التلوّث وحوادث الكهرباء والمولّدات الحراريّة وترقى بلادنا في كوكبة البلدان الذكيّة والنّظيفة والصديقة للطّبيعة وتدخل هذه التوجّهات حتّى في البرامج التربويّة ليتخرّج عليها الطّفل في محافظة على بيئته وصونها واستصلاحها وتنميتها باعتباره عنصرا ايجابيّا بناءا ومضيفا للحياة في أمل وإيجابيّة، ولنا أسوة في ألمانيا وفي اليابان وبلدان تغيب فيها الشّمس لمدّة تطول وتقصر ولكنّ دولها راهنت على هذه الاختيارات وتبنّتها ووظّفت عائداتها لتعود عليها نماءً وإنتاجا ورفاها، وهي مشاريع واعدة وذات مردود آني وإنفاق متواضع. فأين نحن من كلّ هذا وقد تركّزت لدينا مشاريع محدودة وذات انتشار ضيّق وبصفة تجريبيّة ونحن بلد الشّمس وموطن الرّياح والاعتدال، فلا بدّ من الاستثمار في هذا التوجّه وجعله إلزاميّا، ولا خوف على شركات الاستغلال الكهربائي والغازي الذي هو إلى نضوب طال الزّمان أو قصر، إضافة إلى مخلّفاته وتداعياته، فصحراؤنا شاسعة خاصّة جنوبا شرقا وغربا وبها أراضي مهمله يمكن أن يكون فيها للطاقات الطّبيعيّة دور في استخراج المياه واستغلال تربتها في إنتاج القطن والزراعات العلفيّة وتربية المواشي في ضيعات مثاليّة ومساحات نموذجيّة في شكل تعاضديات للخدمات ودواوين بشراكة مع باعثين شبّان لهم كفاءة وتكوين مهني وتعليم متوسّط يعدّهم للدخول في هذه المشاريع مع إعانتهم عند الانطلاق ومرافقهم إرشادا وتوجيها ومتابعة ليصبحوا خير سند لنظرائهم الجديد يستلهمون منهم الخبرة والتّجربة في تلاقح وانفتاح وأن يعمّ ذلك كلّ جهات البلاد انطلاقا من خصوصيات الجهة وحاجاتها وانتظاراتها، عند ذلك يصير هذا التوجّه مشروعا انطلاقا من دراسات علميّة وفنيّة معقلنة تراعي الأهداف ومتطلبات نجاحها في شحذ للمبادرة الخاصّة والمثابرة والمنافسة، عند ذلك تتركّز هذه الوحدات وتصبح نموذجا يحتذى وذا مردودية عالية لطن ذلك يتطلّب إيمانا بهذا الاختيار ودراسات استشرافيّة ومرافقة لصيقة من ذوي الاختصاص والمتخرجين في هذا الباب ومحاسبة كلّ المتدخلين لإنجاح هذا المسار. ولابدّ أن نقوم من الآن بالانخراط في هذا التوجّه لأنّ الطّبيعة قد وضعت ثروتها بين أيدينا، فلنكن أمناء عليها وسوف لن يحلّ محلّنا الأجنبي ليعلّمنا كيف ننهض بهذه العطايا، وكم يتمنّى أو لو تتوفّر له مثل هذه المزايا ليصنع منها كلّ ما يريده منه وطنه.

(*)إعلامي وكاتب – المتلوي