*الدكتور حاتم الغزال: تخوفات من تحول الفيروس إلى وباء عالمي
*الهاشمي الوزير: لم نسجل أي إصابة في تونس
تونس-الصباح
فيما لم يتجاوز أو لم يستفق العالم بعد من الصدمة التي خلفها فيروس كورونا لاسيما آثاره الجسيمة على جميع المستويات (خسائر بشرية ومادية كبيرة) حتى ظهر فيروس آخر يعرف بـ"جدري القردة" بدأ ينتشر تدريجيا في عدد من الدول الإفريقية وصولا الى بعض الدول الأوروبية على غرار فرنسا..
فماهي أعراض هذا المرض؟ وماهي أبرز سبل الوقاية في حال وصله إلى تونس وانتشر فيها؟
هذا فيروس يعرف بـ"جدري القردة وسجل في البداية حضوره في عدد من الدول الافريقية ليصل اول امس الى فرنسا حيث نقل موقع فرانس 24 ان فرنسا رصدت أول حالة يشتبه في إصابتها بفيروس "جدري القردة" بمنطقة باريس/إيل دو-فرانس، وفق ما أفادت به وزارة الصحة الفرنسية، فيما تؤكد المؤشرات أن الفيروس قد تفشى في ربوع العالم.
ويٌسبّب فيروس جدري القردة أعراض الحمى وطفحا جلديا بشكل مميز حيث تبرز حبوب على الجلد.
وعادة ما يكون خفيفا، لكن هناك سلالتان رئيسيتان له إحداهما سلالة الكونغو وهي الأشد خطورة بنسبة وفيات تصل إلى 10 بالمائة، وسلالة غرب إفريقيا بمعدل وفيات حوالي 1 بالمائة من حالات الإصابة..
وقبل ان يصل هذا الفيروس الى فرنسا فقد حط الرحال ببريطانيا فيما أعلنت كلا من إسبانيا والبرتغال الأربعاء الماضي أنهما سجلتا أكثر من 40 إصابة مؤكدة أو يشتبه في اصابتها بمرض "جدري القردة" الذي يعتبر مرضا نادرا في أوروبا، حيث أعلنت السلطات الصحية المحلية في منطقة مدريد مساء الأربعاء الماضي عن اكتشاف 23 إصابة يشتبه في أنها "جدري القردة"، وهو مرض مستوطن في غرب أفريقيا.
وأوضح بيان السلطات على تويتر "عموما يحدث انتقال (المرض) عن طريق الجهاز التنفسي لكن هذه الحالات الـ23 المفترضة للعدوى تشير إلى أن الانتقال حدث عبر الأغشية المخاطية أثناء علاقات جنسية".
وفي البرتغال، سجلت "أكثر من 20 إصابة يشتبه في أنها جدري القردة في منطقة لشبونة (غرب) تم تأكيد خمس منها"، حسب بيان للسلطات الصحية في البلاد بحسب ما نقله موقع فرانس 24 .
وبما ان هذا الفيروس بدأ يزحف تدريجيا في ارجاء العالم فانه يصح التساؤل عن مدى خطورته وطرق الوقاية منه في حال وصل الى بلادنا.
وفي هذا الإطار أورد أمس الدكتور حاتم الغزال، المختص في علم الأجّنة، إن "مرض الجدري من أقدم الأمراض الفيروسية التي أصابت الإنسان من آلاف السنين ولكن أغلب الناس اليوم لا يعرفونه لأنه اختفى تماما منذ 50 سنة تقريبا بفضل نجاح التلقيح ضده".
وأضاف في تدوينة نشرها امس على صفحته الاجتماعية الفايسبوك أن "انتشار هذا المرض وبهذه السرعة وفي دول لم يكن يظهر فيها بتاتا غير مطمئن ويجعلنا نتخوّف من تحوّله إلى وباء عالمي"، مشيرا إلى أن "سبب هذا الانتشار قد يكون إما تغيّرا في الفيروس نفسه أو بسبب انعدام المناعة ضد فيروس الجدري لكوننا توقفنا عن التلقيح ضده منذ سنة 1980 أو من الممكن أيضا أن يكون لاضطرابات المناعة التي حصلت بسبب فيروس كورونا دور في هذا الموضوع".
وأوضح أن "التلقيح ضد هذا المرض ناجع ومن الممكن أننا سنعود إلى استعماله، داعيا إلى "تفعيل اليقظة في المعابر الحدودية وتنبيه الجميع وخاصة الأطباء للإعلام عن الحالات المشبوهة في انتظار معرفة المزيد حول هذا المرض".
وفي نفس السياق اورد امس مدير معهد باستور الهاشمي الوزير، في تصريح لـ"ديوان أف ام" بأن فيروس جدري القردة معروف منذ السبعينات وينتقل من الحيوان إلى الانسان، وهو منتشر خاصة في افريقيا الوسطى والغربية، ويتسبب في ظهور حبوب على الجلد، مبينا أن نسبة خطورته تتراوح بين 1 و10 بالمائة وعادة ما يشفى المصاب به دون أي علاج على حد قوله.
وأضاف مدير معهد باستور، بأن جدري القردة ينتقل عن طريق اللمس أو التنفس أو العلاقات الجنسية.
مشددا على أن تونس لم تسجّل إلى حد اليوم أي إصابة، مستبعدا أن يكون الفيروس سريع الانتشار على غرار الفيروسات الأخرى..
وحول آليات الوقاية منه بين الوزير أن الشخص المصاب وجب أن يغطي البثور الموجودة على جلده الى جانب ارتداء الكمامة ضمانا لعدم انتقال العدوى، على حد قوله.
وبالتوازي مع تصريحات مدير معهد باستور فقد فسر الدكتور محجوب العوني أستاذ علم الفيروسات بجامعة الطبّ بالمنستير في مداخلة هاتفيّة مع برنامج "ميدي ماد" أن مرض "جدري القردة" تم اكتشافه سنة 1958 في مزرعة لتربية الحيوانات حيث ظهر أوّل مرة عند القردة مشيرًا إلى أنه موجود في قارة إفريقيا منذ السبعينات موضحا أن هذا الفيروس غير قاتل .
وينتشر بين الحيوان والإنسان ومن الإنسان إلى الإنسان ومنتشر أكثر عند الرجال حيث ينتقل عن طريق الاتصال المباشر والسوائل البيولوجيّة والاتصال الجنسي مبيّنًا أنه ليس مرضا وبائيا ولا ينتشر بسرعة ومختلف عن فيروس كورونا مؤكدًا أنه لا داعي للفزع والقلق .
كاشفا ان علامات "جدري القردة" هي الحكة والطفح في الجلدي والحمّى وآلام في الرأس...
يذكر أن فيروس جدري القردة وبعد أن ظهر في عدد من الدول الافريقية قد وصل الى كل من ألمانيا وكندا وفرنسا وبريطانيا والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا والبرتغال.
منال حرزي
*الدكتور حاتم الغزال: تخوفات من تحول الفيروس إلى وباء عالمي
*الهاشمي الوزير: لم نسجل أي إصابة في تونس
تونس-الصباح
فيما لم يتجاوز أو لم يستفق العالم بعد من الصدمة التي خلفها فيروس كورونا لاسيما آثاره الجسيمة على جميع المستويات (خسائر بشرية ومادية كبيرة) حتى ظهر فيروس آخر يعرف بـ"جدري القردة" بدأ ينتشر تدريجيا في عدد من الدول الإفريقية وصولا الى بعض الدول الأوروبية على غرار فرنسا..
فماهي أعراض هذا المرض؟ وماهي أبرز سبل الوقاية في حال وصله إلى تونس وانتشر فيها؟
هذا فيروس يعرف بـ"جدري القردة وسجل في البداية حضوره في عدد من الدول الافريقية ليصل اول امس الى فرنسا حيث نقل موقع فرانس 24 ان فرنسا رصدت أول حالة يشتبه في إصابتها بفيروس "جدري القردة" بمنطقة باريس/إيل دو-فرانس، وفق ما أفادت به وزارة الصحة الفرنسية، فيما تؤكد المؤشرات أن الفيروس قد تفشى في ربوع العالم.
ويٌسبّب فيروس جدري القردة أعراض الحمى وطفحا جلديا بشكل مميز حيث تبرز حبوب على الجلد.
وعادة ما يكون خفيفا، لكن هناك سلالتان رئيسيتان له إحداهما سلالة الكونغو وهي الأشد خطورة بنسبة وفيات تصل إلى 10 بالمائة، وسلالة غرب إفريقيا بمعدل وفيات حوالي 1 بالمائة من حالات الإصابة..
وقبل ان يصل هذا الفيروس الى فرنسا فقد حط الرحال ببريطانيا فيما أعلنت كلا من إسبانيا والبرتغال الأربعاء الماضي أنهما سجلتا أكثر من 40 إصابة مؤكدة أو يشتبه في اصابتها بمرض "جدري القردة" الذي يعتبر مرضا نادرا في أوروبا، حيث أعلنت السلطات الصحية المحلية في منطقة مدريد مساء الأربعاء الماضي عن اكتشاف 23 إصابة يشتبه في أنها "جدري القردة"، وهو مرض مستوطن في غرب أفريقيا.
وأوضح بيان السلطات على تويتر "عموما يحدث انتقال (المرض) عن طريق الجهاز التنفسي لكن هذه الحالات الـ23 المفترضة للعدوى تشير إلى أن الانتقال حدث عبر الأغشية المخاطية أثناء علاقات جنسية".
وفي البرتغال، سجلت "أكثر من 20 إصابة يشتبه في أنها جدري القردة في منطقة لشبونة (غرب) تم تأكيد خمس منها"، حسب بيان للسلطات الصحية في البلاد بحسب ما نقله موقع فرانس 24 .
وبما ان هذا الفيروس بدأ يزحف تدريجيا في ارجاء العالم فانه يصح التساؤل عن مدى خطورته وطرق الوقاية منه في حال وصل الى بلادنا.
وفي هذا الإطار أورد أمس الدكتور حاتم الغزال، المختص في علم الأجّنة، إن "مرض الجدري من أقدم الأمراض الفيروسية التي أصابت الإنسان من آلاف السنين ولكن أغلب الناس اليوم لا يعرفونه لأنه اختفى تماما منذ 50 سنة تقريبا بفضل نجاح التلقيح ضده".
وأضاف في تدوينة نشرها امس على صفحته الاجتماعية الفايسبوك أن "انتشار هذا المرض وبهذه السرعة وفي دول لم يكن يظهر فيها بتاتا غير مطمئن ويجعلنا نتخوّف من تحوّله إلى وباء عالمي"، مشيرا إلى أن "سبب هذا الانتشار قد يكون إما تغيّرا في الفيروس نفسه أو بسبب انعدام المناعة ضد فيروس الجدري لكوننا توقفنا عن التلقيح ضده منذ سنة 1980 أو من الممكن أيضا أن يكون لاضطرابات المناعة التي حصلت بسبب فيروس كورونا دور في هذا الموضوع".
وأوضح أن "التلقيح ضد هذا المرض ناجع ومن الممكن أننا سنعود إلى استعماله، داعيا إلى "تفعيل اليقظة في المعابر الحدودية وتنبيه الجميع وخاصة الأطباء للإعلام عن الحالات المشبوهة في انتظار معرفة المزيد حول هذا المرض".
وفي نفس السياق اورد امس مدير معهد باستور الهاشمي الوزير، في تصريح لـ"ديوان أف ام" بأن فيروس جدري القردة معروف منذ السبعينات وينتقل من الحيوان إلى الانسان، وهو منتشر خاصة في افريقيا الوسطى والغربية، ويتسبب في ظهور حبوب على الجلد، مبينا أن نسبة خطورته تتراوح بين 1 و10 بالمائة وعادة ما يشفى المصاب به دون أي علاج على حد قوله.
وأضاف مدير معهد باستور، بأن جدري القردة ينتقل عن طريق اللمس أو التنفس أو العلاقات الجنسية.
مشددا على أن تونس لم تسجّل إلى حد اليوم أي إصابة، مستبعدا أن يكون الفيروس سريع الانتشار على غرار الفيروسات الأخرى..
وحول آليات الوقاية منه بين الوزير أن الشخص المصاب وجب أن يغطي البثور الموجودة على جلده الى جانب ارتداء الكمامة ضمانا لعدم انتقال العدوى، على حد قوله.
وبالتوازي مع تصريحات مدير معهد باستور فقد فسر الدكتور محجوب العوني أستاذ علم الفيروسات بجامعة الطبّ بالمنستير في مداخلة هاتفيّة مع برنامج "ميدي ماد" أن مرض "جدري القردة" تم اكتشافه سنة 1958 في مزرعة لتربية الحيوانات حيث ظهر أوّل مرة عند القردة مشيرًا إلى أنه موجود في قارة إفريقيا منذ السبعينات موضحا أن هذا الفيروس غير قاتل .
وينتشر بين الحيوان والإنسان ومن الإنسان إلى الإنسان ومنتشر أكثر عند الرجال حيث ينتقل عن طريق الاتصال المباشر والسوائل البيولوجيّة والاتصال الجنسي مبيّنًا أنه ليس مرضا وبائيا ولا ينتشر بسرعة ومختلف عن فيروس كورونا مؤكدًا أنه لا داعي للفزع والقلق .
كاشفا ان علامات "جدري القردة" هي الحكة والطفح في الجلدي والحمّى وآلام في الرأس...
يذكر أن فيروس جدري القردة وبعد أن ظهر في عدد من الدول الافريقية قد وصل الى كل من ألمانيا وكندا وفرنسا وبريطانيا والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا والبرتغال.