إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

استفتاء 25 جويلية.. إكراهات مناخية تواجه التسجيل.. مراقبة الحملة.. والاقتراع

* الكاتب العام لشبكة"مراقبون": لا مانع في اعتماد التسجيل الالكتروني.. ولابد من تشديد الرقابة على منصات التواصل الاجتماعي

تونس-الصباح

إكراهات مناخية تواجه عمليات التسجيل والحملة والاقتراع الخاصة باستفتاء 25 جويلية تستدعي من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أخذها بعين الاعتبار في إطار استعداداتها لتنظيم هذه المحطة، فبالعودة إلى "نشرة التوقعات الموسمية للمعهد الوطني للرصد الجوي الخاصة بأشهر ماي وجوان وجويلية لسنة 2022"الموجودة بموقعه الرسمي، نجد فيها إشارة إلى "احتمالية عالية للسيناريو الأكثر دفئا من المعتاد"، وهو ما يعني أن درجات الحرارة المتوقعة ستكون أكثر دفئا من المعدلات العادية..

وفي انتظار إعلان الهيئة عن روزنامة الاستفتاء، يجدر التذكير بأن الفصل 50 من القانون الأساسي المتعلق بالانتخابات والاستفتاء نص على أن تفتتح حملة الاستفتاء قبل يوم الاقتراع باثنين وعشرين يوما وتنتهي أربعا وعشرين ساعة قبل يوم الاقتراع، وبالتالي من المنتظر أن تكون الحملة خلال شهر جويلية، وقد كان شهر جويلية من السنة الماضية قائظا.. فوفق بيانات صدرت سابقا عن المعهد الوطني للرصد الجوي، تميز شهر جويلية 2021"بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة" وتم خلاله "تسجيل أرقام قياسية"وكان "المعدّل العام للحرارة فوق المعدّل المرجعي لفترة ( 1981- 2010 ) وذلك بفارق 2.14 درجة"،وقد "صنّف شهر جويلية من السنة الماضية في المرتبة الثالثة لأشهر جويلية  الأشدّ حرارة منذ سنة 1950..

فتحديات العامل المناخي ماثلة بقوة أمام استفتاء 25 جويلية، فإضافة إلى انشغال السواد الأعظم من التونسيين خلال الفترة القادمة بالامتحانات والنتائج وحفلات الأعراس والتخرج والاصطياف، فإن ارتفاع درجات الحرارة يبعث على الضجر ويشجع على الخمول والاسترخاء.

ولتشجيع التونسيين على التسجيل ومواكبة الحملة والذهاب للاقتراع يوم 25 جويلية يقول سيف الدين العبيدي الكاتب العام لشبكة مراقبون إن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مطالبة ببذل مجهودات كبيرة والعمل دون هوادة.

وفي علاقة بالتسجيل، أشار العبيدي إلى أنه من المهم أن تخصص الهيئة العليا المستقلة للانتخابات متسعا من الوقت للتسجيل وأن تأخد بعين الاعتبار ارتفاع درجات الحرارة، وذكر أن الاستفتاء يختلف عن الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية، وذلك لأنه لا توجد فيه ترشحات، وبالتالي يمكن للهيئة أن تستفيد من هذا الأمر والتوقيت الذي كانت تمنحه للترشحات تستغله للقيام بالتسجيل فعليها وأن تترك باب التسجيل مفتوحا لفترة طويلة شريطة أن تعمل طيلة هذه الفترة على تنظيم حملة مكثفة لتسجيل الناخبين، وأن تضع نصب أعينها هدفا محددا وهو تسجيل مليوني ناخب نظرا إلى أنه يوجد اليوم في تونس أكثر من مليوني ناخب غير مسجلين.

وذكر العبيدي أن مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تداول خلال اجتماعه الأخير حول فرضية تنقيح القانون الانتخابي في اتجاه اعتماد التسجيل الآلي عن بعد، وبين أن  شبكة مراقبون لا تعارض من حيث المبدأ اعتماد هذه الآلية، و لكنها تتمسك بضرورة احترام الشرط الذي يقول إن التسجيل إرادي وبضرورة أن يكون السجل الانتخابي دقيقا وشفافا.

وبين العبيدي أن هناك من أعضاء الهيئة من اقترح توجيه إرساليات قصيرة لمستعملي الهواتف الجوالة لسؤالهم إن كانت لديهم رغبة في التسجيل من عدمه وفي صورة الرد بالإيجاب يقع تسجيل المعني، ولكن هذه العملية ليست واضحة بالقدر الكافي ولا يوجد ما يدل على احترام شرط التسجيل الإرادي.. ولاحظ الكاتب العام لشبكة مراقبون أن القانون الانتخابي يوجب على الهيئة أن تعمل على أن يكون سجل الناخبين دقيقا شفافا شاملا ومحينا وذلك لأن سجل الناخبين مهم للغاية فالسجل لن يتم اعتماده بمناسبة الاستفتاء فقط بل سيتم اعتماده بمناسبة الانتخابات المرتقبة وكذلك في صورة مراجعة تقسيم الدوائر الانتخابية..

مراقبة الحملة

وإضافة إلى حثها على استنباط السبل الكفيلة بتسجيل مليوني ناخب رغم ضيق الوقت ورغم ارتفاع درجات الحرارة، دعا سيف الدين العبيدي هيئة الانتخابات إلى الاستعداد الأمثل بشريا ولوجستيا لمراقبة حملة الاستفتاء ويوم الصمت ويوم الاقتراع.. وبين أنه بالنظر إلى أن الاستفتاء سيكون في 25 جويلية فإنه يتوقع أن الحملة ستتحول إلى منصات التواصل الاجتماعي أكثر من وجودها في الميدان.

وذكر أن شبكة مراقبون ستتولى مراقبة الحملة الخاصة بالاستفتاء على منصات التواصل الاجتماعي وهي بصدد الاستعداد لهذه المهمة وللغرض ستتولى موفى الشهر الجاري تنظيم دورة تدريبية لفائدة منظوريها.. وستركز الشبكة بالخصوص على مراقبة الخطابات التي تدعو إلى الكراهية والعنف وكذلك على الأخبار المغلوطة "الفيك نيوز".. ولكن دور المجتمع المدني على حد قوله لا يكفي بل يجب على الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن تقوم بمراقبة الحملة ويوم الصمت ويوم الاقتراع على وسائل التواصل الاجتماعي وأن ترصد لهذا الغرض موارد مالية كافية وأن تنتدب العدد اللازم من المراقبين وأن تتولى تكوينهم وتمكينهم من المهارات والخبرات و المعدات التكنولوجية التي تسمح لهم بأداء مهامهم على الوجه الأفضل، والأهم من ذلك عليها أن تقوم في أسرع وقت ممكن بعقد اتفاقية مع الشركات المشرفة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها فيس بوك وتويتر المستعملة بكثافة من قبل التونسيين وهذه الاتفاقية هي لدعم التعاون بين الهيئة وتلك الشركات لمراقبة الحملة الانتخابية وخاصة للتصدي للمعلومات المضللة وللتمويل الأجنبي الذي يتم من خلال الصفحات الممولة.

ونبه العبيدي إلى أن توظيف الصفحات الممولة خلال الحملة يدعو إلى التذكير بأن هذا التمويل الذي يجب احتسابه كإنفاق انتخابي هو تمويل أجنبي لأنه لا يدفع بالدينار التونسي بل بالأورو أو بالدولار، وذكر أن الهيئة مدعوة إلى معرفة مصادر هذه الأموال وكيفية صرفها لأن من أهم المبادئ المنظمة للحملة، تلك المتعلقة بالشفافية من حيث مصادر تمويل الحملة وطرق صرف الأموال المرصودة لها، وليس هذا فقط بل يجب ضمان المساواة وتكافؤ الفرص بين المشاركين في الحملة سواء الذين سيقومون بحملة لفائدة الإجابة بنعم على نص الاستفتاء أو بحملة لفائدة الإجابة بلا..

الرقابة على الفضاء الافتراضي

وذكر سيف الدين العبيدي أن شبكة مراقبون تطرقت في تقريرها حول تشخيص المنظومة الانتخابية الصادر إلى ضعف الإحاطة بالفضاء الافتراضي،ونبهت إلى جملة من الإشكاليات من قبيل توظيف منصات التواصل الاجتماعي للقيام بعمليات استهداف سياسي دقيق ومباشر للناخبين، إذ يتم حسب تفسيره تعقب منشورات الناخبين لفترات طويلة لمعرفة فئاتهم العمرية ومستوياتهم التعليمية وميولاتهم السياسية وعاداتهم الاستهلالية وبعد ذلك، وبناء على هذه المعطيات التي يتم تجميعها يقع التوجه إليهم مباشرة بمناسبة الحملات الانتخابية وتوجيه مراسلات لهم فيها مضامين دعائية مدروسة أو أخبار مضللة وذلك بغاية التأثير عليهم.

وتعقيبا عن استفسار حول دواعي تشديده على مطالبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بالرقابة الناجعة للحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، والحال أن الناخب قد يتساءل ما الضرر في توظيف الفيسبوك وتوتير وتيك توك وانستغرام وغيرها خلال الحملة فالمعلومة تصله بسهولة ودون أن يتكبد عناء التنقل في عز الصيف إلى الاجتماعات والتظاهرات التي ستقام زمن الحملة، ذكر العبيدي أن الناخب قد تغيب عن ذهنه أن هناك شركات ذكاء صناعي تقوم بتعقب الناخبين لتعرف عنهم كل شيء من خلال دراسة وتحليل منشوراتهم وهي لا تكتفي بهذا بل تستهدفهم وتعمل على استقطابهم والتأثير عليهم عن طريق مضامين دعائية موجهة خصيصا إليهم كما تعمل حتى على التظليل من خلال نشر الإشاعات والمعطيات الزائفة، ونبه محدثنا إلى أن الإشاعة عادة ما تنتشر بسرعة وحتى عندما يتم تصحيح الخبر فإن وقع الإشاعة في النفوس وتأثيرها يكون أكبر.

وخلص العبيدي إلى أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مدعوة إلى تدريب مراقبيها وتمكينهم من المهارات التقنية اللازمة لكي يقوموا بمراقبة الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعليها في نفس الوقت أن تؤمن مراقبة مختلف مناشط الحملة من تظاهرات وملتقيات واجتماعات وتجمعات، وأن تأخذ بعين الاعتبار بالخصوص أن الظرف السياسي الذي تعيشه البلاد دقيق للغاية، وبالتالي فإن المطلوب منها هو أن تجتهد كثيرا في عملها وأن تجد الحلول الكفيلة بضمان استفتاء ديمقراطي حر تعددي نزيه وشفاف.

سعيدة بوهلال

استفتاء 25 جويلية.. إكراهات مناخية تواجه التسجيل.. مراقبة الحملة.. والاقتراع

* الكاتب العام لشبكة"مراقبون": لا مانع في اعتماد التسجيل الالكتروني.. ولابد من تشديد الرقابة على منصات التواصل الاجتماعي

تونس-الصباح

إكراهات مناخية تواجه عمليات التسجيل والحملة والاقتراع الخاصة باستفتاء 25 جويلية تستدعي من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أخذها بعين الاعتبار في إطار استعداداتها لتنظيم هذه المحطة، فبالعودة إلى "نشرة التوقعات الموسمية للمعهد الوطني للرصد الجوي الخاصة بأشهر ماي وجوان وجويلية لسنة 2022"الموجودة بموقعه الرسمي، نجد فيها إشارة إلى "احتمالية عالية للسيناريو الأكثر دفئا من المعتاد"، وهو ما يعني أن درجات الحرارة المتوقعة ستكون أكثر دفئا من المعدلات العادية..

وفي انتظار إعلان الهيئة عن روزنامة الاستفتاء، يجدر التذكير بأن الفصل 50 من القانون الأساسي المتعلق بالانتخابات والاستفتاء نص على أن تفتتح حملة الاستفتاء قبل يوم الاقتراع باثنين وعشرين يوما وتنتهي أربعا وعشرين ساعة قبل يوم الاقتراع، وبالتالي من المنتظر أن تكون الحملة خلال شهر جويلية، وقد كان شهر جويلية من السنة الماضية قائظا.. فوفق بيانات صدرت سابقا عن المعهد الوطني للرصد الجوي، تميز شهر جويلية 2021"بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة" وتم خلاله "تسجيل أرقام قياسية"وكان "المعدّل العام للحرارة فوق المعدّل المرجعي لفترة ( 1981- 2010 ) وذلك بفارق 2.14 درجة"،وقد "صنّف شهر جويلية من السنة الماضية في المرتبة الثالثة لأشهر جويلية  الأشدّ حرارة منذ سنة 1950..

فتحديات العامل المناخي ماثلة بقوة أمام استفتاء 25 جويلية، فإضافة إلى انشغال السواد الأعظم من التونسيين خلال الفترة القادمة بالامتحانات والنتائج وحفلات الأعراس والتخرج والاصطياف، فإن ارتفاع درجات الحرارة يبعث على الضجر ويشجع على الخمول والاسترخاء.

ولتشجيع التونسيين على التسجيل ومواكبة الحملة والذهاب للاقتراع يوم 25 جويلية يقول سيف الدين العبيدي الكاتب العام لشبكة مراقبون إن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مطالبة ببذل مجهودات كبيرة والعمل دون هوادة.

وفي علاقة بالتسجيل، أشار العبيدي إلى أنه من المهم أن تخصص الهيئة العليا المستقلة للانتخابات متسعا من الوقت للتسجيل وأن تأخد بعين الاعتبار ارتفاع درجات الحرارة، وذكر أن الاستفتاء يختلف عن الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية، وذلك لأنه لا توجد فيه ترشحات، وبالتالي يمكن للهيئة أن تستفيد من هذا الأمر والتوقيت الذي كانت تمنحه للترشحات تستغله للقيام بالتسجيل فعليها وأن تترك باب التسجيل مفتوحا لفترة طويلة شريطة أن تعمل طيلة هذه الفترة على تنظيم حملة مكثفة لتسجيل الناخبين، وأن تضع نصب أعينها هدفا محددا وهو تسجيل مليوني ناخب نظرا إلى أنه يوجد اليوم في تونس أكثر من مليوني ناخب غير مسجلين.

وذكر العبيدي أن مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تداول خلال اجتماعه الأخير حول فرضية تنقيح القانون الانتخابي في اتجاه اعتماد التسجيل الآلي عن بعد، وبين أن  شبكة مراقبون لا تعارض من حيث المبدأ اعتماد هذه الآلية، و لكنها تتمسك بضرورة احترام الشرط الذي يقول إن التسجيل إرادي وبضرورة أن يكون السجل الانتخابي دقيقا وشفافا.

وبين العبيدي أن هناك من أعضاء الهيئة من اقترح توجيه إرساليات قصيرة لمستعملي الهواتف الجوالة لسؤالهم إن كانت لديهم رغبة في التسجيل من عدمه وفي صورة الرد بالإيجاب يقع تسجيل المعني، ولكن هذه العملية ليست واضحة بالقدر الكافي ولا يوجد ما يدل على احترام شرط التسجيل الإرادي.. ولاحظ الكاتب العام لشبكة مراقبون أن القانون الانتخابي يوجب على الهيئة أن تعمل على أن يكون سجل الناخبين دقيقا شفافا شاملا ومحينا وذلك لأن سجل الناخبين مهم للغاية فالسجل لن يتم اعتماده بمناسبة الاستفتاء فقط بل سيتم اعتماده بمناسبة الانتخابات المرتقبة وكذلك في صورة مراجعة تقسيم الدوائر الانتخابية..

مراقبة الحملة

وإضافة إلى حثها على استنباط السبل الكفيلة بتسجيل مليوني ناخب رغم ضيق الوقت ورغم ارتفاع درجات الحرارة، دعا سيف الدين العبيدي هيئة الانتخابات إلى الاستعداد الأمثل بشريا ولوجستيا لمراقبة حملة الاستفتاء ويوم الصمت ويوم الاقتراع.. وبين أنه بالنظر إلى أن الاستفتاء سيكون في 25 جويلية فإنه يتوقع أن الحملة ستتحول إلى منصات التواصل الاجتماعي أكثر من وجودها في الميدان.

وذكر أن شبكة مراقبون ستتولى مراقبة الحملة الخاصة بالاستفتاء على منصات التواصل الاجتماعي وهي بصدد الاستعداد لهذه المهمة وللغرض ستتولى موفى الشهر الجاري تنظيم دورة تدريبية لفائدة منظوريها.. وستركز الشبكة بالخصوص على مراقبة الخطابات التي تدعو إلى الكراهية والعنف وكذلك على الأخبار المغلوطة "الفيك نيوز".. ولكن دور المجتمع المدني على حد قوله لا يكفي بل يجب على الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن تقوم بمراقبة الحملة ويوم الصمت ويوم الاقتراع على وسائل التواصل الاجتماعي وأن ترصد لهذا الغرض موارد مالية كافية وأن تنتدب العدد اللازم من المراقبين وأن تتولى تكوينهم وتمكينهم من المهارات والخبرات و المعدات التكنولوجية التي تسمح لهم بأداء مهامهم على الوجه الأفضل، والأهم من ذلك عليها أن تقوم في أسرع وقت ممكن بعقد اتفاقية مع الشركات المشرفة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها فيس بوك وتويتر المستعملة بكثافة من قبل التونسيين وهذه الاتفاقية هي لدعم التعاون بين الهيئة وتلك الشركات لمراقبة الحملة الانتخابية وخاصة للتصدي للمعلومات المضللة وللتمويل الأجنبي الذي يتم من خلال الصفحات الممولة.

ونبه العبيدي إلى أن توظيف الصفحات الممولة خلال الحملة يدعو إلى التذكير بأن هذا التمويل الذي يجب احتسابه كإنفاق انتخابي هو تمويل أجنبي لأنه لا يدفع بالدينار التونسي بل بالأورو أو بالدولار، وذكر أن الهيئة مدعوة إلى معرفة مصادر هذه الأموال وكيفية صرفها لأن من أهم المبادئ المنظمة للحملة، تلك المتعلقة بالشفافية من حيث مصادر تمويل الحملة وطرق صرف الأموال المرصودة لها، وليس هذا فقط بل يجب ضمان المساواة وتكافؤ الفرص بين المشاركين في الحملة سواء الذين سيقومون بحملة لفائدة الإجابة بنعم على نص الاستفتاء أو بحملة لفائدة الإجابة بلا..

الرقابة على الفضاء الافتراضي

وذكر سيف الدين العبيدي أن شبكة مراقبون تطرقت في تقريرها حول تشخيص المنظومة الانتخابية الصادر إلى ضعف الإحاطة بالفضاء الافتراضي،ونبهت إلى جملة من الإشكاليات من قبيل توظيف منصات التواصل الاجتماعي للقيام بعمليات استهداف سياسي دقيق ومباشر للناخبين، إذ يتم حسب تفسيره تعقب منشورات الناخبين لفترات طويلة لمعرفة فئاتهم العمرية ومستوياتهم التعليمية وميولاتهم السياسية وعاداتهم الاستهلالية وبعد ذلك، وبناء على هذه المعطيات التي يتم تجميعها يقع التوجه إليهم مباشرة بمناسبة الحملات الانتخابية وتوجيه مراسلات لهم فيها مضامين دعائية مدروسة أو أخبار مضللة وذلك بغاية التأثير عليهم.

وتعقيبا عن استفسار حول دواعي تشديده على مطالبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بالرقابة الناجعة للحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، والحال أن الناخب قد يتساءل ما الضرر في توظيف الفيسبوك وتوتير وتيك توك وانستغرام وغيرها خلال الحملة فالمعلومة تصله بسهولة ودون أن يتكبد عناء التنقل في عز الصيف إلى الاجتماعات والتظاهرات التي ستقام زمن الحملة، ذكر العبيدي أن الناخب قد تغيب عن ذهنه أن هناك شركات ذكاء صناعي تقوم بتعقب الناخبين لتعرف عنهم كل شيء من خلال دراسة وتحليل منشوراتهم وهي لا تكتفي بهذا بل تستهدفهم وتعمل على استقطابهم والتأثير عليهم عن طريق مضامين دعائية موجهة خصيصا إليهم كما تعمل حتى على التظليل من خلال نشر الإشاعات والمعطيات الزائفة، ونبه محدثنا إلى أن الإشاعة عادة ما تنتشر بسرعة وحتى عندما يتم تصحيح الخبر فإن وقع الإشاعة في النفوس وتأثيرها يكون أكبر.

وخلص العبيدي إلى أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مدعوة إلى تدريب مراقبيها وتمكينهم من المهارات التقنية اللازمة لكي يقوموا بمراقبة الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعليها في نفس الوقت أن تؤمن مراقبة مختلف مناشط الحملة من تظاهرات وملتقيات واجتماعات وتجمعات، وأن تأخذ بعين الاعتبار بالخصوص أن الظرف السياسي الذي تعيشه البلاد دقيق للغاية، وبالتالي فإن المطلوب منها هو أن تجتهد كثيرا في عملها وأن تجد الحلول الكفيلة بضمان استفتاء ديمقراطي حر تعددي نزيه وشفاف.

سعيدة بوهلال

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews