إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تحقيقات "الصباح": بدل مرافقتهم يتهددهم الطرد من المدرسة أيّ ذنب لأطفال اضطراب فرط الحركة...؟!!

 10 بالمائة من التلاميذ يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

  • المديرة العامة للمرحلة الابتدائية بوزارة التربية:"انطلقنا في الإعداد لخطة للدمج المدرسي والمؤسسات التعليمية يرتادها جميع الأطفال بنفس الحظوظ "

رئيسة الجمعية التونسية للطب النفسي للأطفال والمراهقين:لا وجود أي علاقة بين اطفال التوحد والاطفال المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه

تونس – الصباح

لا توجد وصفات جاهزة لتربية الاطفال او تعليمهم لذلك يعدّ الحكم المسبق عليهم بأنهم مشاغبون وقليلو التربية عبارة عن "خطيئة" لان لا ذنب لهم ان كانوا يعانون من علامات اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة خاصة وأن هناك دراسات علمية تفيد بان هذه العلامات قد تكون وراثية ومنقولة عن أحد الأبوين.

بعض الدراسات والبحوث العلمية التي اجريت على فئة هامة من التلاميذ كشفت وجود بين 5 و10 بالمائة منهم يعانون من اعراض فرط الحركة وقلة الانتباه او نقص التركيز لذلك يرون المختصون في الطب النفسي للأطفال أن هذه الفئة تحتاج الى المرافقة والمتابعة سواء داخل الاسرة او في المدرسة لانهم مصابون باضطراب عصبي لا علاقة له بالذكاء بل ان هناك من يطلق على المصابين بمثل هذه العلامات "مرض العباقرة" لان العديد منهم يتميزون بقدرات ذكاء عالية تفوق عمرهم الزمني بكثير.

وقد شهدت منذ أيام منصات التواصل الاجتماعي واقعة تعرض لها تلميذ بإحدى المدارس الإعدادية الخاصة حيث تعرض الى الطرد لأنه يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع العلم ان رواية والدته تفيد انه تم اعلام إدارة المدرسة في اول السنة الدراسية بحالته وتم قبوله بعد تعهد المدرسة بالإحاطة والمرافقة للتلميذ البالغ من لعمر 11 سنة.

وحسب رواية الام التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي فان ابنها يتلقى متابعة من قبل مختصين نفسانيين منذ كان في المستوى الابتدائي هذا إلى جانب القيام بأنشطة رياضية ليجد نفسه بعد ذلك مفصولا من المدرسة في منتصف السنة الدراسية.

وضعية تلميذ الـ 11 سنة يعيشها العديد من التلاميذ الذين يعانون صعوبات فرط الحركة وقلة الانتباه وبدل التخفيف عنهم بمتابعتهم ومرافقتهم يقع تحميلهم مسؤولية حالتهم التي لا ذنب لهم فيها.

يعرف عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه كونه أحد اضطرابات النمو العصبية يحدث في مرحلة الطفولة، ويستمر حتى مرحلة البلوغ ومرحلة الرشد بأشكال وأعراض مختلفة ولا توجد أسباب واضحة ودقيقة حول سبب حدوثه ولكن توجد بعض الدراسات التي أثبتت ارتباطه ببعض العوامل ويكون العلاج الدوائي فعالا في السيطرة على الأعراض ولكن استخدامه لا يغني عن العلاج السلوكي والتربوي.

حالة مرضية..

وحسب رئيسة قسم الطب النفسي للأطفال بمستشفى منجي سليم ورئيسة الجمعية التونسية للطب النفسي للأطفال والمراهقين أحلام بلحاج فان اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة حالة مرضية لأنه نوع من تأخر النمو العصبي وتبدأ أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط تظهر قبل سن 12 ويمكن ان تلاحظ هذه الأعراض في سن لدى بعض الأطفال كسن الثالثة وهي اعرض يمكن أن تكون خفيفة أو معتدلة أو حادة والتي توصف بالخطيرة، وقد تستمر الى سن البلوغ عند العديد من الاطفال.

وبينت بلحاج ان الطفل المصاب بفرط الحركة ونقص الانتباه قد يجب صعوبة في الاندماج في صفوف المدارس والتعلم لأنه لا يتقيد بقوانين القسم مما يؤدي إلى تدهور الأداء المدرسي بسبب عدم قدرته على التركيز وليس لأنهم غير أذكياء.

واكدت رئيسة قسم الطب النفسي للأطفال بمستشفى منجي سليم ان هذه الحالة تعتبر من أكثر الحالات النفسية شيوعا في العالم حيث تصل نسبة قصور الانتباه وفرط الحركة في العالم بين 7 و10 بالمائة بالنسبة لأطفال العالم.

أما بالنسبة للأعراض فهي حسب بلحاج تتمثل اساسا في سرعة شعور الطفل بالملل من كل شيء وفقدان تركيزه في تتبع المعلومة هذا الى جانب فقدان اغلب حاجياته المدرسية ودائما ما يتجنب المهام التي تتطلب مجهودا فكريا التركيز مثل الواجبات المنزلية او الجلوس طويلا على مقعد الدراسة في الفصل وحتى اثناء اداء واجباته المنزلية هذا الى جانب تشتت انتباهه بسهولة.

قد يعاني الأطفال المصابون باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط من تراجع الثقة بالنفس، والعلاقات المضطربة، وضعف الأداء في المدرسة أيضًا. تقلُّ الأعراض في بعض الأحيان مع تقدُّم العمر. ومع ذلك، لا يتخطَّى بعض الأشخاص أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط تمامًا. لكن يُمكنهم تعلُّم الاستراتيجيات لتكون ناجحة.

ونفت بلحاج وجود أي علاقة بين اطفال التوحد والاطفال المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه، مؤكدة ان هذه الفئة تحتاج الى اجراءات بيداغوجية تتماشى ووضعهم الصحي خاصة بعد ان كشفت بحوث علمية واحدة اجريت في 2006 بتونس الكبرى على المتمدرسين بينت ان 5 بالمائة من التلاميذ يعانون من اضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه فيما كشف بحث علم ثان اجري بصفاقس في 2009 ان 9 بالمائة من التلاميذ يعانون من هذه الحالة المرضية.

تدخلات نفسية ودوائية

اما بالنسبة لمرحلة العلاج فهي تتمثل حسب رئيسة قسم الطب النفسي للأطفال بمستشفى المنجي سليم في اعتماد منهج مشترك بين العائلة والمدرسة، كما يشمل العلاج عادة وصف بعض الأدوية خاصة بالنسبة للحالات المتوسطة والخطيرة أو العميقة هذا الى جانب التدخلات السلوكية وممارسة الرياضة.

بالإضافة إلى التدخلات النفسية والاجتماعية يحتاج من يحملون أعراضا متوسطة أو عميقة لهذا المرض الى بعض الادوية لتقليل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وتؤكد بلحاج أن الطبيب لا يصف هذه الأدوية إلا إذا كان السلوك عميق كما لا يمثل الدواء إلا جزءا بسيطا من العلاج لان الاطفال في حاجة الى طرق او معاملة خاصة لمساعدتهم على التركيز والتنظيم داخل بيئتهم بما يسهل إدماجهم في الحياة الاجتماعية والمدرسية.

وترى بلحاج انه في تونس اصبح هناك اهتمام بهذه الحالات ويشهد العديد منها تحسنا باستثناء البعض الذين ترافقهم علامات قلّة الانتباه حتى بعد سن المراهقة.

غياب سلك المرافقين

نادية العياري المديرة العامة للمرحلة الابتدائية بوزارة التربية أكدت لـ"الصباح" انه لا يمكن فصل اي تلميذ يعاني من اضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه، مشيرة إلى أن هذه الفئة من الاطفال يتم عرضهم على لجنة جهوية تضم ممثلين عن وزارات التربية والصحة والشؤون الاجتماعية قبل دمجهم في المدرسة ويصنفون من بين ذوي الاحتياجات الخصوصية.

وأفادت المديرة العامة للمرحلة الابتدائية بوزارة التربية أن هناك إشكالا يتمثل في غياب سلك المرافقين لمثل هذه الفئة من الاطفال الذين لهم قدرات ذكاء هامة تحتاج الى المتابعة والعناية الخاصة، مضيفة أن الوزارة انطلقت في الاعداد لخطة مشتركة للدمج المدرسي، للانتفاع بخدمات المربين المختصين لدمج ذوي اضطرابات التعلم والإعاقة في المدارس العمومية.

وحسب المديرة العامة فانه لا توجد احصائيات رسمية عن عدد الاطفال المصابين باضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه، فقط توجد دراسة تفيد انه يوجد حوالي 500 تلميذ يعانون من طيف التوحد موزعين على المؤسسات التربوية حسب الجهات، مضيفة أن هذا الرقم ليس نهائيا لأنه يوجد أولياء يجهلون إصابة أبنائهم بهذا المرض والبعض الآخر يرفض تقبل ذلك.

وعن ما تم تداوله حول وضعية تلميذ (11 سنة) الذي تعرض الى مظلمة تتمثل في فصله من مدرسة اعدادية خاصة مؤخرا بدعوى انه يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قالت المديرة العامة للمرحلة لابتدائية بوزارة التربية ان القانون يمنع ذلك منعا باتا ولا يمكن فصل اي تلميذ سواء في المدرسة العمومية او الخاصة مؤكدة ان المؤسسات التعليمية يرتادها جميع الاطفال بنفس الحظوظ وعملا بمبدأ تكافؤ الفرص بينهم جميعا.

وفي نفس السياق قالت العياري انه يتم توجيه توصيات الى لأسرة التربوية لتوفير المرافقة لنفسية والبيداغوجية للأطفال الذين يعانون فرط الحركة وقلة الانتباه علما وان من بينهم أطفال من ذوي القدرات العلية ( العمر الذهني سابق لسنهم الزمني)  وهم بدورهم يتعرضون لعديد الصعوبات في الفصل.

ضغط على مستوى العيادات والطب النفسي

سليمة النيفر طبيبة مختصة في الطب النفسي للأطفال أكدت لـ "الصباح" ان العيادات اصبحت تشهد اقبالا كبيرا بسبب ظهور عديد الحالات لأطفال يعانون مثل هذه الاضطرابات الذين ينتبه لهم اوليائهم خلال فترة الامتحانات او بعد ظهور نتائجهم الدراسية.

وحسب المختصة في الطب النفسي للأطفال فان عيادات الطب النفسي للأطفال تشهد ضغطا كبيرا نظرا لتعرض عديد الاطفال الذين يعانون من اضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه للرفض من الاسرة التربوية وزملائهم.

ورغم ظهور هذه الحالات المرضية منذ اكثر من ثلاثين سنة تبقى الأسباب الرئيسية لاضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه مجهولة حيث ترى بعض الابحاث العلمية انها بيولوجية تتمثل في وجود خلل في مراكز المخ المسؤولة عن القيام ببعض الوظائف كالانتباه والتركيز وتنظيم الحركة والنشاط.

جهاد الكلبوسي

تحقيقات "الصباح": بدل مرافقتهم يتهددهم الطرد من المدرسة أيّ ذنب لأطفال اضطراب فرط الحركة...؟!!

 10 بالمائة من التلاميذ يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

  • المديرة العامة للمرحلة الابتدائية بوزارة التربية:"انطلقنا في الإعداد لخطة للدمج المدرسي والمؤسسات التعليمية يرتادها جميع الأطفال بنفس الحظوظ "

رئيسة الجمعية التونسية للطب النفسي للأطفال والمراهقين:لا وجود أي علاقة بين اطفال التوحد والاطفال المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه

تونس – الصباح

لا توجد وصفات جاهزة لتربية الاطفال او تعليمهم لذلك يعدّ الحكم المسبق عليهم بأنهم مشاغبون وقليلو التربية عبارة عن "خطيئة" لان لا ذنب لهم ان كانوا يعانون من علامات اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة خاصة وأن هناك دراسات علمية تفيد بان هذه العلامات قد تكون وراثية ومنقولة عن أحد الأبوين.

بعض الدراسات والبحوث العلمية التي اجريت على فئة هامة من التلاميذ كشفت وجود بين 5 و10 بالمائة منهم يعانون من اعراض فرط الحركة وقلة الانتباه او نقص التركيز لذلك يرون المختصون في الطب النفسي للأطفال أن هذه الفئة تحتاج الى المرافقة والمتابعة سواء داخل الاسرة او في المدرسة لانهم مصابون باضطراب عصبي لا علاقة له بالذكاء بل ان هناك من يطلق على المصابين بمثل هذه العلامات "مرض العباقرة" لان العديد منهم يتميزون بقدرات ذكاء عالية تفوق عمرهم الزمني بكثير.

وقد شهدت منذ أيام منصات التواصل الاجتماعي واقعة تعرض لها تلميذ بإحدى المدارس الإعدادية الخاصة حيث تعرض الى الطرد لأنه يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع العلم ان رواية والدته تفيد انه تم اعلام إدارة المدرسة في اول السنة الدراسية بحالته وتم قبوله بعد تعهد المدرسة بالإحاطة والمرافقة للتلميذ البالغ من لعمر 11 سنة.

وحسب رواية الام التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي فان ابنها يتلقى متابعة من قبل مختصين نفسانيين منذ كان في المستوى الابتدائي هذا إلى جانب القيام بأنشطة رياضية ليجد نفسه بعد ذلك مفصولا من المدرسة في منتصف السنة الدراسية.

وضعية تلميذ الـ 11 سنة يعيشها العديد من التلاميذ الذين يعانون صعوبات فرط الحركة وقلة الانتباه وبدل التخفيف عنهم بمتابعتهم ومرافقتهم يقع تحميلهم مسؤولية حالتهم التي لا ذنب لهم فيها.

يعرف عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه كونه أحد اضطرابات النمو العصبية يحدث في مرحلة الطفولة، ويستمر حتى مرحلة البلوغ ومرحلة الرشد بأشكال وأعراض مختلفة ولا توجد أسباب واضحة ودقيقة حول سبب حدوثه ولكن توجد بعض الدراسات التي أثبتت ارتباطه ببعض العوامل ويكون العلاج الدوائي فعالا في السيطرة على الأعراض ولكن استخدامه لا يغني عن العلاج السلوكي والتربوي.

حالة مرضية..

وحسب رئيسة قسم الطب النفسي للأطفال بمستشفى منجي سليم ورئيسة الجمعية التونسية للطب النفسي للأطفال والمراهقين أحلام بلحاج فان اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة حالة مرضية لأنه نوع من تأخر النمو العصبي وتبدأ أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط تظهر قبل سن 12 ويمكن ان تلاحظ هذه الأعراض في سن لدى بعض الأطفال كسن الثالثة وهي اعرض يمكن أن تكون خفيفة أو معتدلة أو حادة والتي توصف بالخطيرة، وقد تستمر الى سن البلوغ عند العديد من الاطفال.

وبينت بلحاج ان الطفل المصاب بفرط الحركة ونقص الانتباه قد يجب صعوبة في الاندماج في صفوف المدارس والتعلم لأنه لا يتقيد بقوانين القسم مما يؤدي إلى تدهور الأداء المدرسي بسبب عدم قدرته على التركيز وليس لأنهم غير أذكياء.

واكدت رئيسة قسم الطب النفسي للأطفال بمستشفى منجي سليم ان هذه الحالة تعتبر من أكثر الحالات النفسية شيوعا في العالم حيث تصل نسبة قصور الانتباه وفرط الحركة في العالم بين 7 و10 بالمائة بالنسبة لأطفال العالم.

أما بالنسبة للأعراض فهي حسب بلحاج تتمثل اساسا في سرعة شعور الطفل بالملل من كل شيء وفقدان تركيزه في تتبع المعلومة هذا الى جانب فقدان اغلب حاجياته المدرسية ودائما ما يتجنب المهام التي تتطلب مجهودا فكريا التركيز مثل الواجبات المنزلية او الجلوس طويلا على مقعد الدراسة في الفصل وحتى اثناء اداء واجباته المنزلية هذا الى جانب تشتت انتباهه بسهولة.

قد يعاني الأطفال المصابون باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط من تراجع الثقة بالنفس، والعلاقات المضطربة، وضعف الأداء في المدرسة أيضًا. تقلُّ الأعراض في بعض الأحيان مع تقدُّم العمر. ومع ذلك، لا يتخطَّى بعض الأشخاص أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط تمامًا. لكن يُمكنهم تعلُّم الاستراتيجيات لتكون ناجحة.

ونفت بلحاج وجود أي علاقة بين اطفال التوحد والاطفال المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه، مؤكدة ان هذه الفئة تحتاج الى اجراءات بيداغوجية تتماشى ووضعهم الصحي خاصة بعد ان كشفت بحوث علمية واحدة اجريت في 2006 بتونس الكبرى على المتمدرسين بينت ان 5 بالمائة من التلاميذ يعانون من اضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه فيما كشف بحث علم ثان اجري بصفاقس في 2009 ان 9 بالمائة من التلاميذ يعانون من هذه الحالة المرضية.

تدخلات نفسية ودوائية

اما بالنسبة لمرحلة العلاج فهي تتمثل حسب رئيسة قسم الطب النفسي للأطفال بمستشفى المنجي سليم في اعتماد منهج مشترك بين العائلة والمدرسة، كما يشمل العلاج عادة وصف بعض الأدوية خاصة بالنسبة للحالات المتوسطة والخطيرة أو العميقة هذا الى جانب التدخلات السلوكية وممارسة الرياضة.

بالإضافة إلى التدخلات النفسية والاجتماعية يحتاج من يحملون أعراضا متوسطة أو عميقة لهذا المرض الى بعض الادوية لتقليل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وتؤكد بلحاج أن الطبيب لا يصف هذه الأدوية إلا إذا كان السلوك عميق كما لا يمثل الدواء إلا جزءا بسيطا من العلاج لان الاطفال في حاجة الى طرق او معاملة خاصة لمساعدتهم على التركيز والتنظيم داخل بيئتهم بما يسهل إدماجهم في الحياة الاجتماعية والمدرسية.

وترى بلحاج انه في تونس اصبح هناك اهتمام بهذه الحالات ويشهد العديد منها تحسنا باستثناء البعض الذين ترافقهم علامات قلّة الانتباه حتى بعد سن المراهقة.

غياب سلك المرافقين

نادية العياري المديرة العامة للمرحلة الابتدائية بوزارة التربية أكدت لـ"الصباح" انه لا يمكن فصل اي تلميذ يعاني من اضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه، مشيرة إلى أن هذه الفئة من الاطفال يتم عرضهم على لجنة جهوية تضم ممثلين عن وزارات التربية والصحة والشؤون الاجتماعية قبل دمجهم في المدرسة ويصنفون من بين ذوي الاحتياجات الخصوصية.

وأفادت المديرة العامة للمرحلة الابتدائية بوزارة التربية أن هناك إشكالا يتمثل في غياب سلك المرافقين لمثل هذه الفئة من الاطفال الذين لهم قدرات ذكاء هامة تحتاج الى المتابعة والعناية الخاصة، مضيفة أن الوزارة انطلقت في الاعداد لخطة مشتركة للدمج المدرسي، للانتفاع بخدمات المربين المختصين لدمج ذوي اضطرابات التعلم والإعاقة في المدارس العمومية.

وحسب المديرة العامة فانه لا توجد احصائيات رسمية عن عدد الاطفال المصابين باضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه، فقط توجد دراسة تفيد انه يوجد حوالي 500 تلميذ يعانون من طيف التوحد موزعين على المؤسسات التربوية حسب الجهات، مضيفة أن هذا الرقم ليس نهائيا لأنه يوجد أولياء يجهلون إصابة أبنائهم بهذا المرض والبعض الآخر يرفض تقبل ذلك.

وعن ما تم تداوله حول وضعية تلميذ (11 سنة) الذي تعرض الى مظلمة تتمثل في فصله من مدرسة اعدادية خاصة مؤخرا بدعوى انه يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قالت المديرة العامة للمرحلة لابتدائية بوزارة التربية ان القانون يمنع ذلك منعا باتا ولا يمكن فصل اي تلميذ سواء في المدرسة العمومية او الخاصة مؤكدة ان المؤسسات التعليمية يرتادها جميع الاطفال بنفس الحظوظ وعملا بمبدأ تكافؤ الفرص بينهم جميعا.

وفي نفس السياق قالت العياري انه يتم توجيه توصيات الى لأسرة التربوية لتوفير المرافقة لنفسية والبيداغوجية للأطفال الذين يعانون فرط الحركة وقلة الانتباه علما وان من بينهم أطفال من ذوي القدرات العلية ( العمر الذهني سابق لسنهم الزمني)  وهم بدورهم يتعرضون لعديد الصعوبات في الفصل.

ضغط على مستوى العيادات والطب النفسي

سليمة النيفر طبيبة مختصة في الطب النفسي للأطفال أكدت لـ "الصباح" ان العيادات اصبحت تشهد اقبالا كبيرا بسبب ظهور عديد الحالات لأطفال يعانون مثل هذه الاضطرابات الذين ينتبه لهم اوليائهم خلال فترة الامتحانات او بعد ظهور نتائجهم الدراسية.

وحسب المختصة في الطب النفسي للأطفال فان عيادات الطب النفسي للأطفال تشهد ضغطا كبيرا نظرا لتعرض عديد الاطفال الذين يعانون من اضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه للرفض من الاسرة التربوية وزملائهم.

ورغم ظهور هذه الحالات المرضية منذ اكثر من ثلاثين سنة تبقى الأسباب الرئيسية لاضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه مجهولة حيث ترى بعض الابحاث العلمية انها بيولوجية تتمثل في وجود خلل في مراكز المخ المسؤولة عن القيام ببعض الوظائف كالانتباه والتركيز وتنظيم الحركة والنشاط.

جهاد الكلبوسي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews